قصص

قصة الفتي و الحظ الجميل

لديها فكانت تمتن عليها باموال زوجها

وتخبرها بان عليها ان تعمل باجتهاد حتى لا

تطردها وابنها من المنزل

فكانت السيده لبنى مضطره لاطاعه امرها

والاستماع الى طلباتها وتلبيه كل رغباتها

مهما زادت عن حدها او ارهقتها وذلك لانها

كانت حريصه ان يعيش ابنها الوحيد في رعايه

عمه

ولانها لم تكن تستطيع ان تنفق عليه

بمفردها

ولطالما اصطحبات السيده نجوى لبنى معها

الى السوق

لتساعدها في حمل المشتريات ولكي تتباهى

عليها باختيار ابهض واثمن المجوهرات

والحلي فكانت تدخل برفقتها الى اسواق

الثياب الفاخره وتظل لساعات طويله ترتدي

وتجرب اجمل واثمن الملابس

وكانت تدعو معها بعض رفيقاتها وتتعمد ذلك

حتى يرى النسوه ثياب لبنى الباليه

ولتشعرها بالاهانه والحاجه

ولكنها كانت بافعالها هذه لا تزداد الا

قبحا في نظر رفيقاتها

ولكنهن لم يكن يجرؤنا على اخبارها ذلك او

منعها من ايذاء السيده لبنى

لخوفهن من استبدادها بالمراه المسكينه

اكثر واكثر بينما لم تكن لبنى تبالي مطلقا

بافعال نجوى بل كانت تشفق عليها لانها

كانت تشعر بان الغرور والكبر ما هما الا

مرضين خبيثين لا يؤذيان الا صاحبهما وكانت

تعلم في قراره نفسها ان المال يزول وان

الثياب لا تضيف للشخص الا جمالا يسيرا

بينما القلب الطيب هو الجمال الحقيقي الذي

يبقى مع صاحبه سواء كان غنيا او كان فقيرا

وكانت تتذكر زوجها حين كان يطلب منها في

ايام مرضه

قبل ان يرحل ان تكون صبوره وراضيه مهما

اصابها وان تحافظ على ابنه منابر وان

تعلمه الفضائل واحترام عمه مهما جرى لانه

سينوب عنه في مكانته فهو في مقام والده

مهما فعل ولم يكن الاب المسكين يعلم ابدا

ان اخاه سوف يكون قاسي القلب

وغير رحيم مع زوجته وابنه

ومرت الايام والام تعمل كل الاعمال الشاقه

في المنزل بينما ابنها الوحيد نادر فقد

كان يعمل في مزارع النحل وبعد ان يفرغ من

جمع العسل وتعبئته في جرات صغيره الحجم

كان يقود عربه صغيره ويوزع ما لديه من

جرات للعسل على تلك العربه

ثم يقودها وهو يدفعها بمشقه بالغه ليبيعها

في انحاء المدينه فكان يتوجه الى منازل

كبار التجار وغيرهم ممن يشترون منهم العسل

وكان السيد نجم

يحذره كل مره قبل مغادرته ان يضيع شيئا من

المال او ان يسكب شيئا من العسل او حتى ان

يحاول تذوقه وكان كذلك يحذره من ان يضيع

وقته في اللهو او يتاخر في العوده الى

المنزل رغم ان نادر لم يكن كذلك

بل لقد كان المسكين دائما ما يطيعه ويذهب

مسرعا وقد وضع ورقه صغيره في جيبه كان قد

رسم عليها بعض الرموز والاشارات كعلامه

قمر صغير بدلا من اسم السيد شكري مثلا او

دائره نيابه عن اسم رمزي ونجمه ومربع هو

اشكال مختلفه حتى يستطيع تذكر الاشخاص

الذين سيتوجه لبيع العسل لهم وقد كان يحفظ

هذه الرموز عن ظهر قلب ويعرف على من يدل

كل رمز وقد ساعدته امه في صنع هذه الطريقه

لان ابنها لم يكن يعرف الحروف ولا الكتابه

وذلك حتى يستطيع بيع العسل دون ان ينسى

احدا وكانت تطلب منه ان يضع خطا على كل

شخص ينتهي من بيعه وهكذا داوى منادر على

هذا العمل وكان في كل يوم يزداد رغبه في

تذوق العسل اللذيذ ولكنه كان يخشى من بطش

عمه لذا فقد كان يمنع نفسه عن ذلك ولكن

كان بعض الرجال الذين يبيعهم العسل ممن

كانوا يعرفون ظلم السيد نجم

يسمحون لنادر ان يتذوق ملعقه من العسل قبل

ان يغادر ليكمل عمله وكان الصبي يتذوقه

فيشعر بسعاده غامره

ولكنه كان بعد ذلك يتذكر امه المسكينه

ويتمنى لو كان بامكانها ان تتذوق العسل

اللذيذ مثله وكان منهم من يعطيه بعض

الدراهم لنفسه ليحتفظ بها كاجره له

ويطلبون منه ان يشتري بها ما يشتهيه والا

يذكر ذلك لعمه وذات يوم بعد ان عاد نادر

من عمله واعطى لعمه ما جمعه من النقود

وانتهى العم من عدها كعادته حتى يتاكد من

ان الشاب لم يسرق منه شيئا ثم طلب منه

الانصراف فعاد الى والدته بعد يوم عمل شاق

فوجدها تان اني

وقد اصابها الم شديد في بطنها ولم تعد

تقوى على النهوض من فراشها فوقف الشاب في

حيره شديده من امره ثم اسرع ليستدعي زوجه

عمه او عمه ليحضر لامه طبيبا لكنه حين دخل

المنزل الكبير وجدهم في الحجره المخصصه

للطعام

وسمعهم يضحكون بصحب فاتجه مندفعا وقد نسي

ان يطرق الباب فلما راه عمه نظر له علامات

الغيظ والغضب باديه على وجهه وقد ساله عن

السبب الذي دفعه للقدوم في هذا الوقت وكيف

سمح لنفسه بان يقطع عليهم ساعه تناولهم

للطعام بمتعه فاخبره نادر والقلق والحزن

ظاهر عليه بحال امه وبما اصابها من الم

شديد

فضحكت زوجه عمه بلؤم وقالت لقد كانت امك

بخير طوال النهار ولكنها لابد انها تحتال

علينا حتى تنغيص علينا سعادتنا وطمانينتنا

فاخرج من هنا ولا تعد مره اخرى

واخبرها بان تكف عن الكذب والخديعه ولكن

ظل الفتى واقفا يرجو من عمه الحضور ولم

يزد العم الا قسوه حيث نهض من مكانه ودفعه

خارج المنزل بقوه واقفل الباب وقد امره

الا يعود مجددا الى الداخل

وهكذا اسرع الفتى واتجه بمفرده نحو منزل

الطبيب الذي يقع وسط المدينه

واستمر في الركض حتى وصل اليه وكان طبيبا

مشهورا محبوبا بين الناس

وهو الطبيب سامح

وعندما ساله الطبيب سامح عن حاجته واخبره

نادر بان امه مريضه للغايه وانها بحاجه

لعلاج عاجل نظر الطبيب الى ملابس الفتى

الرثه وشعر بالشفقه على حاله فقال له

بهدوء يا بني هل تناولت امك طعاما طوال

اليوم

فاجابه نادر بحزن ان امي لا تحصل على طعام

كاف

واستمر الطبيب يساله عددا من الاسئله وفهم

ان المراه لا تنال غذاء جيدا ولا تحصل على

قسط كاف من الراحه فقال على الفور وماذا

عنك ايها الفتى اظن انك تعمل في عمل ما

فقال نادر نعم انا ابيع العسل

عندها اخبره الطبيب بان عليه ان ياخذ هذا

الدواء وبعض الطعام الجيد وان يتجه لامه

المريضه مسرعا فقال له الفتى انه لا يملك

المال لشراء الدواء فقال الطبيب اذا فاني

اطلب منك ان تبيعني العسل الشهيه في المره

القادمه التي تتجه فيها للبيع في انحاء

المدينه واريد منك ان تحضر لي منه جره

لاشتريها منك مقابل ان تاخذ هذا الدواء من

غير ثمن

فوافق نادر محرجا ومن اجل شفاء امه على ما

طلبه الطبيب واتجه الى امه وقد اعطاها

الدواء والطعام

وشعرت بعد ذلك بتحسن شديد وفي اليوم

التالي اتجه نادر لبيع العسل وقد اضاف جره

جديده للطبيب وبعد ان باعه الجره وقبض منه

ثمنها قام الطبيب بوضع جره العسل في يد

الفتاه وطلب منه ان يعطيها لامه واخبره

بان هذه الجره منذ اليوم ستكون من نصيبهم

وحاول الشاب بسبب كرامته الا ياخذ الجره

ولكن الطبيب اصر على ذلك

وبالفعل عاد الشاب ومعه جره العسل وعاد

الى امه

وقد تذوقت العسل بسعاده غامره وشعرت

بالنشاط والحيويه وقد استعادت عافيتها

بسرعه كبيره

وعندما سالت الام ابنها عن مصدر الدواء

والطعام الذي احضرهما لها في اليوم الماضي

اخبرها بما حصل معه واخبرها بان طبيب

البلده الشهيره سامح هو من ساعدهم

وادركت الام ان الله عز وجل لا ينسى احدا

ومرت الايام

وصارت الام وابنها ياكلون من العسل الشهي

فيشعرون بنشاط وتحسن

ولاحظت زوجه عمه ان لبنى وابنها اصبح اقوى

واكثر نشاطا

فشعرت انهم يخفيان سرا عندها بدات تطلب من

زوجها ان يراقبهم ليعرف ما يخفيان

وفكر الزوج في كلام زوجته وقرر ان يستمع

اليها وذات يوم بعد ان غادر الشاب غرفته

الى عمله

واتجهت لبنى الى السوق برفقه السيده نجوى

كما خططت مع زوجها دخل السيد نجم لغرفتهم

ليفتش عن السر الذي يخفيه عنه فعثر على

جرات فارغه من العسل اسفل السرير

فاثاره الغضب وظن اننا يسرق من عسله وقرر

ان يعاقبهما عقابا شديدا

وكسر كل جرات العسل على ارض الغرفه وكان

هناك جره بقي فيها بعض العسل

فلما سقطت على الارض

انكسر جزء منها وانتظر السيد نجم عوده بن

اخيه وامه بفارغ الصبر وقد عزم على ان

يطردهما من منزله فور وصولهم

ودخلت ام نادر اولا فصب ويل غضبه عليها

واتهمها بالسرقه

فاسرعت المراه الى غرفتها وقد اصابها

الحزن الشديد فهي لا تدري ما الذي حصل

وعندما دخلت الغرفه وجدت جرات العسل كلها

وقد انسكبت على الارض

فبدات تجمع الفخار المكسور وعلمت ان

السيده نجم دخل الى غرفتهم وعثر على جرات

العسل

ورات الجره التي فيها بعض العسل قد انكسرت

ولكن لحسن حظها فان العسل قد بقي بداخلها

ولم ينسكب

فاسرعت واحضرت وعاء صغيرا

وسكبت فيه ما بقي من العسل

وقد غطته بغطاء محكم ثم انتظرت عوده ابنها

وعندما عاد واجهه السيد نجم وقد كان ينتظر

عودته فوجد بحوزته جره عسل جديده كان قد

حصل عليها من الطبيب كالعاده

فانتزعها منه بقوه ولم يترك له مجالا

ليشرح له او يدافع عن نفسه بل طلب منه ان

يغادر المنزل على الفور واسرع نادر الى

الغرفه فوجد امه في انتظاره

وبدا بجمع ما لديهما من اشياء وحاجيات

وممتلكات ووضعت الام وعاء العسل الصغير في

حقيبه صغيره ثم غادرا المنزل ولم يعرف الى

اين يذهبان وبعد تفكير اتجه نادر وامه

لمنزل احدى الجارات التي رحبت فيهما

وقررت ان تسمح لهما بالمكوث عندها ولكن

المراه كانت فقيره للغايه

فقالت لها ام نادر انها ستعمل وسوف تحصل

على بعض المال

وانها لن تطيل المكوث عندها

وكذلك بحث نادر عن عمل

فصار يعمل في السوق مع بعض التجار

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى