قصة دراميةقصة كاملة

قصة المحتال الداهية

واصراره على مواجهه الحياه لكي تكون افضل

من ذلك رغم التحديات والصعاب وبعدها بايام

من متابعه شاهر للعمل حدث امر غريب لاهل

الضيعه حيث ان هناك امراه مسكينه فقدت

ولدها الوحيده والرضيع

فانطلقت كالمجنونه من صدمتها تبكي على

وحيدها

وتصرخ امام الناس

وتطلب منهم العون والمساعده فسالها اهل

الضيعه عما جرى وحدث مع الرضيع

فاخبرتهم بانها قد عثرت على رساله معلقه

على باب بيتها وهي عباره عن طلب وابتزاز

من قطاع طرق لكي يتم دفع مبلغ وقدره مئه

دينار

ثمنا لاسترداد الطفل الرضيع والا سيموت

وقالوا لها بان المهله على ذلك لن تكون

سوى ثلاثه ايام

فكان للخبر وقع الصاعقه على اهل الضيعه

وعلى ام الرضيع بشكل خاص

لانها قد باتت مقتنعه انها خسرته والى

الابد

فلن يكون هناك احد من اهل الضيعه متاح له

ان يضحي بهذا المبلغ الذي يعادل الارواح

وجلست الام تبكي على ولدها في الطرقات

وتستند الى جدران البيوت فقد شاهدها صاحب

المعمل شاهر واقترب منها وانصت قليلا

فتاثر لحالها واشفق عليها وهو يراها تبكي

دموعا

بل وترجو الا يصيب ابنها اي مكروه فقال في

نفسه من يلبي هذه المراه لن يخيب بعون

الله

فاسرع الخطى نحوها وجلس بجوارها

فاخبرها بانه مستعد لدفع المبلغ على الفور

وليس من اجل شيء الا لكي تطمئني ان شاء

الله على حياه ابنك وتسعدين به

فشكرته المراه المسكينه

واطالت في ثنائها له محاوله ان تقبل يديه

على فضله عليها

فاخبرها ان تتوقف عن ذلك وانه ليس له فضل

على احد

وجميع الناس يفتقرون الى رحمه الله وفضله

فامرها ان تلحق به الى بيته

وادخلها عند زوجته فاكرمتها وقامت باحسان

ضيافتها واطعمتها

ثم اعطاها 100 دينار

فخرجت من عندهم كانها ملكت الدنيا وعادت

الى بيتها وهي تقرر في الصباح ان تخرج الى

الجبال القريبه وتنادي على قطاع الطرق

لعلهم يظهرون لها قبل فوات الاوان وانقضاء

مهله الايام الثلاثه

نامت المراه ولما صار الوقت في ساعه

متاخره نزل على بيتها احد افراد العصابه

وسالها عن المبلغ وهل اذا كان قد تم

تجهيزه

فاعطته المبلغ ولكنها ارادت ضمانه لولدها

الرضيع

فاخبرها بانه عند عتبه باب البيت

وخرج بعدها هاربا في ظلام الليل الدامس

فهرعت المراه المسكينه عند الباب ولما

فتحته وراته سمعت صوت بكائه العذب

فانكبت عليه تقبله وتحضنه وتملاه بحنانها

وعطفها

وقامت بارضاع طفلها

وصارت تدعو بالخير لشاهر صاحب المعمل

على فعله النبيل ومعروفه الذي لا ينسى

وانتشر ما فعله شاهر مع المراه المسكينه

وابنها بين الناس كالنار في الهشيم

وظلوا يشكرون به ويكرمونه

ويعرفون له فضله عليهم

وكانت المفاجاه الحلوه المخباه له حينما

عاد الى بيته ووجد زوجته تجلس صامته على

غير العاده

فسالها ماذا بك فلم ترد عليه ثم ابتسمت

ابتسامه جميله وقالت انني حامل يا زوجي

ولقد جاءت الدايه وكشفت عليه

فاخبرتني بانني من المحتمل ان انجب توامين

فلم يستطع زوجها ان يكتم سعادته الكبرى

لانه واخيرا سياتي ابناؤه ومن طال

انتظارهم

فيحملون اسمه واسم ابيه من قبل

ويكملون سبيلهم في الخير والمعروف بين

الناس ثم تتابعت الايام على هذا الحال

حتى انقضت عشرون سنه

ولقد تغير الحال كثيرا وتبدل وهذه هي

طبيعه الحياه الدنيا ولقد توفي صاحب

المعمل شاهر المرمري وترك وراءه اثنين من

ابنائه وهما عمران وغسان

وامهما الطيبه الحنون التي ستكمل الطريق

من بعد زوجها في تربيتهما وارشادهما لحب

الخير للناس

فهل يا ترى سيكون الاخوان على نفس الحال

الذي اراده لهما ابوهما

لنتابع قصتنا في يوم وفاه الاب شاهر حملت

جنازته بعد ان قام الاحبه والاقرباء

بتوديعه والنظر اليه لاخر مره

وانطلقوا به متوجهين الى احدى المقابر

القريبه فقاموا بدفنه

وبعدها اثنو عليه خيره ووقف عمران وغسان

عند باب المقبره يقومون بمصافحه كل من جاء

لمواساتهم والمشاركه

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى