قصة دراميةقصة كاملة

قصة المحتال الداهية

ولما فرغا من الناس كان هناك رجل عجيب

امره يقف عند قبر والدهما وهو يثني عليه

ويذكره بالخير

وبعدها بقليل جاء اليهما وصافحهما بحراره

وواساهما بكلماته القويه ثم قال لهما لنا

لقاء قريب ثم انصرف مغادرا

ولما رجع الاخوان الى بيت والدتهما جلسا

يسالانها عن المعمل وعن حسابات ابيهما مع

الناس

فاحضرت لهما قرطاسا به كل ما قام به

لكن الاثنان

استغربا من ذلك المبلغ الكبير وهو مئه

دينار

وقال اوف مئه دينار يهبها ابي هكذا لامراه

من اجل ابنها الرضيع ما هذا الجنون فقالت

الام هكذا يكون الادب تصفان اباكما

بالجنون

ثم انه حر بماله يصنع به ما يشاء

وهذه المئه دينار كانت حقا في مالنا

للمساكين فلم يعجب الاخوان ذلك

وبالرغم من انهما لا يمكن ان ياخذ مالا

ليس من حقهما الا انهم يعوضون ذلك بامساك

اموالهما عن غيرهم من الناس حتى يكفيهما

وذهب دون اعلام والدتهما حتى وصل الى بيت

المراه المسكينه وكان عند الباب ابنها وهو

الذي تم خطفه سابقا

وقد اصبح شابا فطلب الاثنان الحديث مع امه

ثم جاءت اليهما

وقدمت لهما احسن الضيافه لما عرفت ان شاهر

يكون اباهما

ولكنهما لم يحفظا المعروف الذي صنعه فقال

بكلام وقح

ايتها المراه طالما انك تقدمين ضيافه كهذه

من كل شيء طيب وغال فانت اذا في غنى عن

المئه دينار

ولذلك فاننا نطالب بديننا عليك هنا اراد

ابن المراه الكلام والشجار معهما غير ان

امه منعته وقالت الحمد لله الذي وسع علينا

بفضله

ولكنني فقط

اشعر بالتعاطف مع والديما

فانهما لا يستحقان ان تكون اخلاق ابنائهما

على هذه الحال ثم

ذهبت واحضرت من صره المال الذي معها 100

دينار

وسلمتها للاخوين ثم انصرف من عندها وبعد

ذلك رجع الى المعمل ودخل الى المكتب ثم

جلساي يتناقشان في ادارته وبعد وقت قصير

كان هناك رجل يقف عند باب المكتب ويطلب

الاذن بالدخول ثم جاء ووقف امام الاخوين

وصافحهما وقال

انا الذي قابلتكما عند المقبره

واعرفكما عن نفسي اسمي جواد القمح تاجر

كبير

فرحب به وجلس معه ما يتحدث عن ابيهما بكل

صفات الخير والمحبه

وذكر لهما انه كان صديقا مقربا للغايه منه

واثنى عليه كثيرا في ذلك الحين حتى شكره

الاخوان على كلامه الطيب

وقال له وماذا بعد

نحن نشكر لك يا سيد جواد كلامك الرائع

ولكننا لم نفهم ما هو طلبك

فقال لهما يا شباب ان الحياه ما هي الا

متاع الغرور

والانسان ينبغي له ان يتخلى عن كل شيء

يتسبب في النيل من سمعته وصيته العطر بين

الناس

وعليه ان يتحلل من الامانات التي له عند

الناس ولذلك

فانني قد تداينت مبلغا وقدره 500 دينار من

ابيكما رحمه الله قبل ثلاثه اشهر عندما

كان في سفر الى المدائن

فقال الاخوان عفوا يا سيد جواد

اذا كنت تريد اطاله مده الوفاء فهذا حقك

ونحن نمهلك ولكن قبل كل شيء علينا ان

نتاكد من قرطاس المعمل فان من عادت الوالد

ان يقوم بتسجيل كل شيء فيها فذهب غسان

وتناول القرطاس

ففتحه وقلب صفحاته فلم يعثر على اي شيء ثم

اعطاه لاخيه عمران

فبحث ولم يعثر كذلك على الدين

فاعتذر الاخوان من السيد جواد عن قبول ما

جاء به من الرغبه في السداد

وقالوا له لو ثبت عليك شيء في القرطاس

بالتاكيد سنطالبك بالوفاء ولكن لا شيء هنا

مسجل

فبدا السيد جواد بالضجر والغضب وابدا ضيق

نفسه من ذلك

واقسم انه لن الدين بعد اليوم وانه

لا يمكن ان يجعل مالا حراما في ذمته

لكن الاخوين اخبروه بانهما سيبحثان عن اي

قرطاس في البيت

وربما يجدان الدين مكتوبا فيه

فانصرفوا جميعا ورجع الاخوان للبيت

وسال والدتهما عن الدين

فانكرت ذلك

واحضرت لهما كل القراطيس ولم يوجد بها شيء

ثم رجعوا للمعمل في اليوم التالي

فجاء اليهم السيد جواد فسالهما

واخبراه بانهما قد سامحاه في المبلغ لانه

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى