روايات

نار الغيرة تحرق رجل واطيها قصة كاملة

البارت الثاني والعشرين

***غفت عيونك ولا غفت عيون من حبك ***








خالد :

بعد ما طلع من عند عمر , وقف له تاكســي وفتح موبايله .
وشاف اربع مس كولات !
ومسجات !
كل المكالمات من امه .
شاف الساعه , واتصل على ساره , خوفا من ان امه تكون نايمه .
بعد السلام طلب انه يكلم امه , امه اللي كانت خايفه عليه ردت بسرعه وقالت ” خــــالد , وين كنت , ليه ما ترد على التليــفون , ايش فيه ؟”
رد بهدوء وقال ” يمه ما فيني شي , انا بخيــر “
امه موضي , بدى صوتها يرجف من الخوف , والقلق اللي عاشته طول اليوم , وحست بدموعها تتكون بعينها , خافت على ولدها , ومن كون جواله مغلق , وفكرت بأسوأ الأحتمالات .
وقالت و واضح اثار البكيـه بصوتها ” اجل ليه ما ترد ؟! , ليه جوالك مغلــق ؟! “
خالد لما سمع حس صوتها , تعب اكثر مما هو تعبان , ما توقع انه امه بتنهار للدرجه ذي , كان مستهلك نفسيـــا من حادث صاحبــه , ومن المهمه الموكوله له بأنه يبلغ مها بخبر الحادث , فما كان له قوة بأن يسمع بكي , وخاص بكي امه الغاليـه .
وقال ” يمه ..الله يخليك لا تبكيـــن طلبتك , والله ما فيـــني ” تنهد وبعدين صارح امه باللي صاير عشان تخف عليه , ويتحول انتباهها إلى شئ اخر مختلف عن انه ما رد عليها , قال ” عمر صاحبي عمل حادث سياره , وهو ألحين بالمستشفى , تعبان “
ام خالد لما تلقت الخبـر تألمت , لأنه عمر بنفس سن خالد بالضبط .
فتلقائيا لما تسمع خبـر مثل هذا تخاف على ولدها .
وخافت على صاحب ولدها , لأنها تدري قوة علاقة خالد بعمر , وتدري انه عمر نعم الصاحــب اللي يعتمد عليـه والدليل على هذا مواقف كثيـره , اكبرها واهمها وقت وفاة جاسم .
عرفت ان نفسية ولدها اكيد تعبانه
ومن باب خوفها على ولدها قالت بهدوء ” وشلونه الحيــن “
شلونه !
اه ه ه
نبغاه يصحى , ونتأكد انه بخيـــر , كان حاس بنفسه وده يرد للمستشفى , ما وده يروح للفندق ويقول لمها الخبر .
قال ” الدكتور يقول انه اصاباته الحمدلله زينه بالنسبه لقوة الحادث , هو ألحين تحت تأثير المخدر “
موضي لما سمعت هالكلام عورها قلبها , عمر توه شباب , لكن الحوادث ما تعرف شاب ومن شايب .
ابوه أكيد متأثر ومتألم كثيــر .
وتصورت حال اهله..
اهله !
مهااااااااا , كيـــف غابت عن بالها ذي .
عمر يصير خال مها !
وش حالتها ألحين .
اسألت خالد بعجله ” ومها كيف حالها لما درت ؟ عساها ما تكدرت كثيــر , طمني ؟”
سكت خالد لفتره يحاول يستوعب الوضع ويعدين قال ” يمه , مها ما تدري فلو سمحتي ما احد يبلغها بالموضوع , انا جاي وراح ابلغها بطريقتي “
موضي ارتاحت نسبيا من انه هالحمل ما كان عليها , وانها مهي مجبوره تبلغ مها بالخبــر السئ .
ما تحب تكون ناقله لأخبار من النوع ذا .
وخاصه ان علاقتها بمها مهي بذيك القوه .
خالد هو الشخص الوحيــد اللي يعرف حق حرمته , واكيد هو الوحيد اللي يعرف كيف يبلغها بالموضوع .
بعد ما سكــر خالد التليفون من امه , بدى يفكر بالطريقه اللي المفروض يبلغ فيها مها عن الحــادث .
بعد اللي صار بينهم اليوم وحساسيتها , وعدم كلامها معاه , خاف من طريقة تقبلها للخبر , خاصه إذا جا منه .
الحادث اللي جا لأمها ولها واللي أدي إلى وفاة امها حنان , كان سبب في عديد من الكوابيــس اللي كانت تجيها والمنقذ دايما في كوابيسها يكون عمر .
لأنه بالحقيقه عمر هو أول من عرف بالحادث وخذها من ايد المسعفيــن, وهي طفله عمرها 5 سنوات , وهو اللي كان حاضر وقت الحادث وشاهد عليه, كان مراهق وقتها وفعايله فعايل رجال , هذي القصه سمعها من مها نفســها , اما عمر فما كان يتكلم عن الحادثه ابدا .
وفكر بمها وتأثير الحادث عليها , اصلا ركوبها للسياره , وتعلمها القياده كان معجــزة ما احد كان متوقعها ..
اما بالوقت الحالي ..
كيــف ممكن انه يقول لها انه منقذك ألحين عمل حادث , لكن يعتبر بحاله ممتازه بالمقارنه مع قوة الحادث .
يا الله وش كثر هالمهمه صعبــه .
كان يتمنى انه الطريــق للفندق يطــول , ويطــول , وما يضطر انه يواجهها بالموضوع .
صعبه انك تقول خبــر زي هذا بطريقه جيــده .
لما وصل التاكسي لباب الفندق , تم فيــه فتــره , ما قدر يطلع او يتحرك .
كان بس جالس مكانه يفكر انه جا الوقت اللي يقول لمها عن الموضوع , وانه لازم يقوله بهدوء ولازم عليــه انه يطمنها .
يطمنها …كيــف ما يدري وهو بهالتعب , والنفسيه المرهقه ؟؟
بس يأمل انه يقدر ينقل لها تفاءل الدكتور وحماسه ..
تنهد بقوة , الحمــدلله عمــر بخيــر .
نزل من السيــاره بعد ما حس بتذمر السائق .


مها :

مها بعد ما راحت ريم لشقتها .
صلـــت استخاره .
واقعدت فتــره تفكر بقرارها , واستقرت على انها ترجع لزوجها , على الأقل تبقى معاه إلى ان يتزوج وبعدها تتركه , بس.. ما عاد فيها تستحمل بعده خاصه بعد القرب اللي صار بينهم اليوم .
بعد ما قررت ارتاحت نفسيا , حست انها بالوقت الحالي مستقره لمعرفتها شنو تبي بالضبط , الخطوه القادمه انها تعيش معاه كل يوم بيومه .
حطت ايدها على بطنها , وكلمت البيبي بهمس ” انا اموت على ابوك , انت لما تتعرف عليه اكيد راح تحبــه .. اتصدق اني اعشقه , اه ه ه ه ه “
شافت ساعتها , وقامت من مكانها , وقررت تتجهز في حالة ان قرر خالد انه يجي لغرفتها , لأنه أكيـد راج يجي عشان يسمع ردها على عرضه .
راحت لحقيبتها وبدت تدور على شي حلو مغري .
ولقتـــه .
قميـص نوم اسود قصيـر , وشفاف وعلاليق , كان قمه بالجمال والأغراء .
لبست القميص , واستشورت شعرها وتركته على ظهرها , وحطت لها حمره حمــره , ومكياج كامل .
ناظرت روحها بالمنظره , وعجبها شكلها , واهي متأكده انه خالد راح ينعجب فيـه , خاصه انه ما شافها جذي صار له فتره .
وراح يعرف قرارها من غيـر لا تنطق بالكلمات , وهذا اسهل لها .
ما صار لها خمس دقايق من انتهت إلا اسمعت صوت الباب .
طق
طق
طق
قامت من مكانها بعجله , وراحت للباب وقالت بهدوء يخفي وراه توتر شديد ” منو ؟ “
سمعت صوت حبيبها , وزوجها ” انا خالد “
بدى قلبها يضرب بقوة .
وبدت تحس بالتوتر اكثـر , وبدت تتساءل (هل اتخذت القرار الصح ولا لأ ؟ )
سمعت صوته يقول بصرامه ” مها , افتحي الباب , ما راح اكلك “
مها ما انتبهت للتعب اللي غامر صوته , من فيضان المشاعر اللي فيها .
بس لما اسمعت كلامه زاد توترها من القرار .
خذت نفس عميـق , وعضت على شفتها السفليه بتوتر , وافتحت الباب .
كانت هي تقريبا واقفه ورى الباب , لأنها افتحته على وسعه .
خالد دخل الغرفه بهدوء من غير لا يشوفها ,كان معطيها ظهره , كان معصب من ترددها بفتح الباب , يعني مهما صار بينهم المفروض ما تكون للدرجه هذي خايفه منه , وما تفتح الباب إلا لما يعطيها تأكيـد بأنه ما راح يهجم عليها مثل المجنون .
حط ايده على عينه من التعب .
كان حاس بريحة عطرها ماليه الغرفه , وهذا الشي ما كان جيـد لأعصابه .
لما سمع صوت الباب يتسكر لف عليها وده يقول الخبــر بهدوء ويطمنها انه عمر بخير , ويطلع لأجل ما تظن انه راح ينقض عليها !!.
لكن لما لف وصارت عيونه عليها .

تجمد !

انبهر !

شاف ..

شاف الجمال كله .

ما قط بحياته كلها شاف انسانه بروعتها ..تبهره دايما بقوتها الجماليــه
للجمال هيبــه خاصه ان كان مقرون بثقه وهذا الشي هي تتميز فيه , يدري انها واثقه بجمالها , لكنها دايما تتصرف بخجل اتجاه هالجمال.
حس بقلبه ينبض بقسوة بصدره .
حرام انها تكون كذا , حرام انها تأثر فيه للدرجه ذي , حرام ..
فكر انه المفروض , اللي ما يعرف معنى كلمة جميله , رائعه , مذهله , مبهرة , شئ فوق الخيال .. يجي ويشوف هالكائنه الحيــه ويعــرف المعنى الصحيــح .
معقـــول في انسانه متجمع فيها هالجمال المبهر كله .
مساكين بنات جنسها وش ذنبهم ان كانت هي ماخذه الزين لها وحدها .
حس عمره خارج عن الزمن والوقت , ما توقع يشوفها بهالمنظر .
لامسها بنظراته .
نظراته اللي انزلت بهدوء وبدى يتأملها من رجولها الحافيـه , والخاليه من الحذاء .

وارتفع .

للساق .

ثم اعلى

واعلى

واعلى

إلى ان وصل لشفايفها الحمرا , وخذا نفس عميــق .
لدقايق ركز على الشفايف , على منبع الشهد .
وبعدها كمل طريقه لأعلى لخشمها المسلول .
ثم لعيونها اللي كانت تتأمله من غيـر خوف أو فزع , بخجل يمكن , لكن الخوف مهو موجود .
اللون الأسود عمل عمايله فيها .
بان بيضاها المبهر , وبان لون عيونها الزرقا بوضوح شديد , والكحل اللي حاطته بين كبر عيونها .
صرخ بداخله (مها ارحميني , حرام عليكي )
عينها بعيونه ما صدت ولا تحركت .
صد بقوة وعطاها ظهره , وخذى نفــس يهدي روحه , مو معقــول اللي قاعد يصير فيه , هو لازم يقول لها الخبر , الخبر اللي راح يقلب كيانها ألحين .
عدم توقعه انها تكون بهالشكل قلب كيانه وخلا عقله يطير منه .
قال بصوت خشن ” مها ألبسي روبك , عندي كلام لازم اقوله لك “
مها اللي كانت متأكده انها اعجبته , واثارت اهتمامه , ونظراته دلت على هالشي , استغربت اشلون صد عنها .
واستغربت اكثر من طلبــه .
وعلى كثر استغرابها , رد التوتر لها , ليش يبيها تلبس الروب .
خافت ..
معقول قرر انه يتراجع عن عرضه .
ما ناقشته , راحت على طول ولبست روبها .
اما خالد فجلس على كرسي ومعطي مها ظهره , شاف مها تتوجه للفراش وتقعد عليه بهدوء , وبتوتر بحيث صارت مقابلته , وعينها بعينه .
تنهد بصوت عالي , كان واضح عليها الخوف ألحين ..
ما كان ناوي يخوفها منه ..
لكن ما كان متوقع انه بيشوفها بالوضع اللي شافها فيه ..
تحرك من مكانه وجلس قربها على السرير , ومسك ايدها بين ايده , وبدى يتأمل كفها بصمت .
مها لاحظت لما جلست قبال خالد , ولما قرب لها ملامح التعب ..
كان في وجهه خطوط اجهاد قمه بالوضوح ..
ما كانت منتبهه لها لأنها ببساطه ما كانت شايفته لما دخل .
كانت ساكته ودها يتكلم وتعرف اشفيه .
وفعلا أول ما اخطرت هالفكره بعقلها نطق ..
قال بصوته الفخم والعميق ” مها ..” سكت وعقله يحاول يلقى الطريقه الأمثل لأعطاء الخبر .
” مها تذكرين المكالمه اللي جتني اليوم “
ورفع عينه لعيونها …كان باين عليها التركيز معاه .
مها تفاجأت المكالمه اليوم !
أكيــد تتذكر المكالمه اللي انقذتها من الإحراج !
اشفيها المكالمه اليوم , حاولت تتذكر كلامه بالمكالمه لكن مهما حاولت تركز ما تذكر غير ردوده المقتضبه وتوتره بعد ما انتهت المكالمه .
ليش يبيها تتذكر المكالمه , اشدخلها عشان تتذكرها .
هزت راسها بهدوء , ولمزيد من التأكيد قالت بهمس ” ايه أذكر “
هز راسه بموافقه وقال ” طيــب “
ورجع استغرق بأفكاره .
قلبها بدى يرقع بقوة , وقالت بعجله تخفي وراها خوف ” خالد شالسالفه ؟ خوفتني “
فتح حلجه بيتكلم ورد سكت وبعدين ابتسم بلطف عشان يطمنها .
وقال ” مها الخبــر اللي راح اقوله مهو زين , لكن ما في داعي تخافيـن لأنه كل شي بالوقت الحالي تمام والحمدلله “
حس بأيدها ترجف بأيده .
كره نفســه لأنه هو اللي راح يعطيـها الخبر هذا .
كان مضطر يعطيها هالمقدمه عشان ما تخاف أكثر من اللازم , الحمدلله ألحين عمر حالته مستقره .
مها لما قال لها انه راح يقولها خبـر سئ ما قدرت تقاوم الرجفه اللي ملتها , وما قدرت توقفها بالوقت الحالي .
وسمعت صوته يقول ” اللي كان متصل علي كان سكرتير عمي سعود ! ..”
حس بأيدها تضغط على ايده .
وشاف عينها توسع بخوف ..
شد على ايدها اهو بدوره عشان يطمنها , وكمل السالفه ” قال لي السكرتير اني اتوجه للمستشفى بأمر من عمي سعـود , من غير لا أقول لأحد ..”
ايدها خفت بضغطها ..
وكان قلبها يقول الحمدلله ابوي سعود ما فيــه شي …. الحمدلله .
مها ما خطر ببالها انه المصاب ممكن يكون عمر !
عمر دايما بالنسبه لها قوي , ومو معقول يصير فيه شي ..
وهذا الشي تركز فيها من طفولتها , خالها عمر البطل اللي قوته دايما معاه ,واللي ينقذ الكل ..
شد خالد على ايدها , وكمل السالفه ” لما رحت للمستشفى شفت عمي سعود بخير ..وعرفت منه …عرفت منه انه عمر…..انه عمر عمل حادث سياره , لكن ألحين الحمدلله ما فيه إلا العافيه ..”
اهو قال الموضوع بكل هدوء وبساطه , وكل هذا عشان ما تخاف .
ولأجل لما تشوف هدوءه تعرف انه عمر ما فيه شي ..على الرغم من اصاباته إلا انه حالته مستقره وجيده على كلام الدكتور
مها أول ما سمعت الخبـر ما استوعبت .
تمت لحظات تشوفه مو مستوعبه شنو معناة (عمر سوا حادث )
ولما انغرزت المعلومه بعقلها , عمـر سوا حادث ..
حاولت تشد ايدها من خالــد , ولما اعجزت انها تفعل هالشي , حاولت تقوم , واهي تشد ايدها من خالد , تبي اتروح تبدل وتطلع لعمر .
لكن خالد كان متمسك فيها بقوه .
دموعها بدت ألحين تنزل فجأه وبقوه وبكل ثانيه يزيد معدل الدموع , النازله من غيـر صوت .
لأ إلا عمر , لأعمر لا يسوي حادث .
خالي عمر لا يسوي حادث ..
وفجأه عقلها رجع لها بكل قوه صورة الحادث اللي كانت فيه مع امها ..
وخفت مقاومتها و وقفت محاولتها لسحب ايدها من خالد .
كوابيسها تمثلت لها ألحين بالواقع , تفاصيل حادثها مع امها بكل دقه جت في بالها وتمثلت امامها .
خالد اللي شاف تغيــر ملامح وجهها , عرف بشنو قاعده تفكر .
بقلبه عرف .
وملاحظته لتوقف مقاومتها تأكيـد أكبر على اللي في بالها وانها مستغرقه بالذكريات المؤلمه أو بالأصح بكوابيسها .
وهذا خلاه يسحبها لحضنه بقوة ويضمها حيــل .
مها لما حست بحضنه لها , ودفا ضمته لها , انهارت كل مقاومتها وبدت تصيـح بصوت يقطع القلب .
طلعت من كابوسها على الواقع المر , عمــر عمل حادث ..
عمر ..
خالد كان يسمع صياحها وقلبه قاعد يتقطع عليها , كان صوت صياحها كنه حد ميــت لها .
وهذا خلاه يقول بهمس وحنان ” مها , عمر ما فيه شي , يعني هو لو كان فيه شي كنتي شفتيني عندك ألحيـن الله يهداك بس “
حاوطت مها خالد بأيدها , وشدته لها بقوه , وهي تبكي ..
” مها , الرجال ما فيه شي يا بنت الحلال , ما فيـه “
كل كلامه ما جاب نتيجه إلا انه كمل يقوله بهدوء , عل وعسى هالشي يخفف عنها ..
مها كانت تسمع كلام خالد المهدئ لها , و ودها توقف صياح لكن مهي قادره , حاسه انه دموعها وبكاها شي خارج عن ارداتها .
ودها تتكلم لكن مهي قادره بعد ..
بعد وقت الله اعلم كم , اسكتت وخف بكاها إلا من بعض الشهقات اللي تطلع من اعماق روحها .
خالد كان يمرر ايده على شعرها , بحنان منقطع النظيـر .
من رجوعها لحياته ما قام يعرف نفسـه , يتصرف تصرفات خارجه عن المألوف .
بعد ما هدى بكاها , ما ابتعدت عن خالد بالعكس تعلقت فيه اكثر , وضمته بطريقه اقوى , ما تكلمت , واهو سكت ما تكلم .
وبصوت متحشرج من البكي ومن بين شهقاتها , قالت ” خل..نا.. نرو…ح له يا خ…الد , الله يخ..ليــ..ك خلن..ا نروووووح ” (خلنا نروح له يا خالد , الله يخليـك خلنا نروح )
كمل يمرر ايده بشعرها وقال ” مو ألحين يا مها , انا قلت لك انه بخيــر ان شاء الله , لكن ما راح يحس بوجودنا , هو تحت تأثير البنج ..”
سكتت وبعدين قالت ” ب..س يا خال..د انا را..ح احس بوجوده مو ش..رط اهو يح..س فين..ي ” (بس يا خالد انا راح احس بوجوده مو شرط اهو يحس فيني )
وخر وجهها عن صدره ورفعه له .
ومها ارفعت وجهها له لكن ما بعدت ايدها اللي محاوطه صدره فيها .
شاف وجهها اللي مليان بالدموع وأثار الكحل السايح .
وبدى يمسح الدموع عن وجهها بأصابعه وقال ” صدقيني هو بخيــر , وبعدين الممرضه قالت لي ولعمي سعود انه ما في داعي لبقائنا ..”
ما فكرت بشكلها , وما فكرت بشي غيــر انها تبي تشوف عمر , وتعرف اخباره , وتشوفه بعينها وانه بصحه وعافيه .
وهذا خلاها تقول بعجله ” بس يا خ..”
قاطعها وقال ” بلا بس ولا شي , انا اوعدك انه أول ما نصحى الصبح راح اخذك له لأجل تتطمنين اما ألحين فأبغاك ترتاحين , لأجل بكره تكونين بكامل قوتك وتماسكك قدامه ” سكت اشوي وقال ” تبينه يتعب , ان شاف حالتك , هذا اللي تبينه ! “
ردت الدموع تتجمع بعيونها ..
و ردت راسها لصدره .
وبقوا بهدوء وسكون لفتره إلى ان انطقت وقالت برجفه ” احلف انه بخيــر “
غمض عينه وتنهد وبعدين قال ” مها ما تثقيــن فيني ؟ “
خبت راسها بصدره اكثر وقالت ” امبلا بس بعد ابيك تحلف ..”
ابتسم بتعب وقال ” هو شكله يخرع ألحين من الكدمات لكن ان شاء الله بتروح الكدمات وأثارها ,وكل شي تمام , الأصابه القويه جت برجله , لكن ان شاء الله خيــر “
عورها قلبها , شكله يخــرع !
رجفت , وتذكرت شكل امها قبل وفاتها , كانت تتذكره بصوره ضبابيه لأنه عمرها كان وقتها خمس سنوات , لكن قوة الحادث والكوابيس علقت الصوره بعقلها .
لكن خالد يقول انه بخيــر .
تنفست بهدوء , حست فيه يحط ايده على ذراعها اللي محاوطته ويحاول يبعدها .
رفعت عينها له بجزع , ما تبيه يبتعد , خايفه ..
خالد شاف نظرتها وقال بهدوء و صرامه ” مها انا لازم اروح ارتاح ! “
بدت شفايفها ترجف وتمسكت فيه بقوة أكبر وقالت برجفه ” لأ خالد , لأ , انا خايفــه , لأ , لا تروح “
وردت الدموع المحبوسه تنزل على خدها ..
خالد ما كان يبي يقعد معاها , البقاء معاها تعذيب له ..
تعبــان ما فيه يكون مع احد غيــر نفسـه ..
قال بنفس صرامته ” مها ..”
قاطعت كلامه بأن شدت اكثر وقالت ” لأ , لا تروح , بس ابقى وانطرني لما انام وتأكد انه ما يتني كوابيــس بعدين روح .”
يعني بكلمه ثانيه , ابقى معاي للفجر !
ماله خلــق يتناقـش , يحس بنفسـه تعبان , مرهق ..
وبكل بساطه ما ناقش ..
قال ” طيــب , بس اقولك من ألحين اني ان بقيت هنا فراح انام وما في شي بيحركني من مكاني “
ما ردت عليه , وجاوبته بأن ضمته اكثر .
تحرك اشوي واستلقى على السرير , واهي بعدها متعلقه فيه وهو محاوطها بأيده …
مها كانت حاسه بالأمتنان لوجود خالد معاها , ولطريقته بنقل الخبــر ..
هالشيين كان لهم تأثيــر مهدي عليها .
الله لا يحرمني منك يا خالد ..
خالد حس بالدموع اللي كانت تنزل على صدره من عيونها ..

سعــود :

بعد ما تأكد سعود انه خالد راح , وطلع , رجع لغرفة ولده , مهما كان ما يقدر يخلي ولده بروحه بعد الحادث .
الضنا غالي .
مهما قسى على ابناءه فيضلون قطعة منه .
دخل بهدوء على الغرفه المظلمه .
وبدى يقرب بهدوء من سرير ابنه الغائب عن العالم .
منو يصدق ان هذا ولده عمـــر القوي , الساخر , اللي الكل يعتمد عليه .
قعد بقرب الولد , خبر الحادث ضربه بالصميـــم .
حس بدمعه مفاجئه تتجمع بعيــنه , وهو حابس هالدمعه من عرف بالحادثه , ومن تلقى خبر سلامته .
نزلت دمعته بهدوء على خده ومسحها بهدوء .
وجلس قرب ولده .
وحس بألم بصدره , من تأمل الوجه المصاب , اكيــــد تألم , أكيــد تعور كثيـــر ,ويمكن لازال يتألم ولكن ما احد يدري عنه .
” اه ه ه ه ه ه ه ه “
هذا الصوت لفت نظر سعــود اللي كان مستغرق بأفكاره , ما في بالغرفه إلا هو و ولده .
ابنه صحا .
معقــول , وهذا خلاه يقرب من ولده اكثـــر , يتأكد انه الصوت طلع منه , ومو مجرد خيال .
” أه ه ه ه ه ه ه ه “
وتأكد انه من ولده , وانه ابنه بالفعل تكلم , فقال بسرعه يطمنه ” عمر , عمر , انت بخيــر يا ولدي انت بخيــر “
انفتحت عين ولده بضعف شديد .
وقال بضعف ” يبا ….”
سعود كان وده يلمس ابنه , لكن خاف انه يألمه , فقرب وقال ” سم , سم يا عمر , سم يا ولدي “
” ق..و..لهم … ” (قولهم)
وسكت ..
سعود عقد حواجبــه , وحاول يركز مع ابنه .
” ان …ا …ب…شر ” (انا بشر)
سعود تفاجئ بكلمته , وعوره قلبــه , عــــوره كثيــــــــــر .
انا بشر , شنو المقصـود بهالكلمه , وفجأه توضح له المعنى ..
من هم اللي أذوك يا عمـــر… ان كنت انا اللي تبيني ادري انك بشر , فأنا ادري
سعود رد وقال ” ان شاء الله , وانت لما ترد بعد قولهم “
لكن عمر ما كان معاه , عمر غمض عيــــنه بتعب , ومن الواضح انه رد للنوم .
سعــود رد لكرســيه بتعب .
اقولهم انه بشر .
عينه ما ذاقت النوم , مو قادر يغمض عينه خوفا انه ابنه يفتح عينه و يحتاج لشي , والأهم من هذا انه خايف انه ولده يختفي من امامه , احساس غريــب لكن مو قادر يقاومه .
بعد مــــــــــرور ساعات طوال , وسعود مع ولده .
ورد عمر يفتح عينه بتعب .
هالمره بأكثر قوه ولف وجهه وشاف ابوه .
عقد حواجبه وحس بألم كبيـــر براسه من هالحركه البسيطه .
كان حاس بألم بكل اطراف جسمـــه , وخاصه رجله .
ما كان يذكر اهو وين , وليش كل جسمه يؤلمه .
وين ريم ؟؟
ليش ابوه قاعد معاه ؟؟
أبوه كان يقرى قرآن وهو فاتح ابجوره بقربه .
قال له بصوت هامس خشن من النوم “يبا وين ريم , وين زوجتي ؟؟ “
ابوه رفع راسه من القران .
سعود لما سمع حس ولده , بنبره اقوى تحرك قلبه بفرح .
لكن استغرب من السؤال , وتماسك بسرعه , قبل لا يحس ولده بغرابه السؤال , لأنه يدري انه هالسؤال ما صدر من عمر إلا من تأثير المخدر
وتحرك من مكانه وقرب من ولده .
ريم ! , زوجتي !
عمر هذا هو اللي في بالك (ريم) , هذا اللي تبيــه (انها تكون زوجتك) , وطلعه البنج .
انت مخبي هالشي ورغبتك فيها من زمان ,لكني عارف…
وقال بهدوء واهو يجاوب ولده ” بشقتها “
عمر ارتاح لما سمع رد ابوه
لكنه يبيها عنده , قربه .
عمر غمض عينه وبعدين رد فتحها بتعب ” ليش ما يت لي ؟”
سعود كان وده يضم ولده بحنان وقوة , لكن اهو متعود انه ما يعبر عن مشاعره , ومعود ابناءه الشباب على هالطريقه .
فجاوب ولده بهدوء ” لأنه الوقت متأخر , ما تقدر تكون موجوده عندك “
ابتسم عمر , لكن آلمه وجهه , فكشر بسرعه من الألم .
حبيبته , يدري انها عافسه الدنيا فوق تحت عشان تكون معاه .
النوم قاعد يغلبه مو قادر يفتح عينه اكثر .
يبي يسأل عنها , يحس انه مشتاق لها .
يحس انه غايب عنها لفتره طويــله .
قال بصوت هامس قبل لا التعب يتمكن منه ” كنت ادري انه لها عذر ولا اهي ما تخليــني بروحي “
لما سعود شاف عيون ولده تغمــض , سكـــت وما علق
شنو اللي يقدر يقوله لولده بعد هالكلام , ما يقدر يقول شي .
وقعد قربه .
وكمل يقرى القرأن بصوت عالي نسبيا ,عشان يطغى صوت القرأن على صوت افكاره اللي قاعده تاخذه يميــن ويسار .
إلا انه قرر يكلم حمد , لازم يوقفون !


سام :

سمانثا كانت حاسه بالقلق , عمر كان واعدها انهم اليوم يطلعــون يتعشـون برا .
إلى الأن ما اتصل , أو جا , وهذا مو من عادة عمــر .
اتصلت عليه لعدة مرات , إلا ان الإجابه هي وحده ما تتغير (الجهاز مغلق)
كان المفروض تخرج معاه اليوم الصبح إلا انه ارسل لها رساله يطلب فيها تأجيـل موعدهم للمساء لوجود عمل طارئ لازم انه يسويه .
كانت تروح وترد بغرفتها بتوتر .
ما تعرف احد بمصـر تسأله عن عمـر ..
وفعلا خافت عليـه .
هي تدري انه بنت اخته وزوجها موجودين معاها بالفندق , لكن هل تتجرأ انها تقابلهم وتسألهم عنه بهالوقــت !
لأ طبعا ما تقــدر ولذلك قررت تمنحه فرصـه لبكره الصبـح ان ما جا منه اتصال او حتى مسج , فهي راح تضطر تسأل مها ..على الرغم من احساسها الداخلي ان مها ما تستلطفها , مع انه مها ما قامت بشي تبين فيه عدم حبها ..
القلق كان مخليــها ما تقدر تغفي إلا انها انبت روحها بقســوه , لتعلقها برجل اكتشفت انه متعلق بزوجته السابقه .


سمر :

سمر كانت متوتره .
من بكره خاصه انه يوم سفــر , ولوين لمصــر بالتحديد , المكان اللي فيــه خالد وحرمــته , لما سمعت نية امها بالسفـر لمصـر دون غيـرها من البلدان استنكرت , وارفضت , وحاولت تقنع امها بوجود دول اخرى ممكن انها تسوي هالتحاليـل .
إلا ان امها راسها وألف سيف انها تروح لمصر .
يمكن احد اسباب اصرار امها هو معرفتها بوجود رفيجتها ام خالد وانها ألحين مع خالد بمصر بأجازة .
ما كانت عارفه تنام , خافت انه امها تتصرف تصرف يحرجها وهم هناك بمصر , وخاصه قدام حرمة خالد .
وخافت اكثـر ان خالد يظن انها هي السبب بأقناع امها بالذهاب لمصر بالذات .
كرامتها ما راح تتحمل هالضربه القويه , ان ظن انها تجري وراه فهالشي ما راح تقبـله ابدا .
رفعت عيونها لأمها .
حاولت تركز على المهم :
المهم انهم بالأيام القادمه راح يشوفون وش هي المشكله مع امها وهذا هو المفروض تفكـر فيه ..
اما خالد والخطبه الفاشله بينهم , فلازم تكون أخر ما يشغل بالها .
خاصه بعد ملاحظتها اعجاب احد الدكاتره اللي تتدرب معاهم بالمستشفى فيـها .

ريم :

ريم كانت بغرفتها بعد لقاها بمها , ومستلقيه على فراشها وكانت بكامل الأسترخاء ببجامتها الطفوليه , وتكتب خواطرها ,و أفكارها .
اللي اغلبها عن عمر ..
يعني اللي ما يعرف ريم ويفتح دفتر الخواطر هذا , راح يعرف انه الكاتبه هي عاشقه لشخص اسمه عمــر .
بعد ما اكتبت خاطرتها الأخيــره , وحست بالرضا عنها , قامت من مكانها ..
بس ما عاد فيها تعيــش الكذبه , راح تواجه ابوها ألحين واليوم , قبل لا يجي اليوم اللي اتقابل فيه فيـصل .
ومهما عمل ابوها ما راح تخاف منه حتى لو ذبحها , مو معقول تظلم نفسها وتظلم فيصـل معاها .
طلعت من غرفتها وهي تأمل انها تشوف ابوها بالبيت ..
لكن وقفت بمكانها بعد ما اسمعت صوت ابوها المنفعل , والمتأثر .
خافت انه تقرب منه وهو بالوضع هذا ..
كانت بقرب باب الصاله .
وسمعت ابوها حمد يقول ” لكن يا سعــود كيف ننهي المسأله كذا “
…………….
” بس ذا مهو اتفاقنا .. الأتفاق ما كان بالطريقه ذي “
……………..
” ما توقعت يا سعود انك بتتراجع عن اتفاقنا , للدرجه ذي ما تقدر على زعل ابنك , وانا اللي كنت متصـور انك اقوى من كذا ..”
ريم اللي كانت واقفه قرب الباب تفاجأت انه عمها سعود متصل على ابوها بهالوقت المتأخر , وش يبي منه .
شافت الساعه وتأكدت من الوقت , الوقت فعلا متأخر , خافـــت , عمها سعود مو العاده يتصل بهالأوقات ..
قطعت افكارها , هي وش دراها انه عمها سعود اللي متصل , يمكن ابوها هو اللي متصل ..
وبعدين يمكن ما يكون عمها سعود , يمكن واحد ثاني ..
لاحظت انه ابوها مركــز بالمكالمه وما كان منتبه لها ابدا .
ادخلت للصاله ..بعدم اهتمام
لكن سمعت اللي هز عالمها .
حست بالضغط ينزل بدمها , حست بطعنه لقلبها .
حست انها انذبحت من اللي اسمعته..
سمعت ابوها بصرخة صدمه يقول ” عمر عــامل حــادث ….وليه ما قلت لي من زمان …افاااااا عليك يا سعــود “
حـــست بالنفــس مو راضي يطلع منها .
عمـــر ..
عمر عمــل حادث ..
راح تموت .
راح تموت ان صار فيه شي , راح اتموت ان صار فيه شي ..
رجلها ما شالتها , وكأنها اعجزت عن حمل هَمّ الخبر القاسي .
رجلها عاجزه انها تشيــل الأنسانه المذبوحه , والمقتوله من الهم
حاولت تقوم ما اقدرت ..المصيبه اللي جتها قاعده تلزمها بالبقاء مكانها على الأرض .
سمعت ابوها يقول بأهتمام ” كيــف حاله ألحيــن ..”
حاولت تركز , تفهم اخباره لكن جواب ابوها ما كان شافي ..
كان جوابه عباره عن .
” اممممم ..لاااااااا …امممم …اهااااا “
ابوها كان يرد ويتكلم ومو حاس بالشخص اللي طايح على الأرض بعجز ..
خطر في بالها : شكل عمــر واهو مريــض , عاجـــز , ومكســور ….أو اسوأ
أو أسوأ
بهاللحظه حست بالدم ينبض فيها بقوة .
وقامت من مكانها لباب الشــقه بعزيـــمه وناسيه العالم كله ..
ما في بالها إلا عمـــر ..
وسلامة عمــر
بدت تجري للباب , من خيالها انه عمـر غارق بالدم ومتألم ما تقدر تقعد بمكانها ..
مو قادره تتصور انه متألم وهي مهي قربه .

حبيبها .

قلبها .

روحها .

زوجها !

طبعا ريم غابت عن الواقع , وعن شكل اهدومها , وعن ان مالها صفه تروح له , والأهم بأنها ما تدري هو بأي مستشفى.
لكن القلب له احكام , القلب ينطلق بتعبيــر خاص عن المشاعر .
ما كانت حاسه بالدموع اللي غرقت وجهها .
وما كانت حاسه بالشهقات وصوت البكا العالي اللي بدى يرتفع منها .
كان بكاها عباره عن صراخ وصوت عالي .
كل هذا وهي مهي حاسه بروحها .
وصلت للباب , حاولت تفتحه لكن الصدمه انه كان مقفول , جن جنونها , حاولت بكل جنون قلقها من الخبــر انها تفتح الباب ..
وعلا صوت بكاها اللي كان من غيــر شعور .
ابوها اللي شاف بنته تجري على الباب , بالأول خــاف عليها , واللي خوفه اكــثر صوت بكاها العالي وغيــــر المنطقي .
لكن لما استوعب هي وش لابسه , وانها ناويه تظهر من البيت بالساعه هذي وبهالملابس عصــب من تصرفاتها .
اغلق التليــفون من سعـود , بعد سلام مستعجل ..
راح لها بكل عصبيه ومسكها من ذراعها , هالجنون هذا ما يمشي عليه , ولا يوافق عليه , وقال بكل قســوة ” وين رايحــه “
حاولت تفلت من ابوها بقســوه وقالت ببكي ومن غير تردد ” آآآآآآآآآآآآ انا آآآآآآآآآآآ انا رايحـــه لزو…لزوجـــي آآآآآآآآ , اتركني “
الصوره اللي في خيالها مهي راضيــه تتركها .
عمر مغمور بالدم , متألم …
صرخت بأبوها برجاء حار ” يبا طلبتك آآآآآآآآآآآآ يبا اتركني ارووووووووووح يبااااااا “
عمر ..
عمر ..
” يبا … يبا ..ارحمنـــي “
ابوها كان يشوفها ما توقع انها راح تتصرف كذا ..
يدري ان قلبها ما نسى عمــر , يــدري وهالشي مخليــه يقسى على عمــر ..
لكن انها تتصرف بهالطريقه المهينه لكرامتها شي مو مقبــول وما راح يسمح فيه ابدا .
قال بكل قســوة ” روحي لغرفــتك يا ريم , ألحيـن “
ريم ما عاد فيها تستحمل من خيالاتها السيئه اللي تصور لها حالة عمــر .
وقالت وهي تحاول تسحب ايدها من ابوها بقوة ” ما أبغاااااااااااا , ابعــــــد عني , ما ابغاك انت , ابغــى عمــر …ابغى اشوف احواله ..”
قاطعها بأحساسه بالأهانـه من انه بنته متعلقه بالرجال بالطريقه ذي , وتقولها بكل وقاحه بوجه ابوها وقال ” ما لك دخل بأحــواله , ريـــم ….هو طليــقك مهو زوجــك “
صرخت فيــه من حر ما في قلبها ” لكني احبــ ….”
ما كملت كلمتها لأنه سحبــها بكل قســوة لغرفتها وهي تحاول تسحب روحها من ابوها .
تتمسك بكل شي في طريقها ..

بالكرسي اللي في طريقها..

بالكنبه ..

بالباب..

لكن ولا شي قدر يوقف توجه ابوها لغرفتها
اللي أول ما وصلها رما بنته رمي على الأرض وقال لها بغضب جارف ” طلعه من الغرفه أو الشــقه مافي , إلا ان وقفتي جنونك , مهي بنتي اللي تتصرف هالتصرفات “
وطلع وسكر الباب بقوه , سمعت صوت القفل ..
سكر باب حريتها اللي راح يوصلها لعمــر .
قامت من الأرض بسرعه وانطلقت للباب , حاولت تفتحه وتأكدت ان ابوها اغلقه بالمفتاح ..
بدت تضرب الباب بقوة وتصرخ وتبكي ” يبا …آآآآآآآآآ……..يبا …. افتح الباب آآآآآآآآ يبا “
تضرب بأيدها المغطاة بالشاش من غير اهتمام بأصابتها ..
بس تبي تدري وش فيــه ..
تبي تعرف اش صار له..
وش هي اصاباته ..
بكل بساطه تبي تكون معاه ..
ردت تضرب , تضرب وتصرخ تنادي ابوها , تبي ابوها يعطــف عليــها .
بعد فتره طويـــــله جدا التعب هدها , وتركها تجلس على الأرض وظهرها على الباب .
ايدها بدت تؤلمها .
بس تبغى تعرف كيف حاله ..
بس …
صياحها وبكاها العالي هدت نبرته , وتحول لأنين نابع من اعماق الروح ..
وابوها لا حياة لمن تنادي ..
كيــف حاله ..
يا ترى اصاباته شديده ولا لأ ..
يتألم ولا لأ ..
مر وقت على جلوسها عند الباب , نزلت عيونها وناظرت ايدها , واكتشفت انها ممليه دم ..
ارفعت عينها بعدم اهتمام بأصابتها ..
لمن تلجأ , لمن تروح , ابوها ورافض يعطف عليها , طيــب وش تســوي , ايش تعمــل ؟
لمن تلجأ !!
لله ..
ايـــــــــه تلجأ لرب العالميــن .
تحركت من مكانها بسرعه , أدت إلى سقوطها ..
قامت بسرعه وفرشت سجادتها ..

ولجأت للحي الذي لا يموت

مالك الملك

الرحيم

الرحمن

القادر

الشافي

المعافي

صلت , وصلت , وصلت ..
وقامت بالثلث الأخيــر من الليــل , بمناجاه لله سبحانه , عبراتها تنزل على خدها ..
“يا رب , يا رب رجعه سالم , يا رب رجعه لي سالم .. يا رب سألتك بكل اسم هو لك انك ترده لنا , يا رب لا تحرمني منه , يا رب لا تحرمني منه ..
يا رب انا دايما اخطي , ودايما اذنب , واعلم اني كلي ذنوب , لكن مالي رب سواك ألجأ له .. “
والدموع اهني غلبتها , ووقفت الدعاء …
“آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ ….آآآآآآآآآآآآآآآآآآ “
لما تمالكت نفســها , أو حاولت تتمالك نفســها انطقت “يا رب اوعدك ان رجع لي سالم اني راح اتحجب …”
واهني ردت للبكاء لمعرفتها بأن هالكلمه غلــط وانها المفروض تتحجب من زمان وغصب عنها بعد ..
” آآآآآآآآآآآآآآآآ “
لكن ردت للدعاء من بين شهقاتها اللي كانت تقاطع كلماتها ” اه اه يارب و أوعدك آآآآآآآآ اني ما راح اروح له بالمستشفى لأني مالي علاقه شرعيــه فيه…وأوعدك بأن وايد اشياء راح تتغيــر فيني ..”
زادت الشهقات لمناجتها خالق الخــلق ..
كان اصعب شي عليها انها تمنع نفسها من شوفته بالمستشفى لكن لأدراكها بأن هالشي غيــر جائز لها , اجبرت نفســها عليه ..
وصوت البكا زاد علــوه ..لأنها تعلم ان اراد الله شيئا فإنما يقول له (كن فيكون) , ولأنها تعلم إن الناس لو اجتمعت على أن ينفعوا عمر بشيء ما راح ينفعونه إلا بشيء انكتب له من الله سبحانه وتعالى .


حمد :

حمد كان يسمع صوت بنته , وبكاها , وضربها على الباب ..
وحس بالهدوء اللي غمر المكان بعد توقفها عن ضرب الباب بقسوه .
لازال صوت البكا واصل له , مع انين , وهمسات ينقلها هواء الليل من نافذة غرفتها المفتوحه للبلكونه .
سماعها تبكي بهالحرقــه أثر فيه بقوه .
ظن للحظه انها بتموت ان ما فتح الباب لها .. وكا هي عاشت ..
لكن لازم يسوي كذا , مو معقول يسمح لها تهين نفسها على شخص …اي شخص .
حتى ولو كان عمر
غلـط انها تخرج للمستشفى وبهالوقت , وبالملابس اللي كانت عليها وما تتوقع منه ردة فعل قويـه .
ردة فعلها هي على الخبر كانت قويــه , وغيــر متوقعه ..
هو نفســه انصدم منها .
تنهد , مدرك انه الغلطه نوعا ما غلطته .. هو اللي سمح لها بالزواج المبكر اللي تركها متعلقه بطليقها للدرجه ذي ..
احساسه بالذنب ومعرفته بتعلق بنته الوحيـده بعمر , تركه يرمي بالكلام على عمــر بكل مناسبه لأجل يقنع نفسه أولا , وعمر ثانيا انه ريم ما تحب طليقها ولا هي مهتمه بالطلاق ولأجل يغيض عمر .
عمر عمل حادث !
الخبـر كان مفاجئ له هو نفســه !
عمر ألحين تحت تأثير البنج ومهو واعـي لشي ..
سبحان الله ..
بعد المطار بالضبط حصل له الحادث , وهالحادث من قوته على كلام سعود كان ممكن يؤدي إلى وفاة عمر لكن الله ستــر , ولطف بحاله .
الظاهر ان كلام سعود له صحيح , ألحيــن لازم يوقف اتفاقهم عند هذا الحـد , شخص واحد تضرر وهذا الشي كافي ..

 

البارت الثالث والعشرين

***والهم سجـــــانى وانـــــا فيــــــه مسجـــــون …وان قام حظى طاح وان طاح ما قام ***








حست بزوجها لما نام ..
كانت مستلقيــه على صدره..
حاولت تنام , بالفعل حاولت ..
لكن ذكريات الحادث , وخوفها من الكوابيــس منعها .
اللقطات الضبابيه للحادث , كانت تغمر عقلها بكل دمويتها , منظر امها , صوت الشرطه ..
كل شي , كل شي .
قامت من السرير بهدوء وخفه عشان ما تصحــي خالد .
وراحت للنافذه , لثواني بس ..
الألم مو مخليـها تركـز , تبي شي يشغلها عن افكارها , راحت للحمام , وشافت وجها .
مسحت اثار الكحل , وغسلت ويهها بقوه بالماي , وبعدين بعدت شعرها عن وجهها بقسوة , بدت تتأمل روحها بالمنظره .
تبي تشغـل حالها , تبي تغيـب عن الواقع .
ردت للغرفه , انزعت روبها .
وراحت للريال النايم , انسدحت قربه
وقالت بصوت هامس ” خالد …خالد “
لما حست بعيونه تفتح لها قالت بكل هدوء ” احتاجك “
عقد حواجبه بعدم فهـم من تأثير النعاس.
قربت وجهها من وجهه وردت تقوله له بأصرار ” احتاجك ..”

وعبرت عن احتياجها بالأفعال اللي استقبلها خالد بكل رحابة صدر



سعـــود :

اشرقت شمس يوم جديــد عليهم وعمــر ما فتح عيــنه عقب اخـر مره .
الطبيــب كان ألحين بالغرفه يتأكد من انه كل شي تمام .
وسعـود قاعد ينتظر انه يقوله الطبيب شي , اي شي .
خاصه انه الدكتور كان يشتغل بصمت وهدوء ..
وفجأة تكلم الدكتور بكل هدوء وهو مايل على عمر ” صباح الخيـر يا عمر “
لف سعود على عمـر وانتبه انه ولده فتح عيــنه .
عمر كان يشوف الدكتور وباين عليــه الأستغراب وعدم الفهـم , وبسرعه وقف سعـود وبنيته انه يوقف بقرب ولده عمـر , إلا انه الممرضه اشرت براسها بهدوء بمعنى (لا تقرب )
وقف مكانه وشاف ولده وهو بعيــد ..
عمر فتح عيـنه من الألم اللي حــس فيــه .
وما يدري وين مصدره , سمع صوت غريــب عليـه .
بدى يتأمل هالوجه وهالصــوت , يحاول يتذكر من هذا الشخــص !
أو اهو ويــن !
لكن مو قادر يذكــر !
غمــض عينـه ..لكن رد فتحهــا على صوت الرجل الغريــب يقوله ” ازيــك يا عمــر ؟ “
حــاول يتحرك لكن مجرد تحريكـه لرجله أو ايده كان مؤلم وخلاه يشهــق ..
ويكتم الأنين بقوة ..
صر على اسنانه بقســوه .
لما خف الألم , رد يتنفــس بصعــوبه شوي .
وهذا خلا الغريب يقوله ” ما علـش يا عمر , الألم شي طبيعي دولوقتي “
الألم شي طبيعي …
عمـر تجاهل الكلام كله , وسأل وصوته رايـح وخشن ومنخفض جدا ” انا ويــن ؟”
ذاكرته مهي قادره تسعفه , حـاول يتذكــر بس مو قادر يركـز , كلما حس انه بيوصل , الألم يقطع عليـه افكاره , ويرد لنقـطه البدايه .
ابتسـم له الغريب وقال له ” بالمستشفى “
عقــد حواجبــه ..المستشفى ..
هذا تفسير الريــحه اللي تقلب الجبد ..
امممم و هذا يفــسر الألم ..
والوجوه الغريبه .
رد يركــز المستشفــى , بس ليش !
ليش اهو بالمستشفى ..
شنو صار !!
غمض عيــنه .
ورجـع كل شــي ..
أبوه
الطريج
المطار
فيصل
حمد
ضيق التنفس
فقدان السيطره
الأصطدام
الألم
الناس
الظـــلام .
اهني بس فتــح عيــنه بشــهقه ..
خطر في باله ابــوه .
ابوه يعاني من حادث حنان , لازم ما يدري عني , لازم ما احد يقوله عني .
وقال بسرعه بصوته الخشن والمتعب ” ابوي , ابوي لازم ما يدري , ابوي راح يتعــب “
حاول يقوم من مكانه من غيــر وعي كان يبي يتحرك , يبي يقوم , خوفا من انه ابوه يشوفه متعور , و يتعب معاه .
لكن الألم ضربه وقيــده بمكانه وخلاه يئن ” أأأأأأأأأأأأأ “
ما كان متعـود ينطق بألمه , بس هالمره غيـر .
الدكتور حط ايد مقيده على عمــر , وقال له “عمــر بالراحه على نفســك , الحادس كان أوي جدا , وابوك عارف يا ابني “
سعــود على رغم التأثر والغصه اللي في بلعومه , قرب من ابنه .
كان وجه سعود غيــر ناقل لمشاعره , كان ولازال بنفس قوته , وصرامته .
عمــر شافه ..
بهاللحظه بالذات كان كاره نفســه , كان دايما يحاول يجنب ابوه الألم بمعنى اصح يحاول يحمي ابوه , لأنه ابوه عانى وايد من وفاة حنان .
ابتسم بسخريه وقال واهو يدري انه ابوه ما راح يصدقه ” ترى ما فيــني شي “
صوته وشكله , وصوت نفســه اللي يطلع بقسـوه من صدره , و تعابيـر وجهه المتغضنه من الألم كانت تقول عكس هالكلام
هز ابوه راسه بالموافقه من غيـر تعليـق .
عمـر حس بنفسيته تتحول لصفــر من الغيظ .
ابوه قاعد يماشيــه ..ياخذه على قد عقـله !
كان يتألم , راسه يعوره , ورجله يحس فيها تنبض بألم يسري بكل جسمه..
نفسيته زفـت , ما كان حاب انه ابوه يشوفه جذي ..
فكر بالناس الثانين اللي احتمال انهم يدرون عنه , خالد
ومها
اه الله يعيــن مها , لأ راح يكون السبب في قلب المواجع عليها ..
وفجأة طرت على باله
ريم , ريم راح يثير شفقتها .. أه .. كره نفسه لأنه فكر بردة فعلها ألحين , بالوقت اللي ألمه واصل فيه لدرجة الجنون
بيكسر خاطرها , بتقول مسكين عمل حادث لأنه ما كان قادر يسيطر على اعصابه..
هذا إذا اهتمت انه عمل حادث
للحظه الحادث تمثل بكل حذافيــره بعقله
فقدان السيطره , والصوت العالي , وصرير المعدن بالمعدن , ثم الأنقلاب والأصطدام , وريحة البنزيــن ..
ذاكرته كانت مركزه وبقوة هالمره على الحادث بالذات , على مشاعره وقت الحادث , على الضبابيه بعد الأصطدام , على الألم اللي يقتل ..
وما كان يدري انه وجهه كان ناقل لمعاناته
سمع حس الدكتور يقوله ” عاوز مخدر للألم ..وبعدين نتكلم”
قاطعه عمــر بتعب ” لأ , لأ ما ابي مخدر , ابي اتكلم ألحين عن اصاباتي “
عمر ما يبي ينام , ما يبي يرد للظلام , الفتره اللي غاب فيها عن الوعي يحس انها كثيــره مع انه التعب غامره , ويحس انه مجهد , والألم ينبض بكل جسمه وخاصه برجله , ومع ان المستشفى وريحتها , وشكل ابوه المتعب شي يلعب بالأعصاب .
وكمل من غيــر لا يشعر بالتعب الباين بصوته , وتصرفاته ,ومن غيـر لا يشعر بتغيــر صوته ..ما كان يقدر يتحرك من غيــر لا يحس بطعنه ألم .
وقال بتعب “شنو اصاباتي ؟ ابي اطلع من المستشفـى “
اهني ابوه قال بصرامه ” تو الناس عليــك “
عمر ما لف على ابوه وقال للدكتور بنفس التعب ” متى راح اطلع “
ابتسم له الدكتـور بلطف وقال بهدوء ” معليـش يا عمـر , راح تكون ضيف عزيز عليـنا هنا بالمستشفى “
غمـض عيــونه هالمره من العصبيه ورد فتح عيونهم ..
وبدى يقنع نفسـه انه يهدى , ويرخي اعصابه , ما راح تفيــده العصبيه .
كرهه للمستشفى ما راح يفيد ..
وبدا الدكتور يسوي له فحوصات أوليــه , ويسأله اسأله معيــنه عن مكان الألم وشنو احساسه ..
وبعد ما انتهى الطبيـب من اسألته وفحوصاته
واللي اهو كان يجاوب عليـها بأقتضاب
سمع الدكتــور يقوله بجديه ” ركز معايه شوي يا عمـر , انا حتكلم معاك عن اصاباتك ..”
كان يبي ماي , من اول ما شاف الدكتور واهو يفكر بالماي..كان حاس بالعطــش , وحاس بالجفاف اللي ببلعومه ..لكن ما قال لأنشغاله بمعرفة اهو وين ..
وقال بأختصار وبلهفه ” ماي…ابي ماي اول “
تحركت الممرضه بسرعه وكفاءه , وشربته الماي ..
اللي لما اشربه كان راح يشرق من جفاف حلقه .
الدكتور كان قاعد قرب عمر , وبعد ما انتهت الممرضه , قال ” بص يا أستاز عمــر .. طبعا الحادس كان أوي جدا , وانت اكتر واحد حاس بأوته , الرزوز متفرأه بكل جسمك ..”
عمر ركـز بأول شي بس حس انه التعب قاعد يدوخه .
وكمل الدكتور ” اصاباتك الأساسيه , على جبهتك , والعمق كان كبيـر جدا , واستلزمت منا تمانيه غرز ..”
سعــود كان قاعد يسمع التفاصيـل للمره الثانيــه ..
لكن هالمره مع رؤيه تعابيــر وجه عمـر , اللي كانت متعبــه , ومنهكــه , واللي كان واضح عليــه قاعد يغالب التعــب
” طبعا الحمدلله ما فيــش اي خدش بالجمجمه , اصابة الرأس والصدمه اللي جت منها كانت السبب في شعورك بالأغماءه وعدم التركيــز اللي جاك بالحادس “
كان الدكتــور مع كل شرح لأي إصابه يأشر على مكانها بجسم عمــر
” في الكتف والزراع اليمين رزه قويــه , وفي صدرك كمــان ..”
عمر كانت ريله اهي مصدر الألم الأكبــر فقاطع الدكتــور ” وريلي شفيــها ؟ “
سعــود على طول نقل نظره للدكتور , وردها لأبنه ..
الدكــتور قال بكل صراحه ووضوح ” دي الإصابه الجامده يا عمر ..”
قام الدكتور وأشر على ريل عمر اليمين وقال ” في رجلك دي تلاتة كســور ..” لف ويهه على وجه عمــر اللي شحــب لكن ما تغيـرت تعابيــر وكمل ” الأول عند منطقه الفخذ والتاني بنفس المنطقه فوأ الركبه تمام , ثم بالساء “
هذا معناه ..
قطع افكاره صوت الدكتور اللي قال ” اما بالنسبـه لرجلك اليسار , فيها كســر بمنطقه الفخذ ..طبعا ده معناه ..”
عمــر كان ساكت ..
” انك مش حتأدر تتحرك , أو تحرك رجليــك , وبعد ما تتعالج الكســور , حتحتاج لإعادة تأهيل يعني لعلاج طبيــعي عشان تأدر تتحرك طبيعي مره تانيه “
ما في اي رد فعل من عمر غير انه غمض عينه , وما احد عارف ردة فعله وقال بهدوء ” الحمدلله على كل حال “
وكمل بأن قال ” انا ألحين ابي انام “
ما تناقش بالأدويه , ولا تكلم عن المده , ولا تحلطم ..
ما كان مهتم بالأصابه ولا بقوتها إلا بجزء بسيط من عقله
كان مغتاظ من روحــه , من تركه لمشاعره تسيطر عليـه وبالتالي سبب ضرر لأبوه , و لأهله .
بس ألحين ما يفيد الندم .
قال الدكتـور ” اوكي ” وتحرك الدكتور و أشر للممرضه اللي بدت تحط الدواء بالدرب , وقال ” الدوا ده عباره عن علاج ومسكن للألم “
مافي اي تعليق من عمـر .
نفسيـــته كانت زفت , وصارت ازفت من الزفت .
طبعا اهو غمض عيـنه , ولكن النوم بعيـد عنه , افكـاره المشــغوله واللي تنتقل فيـه من وادي لوادي مو مخليته يسترخي .
يا ليــت بس على التفكيــر , الألم كان يذبح ..
ما راح اقعد بالمستشفى , ما راح أقعد ..
ما احد راح يجبره يقعد فيـها .
مرت دقايق , والتعب اللي يقاومه , والمخدر بدوا يعطون مفعولهم .
نام..
وفعلا عمر كان محتاج بهالوقت للنوم , لأنه لو ترك بروحه وافكاره وألمه اللي بدى من ألحين يكتمه , كان راح يجن .


ريــــم :

ما اقدرت اتنام من جاها الخبــر .
اعيونها صايره معين لا ينضب من الدموع .
كلما اسكتت لفتره , ردت تصيــح , لما هدها التعب واستلقت على السجاده .
ما حاولت اتغيـر مكانها , أو تتحرك منه , حاسه بأمان جزئي وهي على سجادة الصلاة .
على الرغم من الهواء البارد , اللي كان يدخل عليها طوال الليل من النافذه إلا انها ما سعت انها تغلق النافذه .
هي بس تبغى تعرف خبـر عنه ..
كيف هو ألحين ..
بس تبغى تعرف
الحيــره والشك , وعدم المعرفه يقتلونها .
كان ودها تحرر روحها من جسدها تشوف لها اخباره , وان كان نايم تمسح على راسه , وان كان تعبان تطمنه بحب ..
اطلعت منها شهقه بكا لما تذكرت روحتها وردتها على النافذه , واللي اعرفت منها انه لا عمها سعود ولا عمـر جو للعماره امس.
ردت للحاضر لما اسمعت صوت قفل الباب يندار ..
دليل على فتح الباب , ما تحركت من مكانها , تحس حالها مستنزفه , حتى راسها ما تقدر ترفعه .
سمعت صوت صينيه محموله .
وعرفت من القادم .
نعيـمه
وهذا اكبر دليل على عدم حنيـة ابوها عليها .
والشهقه تحولت لبكا مرير على قسوة ابوها عليها , تاركها طول الليل تفكـر وتبكي من غيـر اي اهتمام , ليه ما يطمنها .. ليه
حست بالصينه تنحط على الطاول بسرعه , واسمعت صوت اصطدام اواني الأكل ببعض , وحست بأيد تحاوطها وتقول بأنفعال , وخوف ” الله …الله .. يا ستي , هوا فيــه ايه “
السؤال والقلق بصوت نعيــمه كان عامل مؤثر بزياده انفعالها وبكاها .
جت نعيـمه بالوقت المناسب لأنه ريم كانت بهالوقت تحتاج وجود احد يخاف عليـها ويحاتيها , وتحتاج لوجود انسان اخر يخفف عليها همها .
وضمت نعيمه بكل خوفها , وحاجتها ويأسها , وهي تقول ” نعيــمه …أأأأأأأ …. نعيــمه.. “
الشغاله الكبيره بالسن رق قلبها اشد رقه للبنت الصغيره اللي المفروض ما تبجي بحرقه قلـب جذي .
وقالت وهي صوتها يرجف مهدد بالبكاء بعد ” هو فيــه ايه يا ستــي “
” نعيــمه …عمــر ..أأأأأأأأأأأأ ..عمــر “
نعيمه اللي تعرف عمــر , وتعرف انه كان زوج ريم ,لأنه عملها بشقه أبو ريم صار له فتـره طويـله , وكانت تصادفه دايما بالروحه والرده بالعماره .
انخلع قلبها على بكا ريم ونطقها بأسمه .
وقالت بخوف ” عملك ايـه “
يا ليته عمـل , ياليته عمل ..
وقتها بأكون عارفه بحاله , ووضعه , مو ألحين بجن من القلق عليـه .
حركت ايدها من ظهر نعيمه إلى ذراعها , واسندت حالها عليها ..
ودموعها ماليــه وجهها .
تمالكت نفسـها
وشدت على ملابس نعيمه وقالت “أأأأأأأ عمل أأأأأأأأ حـ…ـادث , عمـ….ـل حادث أأأأأأأأأ “
نعيـمه انصدمت من الخبـــر …السي عمر عمل حادس !؟
ده شاب صوغيــر ..
شافت وجه ريم .
اثار ليله من البكا كان واضح عليـها .
” ومـ..ـا ادري عن وضـ..ـعه “
وخبت وجهها بصدر نعيـمه .
حطت نعيـمه ايدها على راس ريم وضمتها , مهما كانت ريم ما تعبر عن مشاعرها تجاه عمـر بعد الطلاق إلا انه المشاعر كانت معروفه عند نعيـمه لأنها لحقت عليهم قبل طلاقهم , وشافت كيـف انه ريم تعشق عمـر .
وعمر عمـل حادس , ازاي ..
ما حبت نعيـمه تفكر بوضع عمـر , ان شاء الله يكون بخيـر .
الحين اهي جدامها ريم اللي راح تذبح عمرها من البكي .
لازم ريم تتقوى عشان تواجه اي خبـر كان , الحاله هذي ما راح تمكنها من التماسك ان كان الخبـر سئ .
قالت لها نعيـمه ” ان شاء الله ما فيـش حاجه , تفاءلوا بالخيـر تجدوه ” وضمت ريم بكل قوتها , وكملت ” العياط مش حيفيد يا حبيبتي …قومي..”
وقومت ريم من مكانها , وفصختها ثوب الصلاة , وصلتها للحمام .
وريم اللي ما كان فيها قوه تقاوم , او تمانع قامت ..
نعيمه بعد ما تأكدت انه ريم بالحمام .
شالت الصينيه وحطتها على الطاوله اللي بدار ريم .
وهي تحط الصينيه تفاجأت بأثار لون احمر على كم قميصها .
للحظات تساءلت شنو مصدره ..
وفجأة استوعبت هذا شنو , هذا دم ..
على طول انتقلت انظارها إلى الحمام .
اطلعت بسرعه من الغرفه , وتوجهت لحمد , وشافته على طاوله الفطور , وواضح عليه انه ياكل بذهن غايب .
وقالت بكل احترام , لكن بعجله ” سيدي “
رفع حمد عيـونه وقال ” نعم “
بأستعجال وخوف على ريم ” الست ريم .. بتنزف دم..ما ..ما اعرفش من فيـن “
حمد لما سمع هالكلمه , فز من مكانه ..
تنزف دم !
خاف عليها , بعد قضائها ليلة امس بالبكاء , خاف انها عملت شي بحالها .
ريم كانت تحاول تتماسك بالحمام , شافت وجهها , اللي كان وارم اكبر دليل على قضاء ليله بالبكاء .
تحت عينها كان احمر
رفعت ايدها عن المغسله وشافت اثار الدم على السيراميك .
ما اهتمت كثير ..
اطلعت إلى غرفتها وهي تحس براسها يألمها بشده من البكاء امس .
حست باللي يدخل الغرفه .
رفعت راسها للباب وشافت ابوها .
وقفت للحظات بمكانها ..وبعدين انطلقت لأبوها وقالت بعجله ” يبا , يبا “
حاولت تضم ابوها لكنه صدها .
حست بأحباط يغمرها وقالت ” يبا اسـفه , يبا ما أقصد ..”
ما رد عليـها ..اما هي فقوتها اللي حاولت تسترجعها بدت تضيع منها ..
كانت تدري بأنها كانت مجنونه لما اعترفت انها تحب طليقها ومجنونه فيه , وكانت بتخرج وتروح له بالليل , تصرفاتها الليله الماضيه كانت جنـون , بس المجنون ما يواخذونه .
حمد كان يحاول يشوف من وين مصدر الدم , وما اهتم بأعتذارها , امس عملت اشياء هو ما كان متوقعها وبكل صراحه خيبت امله , واحرجته قدام نفسه , وتخيل لو كان فيه احد وشهد على المنظر وش بيكون موقفه.
قالت بصوت استجداء “يبا ارجوك ما عاد اسوي كذا..وربي اني شلت الجنون من راسي ..ما أبغى اروح له خلاص ..انا ألحين بس ابغى اعرف وش هي اخـبـ..”
بصوت صارم قاطع كلامها ” بس يا ريم .. انا اللي ما عاد ابغى اسمع صوتك ..”
صرخته فيها , سكتتها .
اتحس بداخلها شي انكسر .
اهني بس انتبه حمد لكفوفها , عرف انه الجرح اللي بيدها يحتاج لعنايه .
اكيـد الخياط فيه شي , تقطع او حصل له حاجه .
ترك ايدها بهدوء ” تحضري , نبغى نشوف جرحك وش حصل فيه “
ناظر بعيونها ووجهها اللي كان يقطع القلب .
ما كان لها اي ردة فعل سوا انه لما ترك ايدها طاحت بقربها بعجز .
كنه ما فيها قوه ترفعها .
كان ودها تقول لأبوها انها ما تبغى تشوف ايدها وش بلاها , لكن راجعت نفسـها وقررت انها تراضي ابوها , وما تعصبه اكثر منها .


مهــــا وخالد :

كان يناظرها تتحرك بالغرفه , تروح يميـن وشمال ..
تتجنب النظر لجهته ..
وش يفهم من تصرفاتها , هل هي موافقه على عرضه ولا لأ ؟
هل هي لجأت له عشان ضيقها فقط ولا لأجل تعبـر عن موافقتها على عرضه بعد ..
تنهد بصوت عالي , وواضح انه هالشي لفت انتباهها , لأنها لفت عليـه بصوره جانبيه , وبعدين كملت عملها .
اللي هو ما يدري وش هو بالضبط .
كان ملاحظ تهربها وتحركها من غيـر هدف بالغرفه .
فقال ” مها “
تركت اللي بيدها بخرعه , وطاح بقوه على الطاوله ..
مصدر صوت عالي !
وهذا خلاه يرفع حاجب , وش دعوه كلامه لها كان بهالتأثيـر !
بتوتر تكلمت ” اممممم , امممم نعـ..ـم “
اوكي ان كان شاك بالسابق انها متوتره فألحين هو متأكد ..
قال بكل هدوء لأجل ما يفزعها اكثـر ” انقل اغراضي لهنا ؟؟ “
كانت طريقته غيـر مباشره في معرفة وش تفكـر فيه , في معرفة ان كانت تقصد بتصرفها انها بتكون معاه ولا لأ ؟
حطت ايدها على شعرها وقالت بهدوء متوتر ” على راحتك “
ابتسم …
لأول مره يبتسم براحه من فتره ..
على راحتك ..اخيـرا
رد استلقى على الفراش وغمض عيـنه براحه , الحمدلله على السلامه ..
مها بعد ما قالت كلمتها لفت ويهها , وراحت تحضر اغراضها , ما تدري ليش حاسه انها راح تندم , لفت تشوفه بنظرات خـوف وترقب ..كان مستلقي على الفراش ومغمض عينه وشبح ابتسامه على شفايفه .
جانب منها حاس انها بتكون بخيـر , لأنه اهو راح يعتني فيها , لكن الجانب الأكبـر حاس انها راح تتضرر من هالقرب , كلما قربت كلما زاد حبه بقلبها , كلما اشتاقت له اكثـر
خايفه منه , خايفه , ومهي قادره تمنع هالأحساس من السيطره عليها .
ما كانت خايفه انه يضرها جسديا , لأ ابدااااااااااا
كانت خايفه من القرب النفســي .
الظاهر صارت عندها عقده نفسيـــه !
صارت دايما تتوقع عقب ما يتقربون , أو تحس بداخلها الحب , والحنان اتجاهه لازم تتضرر بعدها على طول
لأنها عقب سبع سنوات زواج , كانت عايشتها بحب وعشق له , اكتشفت اشياء اهو مخبيها عنها وضرتها
و لما رد عقب خلافهم , وتقربوا واهي توقعت انه ترك خطيبته , طلع لا تارك خطيبــته ولاشي , وجرحها اكثــر , وأكثــر
و وايد اشيـاء ..و وايد مواقف دلتها على انه قربها مع خالد راح يليه ضرر لها
قامت تخاف من قربه , لأنها تلقائيا تتوقع انه راح يجرحها ..
اففففففففففففف تفكيــرها تافه ..
اهي كانت تبي تفتح اليوم صفحه يديده , غبيه , صج غبيه , وتافهه , يعني كان لازم تتوتر , أو تتوقع انه يضرها ! انا احتاجه على الأقل بهالفتره , إلى ان اولد وقبل لا اهو يتزوج .
حطت ايدها على قلبها لما طرت على بالها فكرة انه يتزوج ..يارب ساعدني
التزمت الصمت اهي .. واهو بعد التزم بالصمت
راحت للحمام , واسبحت وتجهزت ..
ولما ارجعت للغرفه ما لقته .. وبعد خمس دقايق انطق الباب
راحت وطلت من الثغره حقت الباب .. وشافت خالد ..شعره كان كله ماي , وبيده حقيبه صغيـره للشغل , وحقيبه فيها هدومه .
افتحت الباب .. ودخل بشنطته .. واهي بدى قلبها يطق اكثـر , توترت بالحيـل , وفكرت بخالتها , اكيد بدر راح يقول لهم ان اخوه نقــل
حط شنطته على جنب .
خالد ما تكلم واهي بعد ما تكلمت .
فطروا مع بعض بالغرفه !
بصمت ..
كانت ترفع نظراتها له خلسه .
وترد تنزلها .
يا ترى شنو في باله ألحيـن ؟
بشنو قاعد يفكر ؟
تنهدت بقوه .
طلعوا من الغرفه مع بعض .. وبالممر لف خالد بيغلق الباب ولقاها مغلقته قبله ومتسنده عليه , وهذا خلاه قريب منها بقوه ..مها اخجلت من القرب ..وعضت شفايفها .
حست بنظرة خالد عليها ..
كان بيبتعد لكنها مسكت كف ايده ..
كان خايفه و ودها تقوله عن الأشياء اللي تخوفها .
عن خوفها من هالقرب
عن خوفها من ردة فعل اهله
عن خوفها من قدوم خـ…خطيبته
عن خوفها من الطفل
عن خوفها من الولاده اللي بدا يتطور عندها من كم يوم
عن خوفها من بكره ..من الطلاق ..
عن خوفها الأكبر .. واهو خوفها على عمـر بالوقت الحالي وعن خطورة اصاباته
ورفعت نظرتها له وقالت بتردد” خالد.. انا …” وسكتت بحيــره , مهي عارفه شتقول أو شلون تعبــر ” انا …” وردت اسكتت بعجز , مهي عارفه اشلون تشرح مشاعرها .
لما اسكتت للمره الثانيه , وسحب ايده من ايدها وحطها على خدها , وتوه بينطق ..
صوت باب فتح , قريب منهم .
خالد ما بعد عنها , شافها لفتره وبعدين بعد .
مها ما تجرأت ترفع راسها وتشوف مين اللي شهد على قربهم الحميمي من بعض .
موضي قامت بكيـر اليوم ..
كانت تنتظر ولدها اللي دخل لغرفه مها ..كانت تبغى تكلمه امس بالليل ..لكن انتظارها طال , واعرفت انها ان انتظرت ما راح ينفع .
ونامت .
واليوم لما صحت وصار عندها نيه الفطور بمطعم الفندق , تفاجأت بمنظر ولدها عند الباب بقرب حرمتـه بطريقه مخجله .
وش معقول الشخص يقول ان شاف هالمنظر .
تعبت من التفكير بولدها وحرمته , وسمر , والبيبي ..
اللي اعملته انها انقلت النظر بينهم بنظرة تأنيب خارجه عن ارادتها .
قرب ولدها منها وباس راسها وقال ” صبحك الله بالخيـر يما “
امه اسكتت وابتسمت له بذهن غايب .
ونظراتها كانت على مها .
مها ما كانت عارفه تقرا شنو معنى هذي النظرات .
مها كان ودها ان الأرض تنشق وتبلعها .. كانت تتمنى اي شخص يطلع من هالغرفه , حتى لو كان الجني الأزرق , ويشهد على وقفتهم , ولا تكون الشاهده خالتها .
لكن بالنهايه موضي كلمت مها وقالت بلطف ” مها الحمدلله على سلامة خالك “
لما سمعت كلمة خالتها على طول فز قلبها
ايــه الحمدلله على سلامتـه ..
عمـر رجع لهم بفضل من الله سبحانه وتعالى .
كانت خايفه لكن هدوء خالد , وعدم عجلته كانوا عاملين مطمنين ..
هذا غيـر كلامه امس..
بس بعد تبى تشوف بعينها وضع خالها , تبي تتأكد انه بخيـر ونعمه .
وقالت بصوت هامس ” الله يسلمج “
مها رفعت نظرها والتقت بنظرات خالتها , وكانت حاسه بتركيز نظرات خالد عليها .
وبعد ثواني بعدت نظرتها عن خالتها بخجل .
موضي شافت ولدها , كان ينظر لمرته بنظره غريبه .
وبهاللحظه خالد شاف امه اللي كانت تناظره , حست امه بأن نظراته فيها كلام , كنه يبغاها تفهم حاجه .
وبعدين قال ” احنا رايحين المستشفى ألحين , تامرين على حاجه ..”
موضي عطت مها نظره عدم راحه لوجودها خاصه انها بتقول شي راح يضايق مها , وهي ما تبغى تقول اي شي يضايقها خاصه بعد حادثة خالها .
مها شافت هالنظره , وحست بداخلها بعناد , ما راح تتحرك إلا ان اعرفت شنو الموضوع , خاصه انها حاسه انه الموضوع متعلق فيها , وبخالد , وراح تكون مجنونه ان تحركت .
وقفت بكل براءه وعناد ..
موضي شافتها , ولاحظت انها مهي ناويه تتحرك , فسألت السؤال اللي كان في بالها من امس بالليل , وحاولت على قد ما تقدر انها تقدر وجود مها , فقالت بصرامه ” طيب انت اللي بتروح لعمك اليوم بالليل للمطار “
خالد تفاجأ ..يا الله كيـــــف راح عن بالي موعد قدوم عمي !! , يا رب العالميــن كيف طار الموضوع كذا ! , بذي السرعه جا وقت قدوم عمي حامد واهله؟
اما مها فارفعت نظرها لما اسمعت كلمة خالتها ارفعت نظرتها لخالد , لكن تعابيره كانت جامده
سمــر هذا اللي تقصده خالتها من كلمة عمه , يعني سمــر
عشان جذي كانت تشوفني بعدم راحه ..
يعني عمه والزفت معاه ..
كانت تبي تعرف بشنو يفكر فيـه , لكن خالد غلف وجهه بجمود.
كانت راح تصيح من القهر .
وكانت تنتظر منه الرفض , كانت تبيه يرفض ,يقول لأ .. لكنه جاوب بكل هدوء “اي نعم , ان شاء الله “
خالد راح فكره مثل العاده على الأصول والواجب , ومتى ما كانت الأصول تتطلب انه هو الكبيــر يستقبل عمه , فأهو اللي راح يستقبله .
حس بضيقه انه راح يضطر يستقبل احد بالمطار , وهو ناوي يجلس مع خويه , الراقد بالمستشفى
حادث عمر , و وضعه مع مها نساه وقت قدوم عمه
الله يعين بس قدوم سمر وش بيسوي فيهم ! , الله يعدي الأيام الجايه على خيـر ..وتنتهي سالفة الخطبه اللي مهي راضيه تتحرك ..
مها حست برجفة شفايفها .
ما تقدر توقف احساسها بالغيره .
كانت تسمع كلام امه عن موعد وصول الطياره , وعن مكان اقامتهم , وعن غيره من الأشياء , لكن اهي حاولت انها تصمت وتكتم لأجل ما تصرخ عليه , وعلى خالتها , وتقلب الدنيا فوق تحت .
وبعد ما انتهوا من الحوار تحركوا اهي واهو .. لكنها ساكته , وما حبت تتكلم معاه عشان ما تتهاوش , واهم توهم قايلين يا هادي على اتفاقهم ..
مها صبري على هالريال , لا تتكلمين عن الوضع .. ارضي وسكتي ..
لأنج ان تكلمتي بتقولين شي وبتندمين عليه بسرعه
على الأقل مؤقتا .
واهو كان معتصم بالصمت , وساكت وزاد على هالشي النونه معقوده .

ريم :

ريم البست ملابسها بمساعده نعيـمه , لأنه ايدها صار الألم اللي فيها غيـر طبيعي .
نعيمه ظنت بعد ما ساعدتها باللبس انه خلاص بس ألحين تطلع ..
لكن ريم أوقفتها وقالت بأرهاق واضح من وقفتها , ومن ملامحها , وشحوب وجهها , و بهمس وخجل ” نعيـمه , الحجاب اللي كنت جايبته معي من السعوديه .. اممم ..وين ؟”
وقالت بأستغراب ” الحجاب “
قالت ريم بخجل ” ايه , انا .. انا ناويه ألبسه “
نعيـمه وقفت , وحست بفرح داخلي يتغلغلها , الفرح اللي يحوش كل مسلم لما يعرف انه مسلم اخر قاعد يمتثل لأوامر الله .
وقالت بحب وعجله ” يعني حتلبسيه للأبد ! “
ريم صار وجهها احمـر , وقالت ” ايــه “
راحت ضمتها بقوه , وقالت ” حاضر , حاضر يا حبيبة ألبي , راح يكون عندك بسانيه”
وتحركت بسرعه لخارج الغرفه .. و لما شافتها ريم تطلع , اقعدت على الكرسي بتعب .
عينها تؤلمها مــره , وراسها بعد , وتحس بتعب .
لكن لازم تصبـر
ابوها شكله ما يوحي بالكدر والضيق ..يمكن هذا معناه خيــر
ان شاء الله يكون معناه خيـر .
لأنه إذا غيـر هالشي راح تموت .
جابت نعيمه اللفه السودا اللي جايه فيها ريم من السعـوديه .
واللي لما ألبستها ريم حست براحه داخليـه , لأنها لأول مره تلبسها مع نية عدم قلعها ابدا قدام الرجاجيل .
قالت لها نعيـمه بعد ما شافتها ” ما شاء الله ” وكملت بأن قالت وعينها مغورقه بالدموع ” ابوك يا ريم يستناكي بالسياره تحت , مع السواق “
لفت ريم عن المرايا .
وتوجهت ونعيمه لخارج الشقه ..
وهي واقفه عند المصعد تنتظر وصوله , لأنه ما عندها قوة تنزل الدرج .
سمعت صوت الشقه اللي مقابلتهم تفتح وتسكـر , استغربت لأنها تدري انه ما فيه احد ساكن بالشقه .
رفعت نظرها للشخص اللي طلع , ولما شافت انه رجال ويناظرها هي .. صدت وغضت بصرها بخجل وبعدم اهتمام فيه كشخص .
حست فيـه يقرب من المصعد , لكن فعلا ما اهتمت .
عدلت لفتها بتلقائيه .
قال لها بصوت عميـق وقوي ” مرحبا … ريم “
ارفعت نظرها له بوجل , ميــن هذا !
وكيـف يعرف اسمها ..
وصدت بسرعه وما ردت عليـه ..
كمل الرجل بأن قال ” يمكن ما تعرفيـن ميــن انا !؟ ….انا فيصل “
فيصل كان يشوف تعابير وجهها , كان واضح انها باكيــه ..
اللي ما تعرفه ريم ان فيـصل كان شايفها بلندن واعجب فيها , وبأنشغاله مع بدء شركته , ومعاملاته , ومشاريعه ما قدر يتقدم بوقت اقرب ..
ولما قدر تقدم ..
وانقبــل ..وهذا الشي اللي ما كانت متوقعه عقب اللي سمعه من رفضها للعرسان
لكن وجهها ألحين كان مختلـف , كان لوحه من الحزن والتعـب , كان مختلف بقوه .
تحت عينها اسـود وجهها شاحب ..
ريم اسمعت اسمه ..انصدمت ..
فيصل , وش يسوي بالشقه اللي مقابلتهم !
لكن ما ارفعت راسها ..
وش ناوي عليه ابوها , ليه مخليه يسكن قبالهم
حست بالدموع بعينها تتجمع .. صار وجهها احمر .. وعبـر وجهها عن الرفض من غير احساس او شعور منها وبان الضيق عليها من سماع اسمه ..وشدت على ايدها بقوه.
بغلط وتهور منها ادخلت لسجن اسمه فيصل اللي ودها تفلت منه ومهي عارفه .
كانت راح تصيح ألحيــن وقدامه .
واللي ذبحها انها ما كانت تبي تشوفه ..ولا هو يشوفها ..وش عرفه انها هي ريم !؟
وهذا يهـم ! ..ما يهم ابـدا ..
ضحكت بداخلها بسخريه
هه هه ..هو فيـه كل المواصفات اللي يحلمون فيها البنات , وسيـم ..هه ..حتى وهي بعز حزنها ما تقدر تنكر هالواقع .. وسمعته الطيـبه واصله للكـل , لكن ..
لكن اهي قلبها مهو له , مهي سعيده فيـه .
كانت حاسـه بالتوتر , تدعي ربها انه المصعـد يوصل قبل لا يتكلم او يقول شي ثانـي .
فيصل لاحظ تغيـر ملامحها من نطق بأسمه , غورقت عينها , وحس بملامحها الخجل مخلوط بالحزن مو الفرح ..غير عن كل البنات اللي المفروض يكونون سعيدين بخطبتهم وزواجهم .
تـوتر , لأول مره بحياته يتـوتر كذا .
ما حـب يفكـر بالموضوع او يفسـر بكيـفه , لكن تعابير وجهها عطته احساس سئ .
تمنى انه كلامه واحساسه خاطئ .
ريم كان ودها تقول له ابعـد عني , روح , ارفضني قول لأبوي انك ما تبيني , طلبتك قول له .
لكن اسكتت ..
مرت الثواني وهو يتأمل وجهها وهي صاده من غيـر لا تتكلم ..ما اهتمت بردة فعله على سكوتها وتجاهلها له ..ما اهتمت ابــدا
وصل المصعد .
اصعدت وهو تم يشوفها .
من غيـر ولا كلمه .
نعيــمه كانت شاهده على الموقف ككل .
شافت فيـصل من باب الشـقه , ما شاء الله كانت وسامته قويه وتلفت نظر الكـل لكن تعابير وجه ريم كانت رافضه له بقوه ..
وجا في بالها انه اللي مو متأكد انه ريم تحب عمـر .. راح يتأكد من المشهد اللي للتو حصـل , لأنه عدم الأبتسام في وجه بالوسامـه هذي شي صعب إلا على المرأه العاشقـه .
خافت انه الرجل يفهم ريم غلط , خاصه انها ما شافته من قبـل , فظنت انه جارهم الجديد وحاب يسلم فقط ..
وهذا دفعها انه تقـرب منـه وتـقول ” معليـش “
لف عليها الرجل , وناظرها بأستغراب ..
اما هي فكملت كلامها بأن قالت ” معليـش يا استاز , اصل الست ريم تعبانه شوي , حد عزيز عليها عمل حادس , وهي دبحت حالها من العياط من امس بالليل وما ادرتش تنام من امبارح … يا عيني عليـها “
نقل نظره للمصعد بتأمل , معقوله هذا هو سبب الحزن والضيق .
يعني مو خطبتها له .
لكن سمع اللي صدمه من نعيمه ” السي عمـر لساته صوغيـر , الله يحميه , قلبنا وجعنا لما سمعنا بالحادس “
عمـر !!! , زعــلانه على طليقها , انهيارها على طليقها .
اللي اعرفه انه اثنين يتطلقون لما الحياة تكون بينهم مستحيـله
تصرفات عمـر .. تصرفات ريم ..
وهو الطرف الثالث اللي جا بالوسـط وافسـد الأمور ما بينهم .
لأ ما يبغى يفكـر بهالطريـقه ..
لكن ما في اي معنى لتصرفاتهم غيـركذا .
الحزن اللي بعيونها , ولما سمعت اسمه الضيق اللي بان عليها , وش معناه !
معـقوله انها مجبـوره عليه ..
لأ ..بس الظنون بدت تلعب فيه لعـب .
ما يصير ياخذ كلام الشغاله على انه جـد .
لازم ياخذ الكلمه منها هي ..


الريـــم :

بطريقها للطبيـب ما كان ابوها يكلمها , وما توقعت غيـرهالشي , اصلا حتى ما قال لها تحجبتي او مبروك عالحجاب ..
فكرت بمقابلتها لخطيبها ..
لخطيب الغفله
سندت راسها على النافذه تتأمل الناس .
لــيه ما قالت له انها ما تبغاه , كان لازم تقوله , كان قدامها فرصه ذهبيه وهي ضيعتها من ايدها , بس استحت ..
استحت , ما تقدر تقول لرجال ما ابغاك ..
غورقت اعيونها , وش الدبرا يا ربي , كيــف !
يا ربـــي كيـف ؟
ترسل له رساله مع نعيــمه ..
لأ ما تقدر , ما تقدر
ذا جنــون , جنــون
طيب تقول له كلمه يفهم منها انها ما تبيــه .
المشكله انها ما تقدر تلجأ لأبوها , ابدا , ابدا
رفعت نظرها لأبوها وشافت راسه من ورى .
ولفت تشوف النـاس .
وش ذي التفاهه اللي هي جالسه تفكـر فيها , حبيبها وروحها ما تدري وش جرا له , وش هي اخباره ..
الخطبه ألحين اخر همها ..
اخــر همها ..
كيـف ممكن تعرف حال عمـر بالوقت الحالي كيـف ؟
غمضت عينها بتعب
لكن ردت افتحت بسرعه وقوه .
مها !
فعلاااااا مها , مها ..
هي املها الوحيـد , وشلون ما فكرت فيها من اول .
انشغلت بهمها وتعاستها ونسـت انها تقدر تتصل بمها .
من لهفتها بدت تدور على الجوال بحقيبتها , يميــن ..يســار ..ما فكرت بوجود ابوها بالسياره معها .. انها تعرف كل شي بالنسبه لحالة عمر.. نعمه من الله .
لكن ما له بينه ..الجوال ماله بينه
يا ربـي مهو بوقته يختفي جوالها ألحيـن .
لما عرفت انه الجوال اصلا مهو بالشنـطه , وانها اكيـد نسته بالشـقه .
قلبها بدى يدق بقـوه من معرفتها بقدرتها على معرفة اخباره .. كان ودها تقول لأبوها يردها للشقه ألحين .
لأجل تكـلم مها .
يالله متـى , متــى تنتهـي من هالمشــوار .
يا رب اعني على هالرحله , وعلى الوقــت , يا رب اعني .
حمد كان ملاحظ انه بنته لابسه الحجاب لكن ما علق .. كان تفكيــره متعلق بأتفاقه مع سعود اللي تراجع عنه سعود بأخر لحظه ..
اتفاقهم متعلق بتزويج احد الطرفيــن , وبما انه عمــر رجال وصعب ينجبر على الزواج , التفتوا لريم
حمد حول نظراته للمرآه الجانبيه للسياره وشاف بنته اللي جالسه وراه .
كان راح يجبرها على الزواج , لأنه اللي توصلوا له هو وسعود , انه ابتعاد عمر عن ريم , وريم عن عمـر شي فيـه خيــر للأثنين .
وش العمل ألحيــن , هل يستمر فيه هو , او يتركه ..
ان استمر فالضرر اللي راح يصيب بنته أو غيــرها راح يكون مسؤوليته , لكن ان انسحب هو بعد فما راح يكون فيه اضرار .
المفروض بعد اللي عملته ريم امس واليوم , يتخذ خطوه لأكمال الزواج أو التراجع عن قراره ..
يا الله وش كثـر القرار صعــب , صعب مره


مهـــا :

وصلوا للمستشـفى واهو بعد كلمته بالفندق ما عاد كلمها .
ولاهي كلمته ..
تجاهلته بالوقت الحالي فقط , ما لها نيه تتكلم ..
كانت حاسـه بحريقه شابه داخلها منه ومن تصرفه , شلون ألحين , شلووووووون , ليش ما يخلي بدر يروح , ليش اهو , ليـــش
يعني بدر ريال , ليش ما يستقبلهم .
اهو المفروض ألحين مشغول معاها , ومع عمـر..
المفروض يكون معاهم , مو يفرفر بالمطار يستقبل فلان وعلان ..
أو يستقبل الزفتــه ..
الخايســـه , ما لقت إلا مصر تتعالج فيها امها .. يا مكثر البلدان .. لكن لااااااااااااااااااااااااااا تبي تكون موجود يم حبيب القلب
حبها برص ..
وصلوا للمستشفى .
واهي نزلت قبله من السياره , اما اهو فقعد يكلم السواق وبعدها نزل .
مشت بقربه .
وقلبها بدى يضرب بقوه ..
الثقه اللي صبرتها طول هالوقت تبخرت , كل الأفكار غيــر عمر طارت
كانت حاسه بالخوف والفزع من اللي راح تشـوفه .
الأطمئنان اللي كان بقلبها يطير , كلما قربوا من المكان اللي هم قاصدينه .
لما وصلوا للباب , وقف , وهي وقف قلبها .
لف عليها قبل ما يدخل
قال بكل بهدوء” ألحين بندخل يا مها , ما ابغى صياح ونواح , عمي سعود موجود بتضيقين صدره , عمـر شكله يخرع لكن هو ما فيه إلا العافيـه ,مفهـوم “
الخوف ملاها , ما تبي تدخل .
وقالت هالكلمه على طول ” ما ابي ادخل , ابي ارد الفندق “
نزل ايده عن مسكة الباب .
بكل هدوء قال ” مها خلاص , انا مكلم عمي سعود اليوم الصبـح , وعمـر كان صاحي وتكلم مع الدكتور “
شافته بنظراتها الدامعه ..
تأملها لفتره ..
وقال ” يلا “
فتح لها الباب , أشر على الباب المفتـوح .
ما لمسها او مسكها , يبيها تعتمد على نفسـها ,يبيها تكون اقوى , وتتخطى الخوف لحالها , ما يضمن انه يكون موجود دايما قربها , ما يضمن انه جدها يكون دايما قربها , ما يضمن انه عمر يكون دايما قربها .
مشــت ببطئ للباب ولما مرت بقربه , سمعته يقول بصوت هامس ” ثقي انه ما فيـه شي “
دخلت .
تجنبت النظر للفراش اللي متوسـط الغرفه .
وخلت عينها على جدها اللي كان يتكلم بالتليـفون وظهره للباب , ويشوف الدريشـه , و واضح انه ما كان منتبه لهم .
وبخوف وبقلب يرجف نقلت نظرها للفراش .
ما كان واضح شي منه .
وقربت خطـوه , وقلبها مع كل خطوه يزيد رجفته .
لما شافته شهقت ورفعت ايدها بسرعه على فمها .
تكتم الصوت اللي صدر , حست بجسد قريب منها من خلف لكن مو لامسها ..
سمعت صوت خالد الهادي من خلفها اللي قال ” مها تماسكي “
طلعت منها شهـقه بكا , وردت تحاول تكتمها .
” تقدمي منه , شوي , شوي ..”
لفت عليه , على خالد وقالت بهمـس باكي ” ما أقدر “
” إلا تقدريـن .. هذا خالك .. ما فيـه شي “
وجهه كان عباره عن دفع لها للأمام , كان واثق فيها , و واثق من حالة صاحبـه .
ورد قال ” هو بخيـر “
ما كان لامسها , وتقدمت شوي شوي .
لما صارت قباله .امسكت طرف السرير , تألمت من منظره , وتسألت إذا هي متألمه من المنظر وبس , اهو اللي قاعد يعاني من هالجروح شنو قاعد يحـس فيه .
جبهته كانت مغطاة بشاش ابيـض , الجزء غيـر المغطى بالشاش كان لونه أزرق و احمر .
خاصه جهة عيــنه اليميـن وخده اليمين , إلى رقبته , اما الجهه اليسار فكانت تقدر تشوف لون بشرته الأصلي .
حست بخالد يوقف قربها من السرير .
وجوده قربها واحساسها بحرارة جسمه كانت شي مطمن لها .
نقلت نظرها لجسم عمر , الدربات اللي بأيده كثيـره ,لكن اللي فزعها اهو منظر رجوله الثنتين اللي كانوا مغلفين بجبس , ومرفوعين بأله لأعلى .
كان شكل رجله يفزع , تنفست بقوة , ولفت على خالد , اللي كان شكله عادي ومتماسك , لكن ما احد يدري بالضيق والهم , الجمر اللي بصدره من حال صاحبه .
ردت تشوفه , حست بالدمعه اللي نزلت على خدها , ارفعت ايدها وامسحت دمعتها بعنف , عمـر ما فيه شي , خالد يقول بس شكله اهو اللي يخرع , لكن الواقع غيـر ..
خالد ما انتبه لدمعتها .
جدها اللي كان انهى اتصاله بالكويت بعد ما شاف حفيدته , وتابع مشهد ضيقها بصمت , لكن لما انزلت دمعتها قال بصوته الخشن ” تعالي يا مها “
ارفعت عينها عن عمـر وشافت ابوها سعود فاتح ايده لها على وسعها .
قربت بهدوء من غيـر عجله من جدها .
تحاول بهالوقت انها تتماسك عشان ما تنفجر بالبكاء , لأنها ابوها سعـود ما يستاهل تزيد على ضيقه ضيـق .
لما قربت ضمها لها بقوة .
تنهدت بقوه وحست بامان منقطع النظير , لكن ما بكت , بالعكس كانت متمالكه حالها , يمكن لأنه خالد كان قربها وموجود اهو اللي ساهم بأنها تكون متمالكه نفسـها , حتى من غيـر لا يضمها ,احساسها بوجوده كان قوه .
خالد شافهم ..جدها هو الأمان لها .. الصدر الحنون !
هه عمه سعود الصدر الحنـون بس هذا الواقع بالنسبه لمها .
قعد على الكرسي , حتى عمه قام يغار منه ..
المفروض بعد اليوم يكون واثق من نفسـه ويوقف جنون الغيره اللي تملاه , لكن مو قادر يمنع نفسـه من انه يتضايق من اي شخص يحس انه اقرب لها منه .
ألحين هم تقدموا لخطوه للأمام وهالشي ممتاز ..
بس يتأمل انه علاقتهم ما تتوتر من قدوم خطيبته المزعومه , الحمدلله انه ما كان رد فعل مها عنيـف مثل ما كان متصور .
على الأقل هو ألحين قربها , بنفس غرفتها وهذي خطوه عظيمه راح تمكنه من التفاهم معاها , من البقاء معاها لأطول فتره ممكنه .
شاف عمه وحنانه على حفيدته وكلامه معاها بحنان , نادر ينسمع من عمه سعود .
اهو ما سلم أول ما دخل لأنه انشغل بمها وردة فعلها على شوفة خالها , وما كان مركز على شي ثاني .
بعد ما شاف انه الضمه اللي بين مها وجدها بتطول , قرب وقال بصوت قوي ” السلام عليـكم عمي “
ومد ايده اللي تلاقها عمه .
بعد فتــره تركهم عمه سعـود اللي استاذن لأنه بيروح يرتاح .. طبعا خالد لما عرف انه عمه سعود ظل طول الليل ما قدر يقول شي او يشره عليـه لأنه اب , واكيـد انه كان ناوي يقعد مع ابنه لفتره .
لكن هذا ما منعه انه يقول لعمه بصرامه انه إذا فيه شخص بينام بالليل عند عمـر فهو خالد ..
كان هو ومها مع عمـر ..
مها بأيدها قرآن , وخالد سرحان ..بمها !

سمانثا :

قلبها بده يحرقها على عمر ..
ويــنه ..
وين اهله , وين مها , وين خالد .
كانت قاعده باللوبي من الصبح وما شافتهم .
حاولت تحصل على ارقام غرفهم لكن الأستقبال رفض انه يعطيها هالشي .
تمنت من كل قلبها انها تعرف ولو حتى اصغـر خبـر عن عمر .
سفرتها بتكون بعد اسبوع وثلاث ايام بالضبط !
خايفه تمر الأيام وما اشوفك ؟
عمـر وينك ؟


ريــم :

توها جت من عند الدكـتور اللي عطاها كلمتين بالعظم على اهمالها لصحتها ,وعلى اهمالها لأيدها بالذات .
وبحضور ابوها , اللي كل ما قال الدكتور كلمه عطاها نظره قاسيـه .
شافت كف ايدها للمره المليـون ,وتذكرت كيـف كان شكل ايدها يقزز .
الخياط تقطع الدم كان مالي كفها ..بعدت عينها باشمئزاز عن كفها لما تذكرت المنظر .
لما وصلت للعماره , ما صدقت
كانت تبغى تجري ..
تركض بأقصى سرعتها ..
تبغى توصل لجوالها ..
وألحين الجوال بأيدها , وترجف , خايـفه من عاقبة اتصالها .
كانت حاطته على اذنها ومن غيــر شعـور ادموعها تنزل على خدها , والخوف ماليها .
بعد ثلاث رنات سمعت صوت مها المتعب يقول ” ألو ..”
اهني بس بدت ترجف ..وقالت والرجفه مهي مخليه كلامها واضح ” مـ..ـهـ..ـا “
اخيـرا راح تعرف اخباره , اخيـرا راح تسمـع وش فيــه ؟
حبيبها ..
اخيــــــرا
مها اللي بالطرف الثاني من الخط , كانت قاعده قرب عمـر , و بأيدها القرأن , خالد توه طالع يجيب لهم غداء , بعد ما اطمئنت على حالة عمـر , اللي جدها شرحها لها قبل لا يروح للشقه ويستريح ..
ما كانت ناويه تغادر مكانها قرب عمـر
ومشاعر خالد مماثله لمشاعرها .
وبالتالي اثنينهم اتفقوا على البقاء إلى مساء , وبالواقع كانوا اثنينهم يأملون ان عمـر يفتح عيــنه لهم ويكلمهم مثل ما كلم ابوه سعود
قالت بصوت متأثر ” ريـــــــم “
ريم حاولت تتماسك وقالت على قد ما تقدر من تماسك ” بس ابغى …اعـ…ـرف ..؟؟”
اعرفت مها ريم شنو تبي تعرف ..
الثواني مرت على ريم ساعات , وهذا اللي خلاها تستعجل مها فقالت ” طلبتـ…ـك ..طمنـ..ـي قلـ..ـبي … “
وهذا خلا مها تقول بكل لهفه ورغبه بالتطميــن ” اهو بخيـر , بخيــر يا ريم ..”
اهني بكـــت ريم , بكــــت من كل قلبها ..
الحمــدلله , الحمدلله ..
صوت بكاها كان عالي واللي يسمعه يعرف انه قلب الباكي كان منفطر , متقطع
الراحـــه , الراحه ..
الحمدلله , الحمدلله ..
مها تأثرت من بكا ريم وحست انها راح تبكي وانه دموعها على طريف ..
اهي نفسيتها السيئه وحملها مخليـها حساسه , اصلا اهي ملت من كثر ما بكت بالفتره الأخيـره ..
ملت من نفسـها , بس ما تقدر تمنع رغبتها أو تمنع دموعها .
ريم اللي كانت واقفه اقعدت من قوة المشاعر والفرح اللي انطلق بصدرها ..
عمــر
بخـيــر .
وقالت لمها من بين شهقاتها الباكيـه ” الحمـ..ـد لـ..له ….الـ…حـمـ…ـد لله “
قالت مها ” ايه الحمدلله , طبعا شكله ما يسر عدو ولا صديق , بس شي اهون من شي .. لكن ..”
ريم اللي قدرت أخيرا تتمالك نفسـها فز قلبها على كلمة لكـن وقالت ” لكـ ..ـن …..وشووووو ؟! “
تنهدت مها تحاول تطلع الضيقه اللي بصدرها ” أ ه ه ه ه ه ه ريله اليميـن متكسـره تكســر وتحتاج فتره للعلاج , وبعدين تحتاج اعادة تأهيـل , وحـوسه الله يعيــن بس “
حطت ريم ايدها على جبهتها وغطت عينها ..رجله اليميــن .
الله يعيــن ..
عمر على عناده بيذبحهم لأجل يطلع من المستشفى .
تعرفه زيــن يكـره القيـد ويكره المستشفى ..
هذا بيكون اكبـر اختبار لعمـر , عمر اللي يحب الحريه .
الأنطلاق ..
يكره انه يبقى بمكان واحـد .
اللي يعرف عمر زيـن , بيعرف صعوبة هالشي عليه .
يا رب عينه وساعده على تخطي هالوضع ..
بس عادي , اصابه اهون من اصابه , الحمدلله اللي احفظه لهم , الحمدلله اللي احفظه .
وقالت بهدوء ” مهـا .. أبغى …” واسكتت لكنها بعدين قوت قلبها وقالت ” ” ابغى اسـ ….ابغى اسمع صوته ..أبـ ..”
وبعدين سكتت ..
وجا الرد من مها اللي تنهدت وحطت ايدها على بطنها و قالت ” اهو ألحين نايم ” ابتسمت مها بحنان وهي تشوفه ..وبدت توصفه لريم من غير شعور..
ما تدري ليش ..
بس بدت تقول بصوت حنون ..
” مستلقي على ظهره .. لأنه ما يقدر ينسدح بغيـر هالطريقه .. اللي يشوف هدوء ملامحه من جهة اليساره يظن انه نايم عادي .. لكن اللي …..لكن اللي يروح لجهة اليميـن ويشوف اللون الأحمر , والأسود اللي مغطي ومنتشر على جلده يعرف انه مخدر .. جبهته مغطيها شاش .. ذراعه مغروز فيها الدربات واحد للتغذيه , وواحد للدوا , وواحد ثاني لدوا بعد..”
بعد ما انتبهت لحالها وانها قاعده توصف حالة عمـر , سكتت .
الأنسانه بالجهه الثانيه من التليـفون واللي كانت صامته طول الفتره قالت برجفه ” مها ….رجـ..ـيتك ..كملي , رجيتك كملي ..”
غمضـت مها عينها , تمنع دمعه من النزول , وكملت لأنها حست بالحرقه اللي ماليه قلب ريم, ولأنها مقدره ظرف ريم اللي يمنعها من انها تكون معاه وقالت ” ..اممممم ..كتفـه اليمين وذراعه فيهم رضه قويه , تطلب من الدكتور انه يلفها له بشاش , ريــله ……اممممم ..” سكتت وبعدين لما اعرفت انها ما راح تبكي قالت ” ريله اليسار فيها جبـس لكسـر فيها ..اما ريله اليـ …اممم ريله اليـمين فيها جبس , واثنينهم مرفوعين لفوق ..وبـس “
اسمعت النفـس القوي اللي خذته ريم ..
وبعدين سمعت صوت ريم المخنوق يقول ” الحمدلله انه رجع سالم , وهذا هو المهم ألحيــن ..”
ريم من وصف مها له ,حست بضيق والم براسها شديد .
وكملت بأن قالت ” مها انا مضطره اسكره ألحين , طلبتك يا مها ان صحا , او صار له اي شي جديد اتصلي علي وقولي , هذي امانه , تعرفيــن وش يعني امانه ؟! “
قالت لها مها بكل جديه ” ان شاء الله , يا ريم “
قالت ريم ” انا راح اتصل عليكي من وقت لوقت على حسب ظروفي ..استودعتك واستودعته الله “
ريم استلقت بفراشها .. وقالت من اعماق روحهــا ( يــــا رب ساعده )
بعد ما سكرت مها التليـفون , دخل خالد عليها , كان حامل معاه غدا لهم وحقيبة شغل ..
عطاها ساندويشاتها , وعصيرها وجلس بعيد ..
قالت له بهمس ” مشكور “
رد عليها بهدوء ” حياكي الله “
لما الحين مو عارفه تتعامل معاه واهي مغتاظه منه للدرجه هذي !
من اول ما غادر الغرفه واهي افكارها معاه , كانت القران بأيدها حاولت تقرى ..
لكن افكارها دايما تطيـر له , وتروح له هو .
هل يا ترى بيروح لسمـر ولا لأ , يعني معقول انه كان يمزح .
توترت من افكارها الغبيه , يعني شلون يمزح بشي مثل هذا !!
اكيد راح يروح..
ما كانت تبي تفتح موضوع مثل هذا بهالمكان , وبهالوقت بالخصوص .
كانت تشوفه مطلع أوراق , ويقرى فيهم ..
ردت اهي تقرى القرأن عسى الله يشرح لها صدرها .
مرت ساعات وهم على هالحال ..
وجا ابوها سعود بالليل , وعمـر ما صحا .
قعد ابوها سعود , وبدى يتكلم مع خالد , عن الشغل , وعن امور ثانيـه .
كانت تشوف خالد شلون مركز مع جدها وشلون متفاعل معاه ..
ولاحظت فجأه تغيــر ملامحه للبرود , لفت على جدها سعود , تبي تعرف عن شنو كانوا يتكلمون ..
وسمعت جدها يقول “……عاد انا قلت لأخوان عمر انه ما في داعي قدوم احد منهم ..لكن مثل ما انت تدري غانــم شوره بأيده , وقرر انه لازم ايي لمصــر “
كان واضح على جدها الأمتعاض , خالها غانم , انسان غريب الأطوار !! , هذا اقل ما يقال عنه .. صريح زياده عن اللزوم , ولا مبالي زياده عن اللزوم , ومهمل زياده عن اللزوم , ويرمي الكلام ولا همه احد ! وهذا سبب في توتر علاقته بجدها .
خالها غانــم راح ايي لمصــر ..
لفت على خالد مستغربه ليش ما اعجبه انه خالها غانم راح يجي لمصـر , اهي اللي تعرفه انه غانم وخالد علاقتهم عاديه جدا , ما تتطلب انه خالد يتضايق من قدومه .
خالد لما قال عمه سعـود طاري غانم .. تضايـق .. تضايق كثــير لأنه الوحيــد الشاهد على قدومه مليــون مره لمها ورفضها لمقابلته .. لأنه اهو اللي كان المرسال بينه وبينهما ..لأنه بفتره خلافهم الأساسيه عمه سعود , وعمر ما كانوا بالكويت والموجود اهو غانم .
عمر يدري انه جا لمها عدة مرات , لكن ما شهد بعينه على الوضع , على عكس غانم اللي كان شاهد على اذلاله من مها .
رفع راسه وشاف مها تشوفه ..
وتضايق اكثـر ..لكن ما بين بوجهه شي الحين .
مر الوقت وتكلم جدها سعود عن امور ثانيه .
ومها نست سالفة خالها غانم ..وراح بالها للأهم سمـر !
كانت ساكته متوتره , وكلما حست انه الوقت اظلم أو تأخر تتوتر أكثـر .
وبعد مرور بعض الوقت قام خالد من مكانه وقال الشي اللي خلا الدم يفور بكل جســم مها !
” مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار “

 

البارت الرابع والعشرين

*** مواجع القلب مفتوحه … داريتها واحترق صدري ***











” مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار “
قالها بطريقه عاديه جدا جدا .
كنه مو عارف تأثيرها عليها .
مها اسمعت هالكلمه وبغت تفقد عقلها ..
ردت من غيــر تفكـــير , وبسرعه ” تو النـــاس , ما في داعي نروح ألحين “
شافها وقال بنبرة ضجـر ” مها ..”
عرفت من نبرته انه يقصد لا تطوليـن الموضوع ..
كانت بتقول كلام اكثر وتحتج اكثر لكن …
تدري انها قاعده تمطط السالفه , بس ما تقدر تخليــه يروح كذا من غيــر نقاش ..
يعني شنو يبيها تسوي , تقوله روح , عادي ..
رايح يستقبــل خطيبته .
بدى قلبها يطق بقوه …
بوم
بوم
بوم
بوم
بقوه لدرجة انها حست انهم سامعيــنه .
ردة فعلها ألحين راح تحدد مصيــرهم بوايد اشياء , وايد ..
كانت تشوف خالد رد يكلم جدها سعود عن ترتيبات المنامه عند عمــر وغيــره .
ما أحد معطيها انتباهه , وهذا خلاها تحاول تتمالك نفســها عشان ما تنفجر .
مها تعوذي من الشيطان
مها لا تخربين على روحج بهالوقت بالذات
مها ركزي على شي ثاني .
اهو لما ألحين ما تزوج بنت عمه يعني ما راح يصير بينهم شي .
وان استقبلها بالمطار اخرتها بيرد لج , صح ولا لأ ..
ويدج موجود ما تقدرين ترميـــن عليه كم كلمه ..لأنه ابوج سعود بكل بساطه راح يعصب , واحتمال يمنع رجوعج له , وانتي ما تقدرين تتخليـن عنه بالوقت الحالي .
كانت شاده على شنطتها بقوه ومن كثـر شدها حست انه ايدها راح تتكســر .
شافته يهز راسه لكلمه قالها له يدها سعود ..
وقالت في بالها ألحين , ألحين ردي بهدوء , واكسبي معركتج مع نفســج .. انتي جم مره تتهاوشيــن معاه على نفس الموضوع وما استفدتي شي , شوفي الهدوء وين راح يوديج , يمكن بيوصلج لمكان افضـل , يمكن ..
شافته يلف عليها للمره الثانيه بعد ما انتهى من كلامه مع ابوها سعود ..
كانت نظرته تقول (يلا خلصيني )
فكرت انه راح يردها للفندق , واهي مو مستحمله , ما تقدر ترجـع للفندق وافكارها السلبيـه تسيطرعليها , خاصه انه ما راح يكون معاها لأجل يطمنها , فقالت بهدوء ” خالد ابي اقعد مع ابوي سعــود وعمـر شوي “
شافت نظرة خالد تتحول للضيق ..
و فتح حلجه بيتكلم .. لكن اسبقه ابوها سعود ..
وقال بصوت صارم ” لا يا مها , انتي من الصبح تقريبا قاعده على الكرسي , وهالشي مو زين حق مره بوضعج , توكلي ألحين مع خالد , وان شاء الله باجر تعالي “
النار تاكل قلبها اكال .
ابوها سعـود مو فاهم شي , اهي مو هامها تعبـها , اهي تبي راحة البال بس ..
لكن وعدها لنفسها انها تكون قويه وانها تصبر يتطلب منها انها تسمع كلمة ابوها , وخلاص تقـوم وتطلع قبل لا تفقد السيطره موليه.
وبكل هدوء استطاعت انها تجمعه بهالثواني هزت راسها بالموافقه وقامت من كرسيها هدوء , هي متأكده انه اللي يشوفها , يشوف انسانه بقمة الهدوء ..
مشت خطوه , خطوه , تتمنى انها تقدر تحافظ على اعصابها إلى ان تطلع على الأقل
وباست عمر النايم على خده اليسار وسلمت على يدها وقالت ” مع السلامه “
وتحركت لبرا الغــرفه من غيــر اي نظره لخالد .
خالد تابعها بنظره من غيـر اي كلمه ,هو تنرفز من خروجها من الغرفه من دون ما تنتظره , لكن قرر يقصر الشر..
شافها تفتح الباب بكل هدوء وتطلع من الغـرفه من غيـر اي اهتمام فيـه , أو نظره ثانيه له .
لف على عمه سعـود وقال له ” خلاص يا عمـي , اجل اتفقنا , انا الليله راح اكون مع عمـر “
رد عليه عمه سعود بأن هز راسه وقال ” ايـه ان شاء الله ..”
تحرك خالد للباب , وسمع صوت عمـه من وراه يقـول ” خالد “
لما لف عليه خالد قال له ” ديـر بالك عليها “
هالكلمه دليل على عدم ثقة عمه سعـود فيـه ..
مهما تعدلت علاقته مع عمه سعود او تكلموا بتحضر يظل فيه غمامه عدم ثقه تحيط فيهم بما يتعلق بمها .
هز راسه بهدوء بالموافقه وطلع ..
مها كانت تغلي بس خلاص هذا اللي تقدر عليه بالوقت الحالي ..ما كانت تقدر تنطره داخل , وما تقدر تروح له او تجامله واهي بهالوضع الناري
كل كلامها المنطقي لنفسها مو قاعد يفيدها ابدا .. ابدا
قلبها مو قاعد يمشــي على تعاليم عقلــها .
شتسوي تشلع قلبها من صدرها وتفتك ولا شنوووو .
حست بخالد لما طلع , ما كلمها ولا اهي حاولت تكلمه ..
وتحركوا من غيـر اي كلام للسياره , كل واحد فيهم يتجنب الكلام مع الطرف الثاني , لأنهم عارفيـن انهم راح يتهاوشون ان وجهوا الكلام لبعـض , لكـن لما قربوا من الباب الرئيسي للمستشفـى .
مها وقفــت
كانت تشـوف مشــهد جدامها خلاها توقف وما تقدر تتحرك ..
وبدت ترجف .
مره قاعده على كرسي متحرك , وجالســـين ينقلــوها لمكان ثاني بسرعه ..
حامل ..
وتصــرخ من الألم !!
كان اغلب كلامها بهالصيغــه ” أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ , ماما تعالي لي يا ماما “
ثم تسكت وترد تصرخ ” ما أقدرش , والنبي ما أقدرش “
“أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه ” صراخها كان صراخ ألم فظيـــع .
مها كانت تشوفها , وحست ان اسوأ كوابيسها تمثل قدامها ..
اهي لأول مره تشوف وحده تصرخ من الألم من الولاده جذي ..
يعني انا راح يصير فيـني جذي !؟
وماتت من الخوف .
خالد شاف المره اللي تصــرخ بضيق ووخر نظره , ازعجت الناس الله يهداها .
وش بلاها هالحرمه تصرخ كذا ,جد ازعجت العالم…
يا كثــر الحريم اللي اولدوا وما اعملو اللي هي تعملــه ..
كان هو واقف ينتظر السواق يجيب السياره لباب المستشفى .
الحمدلله انهم قاعدين ينقلونها لمكان ثاني
وفجأه حــس بشي يتعلق بذراعه !
لف بصدمه واكتشف انه الشي اللي تعلق فيه هي
مها !
مها انطلقت لصدر زوجها وقالت بخــوف ” خالد شوفــها …شوفها ..ابيه شكلها متألمه وايـــــــــد , ابيـه شفيـــــــها , شفيــها “
خالد فكــر بضيق من ناحيه شكلها متألمه فهي فعلا شكلها كذا , كانت تصرخ من اقصى قلبها , ما يقدر ينكر هالشي .
استوعـــب انه مها حــامل وهذي اكيـــد افزعتها
كملت مها كلمتها ” خالد , ابيــه انا راح يصير فيــني جذي , صــح “
ما خلته يرد عليها
حس فيها تهستـــر واهي تقــول ” خالد انا ما ابي اولد , خلاص بس ما ابي اولد , خلاااااااااص ابي اخلي البيبي في بطني “
طبعا خالد انصدم من هالفكــره و وما يدري كيــف اخطرت على بالها
جتـــه الضحــكه بس حاول يكتمها ..
حاول يركز على طريقه انه يهون عليها الموضوع …هالحرمه كانوا ينقلوها بسرعه لمكان اخر وصراخها قاعد يخف كلما بعدت ..
بس مها كانت تشوف الباب اللي اختفت من وراه المرأة ..
وفجأه لفت على زوجها وقالت ” خنقول للدكتــور يلاااا , خنقـــوله ..”
خالد كل ثانيه تمر قاعد يحس انه كتم الضحكه يكون اصعــب , لكن حاول وقال على كثـر ما يقدر ..
أو بالأصح قال بكل اللي يقدر عليه من جديه ” وش نقــوله !! “
هزت بذراعه وقالت ” خالد شفيــــك مو قاعد تفهــــم , ما شفــــت المرااااااااا , انا ما ابي اولد , نقــوله اني ما ابي اولد “
لي حد هنا وما يقدر يكتم ..قاوم ضحكته ..لكن ما قدر يقاوم الأبتسامه .
اما هي فلما شافت ابتســامته ..غورقت عيــونها ..
اتركت ذراعه بقوه .
وقالت برجفه , وغيــظ ” تضحك هاااااااا , ايضحك صح !! , مو انت اللي راح تولد , اكيــد ايضحكك …انا اللي راح اتألم “
وكانت راح تعطيـه ظهرها وتروح ….وين !!! اهي نفســها ما تدري , بس قهرها انه ابتســـم , اهي خايــفه , المره اللي تولد كان اتصروع الواحد , واهي اول مره تحمـــل , وخايــفه , من كل قلبها خايــفه .
ما مشت خطوتيــن إلا حست بذراع تمسكها , وصوته واهو يضحك بهدوء ..
لما لفت عليــه وشافته يضحــك ..
انقهرت اكثــر , انزلت دمعتها ” وااااااااي ليش تضحـــك “
هههههههههههههههههههههه .
الضحك صار ازيـــد , بدااااا الدلــع , ألحين لو شنو عمــل ما راح يرضيها .
اهو ما كان قادر يسكــت عن الضحــك , بس لما شاف دمعتها حاول يسكت.. واهو يقول ” طيــب ..طيــب نروح للدكتــور ما في اي مشـكله “
اهي انقهرت اكثـــر وقالت ” انت قاعد تاخذني على قد عقلي , تدري ان الدكتــور ما راح يسوي شي “
عورت قلبه , ما كان المفروض يضحــك ..حس بحنان بقلبه يتدفق لها .
كان المفروض يتفـهم موقفها ..
بس كيـف يقدر يقاوم الضحك وهي كذا
كتم الضحكه
وقال بكل جديـه ” انا اســـف , معاكي حــق “
تفاجأت , ما توقعت انه راح يعتذر ..
وهذا سحب النرفزه منها ..
وردت لمشاعر الخوف اللي اختفى لفتره بسيطه من العصبيه اللي أصابتها من ضحكته .
وخلاها تقــول بهمـس ” انا خايفه يا خالد “
سكت للحظه يفكـر بكلمتها بأستغراق وبعـدين قال بعقلية الرجل ” لا تخافيـــن لو كان يألم للدرجه ذي , ما كانوا الحريم جابوا واحد واثنين وثلاث ….وهذي التجربه… هي جديده عليك , حكمي عليها بنفســك , لا تخلي احد يأثر على حكمك , استمتعي فيها للأخر “
استمتعي فيها للأخر !
نزلت عينها وتنهدت , فكــرت شلون استمتع بهالتجربه , اشلـــون ..
وانا ماني قادره اركـز عليها , دوم تفكيــري فيــك , عليك , ومنك .
نظراتها وتعابيرها انقلت لخالد مشاعر الضيق والخوف..
وكان وده يضمها لصدره , حاسها بهالوقت زي الطفـله , بشكل غريــب لكن كانوا بمكان عام .
التفت بسرعه بعد ما استوعب انهم فعلا بمكان عام , لكن حمد ربه انه ما احد انتبه على المسرحيـه اللي توها صارت بينهم .
لازم يحاول انه يهون عليها الوضـع , يدري ان كلامه قد لا يكون له اي أثر ..
وهذا خلاه يعزم ان ينفذ اللي في باله , ويخليها مثل ما شافت الجانب المفزع للعمليه تشوف الجانب الحلو فيها
مسك ايدها , وخذاها معاه بهدوء
شافته واهي مستغربه , خاصه انه أبعدها عن باب المستشفى الرئيسي ..
كان ودها تسأله لوين ناوي ياخذها ..
لكن اسكتت ..
دخلها من باب جانبي , ومشى بممر طويـل , واهي وراه ..
لما اوصلوا لزجاج كبيـــر موجود بالممر , اهني حط ايده على ظهرها , ومشاها جدامه كتوجيـه لها , وخلاها تواجه الزجاج .
اشهـــقت من المنظر , ما توقعت ابدا انه يجيبها لهالمكان
كانت هذي غرفه اطفال رضع ..
توهم مولديـــــن .
وقف قربها وتسند على الحاجز اللي يطل على الزجاج وقال بهدوء ” انا بعد حادث عمـر , مشــيت بالمستشفى , لأجل اظهر الضغط ..و وصلت للمكان ذا……وقفت …وبديت اتأمل هالمكان واتأمل الأطفال “
لفت عليه وشافته مستغرق بالزجاج ويتأمل الأطفال ..
كان وجهه عباره عن حنان متدفق ..
وردت تتأمل الأطفال
وسمعت صوته اللي كان يوصل لها ..
” بيجي طفل لنا , انا وانتي , هذي نعمـه , مهي نقمــه , لا تفكرين بالألم إذا كانت النتيــجه بالروعه ذي ….انا ما راح افهم مشاعرك بالضبط لكن ..احاول اقدرها على قد ما اقدر “
شافت الممرضه تحمل طفــل كان يبكي , شافت احمرار بشرته من تأثيــر البكا , شافت صــغر حجمه ..
ورق قلبــها ..
جذي بيكون طفــلي ..
انقلت نظرها لطفل ثاني , ولطفل ثالث ..
كلهم فيهم براءه وجمال غريــب .
قربت من زوجها وشبكت ذراعها بذراعه , وسندت راسها على كتفــه , وبقوا بمكانهم لدقايق معدوده..
وقطع عليهم لحظتهم الرائعه ذي , صوت تليــفونه .
خالد كان راح يتجاهل التليــفون ..
لكن لما استمر الرنين اضطر يرد
ابتعدت مها عنــه بضيق , اللحظه اللي بينهم انتهت , انقطعت بالواقع .
غابت عن الواقع للحظات مع كلامه ومع منظر الأطفال ..
هاللحظات كانت فعلا قيمه , ردت نظرها للرضع .
الأتصال كان من امه , اللي حبت تتأكد انه طلع للمطار او لأ .
بعد ما انهى الأتصال , قال لمها بصوت صارم ” مها يلا نطلع من المستشفى تأخرنا ..”


مرت ساعتيـــن :

مها كانت وقتها بغرفتها بالفندق ..
رحلتهم للفنــدق كانت صامتـــه ..
ما احد تكلم فيهم عن مشاعره أو احاسيـــسه , أو الكلام اللي انقال ..
كانت مستلقيـــه بفراشها تحاول تحايل النوم ..
لكن هيهات النـــوم يزورها وخيالاتها الســـــــــــيئه واللي تذبح موجوده بقلبها وعقـــلها
انقلبت للمره المليـــون بفراشــها خلال الساعتيــن ..
كانت مثل النايم على الجمر ..
تذكـــر شكـــل سمـــر وغمازاتها وجمالها
وتقيـــد النار اكثــر واكثـــر
وتذكر انها خطيبـــته وتموت اكثــر واكثـــر
وااااااااااااااااااااا عذابـــي اللي ما يرحم ..
انا الغلطانه اللي حبيـــته هو ..هو بالذات ..
انا الغلطانه اللي تزوجته
انا الغلطانه ..
قامت من الفراش, لأنها حســـت انها قاعده تخدع روحها بالسدحه على الفراش ..
كانت تشــوف الأغراض المنتشره بغرفتها و ودها ترمي كل شي بغرفتها على الأرض , ودها تكســـر كل شي ..
كانت صوت الأغاني واصل لها من المراكــب القريبـــه اللي على النيـــل .. صوت فرح الناس يقهرها ..
لأنها تفكــر انه خالد وسمــر اكيد ألحين فرحانين باللقا ..
فرحانين بشوفة بعض
بس انا اللي منقثــه ومنقهره اهني ..
ارفعت اصابعها لفمها وبدت تعض بأظافرها بقهـر ..
كان ودها بشي يطلع اللي بصدرها كله , ودها تصرخ تصرخ بقوه !!
سمعت صوت باب غرفتها يطق ..
للحظات استغربت ..منـــو !!



ما فيه غيــره , اكيــد خالد !
خالد ..
فرحــــت ..
راحت على طول للباب عشان تفتحه , وفي بالها انه خالد , جا يهون عليها .. ويقول لها انه يحبها اخيــرا , جا يجبر بخاطرها ..
كان وجهها مبتســم
افتحته بكل قــوه من غيــر لا تشوف الفتحه , او اي شي ..
لكن الأبتسامه ابهتت عن وجهها لما شافــت اللي عند الباب ..
ساره
اكيد بتعطيها جم كلمه فوق راسها ..اكيد اعرفوا ان خالد انتقل لغرفتها , ويايه تضايقها بالكلام ..
هالمره ان تكلمت ما راح تسكت , راح ترد عليها , اهي مو مضطره تسمع كلام مثل هالكلام خاصه منهم .
ساره كانت متوتره عند الباب , كانت عارفه انها اغلطت بحق مها , وانها المفروض لأجل تراضيها انها تعتذر ..
واليوم جمعت قوتها بعد ما اعرفت من امها ان خال مها عمل حادث .
لما افتحت مها الباب والأبتسامه على وجهها تفاءلت لكن لما شافت خفوت الأبتسامه .. عرفت ان الأبتسامه ما كانت لها ..وهذا وترها اكثــر
وقالت بسرعه لتقطع الصمت المحرج ” الحمدلله على سلامة خالك , كيـف حاله ألحين ؟ “
مها شافتها للحظات وبعدين ردت بطريقه رسميه ” الله يسلمج , بخيـر , الحمدلله احسن ألحين “
ورد الصمت للمره الثانيــه
اللي اقطعته ساره بأن قالت بتوتر ” انا قلت اني ما ابغى اجي من الباب الواصل ما بين غرفنا لأجل تشوفي اني انا اللي اضرب الباب , وبعدين تقرري ان كنتي تبغيــن تستقبليني او لأ ..”
ساره كانت تدري انها تتكلم من التوتر كلام ما له اي معنى .
نقلت ثقلها من رجل للثانيه بضيق وقالت ” مها ..اممم ممكن ادخــل “
مها ما كانت تبيها تدخــل !!
نفسيتها ما تستحمل احد , ولا كلام اكثـر ..
كانت مشتاقه لساره ..لكن مو مشتاقه انها تنجرح .
احتارت تسمح لها بالدخول ولا لأ ..
لكن بالأخيــر قررت , وبعدت عن الباب و مدت ايدها بأشاره ان ادخلي ..
ساره خذت خطوه واسعه وادخلت ..بصمت .
ما غاب عن عيـن ساره وجود حقيبة خالد بغرفه مها , تفاجأت ..
ولفت على مها بصدمه ..
مها شافت الصدمة بنظرة ساره , وهذا خلاها ترفع راسها بتحدي , وتكبـر !
ساره اسكتت وما تكلمت !
تألمت من ردة فعل مها التلقائي , وحست انها هي السبب اللي ادى بمها انها تناظرها بالطريقه ذي ..
وقالت بأستسلام ” مها انا ماني جايه لهنا لأجل اختلف معك , جايه نتكلـم “
مها سكرت الباب بهدوء ..
ولفت واجهت ساره , وقالت بقوه ” ساره , انا من الحين راح اقولج , اي كلام عن زواجي , وعن علاقتي بخالد , ما راح اتناقش فيه مع احد , فإذا هذا كان محور كلامج , فـ…”
ساره قاطعت مها بهزه من راسها بالرفض وقالت ” لأ ما راح اتكلم عن هالموضوع ” قربت من مها وقالت ” انا ادري اني غلطانه بأني تدخلت بالأول بالموضوع وغلطانه بالكلام اللي قلته انا اسفــه “
انصدمت مها من كلام ساره , فأدخلت لا شعوريا للغرفه أكثــر وبعدت عن الباب ..
ساره اعتذرت !
ارتاحت مها , وفرحت , بس بعد خايفه .
ومتوتره .
هل اهي فعلا ندمانه ولا لأ ؟؟
كلامها كان جارح , ومؤلم خاصه انه صدر منها اهي بالذات , من صديقتها , واللي اعتبرتها مثل اختها .
قعدت على طرف الفراش .
كانت تعبانه ..فعلا تعبانه ومالها خلق
وقالت بهدوء ” انا قلت لخالتي اني مسامحتج “
شافتها ساره وقالت ” انا ما ابغاك تسامحيني وبس , انا ابغى نرد مثـل قبل ..صديقات , وخوات “
ارتجاف شفايف مها تنكر القوه اللي حاولت تتظاهر فيها للتو , وقالت ” بس يا ساره …انتي …انتي قلتي كلام وايد ….وايد يجرح ..انا كنت راح اتقبل هالكلام لو صدر من شخص ثاني ..من شخص ما شهد اول لقاء بيني وبين خالد بالسعوديه ..و..”
راحت ساره لمها بسرعه وضمتها ..بقوه , وبطريقه اصدمت مها اللي ما كانت متوقعه هالرد فعل
ابدا ابدا
” مها انا احبـك وربي , ما ادري اشجاني ذاك اليـوم , لكن وربي ندمانه , انا مالي دخل
بعلاقتك مع خالد , وما كان لي حق اقول الكلام اللي قلتـه “
مها ارفعت ايدها اللي كانت بقربها بعد تردد ولفتها حول ساره ..
كانت مشتاقه لساره , مشتاقه لخفة دمها , ولكلامها الحلو , وسوالفها ..
علاقتهم وصداقتهم اكبـر من انها تنهار بسبب غلطه وحده , وكلام انقال بلحظة صدمه , وضيـق ..
ان ما طوفت الأشياء راح تتعب ..
اهي اصلا تعبانه ..وتحتاج لأحد معاها
ساره لما حست بأيد مها تحاوطها ارتاحت .. كانت خايفه انها ترفض صداقتها ..بسبب الكلام غيـر المسؤول اللي قالته قبل امس .
لفت عينها لشنطة خالد , وبدت تتساءل وش الوضع بين الأثنين ألحيــن بالضبط .
لكن شدت من ضم مها , هي ما لها دخل !
اثنين متزوجيـن حياتهم خاصه فيهم .
انقضى الليل , وساره كانت تتحف مها بسوالف حلوه وجميـله , اللي مها كانت تسمعها , وتبتسم لخفة دم صاحبتها لكن بالها كان يتوه منها للحظات ويروح لخالد .
فكرت مها واهي تسمع ضحكة ساره , ساره انسانه طيبه , وعفويــه , وهذا احلى شي فيها
بعد فتره استأذنت ساره من امها انها تنام مع مها ..
مها هي اللي طلبت من ساره هالشي .
لأنها محتاجه تكسـر الحاجز اللي بنته حولها تجاه ساره وما في شي راح ينفي غرابة المشاعر بعد المصالحه إلا وجودهم مع بعض .
والسبب الأهم لأنها كانت محتاجه شي يشغلها عن اللي في بالها من ضيق و ألم والأهم الغيره اللي قاعده تاكل فيها .
خالد ما اتصل عليها ..
شمووخه قلبي نسيتي هالجزئية من هالبآآآرت ( :





خالد :

خالد استقــبل عمه , واهله ..
وباله مشـغول ..
كان يتكلم معاهم متى ما كلموه ..
ويرد على كلامهم بالرد المناســب .
كان ملاحظ تعب مرة عمه .. وانها طول الوقت تحتاج احد يسندها ..
اي شخص يكون عنده شك بحالتها او مرضها راح يتأكد ان شافها بالوضع اللي هي فيه , انها فعلا مريضه.
عمه كان يكلمه عن تحضيرات دخول المستشفى وغيــره
وبعد ما وصلهم لفندقهــم وتأكد من استقرارهم بغرفهم .
رجع للمستشـفى وقضى الليل عند عمر , والتعب منهكه , بصوره اهو ما كان متوقعها
لكن النوم كان بعيــد عن عيــنه .. ما يدري ليـه هالليله بالذات جا في باله عمــه محمد , ابو مها..
مع كل الأحداث اللي حولهم .. واللي تحدث بينه وبين مهـا ..
تذكــر عمه محمد .. وتذكــر كيـف انه السبب في بدأ علاقته معاها كزوج و زوجه !!


الكويت قبل سبع سنوات بالضبـط قبل زواج خالد بمها :

كان خالد داخل للمستشــفى بالكويــت لزيارة عمه محمد الراقد فيها صار له اســبوع لجلطه بالقلب .
ناظر الساعه , كان متأخر عن الموعد المتفــق عليــه !
بالوقت الحالي من المؤكد ان ابواب الزياره مغلقه .
استعجـل بالمشــي , وهو يفكــر بسبب اتصال عمه محمد فيه بالوقت الحالي , وليه هو بالذات , وليه ما كان يبغاه يعلم احد وخاصه عمـر ..
الغرابه المحيـطه بالموضوع كانت تثيـر القلق !
لما وصل للباب اللي بعده غرف المرضى , وقف الرجل اللي عادةً يحرس الباب , معلن له انه وقت الزياره انتهى .
وما ان نطق البواب هالشي وقبل لا يحتج خالد , جا رجل اخر وسأله عن اسمه , ولما عرف انه اسمه خالد بن جاسم , طلب منه الدخــول وسط احتجاج الرجل الأول (البواب) .
كان مستغرب من الغموض المحيـط بالمسأله !
لما وصل لغرفة عمه محمد
دق الباب , وسمع صوت عمه محمد اللي قال بصوت خافت ” ادخل يا خالد “
دخل ..
هذي المره المليـون اللي يزور فيها عمه محمد , لكن عجز عقله انه يتقبل الضعف والعجز اللي يبدو عليه هالأنسان القوي .
عمه محمد قبل الجلطه , وعمه محمد بعد الجلطه كانوا شخصين مختلفيــن
سلم على عمه اللي ابتسم له ,و قال محمد ” اظن انه موعدنا كان ابجر من جذي ! “
رد خالد الأبتسامه , حاول يعتذر , لكن عمه محمد رفع ايده كنه يحاول يقول لا تعتذر ..
بعد ما قعد خالد ..تموا لفتره طويله بحالة سكوت مطبـق ..
كان يقطعه صوت التلفاز المفتوح على قناة الكويت !
وكلما زاد الوقت والصمت مستمر كلما زاد استغـراب خالد .
وفجأه قال عمـه محمد اللي كان باين عليـه السرحان بمكان اخر !
” خالد انت شنو تعـرف عن زواجـي من ام مها ؟ “
طبعا كان فيه صدمه كبيـره من هالسؤال , واستغراب اكبـر ..
هو وش دراه عن زواج عمه محمد بزوجته ؟!!!!!
اصلا وش يدخله بالموضوع ؟؟
ما يهمه ابد !
لكن لأنه عارف انه اكيـد عمه محمد يبغى يوصل لشي ثاني , جاوب بهدوء وقال ” والله ما أدري عنه شي “
وهالإجابه الصريحه وطريقه خالد بطرحها ازرعت البسمه للمره الثانيه على شفايف محمد ..
اللي غمـض عيــنه وكمل كلامه بأن قال ” ام مها .. ان كنت ما تعرف ..هي بنت عمــي ..اخو ابوي ..تزوجتها عقب معاناة , وعناء طويــل ..”
سكت ..
وخالد كان يسمعه لكن مو عارف هو وش دخله بالموضوع ؟؟
رد كمـــل عمه محمد الكلام بأن قال ” احنا كنا الفرع الفقير من الأسره , وعمي سعود الفرع الغني منها ..
وهذا سبب صعـوبه زواجـي منها ؟؟
كلما تقدمت لها ..كان عمي سعـود يرفضني , مره ..مرتين ..ثلاث ..اربع ..خمس ..
الرفض كان دايما على لسـانه ..طبعا اكيــد انت تتساءل وتقول ليــش تتقدم لها وابوها كل مره يرفضك ؟؟
راح اجاوبك وأقول ..”
واهني عمه محمد فتح عيــنه ولف على خالد .
التقت عيـــونهم , وعين عمه محمد كانت تلمع لمعان غريـــب ..
وقال ” لأني كنت اعشقها ..يا خالد .. كنت اعشقها عشق ما ظنيـــت اني اقدر عليــه ..”
خالد حــس بصدق الكلمــات بصوره قويــه , وصلت له مشاعر عمه محمد بقوه , ما كان يظن انه رجل بقوة عمه محمد معقـول انه يقول انه بيوم من الأيام كان يعشق احد مره ..
وكمل محمد القصـه وعينه لازالت بعيـن خالد ” طول الفتره هذي كنت اشتغــل , احاول ابني روحـي , وكلما حققت نجاح , أو ربح , رحت لعمي اتقدم , وانصدم بأني ألاقي الرفض مصيـري ..
كنت قاعد ابني روحــي , اتعب …اشقى واحاول اجمع فلـوس بس عشان ارضي عمـي واخذها ..”
تنهد بقوة ..
وكمل ” عمي سعــود مو بس رفضني , رفض كثيرغيــري ..
كل الناس ما كانت تستاهل بنتـه ..كان يحب بنته حـب , يظن معاه انها ان اطلعت لغـير بيته راح تنضام ..
ببساطه كان يحب بنته بأنانيه ..”
رد غمــض محمد عيــنه وقال ” المهم اللي كان مصــبرني على الشـقا اهو املي انها بيوم من الأيام راح تكون لي ..
خالد ..لك انك تتصــور اني بنيـت ثروتي عشانها ..وبنيتها بسرعه قياسيــه عشانها .. لولا الله ثم اهي ما كنت راح اوصل..
على العمــوم بالمره السادسه بعد ما تقدمت , وانا متوقـع الرفض , جتني الموافقــه !! “
ابتسامه ضبابيه ارتسمت على وجه عمـه محمد ..
وارتسمت على شفايف خالد , اللي اندمج مع القـصه على الأخـر ..
” طبعا انا انصدمت , وبغت تجيـني جلطه من الموافــقه الغيــر متـوقعه ..وظنيــت اني اخيـرا نلت رضا عمــي , وان عمي خلاص آمن اني انا الوحيـد اللي استاهلها ..
لكن تصرفاته بعد الموافقه ما كانت توحي بهالشي , كان دايما غاضـب , دايما ينظر لي نظرات غريبه !
وبعد العرس عرفت سبب هالتصرافات !!! “
الأبتسامه اللي على شفايفه تحولت للتسليـه ” عمي سعـود كان راح يرفضني للمره السادســه , لكن حنان , ومرة عمـي اوقفوا بوجهه واصروا على الموافقـه ..
عاد تصدق يا خالد , انا لما الحين ما ادري شلون اضغطوا على عمي !
وارغموه على الموافقـه ..”
لف على خالد وقال ” على العموم , هذي هي القصـه .. طبعا عمي سـعود استمرت معاملته الجافه والرسميـه معاي للأن ..وخاصه بعد وفاة حنان الله يرحمها .. احس جنه يحملني السبب لوفاتها , أو جزء منه يحملني السبب.. وعشان جذي تشوف ان علاقتنا متوتره ..”
وكمل “هذي القصه بأختصار , طبعا انت تتساءل ليش قلت لك هالقـصه كلها من أولها لأخرها ..واكيـد تقول ان اشدخلك فيها ..”
خالد جاوب بكل صراحه ” انا حاس انك راح توصل لشي بالنهايه “
هز عمه محمد راسه وقال ” ايــه , ايــه نعم , ظنك بمحله……خالد انت تعرف ان عندي بنت وحده , اهي مها , ثمرة زواجـي من بنت عمي ..
غلاتها من غلاة حنان عند عمــي سعــود , او اكثــر من غلاة حنان ..وانا لأني اعرف عمي سعود واعرف قسوته ..
ما ابيه يتحكم فيــها .. ما ابي عمي سعــود يحرمها من اشياء بحكم انه يحبها , ما ابيها تعاني …من تسلطه خاصه ان امها ما راح تكون موجوده , ولا انا راح اكون موجود ..”
اهني خالد قاطعــه وقال ” بعد عمـر طويــل يا عمـي “
محمد تنهد وقال ” خالد اسمعنــي , انا وراي عمـليه قويــه , أحتمال الحيـاة والوفاة فيها 50% , وانا محتاج اني اضمن مستـقبل بنيتي ..”
خالد استغـرب , اهو اشدخله بمستقبل بنته !!
“مها غيــر عن امها .. ام مها انسانه قويـه وجريئـه بحكم عيشتها مع اخوان شباب , وكونها البنت الوحيـده بينهم..
اما مها فعيشتها كبنت وحيـده من غيـر اخوان او خوات , ومع اب مدللها ما راح تمكنها من المواجهه ..او معارضه ابوها سـعود اللي يحبها , ويدللها , خاصه ان وقتها بتحس بالأمتنان له , وهذا الأحساس راح يجبرها تمشي على راي عمي سعـود “
بان على عمه محمد التعــب من الكلام الكثــير وهذا اضطر خالد انه يقول ” عمي , ارتاح ألحين , وبكره اجيك انا وانتكـلم ” خاصه انه مو فاهم لوين الكلام راح يأدي , لكن حاول يخمن انه عمـه يبغى يفضفض وبس ! أو هذا اللي كان يأمله
رفع محمد ايده , وبمعني اقعد ..
ثم قال ” ما في وقت , انا عن قريب مسافـر لألمانيا ..
خالد , انا ابي اضمن مسـتقبل بنتي , ابي انا اختار لها الزوج المناسـب من وجهة نظري ….انا , ابي افرح معاها , ابي امنع عمـي سعـود من السيطره عليـها , وعشان جذي انا طلبت حضـورك ..”
خالد عرف نيـة عمه ..
حس بالألتزام تجاه عمه محمد , وحس انه راحة عمه محمد راح تكون اكبـر ان عرض اهو من نفســه المسـأله ووفر عليه احراج الطلب ..
إضافه إلى انه شي بداخله قوي جدا خلاه يسبقه قبل لا ينطق عمه محمد كلمته ويـقول ” عمي تقبل تزوجني بنتك ؟ “
عمه محمد بان عليه التأثــر ..والراحــه ..
اللي ما كان احد عارفه ومحمد عارفه ,ان عمليتـه كانت نسـبة نجاحها اقل من 50% اقل بكثـير من هالنسبـه لكن ما قال لأحد ..
واهو قرر عمل العمليـه هذي لقلبه , لأنه بكل بساطه ان ما عملها , راح يضطر لترك عمـله , ولترك الحيـاه , والعيـش على السرير طول عمـره للضعف اللي في قلبه , واهو يكره القيـد والضعـف ..وعشان جذي قرر يعملها .
قال محمد بكل هدووء ” وانا موافق “
خالد برر موافقته بعدة اسباب :
اولها ان مها بنت عمه محمد .. وتربيته..
ثانيها انه راح يصاهر ناس اجاويـد , ينذكرون بالطيـب بكل المجالس
ثالثها ان راح يكون بينه وبين عمـر صاحبه إضافه إلى العيـش والملح , المصاهره
رابعها ان اهو يحـس نفسـه مديون لعمه محمد بكثـير اشياء , ثقته فيـه , تعليـمه له اصول التجاره , اعتماده عليه , وهذي الطريقه الوحيده اللي يقدر يرد فيها هالديـن .
خامسـها ان مها فتاة جميــله , من المرات النادره اللي لمحها فيها كان جمالها يبهره , و فيها رقه عجيـبه عرفها من سنين قضاها مع عمر , ومن كثير مواقف اهو كان شاهد عليها ..وما تصور انه عمه محمد راح يزوج هالأنسانه الرقيقه لغيـره .. اللي قد ما يقدرها , وقد ينزل من قيمتها !!
بنت عمه محمد ما راح تتزوج واحد غيــره قد يسئ لها , اهو راح يصونها , ويداريها , بنت اخت عمــر ما راح تكون لغيـره !
واهو مو متزوج !
يعني كل شي سـهل ..
ابتسم له عمه محمد , وقال له ” على بركة الله “
شافه خالد , وقال له ” وان ما رضت بنتك يا عمـي “
كان عمه مغمض عينه وقال ” خل البنت علي .. المهم ييب معاك الملاج باجر العصـر , انا طيارتي بعد صلاة العشاء “
خالد ما توقع هالسـرعه بالتصـرف , كان وده يجيت ابوه , يجيـب امه اي احد ..
لكن عمـه محمد كنه قرا افكاره وقال ” خيـر البر عاجله يا خالد .. انا ادري اني قاعد احطك بوضع صعـب , لكن انا ما عندي وقت غيـر باجر .. وامك وابوك قولهم بعد الملجه , وان انجحت العمليـه ان شاء الله راح نسـوي كل اللي ودنا فيــه “
وبالفعل صار اليوم الثاني , العصـر , وصارت الملكه ..
قبل الملـكه اتصل على ابوه جاسم بعجــله , وقال له بأختصار ” يبا , انا عندي شي ضروري اكلمك عنه , راح اتصل عليــك اليوم بالليـل “
خالد كان رافض يقول لأبوه قبل الملكه لأجل ما يمنعه من الزواح او يعارضه بقراره , ما كان راح يستحمل انه يعمل حاجه من غيــر رضا ابوه .
لما وصل للمستشفى على الموعد .. غريــبه ..لأول مره يشوف ملكه وفرح بمستشفى !
كان العديد من الرجال معزوميــن بغرفة عمه محمد , ومنهم عمـه سعــود اللي كان واضح عليه الغضب وعدم الرضا ..
واللي حاول يمنع الزواج , واللي اصر عليه عمه محمد بكل قوه ..
وبالنهايه عمه سعـود بعد ما شاف انه محمد ما بأذنه ماي , طلع غاضب من غرفة المستشـفى , وما احد لاحظ خروجه الغاضب إلا الأشخاص المعنيــين ..
وتزوج مها ..
انتقلت مها لبيته من غيـر عرس لمرض ابوها !
هو طبعا إلى الأن ما يدري كيـف وافقت , ولا وش قال لها ابوها لأجل توافق !
لكن اللي يعرفه انها وافقت , وتزوجته , وانتقلت لبيته من غيـر عرس ..
بعدها اتصل على ابوه , وقال السالفه بالتفصيــل الممل ..واللي سمعها ابوه بهدوء وسعــة بال من غيــر مقاطعــه , وبعد ما انتهى خالد من الموضوع , قال له ابــوه ” يا خالد انا ما راح انقد عليك هالتصـرف…نعم النســب اللي اخترته , تصرفك يدل على اني ربيت رجال “
خالد كان حاس ان بالكلـمه (لكن) ..
وبالفعل كمل ابوه وقال ” لكن يا خالد , امك ..امك ما راح تقبـل ان ولدها تزوج كذا ببساطه من غيـر شورها , وانت عارف انها من فتره تبغى تزوجك , تختار لك , انا معقـول افكـر بعقلي وخاصة انك متزوجها بناء على رغبة صديق عمري , لكن امك راح تفكـر بقلبها “
واهني قال خالد ” يبا انا لأجل كذا اتصلت عليــك , ابغى مساعدتك من هالناحيــه , ابغاك تمهد الطريق لأمي “
سمع صوت تنهيـدة ابوه القويـه وقال ” طيــب يا خالد , انا راح اساعدك بالموضوع , والله يعينا على امك “


غرفة عمـر بالوقت الحالي :

الله يرحمك يبا …الله يرحمك يا عمي محمد ..
تذكر كلمته لأمه بالمواجهه اللي احصلت بعد ما قابل مها بالسعوديه لما قالها ( يما انا ما كنت راح اخليها تطير مني ,هي لي ,لي لحالي ,ما ابغى اي رجل يمتلكها ,هي لي من صغرها …)
هذا الشـعور تولد عنده من اول لحظه ..أول لحظه زواج ..
من اول ما شافها من دون حجاب , و واقفه قباله بخجل وحياء ..
عرف وقتها انه ما كان راح يطيرها من ايده ..
وعرف انها له , له لحاله
وعرف ان ما يبغى احد يمتلكها
وعرف انها له من صغرها من اول ما سماها اميـره .
تذكر فستانها يوم الملكه..كان عباره عن فستان وردي طويل وساحر..رائع , حسسه كنه اللي قدامه جايه من عالم غيـر عالمه , من عالم الروعه , والرقه , والأناقه …والأنوثـه ..
ويقولون الرجاجيـل ما يذكرون التفاصـيل ,او اشكال حريمهم يوم الزواج ..
ليه اجل هو يذكـر كل تفصيـل , كل حركه , كل همسـه ..
يذكـر كيـف راح لها في بيت ابوها ..
يذكـر خروجها له ..
يذكـر صمتها , ومحاولته جرجة الكلام منها
يذكـر كيـف اخذها لفندق حجز فيه بأخر لحظه ..
يذكـر كيف اكلوا على ضوء الشمع ..
يذكر ابتسامتها الخجوله ..
يذكـر كيف قص عليها قصة حياته لأجل يهون عليها عدم معرفتها به المعرفه الكافيه..
يذكـر كيـف تركها تنام لحالها بالفراش , ونومته على الكنبـه ..
سفرتهم مع ابوها لألمانيـا واللي اعتبروها اسبوع عسـل ومنها مرافقة ابوها المريض ,زادت من قربهم من بعض , تعرفوا على بعض كويس بالسفـره , بدوا يفهموا على بعض , بدوا يعرفون كيف يتعاملوا مع بعض , وصاروا ازواج بالمعنى الحقيقي للكلمه بألمانيـا .
عمه محمد بقى بألمانيا فتـره لأجل يجهزونه للعمليـه , استمر الوضع لأسبوع , لكن توفى ..بعد العمليـه بقليل .. العمليه اللي ما استعاد وعيه بعدها
ويذكـر لما توفى ابوها وانهيارها ..
الغريب انه بعد انتهاء العزاء بالكويـت اضطر يروح للسـعوديه لأنه ابوه صابته جلطه وبغيبوبه !!
اصدقاء .. ابوه وعمه محمد ,و اثنينهم صابتهم جلطه قلبيه ادت إلى موتهم ..
يكـره خالد يفكــر بموضوع ابوه ألحين !
اهو ما قال لأحد ان بـلغ ابوه ..لأجل امه ما تعصـب , وتاخذ المسأله بحساسيه وسلبيــه , ولأجل ما تغضب من ابوه الله يرحمه ..
دايما يفكـر انه لو ما كان قايل لأبوه كان احسن , دايما يحاتي انه ابلاغه لأبوه عن زواجه قد يكون زاد بالضغـط على ابوه بصوره ما ..
وكان يكره انه يقول لأحد , حتى لنفســه انه بلغ ابوه .. عشان ما يظن الجميــع انه قاعد يحمل ابوه الله يرحمه الغلط ..لأن الواقع انه خالد اهو الوحيـد الغلطان عن الوضع اللي وصل له .
عاش فتره طويله يحاول يقتل احساسه بتأنيب الضمـير ..اللي أصابه بعد الجلطه اللي أصابت ابوه .
وبالتالي النتيجــه وحده ..اهله ما يدرون عن شي ..واهو ما قالهم لمدة 7 سنوات ..
مرض ابوه وغيبوبته ..
وبعدين وفاته , وكون امه بالعده
وانشغاله هو باعمال الأسره خاصه بعد الخساره اللي أصابت ابوه بآخر صفقه ومسؤولية مباشرة اخوانه كانت على عاتقه
وبعدها تأخر الوقت واصبح البوح بالسر صعب كثير ..
بعدها بأختصار ما عاد يبغى يعلم احد عن مها.. لأنها صارت سره هو ..ملاذه هو ..المكان اللي يلجأ له وما يبغى احد يدري عنـه ..
أجل فكرة ابلاغ أهله لمده غير معلومه ..وكانت هذي اكبـر غلطه عملها ..كان اناني وفكـر بنفسه وبس ..



مرت على خالد ومها , ريم وعمـر , سمر , سام , وفيصل ثلاث ايام ..
ثلاث ايام مرت بغرابه ..
خالد .. كان يقضي هالأيام بالأنتقال بين غرفتين بالمستشفـى , غرفة عمـر , والغرفه اللي موجوده فيها مرت عمـه , يجلس مع عمـه , بعد ما اعتذر ولد عمه قتيبه عن الحضور لمصر لظروف عمله
الصبح يكون مع عمـر , يأذن العصـر يتوجه لعمـه , ويرجع لعمـر بعد أذان العشا ..
السفـره اللي كان وده انها تكون ترفيـه , صارت متعبـه كثـيـر بالنسـبه له , .
مها نفسيتها اتعبت , وقاعده تتعب كل يوم اكثـر من الثانـي , الغيــره قاعده تاكل قلبها , ومو قاعده تقول او تتكلم
التعــب النفســي , زاد وزادت حالته مع التعب الجسدي لبقائها طول اليوم من الصباح لليل على كرسي بالمستشفى بغرفة عمـر , ورفضها الرجوع للفندق للراحه ..
ما احد انتبه لذبولها لأنشغالهم بأشياء اخرى ..كانت هاديه على غيـر عادتها , بارده بتعاملها مع الكــل ..
ببساطه مستنزفـه من حيــث المشاعر و الجســد بصورة غيــر متصوره , اول ما تشوف عيون خالد تنام , تقوم من فراشها وتروح للحمام , تبكي من غيـر صوت لما ترتاح ..
وترد للفراش , تقرب من زوجها , وتاخذ ايده وتخليها تحاوط خصرها و تحاول تنام !
عمر بدى يقوى , التعـب والأنهاك اللي كان يغيـبه عن الوعي طول اليـوم بات بعيد عنه , وبالتالي صارت فتره صحــوته لطول اليوم ..
لكن واضح عليه النفسيــه الزفــت والضيـق , ما كان يتكلم , وما ياكل كثـير ..
الممرضات الكبار بالســن يحبونه وايد , لأنه مو من النوع اللي يشكي ويتحلطم وايد , بالعكـس دايم هادي , فكاسر خاطرهم , ومعتنين فيه زياده عن اللزوم كنه ابنهم …
كانت افكاره تروح بأحيان كثــيره للخاينه اللي اكيـد ألحين تقابل خطيبها ..
وهذا يزيد من سوء نفسيــته .
كان قايل لأبوه انه ما له نفس يستقبل أحد بأول الأيام , وطلب انه يبدي بمقابلة الرجال اللي ودهم يزورنه بعد اسبوع ! واللي انقضى منه تقريبا 3 ايام بالضبط
اخوانه جاؤوا لزيارته على الرغم من رفض ابوهم سعــود للموضوع .. إلا انهم ما اقدروا يبتعدون عن اخوهم بفترة الأزمه , وحرصوا على التواجد كل واحد فيهم بيوم ثم يرجعـون للكويـت ..الغريب بالموضوع ان غانم الشخـص الوحيـد اللي اعلن رغبته بالقدوم ما جا خلال هالفـتـره ! وهذا الشي ما أثار استغراب سعـود , لمعرفته بشخصية ولده !
فيصل كان يباشر اعماله بمصــر , وباله مشغـــول بتصرف ريم ..
الأفكار تجيبه وتوديــه
الشـــك راح يذبحــه , كلام نعيــمه يعني كلام كبيــر وخطير لازم يتأكد من صحته !
ريم تحس بشــوق لعمــر , ودها تشــوفه وتطمــن عليــه , كل يوم تحصل على اخباره من مها لكن هالشي مو كافيـها , ودها تكون قربه مثل ما مها قربه , وتعتني فيــه بهالوقت اللي هو فيــه تعبان , خاصه بعد ما اعرفت ان نفسيته مو زينه ..اهي تدري انها قررت فسخ الخطبه , لكن بلحظات كثـيره تخاف وتقلق من عدم اتخاذها اي خطوات لأنهاءها وتحاتي انها بالأخيــر تنفرض عليها وتنهار .
طبعا لازال ابوها فارض عليها عدم الخروج من البيت , ورافض يكلمها بصوره جيده , لكنها بالوقت الحالي مو مهتمه .
سام بدت تزور الأماكن السياحيه قبل ما تنتهي الإجازه وترد لبلدها ..لكن بالها دايما مع عمـر , ودايما تتصل فيه عل وعسى يرد عليها ..وعينها دايما تلتفت بالفندق تدور على اهله ..
سمـر كانت مستغرقه بالتحاليل حقت امها , ومشغـوله فيها مرا ..وتقضى اوقاتها عند امها , ودايما مرت عمها موضي تكون زايرتهم , وجالسه معاهم .. والدتها وجهها شاحب وهذا الشي مخوفها , امها ادخلت للمستشـفى باليوم الثاني لوصولهم لمصر , خالد ما قصر مع ابوها , مباشر كافة مسائل المستشفى , ومسلي ابوها بهالغربه ..
هي خجلانه من خالد , خاصه انهم ما نفذوا طلبـه للأن ! مع انها تدري ان خالد متفهم وضعهم , لكن من المؤكد انه الأستمرار فيها مصدر توتر لعلاقته مع حرمته .
كان فعلا ساد مكان اخوها بصوره كبيره , اخوها اللي ما قدر يسافر معهم لأن شغله طلبه بصوره مستعجله ..واضطره يقطع اجازته .

فيصل :

فيصل افكاره متوتره من وقت لقاءه مع ريم
اللقاء اللي ما كان متصوره ولا كان متصور نتايجه , خلاه على اعصابه ..
الظنون والشــك مـــلاه
الرجل اصعب شي عليه انه يظن ان خطيبته , او زوجته تحلم بشخص ثاني , او قلبها ملك لأنسان ثاني
هذا اكبـر اهانه له , وما راح يقبلها ابد , مهما كان يحلم بهالريم .
اغلب الظن انه ابوها جبرها عليــه ..
طول الثلاث ايام , كانت فكره يلف ويدور على فكـره وحده انه لازم يحاكيها , لازم يفهم الموضوع , لكن من غيــر وجود ابوها .
لأنه ان كان ظنه صحيح فوجود ابوها راح ينهي اماله بمعرفة الوضع الصحيح .
الأيام اللي مضت من اول واخر لقاء بينهم كانت صعبه مره صعبــه
عاشها ما بين الظن والهم , وانهيار امل وحلم .
الثواني تمر عليه بصعوبه شديده , محمله بالشــك القاتل
جلس يفكر ..يفكــر بكل الأحداث اللي صارت من اول خطبته لها
ألحين اصبح كل شي في محله , ومكانه الصحيح :
عدم قبولها بالعرسان لمده طويله بعد طلاقها
عدم موافقتها على مقابلته
تصرف ابوها مع عمـر ذاك اليوم بالمطار اللي هو استغربه
واخيرا لقائهم اللي وضح له حاجات كثـيره .
كل دقيقه تمر يحس انها فعلا مجبوره .. وهذا الشي مهو زين لمستقبلهم مع بعض ..هذا طبعا ان كان في بينهم اي مستقبل
عصب من حاله وقام من مكانه ..
ما يقدر يعيش كذا لوقت أطول اكيد في حل , اكيـد يقدر يوصل لنتيجه بطريقه أو اخرى ..
اليـــوم ..
اي نعم اليوم لازم يوصل لشي يريح باله !
لازم يسمع الحقيقه من لسانها منها هي ..من ريم.
كان يناظر من النافذه , ويتأمل سواد الليل .
وشاف عمــه حمد يخرج من العماره للسياره ويبتعد بسيارته , تأمله بعدم اهتمام , او بالأصح بأستغراب من تواجد إلى الأن اشخاص يرغمون بناتهم على الزواج , وكره بسيط متغلل لصدره لأنه هالشخص اجعله بهالوضع الغيـر المفهوم ..
عقــله التحليلي ترك المشاعر بجانب , وحلل اهمية خروج حمد .
عمه خــرج ..
همممم
خرج .. يعني يقدر يوصل لريم ألحين
بس لازم اول يفكــر , ميـــن بالشقه معاها !!
حاول يتذكــر , يعصر مخه عن اي معلومه قد يكون سمعها عن وجود شخص اخر معاها ..لكن اكتشف انه ما يدري !
وبالواقع هو مو مهتم , وان كان فيه احد موجود , وش يهمه هو ..
لازم يواجهها اليوم , قبل لا يفوت الأوان
وفكـر بأن هذي هي فرصته للوصول لريم , لأجل يفهم الموضوع , يشوف الوضع مثل ما هو بهالحقيقه , مهو مثل ما ينقال له منهم
ما تعود يأجل اعماله للغد , وما راح يأجل عمله اليوم , هذا اللي تعلمه من عمله بمجال الشركات .
الشــــــــــــك ان استمر بقلبه وعقــله راح يسممه ..
راح ينهي الموضوع اليوم , بطريقه او بأخرى ..وان كان هذا يعني انتهاء حلم بالنسبــه له
انزل الستار من ايده وابتعد ..
كان راح يظهر من الشقه ويتوجه لشقة حمد ويطلب مقابلتها بكل جرأة , صدمة لقائهم ذاك اليوم لازالت قويه على احاسيسه.
لكن لما حط ايديه على الباب , عرف ان الفكره ذي متهوره , وصعبــه مره , مستحيل وش بيفكــرون فيــه ان عمل هالشي
رد لغرفته وقرب من التليــفون الموجود عنده , وظهر جواله , ونقل رقم شقة عمه حمد للهاتف الأرضي ..
الحقيقه راح تكون بثواني عنده ..هذا طبعا ان رضت انها تكلمه
سمع صوت التليفون
توت
توت
توت
غمــض عينه بأنتظار الحقيقه
الحقيقه
الحقيقه
اه ه ه ه ه ه ه وش كثــر الوقت من اول واخر مقابله بينهم كان صعب .
مع لقطة الخط .
تنفس بهدوء ..
ريم بعد ما اسمعت صوت التليـفون وتكرار رنينه , نادت على نعيـمه مره ومرتيــن لكن نعيــمه ما كانت ترد عليها ولا تجاوبها , وبعد ما طلت على المطبخ تأكدت انها مو موجوده بالشــقه .
اهملــــت التليـــفون لكن الأستمرار المزعج , وقفها في مكانها وخلاها تجاوب
اضطرت ترد , مع ان ما كان لها نفــس الإجابه ..وما عندها النفســيه لهالشي .
فيصل سمع صوت راقي وناعم يقول ” ألوووو “
كان متأكد انه صوتها ..ما كان مصــدق انه في هذا الموقف , ولا كان مصدق انه اقدم على هالخطــوه , لكن خيــر البر عاجله ..ما وعى انه ظل ساكت ولا رد على كلمتها..
ريم بعد ما شالت التليفون وقالت الوو استغربت الهدوء على الطرف الثاني ..
وردت تقــول للمره الثانيه ” ألووو “
” السلام عليكــم يا ريم “
ريم حاولت تركــز بالصــوت لكن حسته غريب..
وهذا الأحساس استمر للحظه فقط
لأن عقلها رجع لها ذكريات اللقاء ذاك اليوم ..كنه عقلها يوعيها لهالصوت , واعرفت بجزء منها من المتكلم لكن ما كانت متأكده إلا لما سمعت صوته يقول ” انا فيصل يا ريم “
حطت ايدها على الطاوله تسند حالها .
ردت فعلها الأوليــه انها تغلــق التليــفون في وجهه .
وش يبي فيها , لاحقها لشقتها ..
ليه متصـــل ..
ابوها مهو موجود ..
كانت راح تتكلم , لكن ما تدري ليه ينعقد لسانها ..
غمضــت عينها بهدوء , هذي هي فرصتها انها تواجهه , وتنتهي من موضوع الخطبــه .
سمعت صوته يقول ” ريم , انا متصل لأجل اكلمك “
توسعت عيونها بصدمــه , يعني ما كان يبي ابوها !!
وآخرتها معه , ليــــه يكلمها , ما يفهم !! ما تبي تكلمه
لكن ما علقت على كلمته .
فيصل كان يسمع صوت نفسـها القوي .
حمد ربه انها ما سكرت التليــفون او غيــره
لكن عدم وجود تفاعل كان يوتره , ومخليــه مو عارف وش هو موقفها بالضبـط .
وخلاه يقول بكل قوه ” ريم انا راح ادخل بالموضوع على طول …………..انتي مجبــوره على هالخطبـــه “
ريم اللي كانت تحضر نفســها للمواجهه والكلام ..
انصدمت من سؤاله ..
وحست بالراحه تغمـــرها بغـــرابه ..اخيـــرا احد سألها بهالفتـــره … هالســـؤال بالذات ..
كانت راح تصرخ : وتقــوله انا وافقت لكني ندمانه وربي ندمانه اني وافقت , انا ألحين ما ابغى احد إلا عمـــر
لكن ما تدري وش فيـــه لسانها ما ينطــق
عاجـــز
ســاكت
ليه صوتها مهو راضي يطــلع ..
بدت الدموع تجري على وجهها ..
دمعه ورى الثانيه .
على خدودها الغضــه الجميــله
حاولت تفتح فمها وتتكلم , لكن اعجزت من سرعه نفســها
لكن بعدين حاولت مره ومرتيـن لما بالأخيــر استطاعت تنطق وتقــــول بصوت هامس , وراجف ” ايه “
هالكلمه البســيطه والصغيــره كانت طعــنه لفيـصل ..
جلس على الكرسي القريـــب
كان عنده امل ولو صغـــير انها تقول (ابغاك , واللي فيني خجل )
صوتها الراجف والهامس , كان اكبــر دليل على انها مجبـوره عليه
بدى يسب ابوها…عديم الأحساس اللي خلاه بهالموقف , وخلاها تضطر تكتم هالموضوع كله ..
يكره الأباء الدكتاتوريــيـن ..
عافها اول ما اعلنت انها مجبــوره , مثل اي رجال حــر , مثل اي رجال خليــجي أصيــل
يعاف اللي تعافه , لكن حاول يحافظ على هدوءه ورد قال ” انتي تقدرين تنهي الخطبـه ولا تحتاجي لمسـاعده “
ابغى مساعده , ايــه ابغى مساعده , رجيــتك ابغاها
طلبــتك بأعز شي عليــك اعتقنـــي لوجه الله
عطني حريتي
لكن ولا كلمه من هالكلام انقال
سمع صــوت البكــي , وبعدين سمعها تقــول بشهقة بكي ” ما أقدر , ما أقدر “
الموقف كان من ابيــخ المواقف اللي واجهها بحياته , أو اللي معقــول يواجهها لكذا حس بأنه عصــب أكثــر وأكثـــر , وهذا الغضب كان موجه لحمد بالذات , ما كان متصور ان في انسان يسكت على حالة بنته كذا .
قال بهدوء ” اجل اتركي الموضوع لي “
ما تكلمت , ما عبــرت ..
لكن حســـت بأمتنان لهالغريب اللي اخرجها من هالمأزق ..
احمدت ربها اللي انقذها من هالوضـع اللي ما كانت عارفه له ..
سمعته يــقول لها بهدوء ” اتركك ألحين ..مع الســـلامه “
وسكـــر التليــفون ..
سمعت صوت انقطاع الخط .
توت
توت
توت
مهي مصدقــه ..انتهت الخطــبه معقـــوله , انتهت
بكل بساطــه
بكـــل بساطه
هم وضـــيق شهـــور انتهى بلحظه ..
ما كانت متوقعه ..
هو وش قال ..الخطبه انتهت ..
ببساطه !!
طيـــب هي فهمت صح ولا لأ !!
هو يقصد كذا ولا لأ ؟؟
كيـــف !!
من ثلاث ايام شافتــه , واليوم انتهت
هل راح يساعدها أكيــد ولا مجرد كلام ..ولا وشهو الوضع !
هل تصدق انه راح يساعدها مثل ما وعدها ..
صــوته يوحي بالصـدق ..
لما تذكــرت كلمته (اجل اتركــي الموضوع لي )
ايــه , ايـــه قصده انه راح ينهي الخطـــبه
بدت تبكـــي
تبكي الأيام الأخيره اللي عاشت فيــها بقهر
تبكي اللحظات اللي ما لجأت فيها لله لأجل يفرج كربتها
تبكي اللحظات اللي شكت فيها انه دعائها معقول ينقـبل
تبكي اللحظات اللي كسـرها فيها ابوها
تبكي اللحظات اللي خافت انها تواجه ابوها
تبكي براحه انها انتهت من هالمحنه على خيــر
تبكي براحه انها حره ألحين تعـبر وتقول بقلبها انها تحب عمـر من غيـر احساس بتأنيب الضمـير
اخيـــرا هي حـره , حــره
تعلمت من هالدرس عدم المغامره بقراراتها ..
الحمدلله , الحمدلله
احمدت ربها ان فيصل ما خذى المسأله بغرور وعجرفه ورفض المساعده ..
ما راح تكون لغيــر عمر , ما راح تصيـر لغيــره
وفجأه تحول البكـــا , لضحـــك ..
ضحــك سعـــيد , وفرح ..
لاحظت انها لسه ماسكه السماعه بأذنها ..
تركتها , أو بالأصح رمتها ..
سمعت صوت الباب يفتح , الباب حقت الشــقه , وكانت نعيـــمه
اللي اول ما شافتها ريم , راحت لها جــري , وضمتها
فرح ريم , وسعادتها , من خبــر انه عمــر بخيــر من كم يوم وبعديـــن ان خطبتها انتهت , كان واضح بحركاتها ..
فرحها وسعادتها غمرت جو الشــقه ..
رنة ضحكتها ملت الغــرفه
انا حره !!
فيــصل بعد ما انهى المكالمــه بغضب , راح ينهي هالخطبــه ..
الغــدر ..
هذا اللي كان حاس فيــه كان قوي , قوي جدا
تصور وضعه لو هو متزوجها ..
لو انه ما قابلها وعرف اللي اعرفه..
وش كان وضعه بيصيــر !!
كان راح يتزوج وحده قلبها لغيــره
وحده تفكــر بغــيره
وحده مجبــوره عليــه
مجرد التفكيــر بالموضوع كان يصيبه بالغثيان ..
حلمه فيــها من ايام ما شافها بلندن ايام الشتاء , اصبح بالوقت الحالي كابوس
كابوس سئ
لا جمالها , ولا رقتها , ولا شي فيها ألحين يحرك شعره فيـــه !!
الشك اللي كان يذبحه طول الأيــــام اللي فاتت , اصبح يقيــــــــــن , راح يتخلص من الخطبه


مها :

مها بالوقت الحالي كانت بغرفه عمـر بالمستشفـى ..
تناظر الساعه كل خمـس دقايـق ..
ومشاعرها على شفيــر الأنهيــار ..
خالد راح مثل عادته من العصر طالع , اهم ألحين بعد العشا بوايد ..
كان خالد يطلع من غرفة عمـر من أذان العصـر إلى اذان العشا من غيـر لا يقول اهو وين رايح بالضبط , لكن اهي تدري ..
تحترق وتموت إلى ان يرد لها ..
رفعت راسها وشافت عمـر ..ساكت ..يشوف السقف بهدوء .
و واضح عليه الأستغراق بأفكار من نوع سئ ..
اما ابوها سعود فكان يقرى اوراق متعلقـه بالشغـل !
واهي ..
اهي قاعد تحسب الثواني على ما يرد ..
قلبها داخلها بأحتجاج (كفـــايه اللي تعمليــه بنفسج لي متى بتستمرين جذي ..لي متى )
اليــوم تأخـر ولا احد بالغرفه يدري بتأخيـره او حاس فيه غيـرها ..
من كثـر ما كانت منشغله بالساعه .. كانت تحس اذونها تسمع كل دقه ..تصدر منها ..معلنه مرور ثانيه جديده
يمكن قاعد يســولف مع الأنسه سمر ونسى الوقـــت ..هذا العذر الوحيــد !
فجأه اسمعت صوت عمـر يقول ” مها ممكن توقفيــن أزعاج ! “
ارفعت راسها وشافته يشوفها بضيق .. و استغراق
ممكن توقفين ازعاج ..اي ازعاج ..لكن ما تكلمت
أشر براسه على رجلها وقال ” قاعده اتطقيـــن ريولج بالأرض صار لج سنـه “
انتبهت على نفســها ..
وحاولت تبتسم وتقول بتصريفه ” امم سوري ما كنت حاسه بروحي “
و وقفت طق برجلها , لكن عمـر ما بعد عينه عنها ..
وهذا خلاها تتوتر ..
ليش قاعد يشوفها جذي !
زم شفايفه للحظه وبعدين بعد وجهه عنها ورد يناظر بالسقف .
مها حست بروحها ترد تستغرق بالساعه ..اللي قاعده تعلن بمرور كل ثانيه انه متأخر , ومتأخر وايد .
ظهرها بدا يألمها ..
ارفعت ايدها بتلقائيه لتمسيـده ..لكن امنعت نفسها باللحظه الأخيره , ما كانت تبيهم ينتبهون لألم ظهرها , عشان ما يمنعونها من الشي الوحيـد اللي يملا وقت فراغها ويشغـل تفكيـرها واهو الجلوس عند عمـر !
عضت شفايفها بقســوه ..
لدرجه انها ما استبعدت ان بعد ثواني تحس بطعم الدم فيها ..
قطع عليها افكارها للمره الثانيه صـوت التليـفون ..
أرفعته بهدوء وشافت اسم (ريم )
كانت فعلا تحتاج تكلم ريم , تشغـل نفسـها .., تندمج بحياة ورغبات انسان اخر .
ريم اتصالاتها كانت يوميه , ولعدة مرات في اليوم .
وطبعا تبي تسمع اخبار عمـر ..وصحة عمـر ..
قامت مها من مكانها , واطلعت من الغـرفه , عشان تكلمها على راحتها من غيـر ما تحس بنظرات عمـر اللي توترها , وتحسسها انه جنه عارف اهي مع من تتكلـم .
ردت على التليــفون , واهي تتمشى بالمستشفى وعينها على الأرض بسرحان على الرغم من تركيـزها مع المكالمه ..
كانت تمشي لإفراغ طاقه , وللأبتعاد عن عمـر اكبر مسافه ممكنه .
كانت تحاول ترد بمرح ..على ريم اللي كانت نبرات صوتها متغــيره ..نبرات صوتها غرقانه بالسعاده ..وهذا خلاها تسـعد وتنبسط .
بعد ما تطمنت ريم على اقل التفاصيـل بحياة عمـر الصحيـه والنفسيـه ..
سألت سؤال غريب لأول مره تسأله من فتره , وقالته بكل جديه ” طيب انتي , اخبارك ؟ “
تنهدت مها ..بصوت عالي .
وارفعت نظرها لفوق وكاد ان الموبايل يسقط من ايدها ..
اشهقت بصوت عـالي وغـيظ ..
وبدى تنفســها يعلاااااااا ..
خالد كان مع سمـر يتكلمون عند الأستقبال ..
حاولت تتمالك نفســها ..
سمعت صوت ريم بأذنها ” مها….مها ..الوووو ..مها انتي بخــير .. الوو ايش فيه “
ريم اسمعت صوت شهقة مها , وسمعت صوت تنفسها غيـر السوي , وافزعت ..
كانت قاعده تكلمها لكن ما في اجابه وهذا اقلقها , وخلاها تصـر ان مها تركـز معاها وتحاول تتواصل معاها .
لكن مها كانت بعالم ثاني ..
بس خلاص لحد اهني وكفـايه , انها تعرف ان كل يوم يكون معاهم , شي
وانها تشوف انه معاها شي ثاني
ان يتأخر عليها اهي عشان قاعد يتكلم مع خطيـبته شي لا يطاق , لا يحتمل ..
من غيـر لا تشعر سكرت التليـفون بويه ريم .
وبكل قوتها اللي تمكنت منها حركت رجولها اللي كنها حديد من على الأرض , وبعدتها عنهم , وتوجهت للبوابه الرئيسيه للمستشفى .


سمـر :

سمر , كانت تبحـث عن خالد ..
ولقته ..
كان تبحث عنه ببساطه لأجل تعطيـه اوراق , ابوها وصاها انها تعطيـه اياه .
هو خذا الأوراق بهدوء وبساطه .
وشكرها بكل رسميـه ..
لكن اهي قالت كرد على كلامه ” حنا اللي لازم نشكرك , ما قصرت معانا ابد “
خالد من غيـر لا يشوفها جاوب بألـيه ” لا شكـر على واجب يا بنت العـم “
كان يناظر الأوراق اللي بيده ويتأكد من عددها , هذي الأوراق خاصه بالمستشفى .
حس خالد بسمـر ..
وانها لازالت واقفه مكانها .
ما تحركت !
وهذا خلاه يرفع راسه بهدوء , ويقول ” امري يا بنت العم “
سمر اللي كانت واقفه تحاول تكون جمله , تعبـر فيها عن اسفها عن التأخيـر الحاصل بأعلان فسخ الخطبـه , اخجلت من كلمته , واعرفت انها طولت بالوقوف ..
وهذا خلاها تقـول ” لا ابد ..بكل صراحه يا خالد انا حاسه بالخجل من عدم اعلان فسخ الخطبـ …”
قاطعها بصرامه ” ما راح انتكلم بالموضوع اكثـر , متى ما شفتوا الوقت مناسب اعلنو فسخ الخطبـه “
حاولت تكمل اعتذارها “بس يا خالـد انا متأكده ان هالشي اكيـد يأثر على زواجك وانـ .. “
تحولت عيونه للبرود المطـلق من تدخلها , أو من محاولتها تفسيـر الوضع بحياته الشخصيـه !
وقال ببرود “سمـر .. ما راح انتكلم بالموضوع .. استأذن “
تحرك خالد وتوجه لإكمال الإجراءات المفاجئه اللي طالبتها المستشفى .
اما سمر فظلت مكانها , واحساس الإحراج ماليها من اقصاها لأقصاها , هي وش دخلها بزواجـه وحالة زواجه ..
يا ربي وش راح يفكـر فيه ألحين ..
ردت لغرفة امها من غيـر لا تتكلم مع احد ..وهي كارهه عمـرها من الإحراج


خالد :

بعد ما انتهى من الأعمال اللي كلفه فيها عمه حامد ..واهو ناسي سمر واللي جاب سمـر
توجه لغرفة عمـر , كان يدري انه تأخر على مها ..
علاقته معاها بالفتره الأخيره غريبه .. ينامون بأحضان بعض , لكن في جدار غير مرئي وغريب مبني بينهم , وهذا الجدار مضايقه .
متى ؟ متى راح نترتاح .
دخل الغرفه وقال بصوته الجهوري ” السلام عليكم “
ردوا عليه عمه سعود وعمـر السلام ..
لكن في صوت رقيق مختفي !!
بنظره سريعه للغرفه لاحظ انها مهي موجوده ..
وينها فيــه !!
عمه سعـود كنه قرا السؤال من نظرات خالد اللي انتقلت بالغرفه عدة مرات كنه يبغى يتأكد انه مها فعلا مهي موجوده , قال ” مها ظهرها عورها ..واتصلت علي وبلغتني انها راح تروح مع السـواق للفندق عشان ترتاح “
راحت للفندق !!
الغضــب انطلق فيه بقوة ..
كان المفروض تتصل علي !
كان المفروض تستأذن مني !
وبعدين كيــف تروح مع السواق كذا , وبروحها ..
كان غاضب لدرجه غريبه ..
هو ما توقع انه يغضب كذا ..
لكن الظاهر انه هدوء الأيام اللي فاتت تمكن منه .. كان متوقع ان علاقته فيها راح تتطور للأحسن , راح يتقربون اكثـر , لكن اكتشف ان الحواجز ظلت , وبالعكس زادت قوه , ما يتكلمون مع بعض إلا عند الضروره , قربهم الجسدي ما ادى ابدا إلى قرب نفـسي ..وهذا ادى إلى خيبة امل كبيـره , كان على حافة الأنفجار ..
قال بكل ما يقدر عليه من برود ” طيـب “
رفع راسه وشاف عمـر يتأمله ..
واهو ما سمح لعمر ان يشوف الغضب اللي بعيـنه , وحاول يغلف نظراته عن صاحبه .
قعد خالد مع عمـر وعمه سعـود واهو على اعصابه , بس يبغى يرد للفندق ويفهم ليه تصرفت كذا ..يعني ما كانت تقدر تنتظره ..
جره من افكاره ..تحرك عمر فجأه وقعدته بالسرير كنه فكـره خطيـره جت في باله ..
ولف على خالد وقال ” خالد انت قلت لسام عن الحادث “
خالد كنه انضرب كف على وجهه سام !!
ولا اخطرت على باله اصلاااا !
ما كان يدري انها موجوده بمصر للأن ..
الواضح ان تعابير خالد انطقت بأفكاره لأنه عمر قال بعصبيه ” خراااااااااا , اشلون غابت عن بالي ..اكيـد ألحين اهي خايفه ..خرااااااااااا “
حط ايده على عينه بتعب .. وكمل ” خالد طلبتك , لما تروح لفندقكم قولها ..غرفتها اهي رقم ( ) , قول لها…اهي مسؤوليتي و انا نسيــتها “
خالد حمد ربه انه عمه سعـود كان رايح لدورة المياه ..ولا شاف اهتمام ولده بهالسام , ولا كان علووووم !
وقال لعمـر بهدوء ” خلاص ..خلاص ابشـر , راح اقولها بس انت هد اعصابك “
رد عمـر لمكانه ..وقال ” مشكــور “
وبعدها رد عمـه سعـود للغرفه وانتهى الموضوع ..
بعد فتـره وبالوقت المناسب اعتذر خالد وانصرف ..
خاصه ان عمـر بينام , وعمه سعـود بيرد للشـقه .
فكــر بالفندق …وبمهـا ..
مجرد التفكـير فيها كان يغضبه بشده .


فيصل :

فيصل كان واقف عند غرفة عمـر بعد ما لاحظ انصراف الرجاجيـل اللي كانوا عنده ..
ما يدري ليه جا بهالوقت بالذات ..
لكن جانب منه ادفعه دفع للقدوم للمستشفى ..لعمـر بالذات ..
بيشوف وش راح ينتج عن المقابله ذي .

 

 

البارت الخامس والعشرين

***تعالي واعتقي ذاك الخفوق المولع المرتاب … مهب لأجلي عشان الله يجازيك ويجازيـني ***









” يكــفي يا فاطمه !! “
سمعت ساره امها تتكلم بغضــب بالجوال ..
تنهدت بضـيق فاطمه صايره كلما كلمت امهم تعصبها ..
سمعت امها تكمل ” انا ما قلت اللي صار لأجل تدعــي على البنت ..هي وش ذنبها ان كان خالد يبغاها .. ما اظن انها اضربته على ايده لأجل يبات عندها “
واغلقت الجوال بوجه بنتها الكبيــره ..وهي ما عمرها اعملت هالشي ..ورمت التليــفون على اقرب مكان بغضــب ..
وقالت بنبـره غاضبه , لكن منخفضـه ” اعوذ بالله , اعوذ بالله “
عصبتها مراااااااا , فاطمه متى بتفكــر بعقــل متى ؟ , مهما كان ما يصــير تدعي على الحرمــه .
دافعـت عن مها لأجل ما تتمادى بنتها ما يجـوز الدعـوه على المسلمــين ما يجــوز , وهالبنت ما كنها ام لطفليــن الله يهداها تحس ان ساره بأحيـان كثـيره انضج منها .
مها بتكون ام طفل خالد , و هي بدت تحس ان مها باقيـه معاهم لمده طويـله , ولازم بناتها يتقبلون وجودها , وخاصه فاطمـه ..
بدر قال لها من اول ما نقـل خالد من غرفتــه , لكن هي اعرفت ان ولدها ادام انه نقـل فهذا يعني انهم ردوا لبعـض , صحيـح انها ضاق صدرها على سمـر , لكن ..
لكن ما تقـدر تقــول حاجه ..
وش معقـول تطلب من ولدها ..ما تقدر تطلب منه يطلق مها .. لأنها خايـفه على بناتها !
اي خايفه على فاطمه وساره .
كما تديــن تدان ..
ولأن البنت من عرفتها ما عملــت يضر خالد او يضرهم
ساره تابعــت امها بنظراتها , امها صايـره عصبيــه بالأيام اللي فاتت .
يمكن لأن صديـقة عمرها مريضه , أو لأنها مستحيه تحط عينها بعين سمـر و ام سمـر .
اهي تعرف امها وتعرف مشاعرها , وخالد كل يوم يبين انه مو ناوي يترك مها ..
السبب مجهول ..
هل لأنه يحبها ؟؟؟
او لأنه يبغى ولده يربى عنده , فجالس يحايل مها ؟؟
ما تدري نظراته لها لما تكون معاهم غامضـه !
بس الأكيـد ان المها تحس بالحب تجاهه اكيـد ..مجرد شعــور قوي تحس فيه .
ردت تناظر امها اللي راحت للبلكونه ..
موضي اطلعت للبلكونه , لأنها ما تبغى ساره تشوف دموعها .
هذي الأوقات هي الأوقات اللي تفقد فيــها جاسم اكثــر شي .
جاسم كان يعرف يتعامل مع المواقف الصعبـه اكثـر منها , هي مهي عارفه وش هو التصرف اللي المفروض تقوم فيه .
كانت تعتمد عليـه بكل شي .. كان هو القوه , وهي الضعف !.
وألحين هي لوحدها ..
اه ه ه ه ه ه يا جاسم مكانك وش كبــره .
الله يرحمــك , مسحت دمعتها بسرعه بعد ما حست بدخول ساره عليها .
معلنه انه فاطمه على الخط ..تبغى تعتذر


عمــر :

اخيــرا بروحـــي ..
أه ه ه ه ه ه ه
كان ضـوء الغرفه مطفـي ما عدا الأبجوره اللي بقربه ..
وهذا الجــو الغيــر واقعــي خذا عقــله لها , لريمـــه ..
لشعرها الأســود مثـل الليــل .
تخيلـــه يمر بين اصابيــعه بنعومتـــه الغريبه ..
عيــونها الســود الكبــار كنهم بيــر من غيــر قرار .
تشــوفه ..تناظره …بحب
لبشرتها اللي بلــون العســل .
اللي تلامـس بشرته .
لشــفايفها ..
قطع على نفســه الأفكـــار بغــضب ..بغــضب شديد .
افكاره الغبيـــه .
شفايدة هالأفكــار ..
اكيــد انها ما تفكــر فيــه .
تفكــر بفيــصل الغبــي
لف نظــره على الغرفه اللي اهو محبــوس فيها .
حاس نفســه بقفص , بقفص بهالفراش , بقفص افكــاره .
وده يطلع يغيــر جو ..يتحرر من افكــاره اللي ما تروح ولا ترد إلا لهااااااا .
من متى ؟
من متى يفكـر فيها بهالطريقه ؟
من متى صارت له هـوس ؟
من متى !! الجواب الصريح من اول ما طلقها !
هه
بدا يسخــر من نفســه
كان يكتــم أفكاره فيها بأعماق اعماقـه , لكن كانت تجيـه على شكـل احلام .
تطيـر لها افكاره من الكويت للسعوديه بلحظات غيـر متوقعه وهالشي لما ما يكون متيقظ وحارس افكاره .
كان يظهر شوقه لها من تلقائية كتابته لرقمها على شاشة موبايله كلما سرح .
وهذا خلاه يحقــد عليها , المفروض يكرهها .
جا في باله الشخـص الوحيـد المظلوم بالمعادله هذي كلها .
نوره
انظلمتي يا نوره معاي ..انظلمتي وايـــد .
رفع ايده لجبهته بتعب ..وعجــز ..
وألمته جبهته المحطوط عليها الشاش .
وهذا خلاه ينــرفز , ويسب ويلعـــن نفســـه بغضب شديد وبحده باللهجه , وعنف .
وبصوت عالي ..
قطع عليه السب واللعن صــوت الباب ينفتــح من غيـر استئذان .
وهذا خلاه يرفع نظره , ويظهر البرود على ملامحه دليل الغضب الشديد .
الشخص اللي دخل ما كانت باينه ملامحه عدل ..
لكن لما جدم اكثـر ..
ولما عرف الشخـص تحولت ملامحه وصارت جليـــديه مفزعـه .
هذا إش يايبه ؟؟
ليــش ياي لي !!
يتشمـــت معقــول ياي يتشمت ..
بدا يشد بأيده على الغطا بالجهه اللي مو بايــنه لفيــصل .
الغيــره بدت تحرق صــدره , تذبحه ..
قاعد يتخيــل هالحــيـ …., يشوفها كل يوم بالطالعه والنازله .
يبتســم لها ..
واهي تتصرف بخجل …المشــهد بكل قســوته تمثل بعقله , وخلاه يصــر على اسنانه .
قوته الطبيعيه ردت له .. وسيطرته اللي يمارسها على نفســه ردت بقوه شديده ..
عمر ..هالأفكار ما راح تأدي لأي نتيجـه ..هذا ضيفـك , عامله عدل !
فيـصل دخل بسرعه من غيـر لا يطق على باب , لأنه سمع صوت غاضب من الداخل , ولأنه يدري انه ما في غيـر عمر , وخشى للحظه انه فيه شي !! , تصرف تلقائي
ولما كان عند الباب انصدم من قســوه السب واللعن اللي ينطق فيــه لسان عمــر لكن لما دخل وشاف جمود الملامح استغرب انه هالشخص هو اللي صدر منه هالكلام ؟ .
اصلا ما توقع من انسان بارد (هذا اللي سمعه عنه ) يصدر عنه هالكلام !
صاروا بوضـع غريــب كل واحد فيـهم مواجه الثاني خاصه لما عرف انه عمـر بخيـر .
عمر بخيــر !
بشكل عمـر الحالي , شكله مناقض لكلمة الخيــر !
كان شكله سئ , المنظر اقل ما يقال عنه سئ ..هذا اقل ما يقال عنـه ..
الله يعيــن اهله !
نقل نظره لرجول عمر ثم لصدره ثم لوجهه .
الإصابات منتشـره فيــه ..داله على قوة الحادث اللي تعرض له .
هذا اللي بكت عليه ريم , وقضت ليلها بعيــده عن عيونها النوم بسببه !
كان حاس بمشاعر عدم الأستلطاف اللي تنطلق من عمر , يمكن لأنه فسـر كافة تصرفات عمـر على انها حب لريم , واللي قد يكون تفسيـر خاطئ ..
فيـصل شاف عمر يبتسم ابتسامه جانبيه ساخره , و سمعه يقول بصوت منخفــض وبسرحان ” استاذ فيصل ..استاذ فيصل ” وكمل ببرود ” يا حي الله من جا “
حس فيصل نفسـه على اعصابه من سماعه لحس هذا الأنسان ..يمكن لأنه للتو تلقى خبـر رفضها له !
سمع صـوت اللي اكبـر منه سنا يقول ببرود ” تفـضل “
عمر حاول يقعد من سدحته , لكن حس انه تكهــرب من الألم اللي انطلق فجأه من ذراعه وصدره لراسه ..
بلع ريقه ..
وخذا نفــس ..
تغصـب الأبتسامه , وقال ” اعذرني ما اقدر أقوم اضيـفك ..” وأشر على رجوله الثنتيـــن , وقال بسخريه من وضعه ” العيــن بصيـره والأيد قصيـره , لكن العصـير ..البرتقال والمانجا ..وما ادري شنو ..موجود بالثلاجـه “
مد فيـصل ايده برفض للعرض وقال ” تسلم يا بوسعـود , ما أبغى..”
عيون عمر قست وقال بهدوء ” استاذ فيصل ..ما يصيـر ما تشرب شي عندنا ..تفضل للعصيـر “
تنهد فيصل بأستسلام , عمر ما راح يتنازل , لكن هو ما كان جاي لأجل يتضيـف , ومهو معتبـر نفسـه ضيـف , لكن من الواضح ان عمر مصمم ..
تحرك وخذا العصـير الموجود بالثلاجـه ..
عمر ما كان يبي هذا الرجل بالذات يشوف ضعـفه , كان ملاحظ نظرته اللي انتقلت على اصاباته .
ونظرة الشفقه اللي مرت على عيـنه بسرعه واختفت لما ردت ألتقت بعيــونه .
كان كاره الوضــع ..هذا اشيبي , ليـــش ياي ؟
منو يظن نفسـه عشان يشوفه بالطريقه هذي ..
اهله اللي اهم اهله مو قاعد يستحملهم , أو بالأصح يتجنب يتكلم معاهم عشان ما يجرحهم , وهذا اكره الناس له , اثقلهم على قلبه بكل برود ياي لعنده , وبنظرات الشفقه !!
ويرد نفـس السؤال (ليــش ياي ) احساس داخلي علمه ان الموضوع مو اداء واجب ! , معقـول ياي للمشـروع !
فيصل وتلبيـه لدعــوه عمر بالجلوس ..قعد , لكن قبل ما يقعـد مد ايده لعمــر بتحيـه متعارف عليها .
قال فيـصل بكل هدوء ” الحمدلله على سلامتك “
احساس عمر بأن الموضوع مو اداء واجـب زاد قـوه ..وصار وده يقـول وقف هالمقدمات وادخل بالموضوع .
نفســيته مو مستحمله هالأنسان ولا مستحمل انه يكلمه .
لكن قال ببرود ” الله يسلمك “
فيصل من باب فتح حوار , سأل .. بهدوء ” كيـف حصل الحادث ؟”
لما سمع عمـر السـؤال ..
بلحظه سكـت .
ورد السؤال لمخــه , كيـف …حصل …حادثـك ؟
ولما اسـتوعـب السؤال عــدل
انفجــر ضحـــك بسخريه ..
“هههههههههههههههههههههههه “
شر البليــه ما يضحــك ..
ومثل ما انفجرت الضحـكه فجأه , سكت فجأه ..وقال ” هه ..أ ه ه ه ه ه ه “
شـيقول له !!
شيــقول حق هالأنسان ..
يا ترى عادي يـقول : مشـاعري لما شفتك اغلبتني وحسيـت بالغيـره وما عرفت اتنفـس , وخلتي افقد سيطرتي على السـكان !
لما لف على فيـصل لاحظ ان فيـصل عاقد النونه ..
وواضح عليـه بدايه غضــب , نتيجة عدم فهمه .
ما يلومه صـراحه !! , معاه حق يكون اكثـر من غاضـب ..لكن جد مو بيده لما ضحـك , سخرية الموضوع تضحك !
غمـض عيــنه عشان يتمالك اعصابه بس , وبعدين فتحها وشاف السـقف !
قال عمر بهدوء , ولما ألحين اثر الأبتسامه الساخره على فمه ” انا اعتذر , الحادث كان مضحك , وسخيـف , لا تشـغل بالك فيــه “
لأن فيصل مو مهتم اصلا .. طوف الموضوع .
سمـع فيـصل يقول بهدوء “لا خذ راحتك “
عمر ظاهرته البارده بدت تتكسـر ..لأن التخيلات اللي بعقله زادت حدتها وكميـتها .
وقال للرجل اللي اصغر منه ” امـر يا استاذ فيصل ! “
فيصل شاف عمر بهدوء , قاطعه بتلقائيـه ” فيصل ..” ولما شاف نظرة الأستغراب بويه عمـر قال ” اسمي فيـصل “
ابتسم عمر ببرود , يكره احد يقاطع كلامه , وقال ” اه ..المهم اعذرني على السؤال , بس ابي افهم سبب الزياره ؟ “
تسـند فيصل وقال بأبتسامه سخريـه بسيطه ” وليه ما تقول اني جاي اداء واجـب “
ما رد الأبتسامه وقال ببرود ” مو تقليل منك لكـن .. الساعه ألحيــن 10 ..احنا بمستشفى ..انا المفروض اني مصاب ..معرفتنا مهي بذيـج القوه .. ما شفتك إلا مره وحده بحياتي ..يعني بكل بساطه الوضع ما يتوافق لأداء الواجـب .. وأكبــر دليل ان وراك سالفه ..الموضوع متعلق بالعمل ؟؟ “
ما يقدر فيصل انه ينكر اعجابه بسرعة بديهة هالشخـص , على طول جمع واحد بواحد , واستنتج النتيـجه ..
قال ببساطه ” معاك حـق , لكن المسـأله مهي متعلقه بالشغـل “
وشاف عمر بتصميـم !
عمر رفع حاجب , مو متعلق بالشغـل , ومعاه حـق ! ..هه عيـل ليــش ياي .
اشبيني وبيــن هذا.. غيـر الشغـل , والواجـب ..
فجأه نزل حاجبـه ..ما يبي يفكـر بالشي الثالث اللي بينهم .
لأن مو معقـول راح يتكلم عنها !
وهذا خلاه ينطق بكلمه جليـديه ” اشتقصـد ؟ “
فيصل عرف انه عمر استوعب قصده ..
من غيـر اي كلام وعمر متابع لتصرفاته , اخذ التليــفون ودق ..
عمر عصــب من التجاهل , وعصب اكثـر من المسرحيــه , هذا اشلون يتجاهله جذي ؟؟
كان على طرف لسانه انه يطرده ..
لما سمع فيصل يقول ” السلام عليكـم عمي حمد ؟ ……اخبارك ؟ “
عمر عقد حاجبـه بغضب ..وحيــره
يكره احساس الحيــره هذي .
” عمي انا ابغى افاتحك بموضوع , وخجلان منك …”
………
عمر لاحظ وجهه فـيصل اللي وجهه غايه في الجديه , ولكن بان عليه الراحه بعد ما سمع رد الطرف الثاني
” عمي انا …..انا امر بظروف تدفعني… ” ومثل التردد , للأيحاء لعمــه ان الوضع اللي هو يمر فيــه سئ ” اممم تدفعني اني انهي الخطــبه اللي بيني وبين بنتك “
عين فيصل كانت بعين عمـر
الصدمه ارتسمت على وجه عمر ..
مستحيــل
ما قدر يبعد عينه عن هالرجال.
معقول يعني , تركها ..
ولا اهو يبي يشوف ردة فعله وبس !
سمع فيصل يقول بقوه للتليـفون ” عمي والله هو مهو رخـص فيكم , بالعكس انا يشرفني نسبكم , وقربكم , بس الظروف تحكم الأنسان “
عمر وفيصل ..عيونهم ملتقيــه ببعض .
ولا واحد منهم قدر يبعد عينه عن الثاني ..
فيصل لأنه يبغى يشوف ردة فعل عمـر
وعمر لأنه ببساطه ما يقدر يبعد عينه , يبي يعرف كل شي , كل تفصيـل صغيــر .
كان صوت حمد مرتفـع .
كان ينتقل للغرفه بقوه ..
خاصه ان عمر , وفيصل ساكتيــن .
كان صوت عمه بالطرف الثاني يقول بكل غرور ( انا كنت راح انهي الخطبـه )
( بنتي ألف من يتمناها )
وكان رد فيصل ” اكيــد يا عمي , انا امتأكد من هالشي , وانا اسف اني انهيت المساله بمكالمه هاتفيـه , لكن وراي سفـره مهمه , وما حبيــت اني اسافـر قبل لا انهي المسأله “
الطرف الثاني وضح عليه الهدوء من انخفاض الصوت وعدم وصوله لأذن عمر .
رد فيصل ” انا اســف مرة ثانيه يا عمي , ما كان ودي هالشي يصير لكن قدر الله , مع السلامه “
سكر الخط , واهو عينه على عمر .
عمــراللي قال بكل برود ” شالمســرحيــه ؟ “
كان مسـتغرب شلون صوته طلع بهالبرود , واهو داخله فيضان , وبراكيــن , تــوتر ما يعلم فيه إلا رب العالميــن
قام فيصل من مكانه ..
وقال ببساطه ” مســرحيــه , لأ مهي مسـرحيـه ..انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها …مع السلامه “
وببساطه طلع من الغرفه ..
تارك عمر يشوف مكانه اللي كان واقف فيه من غيــر اي كلام ..لأول مره من زمن طويـل احد يقول كلمه عمر يعجز معاها عن الرد الساخر او البارد
انفصل عنها …
انفصل عنها ..
انفصـل عنها ..
بس شيقصـد بكلمته انا بكون اول من يبارك لك فيـها ..
يعني ..يعني هو فاهم انه ..انه اهو عمر يحبها .
غضـــب من نفســـه , انا احبها , لأ انا ما احبها ..ما احبها .
هذا الغبــي ان كان يظن اني أحبها فأهو الغلطان .
اهو بس ..
بس ما يقدر يخليها لغيــره , هذي هي المسأله , بس .
حس بدقات قلبــه تزيــد , تزيــد ..
رفع ايده وحطها على صدره , من خشيـتـه ان قلبه يهرب من قفصه الصدري ..
اهي حره ألحيــن ..
يعني يقدر يتقدم لها ..
يقدر يخليها له ..
لازم ..لازم يتحرك .. وبسرعه قبل لا تضيــع من ايده .. قبل ما تفلت منه مثل ذيج المره .
طاحت عينه على ريلـه , بدا يتأملها للحظه .
وحس بالقهــر
ألقى راسه على المخده , وارفعه , ورد القاه ورد ارفعـــه بحركه متكرره ..
شسوي ألحيـــــن ؟
اهي قبل وانا بكامل صحتي ومو مشتهيتني , شلون ألحيــن وريلي بهالحاله ؟؟
هه كان وده يضحك , و وده يصرخ بنفـس الوقت ..
المشكـله انه ما يقدر يتركها ..
اكتشــف انه ما يقدر ..


الكويت قبل طلاق عمـر وريم بثلاث اشهر :

ذكـرى زواج ريم وعمـر ..
ريم عندها اعداد عشـاء بهالمناسبـه موضوع مهم .
كان عمر جاي من الشــركه ومرهق بصـوره كبيــره , واهو ما عنده اي ذاكره متعلقه بالمناسبات الزوجيــه الخاصه , ولا يعطي لها اي بال ..
وهذا الشي يعصــب ريم , لكن مو بأيده , دايما ينسى هالسوالف , ريم عندها مليــون مناسبه , كل مناسبـه اغرب من الثانيــه , وكلها متعلقه بزواجهم ..
مناسبــه اول مره شافوا بعـض
مناسبه يوم خطبتهم
مناسبـه ملكتهم
مناسبة زواجهم
وهكذا ..
هي ما تحتفل فيهم على كثـرهم اهي بس اتسوي بهاليوم شي مميز يذكرهم بمناسبته , تقديـرا منها لأرتباطهم ولذكرياتهم مع بعـض
وأول ما دخل البيــت كان الظلام محيـط فيــه , استـغرب , شم ريحة البخــور لكن هذا شي طبيعي !
لكن لما جدم بالبيــت اكثــر لاحظ وجود الشمــوع , وصوت الموسيقى الهادي , ولاحظ انها اعدت طاولة الطعام بصــوره اكثــر من رائعه ..
اما اهي فكانت اللوحه الفنيــه .
كانت لابسه فستان حفـله (سهره ) ابيـض على الجسم بالضبـط ويوسع من تحت الركبـه , وشعرها كان مرفـوع بصوره انيـقه وجمـيله .
كانت تشــوفه بابتسـامه على شفايفهـا ..
وبعديــن قربت منه بهدوء ..واهو كان يتابع كل حركه من حركاتها والتعب اللي فيـه طار فجأه ..
قربت منه وحاوطت خصـره بأيدها ورفعت راسها له بدلال , وقالت ” كل عام وانت الحـب “
وهذا خلا ايده تلتف على خصـرها بتلقائيه .
كان يشوف اللي حوله , ولما قالت كلمتها نزل عيــنه لها ..
ابتســم لها ..لكن بذهـن غايــب ..وقال بعد ما حس انها تتوقع منه كلمه ” كل عام وانتي بخـير ريمي “
شــنو المناســبه اليــوم عشان هالكــلمه ..ما يدري ..
ذهنه غايــب بعد قضاء يوم كامل بالشركه , لأنه عندهم اليوم عمليـه اندماج مع شركه صغـيره تملكوها من فتــره .
ريم لاحظت وجهه , وهي تعرف زوجـها ..وهذا خلاها تبعد شوي على الرغم من وجود ايده على خصـرها ” عمر انت ذاكر وش هي المناسبـه صح ؟؟ “
وليــــن شالبلشـــــــه ..
بعد عنها بحجة انه يشــيل الغتــره والعقال عن راســه , ويحط حقيــبة العمل ..
وحاول يعطي تخميـــن ..
حاول يراجع كل المناسبـات , وبالنهايه قال ” اكيــد اذكــر ريمي , وهذا شي ينسي “
ريم حطت ايدها على خصرها وقالت ” طيــب وش هي المناسبــه ؟ “
يا رب تكون صح , يا رب تكون صح ..” ذكرى زواجنا “
لاحظ اشراق الأبتسامه على شفايفها , وهذا خلاه يحمدربه على التخميــن الصحيح ..
قربت منه وحاوطت رقبته بذراعها وقالت ” صح “
بعد العشــا , وهم جالسيــن على الكنبــه , وايده ورا ظهرها ..
وهي مســنده راسها على صدره ..
يستمعون لأغاني هاديــه ..
ريم كانت حاســه وقتها , انها مو معقــول تكون اسعد من كذا , مو معقــول انه في زوج زي زوجها ..
كانت حاسه بأطمئنان ما قط حست فيــه من قبــل , وجودها بهالمكان , مع عمــر , وبحضنه يغمرها بأحساس بالأمان فظيــع , صح بينهم خلافاتهم , لكن هذا ما يقلل من عشقها له .
عمر صار له فـتره , ورغبـته بأنه يصــير اب تختمـر بنفســه , بدت تجتاحـه رغبــه بالأبـوه .
يبي شي يحمل جزء منه , وجزء من ريم ..شي يجمعهم للأبد
في بداية عيـشتهم مع بعـض يعني تقريبا من ثلاث سنيــن , كان رافض فكـرة الأطفال مو لشي غيــر انه يبي يكون مع ريم بروحهم لفتـره , قبل ما يجي طفل , ويكونون ملتزميــن بأشخاص اخرين غيــر انفســهم ..
توقع انه يلاقي معارضه من ريم , لكن بالعكــس , ريم رحبــت بالفكــره , وافرحت فيــها ..
لكن الحين خلاص ..
اهو كبــر واهي كبــرت ..
ويبي يبدي يأسس للأســره ..
وقال بهمـس متوافق مع الموسيقى الحالمه اللي حاطينها ” ريم ..”
ما تحركت من مكانها وقالت ” هممم حبيبي”
ريم كانت متعـوده على عدم قول عمر لها حبيبتي , او عمري , او غيـره من كلمات التحبب , أو انا احبك , لكنها لما شكت لمها , قالت لها (انها تعاني من نفـس الوضع ) وبالتالي تقبلت طبيعه ريلها .
” ابي نأسس اسـره “
حست بجسدها يتجمد ..
ما فهمت وش يعني نأسس اسـره !
ما رفعت راسها وقالت ” انأسس اسـره ؟؟ “
سمعـت صـوته يقول بطريقه حالمه ” ريم ابي طفــل .. ابي طفـل صغيــر .. يملي حياتنا .. “
سمعت صوت الأبتسامه بكلامه وهو يكمل بنفـس الطريقه الحالمه ..
” ابي نوقف ناخذ الأحتياطات ..اليــوم “
ريم لما قال لها عمـر هالكلام , بالواقع ما تأثرت ..
ما اهتمت ..
عادي جدا جدا .
حست كنه يتكلم عن الجـو , مهو عن مستقبلهم .
وبالتالي ردت فعلها كانت مرا عاديه !
وقالت ببساطه ” طيــب “
وقامت ببساطه تعمـل له قهـوه تركيــه , اللي هو يعشقـها بعد نصف ساعه من العشـا ..

ومـر على هالحادثه شهـرين كانت خلاله تفكـر بالحمل على انه شي واقـع , لكن ما بدت تتأثر أو تفـزع إلا لما اظهرت الأعراض عليها …
تأخر الدوره , الأحساس بدوخـه من الوقوف الطويـل , بدت تعاف بعض انواع الطعام .
اشيـاء بسيطه ..
واهني بس بدت حقيقة الوضع تجي لعقلـها .
حمل ..حامل ..
اول ماقال لها عمر رغبتــه ما تأثرت ولا اهتمت ..
لكن لما صارت احتماليــه الموضوع حقيقيه , حســـت مو بس بالخوف , حست بالهلع .
حست بالذعــر يملاها ..
حست ببروده تمر على ظهرها ..
لكن اقنعت نفســها انها مهي خايفه ذاك الزود , ومهي متأثره , وان هالخوف هو خوف مبدئي حالها حال اي حرمـه , وبالتالي ما تكلمت عن الموضوع .
ولما زاد الموضوع عن شـك , من خلال تكرر هالأعراض كل يوم , لقت حالها ما تقـول لعمـر عن شكها , وراحت للصيديليه من غيــر اي كلام له عن الموضوع
و توجهت للصيدليــه , بعد ما طلع عمر للشركه..
لما دخلت و جا لها الصيدلي ..اخجلت للوهله الأولي من نطـق طلبــها .
وسمعت صوت الصيدلي يقول بهدوء ” ايوه يا أنسـه , إزاي أأقدر اساعدك “
تغلبـت على خجلها ..
ونطقت برغبتها على الرغم من احساسها بالأحمرار اللي غازي وجهها ..
” اممم ابغى ..ابغى تحاليـل للحمل “
سلمها اللي هي تبغاه ..
وهو ثلاث انواع مختلفه من اختبار الحمــل ..عشان تضمن النتيـجه .
رجعـــت لبيتها ولما وصلت توجهت جري لغرفتهم ..
رمت الأغراض على الطاوله حقــت المنظره , وغيــرت ملابســها ..
وبدت تعمل اشياء بسيـطه وصغيــره , ومالها داعي كانت تبغى اتأجل وقت الحقيـقه
لكن الخوف ملاها وزاد اكثـر و أكـثر كلما حست ان مالها اي عمل تواجهه .
ولما تشجعت و واجهت
أكدوا لها ثلاثتهم عن حملها !
اهني بس انهارت .
لأ ما تقدر تكــون حامل , ما تبغى تكون ام .
حست ببرود من قوة الواقـع عليها ..
تذكـرت تصرفات امها معاها , تذكـرت وايد اشياء وخافت اكثـر ..
لكنها تماسكــت لأنه هذا هو الوقت اللي يجي فيـه عمر من الشـركه .
حضرت الغداء على الطاوله .. واجلست تستمع له بذهن غايــب .
وبعد لحظه سكــوت , ومن غيــر لا تقول له عن حملها , قالت بتوتر وبطريقه مفاجئه ” عمر انا ما ابغى أحمـل “
رفع راســه عن الأكل , وبدا يشوفها ..من غيــر اي تعليــق , لكنها لاحظت ان وجهه اكتسى بالبرود وهذا يدل على ان الموضوع مو عاجبـه .
هي ما تدري وش قصدها من هالحركه بعد ما اكتشفـت انها حامل , لكن كانت تبي تقــوله , ما تدري يمكن يلقون لهم حـل بالمشـكله اللي هي فيها ..
تبي تقـوله ان هالشي ما تبغاه ابدا , ابدا ..
لكن ما توترت وقالت ” انا ما أقصد اني ما ابغى أطفال للأبد لكني اقصـد اني ما ابغاه ألحين .”
ترك عمر الملعقــه اللي بيده وقال ببرود ” وينج ما قلتي هالكلام من زمان , ليش ألحيــن ؟ “
تكره اسلوب البرود اللي اهو يتكلم فيه خاصه لما تكون هي على اعصابها ..
تبيــه يصرخ , ويعبــر , تعرف وش يحس فيــه بالوقت الحالي , بروده ما يعلمها وش يفكـر أو يحس فيــه .
وهذا الشي يجننها .
قالت بعصبيــه ” لأني فكـرت ألحين بالموضوع وقررت اني ما ابغاه ..”
كمل على نفـس اسلوبه البارد ” امممم ومتى الوقت المناسـب اللي نيـيب فيه اطفال ونكون اسره من وجهة نظرج ؟ “
رجفــت من اسلـوبه لكن خذت طرحه للسؤال من باب انه موافق معاها على الفكـره , على الأقل موافقه مبدأيه ..
وقالت ” ما ادري , ما ادري , يمكن عقب خمـس سنيـــن , عشــر سنين “
ببرود شديد ” اهاااااا , واشمعنا عقب خمس سنيـن , او عشر سنيــن , ليش مو الحيــن ؟ “
بعصبيــه شديده قالت ” لأني ما ابغى اطفال ألحيــن , هذا هو السبــب ..”
تنرفز من صراخها وكلامها معاه بعدم احترام
طق الطاوله بقســوه , وقال ببرود من بين اسنانه ” لا تعليـــن صوتج ..فاهمه ..”
مع طقة الطاوله والصـوت القوي اللي صدر , نزت بمكانها ..
وبصوت اعلى قال بصرامه ” فاهمه .. “
هزت راسها وعيـونها مغـورقه بالدموع .
وكررت كلامها بكل ما تحاول عليـه من هدوء بعد صرختــه المفاجأه ” لأني ما ابغى ..”
تسـند على الكرسـي وقال ” انزيــن انا شنو يضمني انج بعد 5 سنيــن , أو عشـر سنيـن ما راح تفكـرين مره ثانيــه بالموضوع , وتقررين انج ما تبيــن اطفـال , طبعا هذا إذا وافقت انا احنا نأجل الفكـره “
شافـته بعجـز وقالت واهي ما تشـوف من الدموع اللي ماليــه عينها ” ما ادري .. بذاك الوقت راح افكـر بالموضوع مره ومرتيــن , وراح اجبر نفسـي اني ابغاه ..”
راح اجبــر نفســي ! هالكلمه اكثــر كلمه عصبـته , ونرفزته ..
ترك الأكل ..وقام واقف .
يمكن لو اعرضت الفكره أو مشكلتها بصوره احسن كان تفهم او تقبـل لكن اسلوبها كان سئ للغايه .
وقال ببرود ” عيـل ردي فكـري ألحيــن مره ثانيــه , وقرري انج تبيــنه “
علاقتهم صارت متــوتره , لأنها صارت ما تخلي فرصه إلا وتختلف مع زوجها , وكلما صار السبب تافه كلما زادت هوشتها معاه .
لاحـظت ان عمر ما يقعد معاها , كان يجي من الشغــل بالليــل يرمي روحه على الفراش , وينام ..
ويطلع من الصبـح قبل ما تقعـد ..
كانت تدري انهم ألحين بالشـركه قاعديـن يحاولون يدخلـون سـوق مهم ..ويمكن هذا سبب انشغاله ..
واللي اعملته انها كملت ايامها بسكـوت بدون ما تخبر عمـر عن حملها ,شغله ماخذ وقته خاصه مع عملـية الدمج , ووجود مشاريع جديده , وهذا عذر خذته بأنها ما تقول لزوجها .
حتى ما راحت للطبيب لأجل تتأكد من حملها بصورة اكيـده .
لكنها بالتأكيــد خلت الفكـره تأثـر على استقرارها .
كل مخاوفها الطفـوليه ردت لها بقـوه , كل خوفها من الهجـر , ومن الحب , وبالأخص من الأطفال , وكل هذا طلع بقوه من اول ما سوت التحاليـل المنزليــه .
وبيوم رد عمـر بالليـل من الشغــل ,وراح للغرفه و اهو يفسـخ دشداشته , واهي قاعده على الفراش تبيــه يكلمها ..
لأنه من ايام مو قاعد يكلمها إلا ببرود , وجفا ..
قال واهو قاعد ياخذ دشداشة البـيت ” انا راح اسافـر يوم الأربعا لمصـر “
قامت من مكانها بغـضب ” تروح لمصــر , لأ , لأ ..”
من غيــر اهتمام , طلع من الغرفــه , وقعد على الغنفه , وفتح التليــفزيون وبدا يشوف احد المباريات ..
قالت له ” ما راح تروح لمـصر , ليــه , ليــه ألحيـن ؟ “
جاوبها بطريقه لا مباليه ” راح افتتح الفرع المصري اهناك “
” قول لعمـي , قوله انك ما تبغى تروح “
لف عن المباراة وشافها وقال بأستهزاء ” ومن قال ان ابوي اهو اللي بعثني , بالعكـس , انا اللي عرضت اني اروح “
بهمـس طلع من اعماق روحها ” ليـه ؟ “
” ليش ؟؟ , ليــش , ما ادري انتي قولي لي ليــش “
” لازم تكون معاي ألحيــن , لازم ..”
قام من مكانه وقرب منها حيــل , بس اهي ما تحركت , تبي قربه اللي اهو حرمها منه من ذاك اليوم , اللي اختلفت معاه , وقال بعصبيــه ” لازم اكون معاج , ليــش , عشان ودج تختلفيـن معاي على الجو ,و لا على الأكل , ولا تبيــن تختلفيــن على الجوتي اللي انا لابسه , إذا انتي ودج , انا ما ودي , ما لي خلـق هالطفـوليه بالتصرفات , فكـري بتصرفاتج هالأسبـوع , وبعديـن نرد نجتمع واحنا اهدا واحسن “
تركها وراح لغرفة النـوم ..
اوقفت مكانها واهي تحاول تستوعـب كلامه , مو مصدقه انها فعلا سوت هالأشياء , كل كلمه قالها كانت صح .
ادخـلت بعد للغرفه , واقعدت قربه , واطلت عليـه من فوق , كانت متسنده على ايدها , شعرها طايح على جنـب , وقالت له ” عمر انا اسـفه “
ما فتح عيــنه .
كملت ” عمر وربي اسـفه “
قربت منه , وباست خده اليمين وقالت وهي قريبه منه وهمسها يلامس خده ” اســفه “
” راح اروح لمصـر , وهذا الشي ما راح يغـير رايي “
قالت بغيـض لأنه فاهمها ” عمــــر !! “
تنهد وفتح عيــنه كان وجهها قريب من وجهه وقال بهدوء ” نعم يا ريم “
شافت وجهه وعرفت انه راح يعاند وطلباتها مهما كانت راح تلاقي الرفض ..
فقالت ” ولا شي , ما ابغى شي “
استلقت قربــه , وما مد ايده لها , ولا تقرب منها , وهالشي اغاضها ..
قربت منه بشده وضمت ذراعه بشده لصدرها , تلتمس الأمان .
وحاولت تنام ..
لكنها بعد متضايقــه , وضايق صدرها , واهو مثل ما يحتاج للراحه , هي بعد تحتاجها .
اه مشتاقه (للجوهره ) , للجري معاها بالمزرعه ..
وعلى طول قالت بصوت عالي وفجأه ” عمر ابغى اروح للسعـوديه “
حست فيـه يتصلب من ذراعه وكملت ” بعد ما ترجع من مصـر , تعال لي هناك في مزرعة جدي , عمر انا مشتاقه للجوهره “
قال لها عمر ببرود ” انا قلت لج انييب الجوهره للكويـت ..بس انتي رفضتي “
قالت له ريم باستعطاف ” وابغى اشوف جدي فهد بعـد ..”
قال بطريقه من وده ينهي السالفه بأسرع وقت وبسلام علشان يقدر يريح راسه ويرتاح ” اوكي ..اوكي على راحتج “
قلقها اللي استمر لمدة اسابيـع , وخوفها هدت قوته , السـعوديه وجدها فهد ..
راح ترتاح من احساس التوتر اللي غامرها لأسابيـع .
توجـه عمر لمصــر بعد ما وصلها لمزرعة جدها بالسعوديه ..
ريم بعد ما مر يوميــن عليها بالسـعوديه , راحت للمستشفى من غيـر علم احد من اهلها , وبالتأكيـد من غيـر لا تبلغ زوجها اللي كان بمصـر , توجهها للمستشفى كان لأجل تحصل على التأكيـد النهائي من الصحه انها حامل .
كانت جالسـه قبال الدكتـوره اللي كانت مبتسمه بسعاده للمرأة الحامل اللي قبالها .
كانت ريم تسمـع نصايح الدكتـوره ..وهي خايفه اكثـر واكثـر .
وبسبب شوقها لخيلها قطعت كلام الدكــتوره وقالت بتوتر ” دكتـوره , امممم اقدر امتطي الخيــل و ..”
اضحكت الدكتـوره بنعومه وقالت ” لأ طبعا يا ريم , امتطاء الخيـل , و حمل الأشياء الثقيله , الجري , الرياضات العنيـفه كلها ممنوعه يا قلبي , ان شاء الله بعد ولادتك”
ابتسمت ريم بتوتر من هالكلام ..
كيف تتصرف ألحين ..لازم تخبـر عمر بالموضوع ..
بس هذا شي ما تقدر تقوله لأحد ألحين , تبي تتقبل الموضوع أول ..
وبعدين تقوله لعمــر
ردت للمزرعـه , وتوجهت للغرفتها , ولأول مره من سمعت الخبـر بدت تبكـي ..
تبكي بخـــوف شديد
كل اللي فيها ألحين من هالطفل اللي في بطنها
حطت ايدها على اللي في بطنها على اللي راح يفســد حياتها , على اللي راح ينهي سعادتها ..
وتمنت لو ما كانت حامــل .
ما كانت حاسه بأي استلطاف لهالطفــل ..
هالطفل راح يقيدها .
راح يزعجها مثل ما هي ازعجت امها ..
معقــول عمر راح يتغيــر عليها ان عرف بأمر الطفل ,راح يفقد اهتمامه فيها مثل ما امها افقدت اهتمام ابوها بعد ولادتها .
مع هالأفكار السلبيـــه
نامت ..
صحت على دخــول الجوري لغرفتها بقوه , وكلامها بصيغــتها الطفــوليه ” ريم , ريم , قومي , يلااااااا , قومي , البنات كلهم راح يعملون مسابقه , كلنا… مسابقه , يلااااااااااااا “
ريم ما مــيزت اي كلمه قالتها جــوري , حطت ايدها على عيــنها , وبعدت قذلتها عن عينها , وقالت ” وش تقـولين ؟؟ “
بضيق طفولي قالت لها جوري ” ريم وش فيكي , اقولك راح نعمل سباق بالخيــل , يلااا قومي , كلنا راح نتسابق , يلااااااا “
ريم ردة فعلها الأوليــه كانت الفرح .
الفرح الكبيــر ..
ابتسمت لجوري بكل سعاده وقالت ” اوكي يلاااااا , قولي لهم اني بشترك “
جوري (مشجعة ريم الأولى) انطلقت لخارج الغرفــه بفــرح , لكن اول ما اغلقت الباب ..
تذكــرت ريم كلمة الدكتــوره ” الخيــل ممنوع “
بعدت شعرها على وجهها , ومسكت اطرافه بقســوه ..
زادت ضيقتها من هالطفل ..
قامت من مكانها وراحت الحمام , واظهرت لأجل تقول لهم انها خلاص ما عاد فيها تلعـب ..
لكن رؤيتها (للجوهره ) نساها نفسـها , كانت من جد مشتاقه لخيلها , وفكرت انه مره وحده أو مرتين ما راح تأثر على هالطفل ..
وتسابقت مع البنات ..
وسباق ورى سباق ورى سباق ..ولعدة ايام متتاليـــه
ادى إلى النتيــجه المحتمه ..
بعد احد السباقات باليوم الخامس , ونزولها من الجــوهره مع بنات عمها ..
حست بألم فظيـــع ..
ألم لأول مره تعاني منــــه ..
كانت حاسه كنـه حشاياها تتقطع , كنه سكاكيــن داخلها .
الم ما اقدرت معاه انها توقف على رجولها .. وأدى إلى سقوطها على ركبتها ..ووضعها ايدها على الأرض وايد على بطنها , وصراخها بألم ” آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ “
عمر كان بمطـار السـعوديه ..
راد من رحلتـه من مصـر اللي استمرت لمدة خمسة ايام
راح لمـزرعه عمه فهـد واهو متحمـس ومشتـاق لها ..لزوجـته .
خلاص راح ينهي هالخلاف السخيــف اللي استمر اكثـر من اللازم .
اكيـد انها خايفـه من بدايه مرحله يديده بحياتهم .
أول ما صفـط السياره في مواقف المزرعه ..ونزل من السياره .. شـاف عمه فهـد طالع له من خيمته ..ويستـقبله .
كان واضح على وجه عمه الضيـق , والتعـب .
رحــب فيــه بزيـاده ..
لكن عمر قاله ” عمي عسى ما شــر ..اشفيــك “
شافه عمه بتعــب وبعديــن قال ” حيــاك , حيــاك “
وأشر على الخيـمه , اللي عمر شافها وشاف البيــت ..
لكن شوفة الريم شي ثانوي بالوقت الحالي
لأن واضح على عمه انه فيـه شي , وان عنده سالــفه , وهذا خلاه ما يهتم إلا بالموضوع اللي مضايق هالرجال الطيب .
لما قعد عمر على الأرض ..
شاف عمـه ..
واهو ينتظر انه يتكلم وبالفعـل قال عمه ” عمر امس العصـر .. حصل حادث ..لريم “
عمر اول ما سمع الكلمه ..حاول يقـوم , لكن عمه فهد حط ايده على ذراعــه ..
وقال ” انتظر يا عمـر “
رد عليــه عمر بقوه ” شلـون انتظر وانت تقـول ان مرتي سوت حـادث “
” حرمتك ما فيــها شي ان شاء الله , صحتها تمام , حنا نقلناها لمستشـفى (……) , لكن الحادث ادى إلى ..” هز فهد راسه بضيق وقال ” ادى إلى سـقوط الطفــل , ريم كانت حامل , الحادث سقط الطفـل “
عمر قال بهمـس من الصدمه بأستغراب ” حامل !”
عمر ما قدر يتحـرك , ما عرف يتحرك من الصدمـه ..
ريم كانت حامل وسقطت .
الخبــر كان جديد عليـه , هذا اللي صدمه ..
ما قدر يمنع نفســه من التفكــير ان هذا اللي كانت تبيـــه ريم .
ما كانت تبي طفـل ,وصار لها حادث وسقط طفل ..
حس بغضــب يملاااا قلبـــه : معقــول انها طيحــت الطفل متعمـده ..
هل كانت تدري عن انها حامل .
كان راح يضحك من تفاهة افكاره ..ريم مو معقــول تسوي هالشي .. مهما كانت تعارض الحمل بالوقت الحالي , ما كانت معقوله راح تسوي شي يأذي طفلهم ..
أو …ممكن انها تسـوي ؟!!!.
فكــر فيها وبصحتها بعد الحادث , وحب يتأكد بصوره أكبــر وبهدوء ” اشلونها اهي ؟؟ “
نظر له عمه فهد وقال ” هي بخيــر , بغرفتها ألحيــن بعد ما رخصوها من المستشفى ومعاها بنات عمها “
هز راسه بموافقه ..
الحمدلله ..ادامها بخيــر ..فالحمدلله ..
كان تعبان من السفـر ثم الطريق للمزرعه , وألحيـــن هالخبــر !
غمض عينه وحط ايده على عينه بأرهاق ..
قال لعمه ” إذا تسمح لي يا عمي , ابي اشوفها “
رد عليــه عمه بقوه ” أكيـــد “
بعد عشـر دقايق كان عمر عند باب غرفتها بالمزرعه .
كان في بنت صغـيره واقفه قباله ..
جـوري ..
ابتسم لها بتعـب وقال ” اشلونج يا جوري “
كان واضح على وجهها انها باكيـــه .
ولما سألها عن اخبارها تعبــرت بضيـق ..
وقالت بصوت منخفض ” ماني بخيــر “
” أفاااااا ليش ؟؟ “
نزلــت دموعها ” ريم سقطت امس, وكانت متألمه حيــل “
نزل على ركبــته قبالها , وقال ” الحمدلله يا جوري انها بخيــر ألحين , لا تضايــقين روحج “
” عمر انت ما شفتها , هي ألحيـن نايمه ..بس كانت ..”
ما كان يبي يسـمع , و ما كان يبي يحس بتأنيـــب الضميـر لأنه ما كان موجود بقربها واهي متألمه , وانها اضطرت تعيـش هالمحنه بروحها , وبتأنيـب الضميـر لشكه فيها ..
ألمها
واكتشافها انها حامل
واسقاطها للطفـل
قطع كلامها وقال ” جـوري هذا شي صار وحصـل بالماضي , ان تضايقتي ألحين ..ما راح يغيــر من الماضي شي , بس راح تفسدين عليج الحاضر “
وبعدين ابتسم لها ابتسامه عريضه ..على الرغم من تعبه ..واهي ما اقدرت غيـر انها تتجاوب مع ابتسامته ..
وقال لها ” روحي لتحت , وراح تشـوفيـن جيـس انا حاطه عند عمي فهـد , وراح تشــوفيــن شي يفرحج “
جـوري ببساطه بنت عمرها اثنى عشر سنه , قالت لعمــر ” انت جايب لي هديــه ؟ “
ابتسم وقال ” اي روحي شوفيها “
تركتــه بســرعه من غيــر لا تلتفت ونزلـت جري .
من اول ما غابت عن عيــنه غابت الأبتسامه عن فمه , وقام من على طوله ..
وفتــح باب غرفتها بهدوء .
كانت الغرفه مضاءه , وشافها مستلقيــه على الفراش ونايمه , وعوره قلبـــه , بمجرد التفكــير باللي عانت منه بالوقت اللي ما كان فيــه موجود قربها , وعصب من نفســه انه شـك بأنها معـقوله تتعمد تسوي جذي بالطفـل اللي بينهم .
هذا إضافه إلى الضيـق اللي حاسه بأنهم ما عرفوا بوجود طفلهم إلا لما افقدوه ..
فصخ جاكيـــت البدله اللي كان لابسها ..
وقرب من فراشها , قعد على طرف الفراش وبدا يتأملها , كان واضح على ويهها التعــب حتى وهي نايمه .
قعد لفتـــره معاها ..وما تجرأ يلمسها خوفا من انها تقعد ..واكتفى بالنظر فقط
احساسه بالضيـق زاد بصدره , واحساسه بتأنيــب الضميـر زاد اكثر .
وهذا ادفعه انه يطلع من الغرفه .
ويروح للأسطبلات بالمزرعه ويختار خيـل ويمتطيــه ..
أ ه ه ه ه ه ه
الخيــل والهوا كان لهم تأثيـــر ايجابي عليه , دائما لهم هالتأثيــر ..
فكــر بالريم ..
فكر بحادثها ..
حادثها ..ما سأل عن حادثها واشلون صار !
الله يعيــن بس ..
كانت حامل , كانت حامل بطفـلهم , طفــل راح يجمعهم , اهي واهو
وهذا الطفـل راح لحكمه عند الله سبحانه ..
بمحاولتهم الثانيــه للأنجاب لازم ياخذون حذرهم ويتجنبـون الحوادث ..
كان الخيــل اللي هو يمتطيــه قاعد يركض بأقصى سرعتــه وهذا الشي اللي كان يبيه عمــر ..
كان حاس انه يقدر بهالطريقه يطلع طاقته السلبيــه ويقدر يفكــر باللي صار بطريقه افضـل ..
وده يروح للطبيــبه اللي عالجت حادث ريم , ويعرف منها هل للحادث تأثيــر على ريم بالمستقبـل بالنسبـه للأنجاب , وده يعرف شلون يعرفون عوارض الحمل عشان يتلافون مثل هالحوادث بالمستقبل ..
لازم يروح بأقرب فرصه ممكنه ..
ليش بأقرب فرصه ..
ليش ما يروح ألحين ..
رد الخيــل اللي كانت يمتطيــه للأسطبل وركب سيارته , وانطلق للمستـشفى اللي قال عنها عمه فهد .
لما وصل للمستشفى وسأل عن كل الحوادث اللي صارت امس , بأستعماله لأسمه , ولأسم عائلته تمكن من الحصـول على اسم الدكتـوره اللي عالجت الريم , وعرف انها موجوده بالمستشفى .
وبعد خمس دقايق كان بمكتب رئيس المستشفى , والطبيبه قباله , لوحدهم ..
قالت له الدكتـوره بكل صرامه ” نعم “
” انا اسـف اني احضرتج بهالوقت دكتـوره , لكني محتاج اعرف عن حاله معيــنه “
شافته بصرامه وعدم استلطاف كلي ” نعم , حنا تمر علينا حالات كثــيره , فممكن تحدد لي الحاله اللي انت تبغاها “
عمر تجاهل تصرفاتها , وكمل كلامه ” حالة ريم بنت حمد .. امس عملت حادث , وسقطت الطفل “
وقالت بهدوء ” ايــوه , عرفتها “
شافها عمر وقال “انا كنت ابي اعرف ان كان الحادث ممكن يأثر على قدرتها على الأنجاب “
قالت له الدكـتوره ” لأ ان شاء الله ما راح يأثر على قدرتها للأنجاب ان كانت فعلا تبغى الطفـل ..”
وعلى الجمله الأخيـره , واضغطت على كل حرف قالته , بتعمد !
ابتسم , ابتسامه مفتعله من تصرفاتها , وقال من بين اسنانه ” انا حاس انج تقصديــن شي من ورى هالجمله “
” الأخت ريم , جت لي هنا من كم يوم , اعلنت لها انها حـامل , وان عليها تجنب ركوب الخيــل , لأجل تحافظ على حملها , وكونها ركبت الخيــل طول الأيام اللي فاتوا على كلام المقربيـن منها , فهذا معناه انها ما كانت تبغى الطفــل , وبالتالي ان كانت تبغى طفل فعلا , فراح يكون لها اللي تبغاه….., هذا اخـر سؤال اخوي “
ما كان مصـدق اللي يسمعــه
مو معقــول .
حس انه انطعـــــن , بصدره ..
حس بكلماتها ارماح اسحبت روحه من جســـده
ألمــــــه قلبــــــــــــه ..كن احد ضربه بقلبــه ..
سمع صوت الدكــتوره يقــول بضجـر ” اخوي هذا اخر سؤال ؟ “
هز راســـه بأن نعم ..
قامت بعدم اهتمام انها للتو قد اهدمت حياة انسان ..
فكــر عمر انها طبيــبه لكنها ما شافت انها اذبحت في داخله شي لما انطقــت كلامتها بلامبالاة .
مرر ايده على شعــره بعجــز ..
كان شاك ان ريم عملت هالعملـه , لكن انه يشك غيــر عن الواقع ..
كان يشك …يا عالم.. بس شــك ..
ألحيـــن صار كل شي اكيــد , طيحـــت الطفل عامده متعمده ..
الأنانيه ..
القاتـــله ..
عديمة الأحساس ..
الحيــوان اللي اهو الحيــوان ما يذبح اعياله , وهذي..
قام من مكانه , على دخـول رئيـس المستشفى اللي اشكــره عمر بسرعــه وطلـع ..
دخــل سيارتـــه ..
واهو يلعــن الساعه , اللي قرر فيها يزور المسـتشفى , واهو يلعن الساعه اللي قرر فيها الأستعجال للرجوع لريم ..
ألم بقلبـــه , قاعد يذبحـــه ..
ليش جذي يا ريــم , ليـــش , انا شنو سويــت لج عشان تسـوين لي جذي , ليـــش
اه ه ه ه ه
الجرح مــــوت الجـــرح لا جا من احبــاب .
فتح الكرافتــه وفتح الزرار الأول من قميــصه .
حرك السياره لمجرد تحريكها , من غيـر اي هدف , ظل يمشي بالسياره .
موبايله كان يدق كل خمس دقايق معلن له ان ريم تتصل فيــه .
اسمها حتى اسمها كان يذبحـــه ..
كان حاس بالأحتقار والحقد مالي قلبــه تجاه هالأنسانه …
كان يشوف رقمها وما كان يرد , عاجــز انه يرد قدرته على السيـطره على نفسـه .
اهي ادخلت المستشفى وسوت تحاليـل وانا ما ادري.. , واعرفت انها حامل , وما بلغتني , و …
كان صوت الموبايل قاعد يزعجه .
مو مصدق انها اعملت اللي اعملته ببساطه , ونامــــت , كانت نايمه بعد ما اذبحت ولدهم .
وجوري تقول انها تألمت ..
قلعتها تتألم , عساها من هالشي واردى ..
ماني مصدق اني حسـيت بتأنيب الضميـر لأني ما كنت قربها , يالغبي ..
يا الغبي اقدرت انها تخش عليك انها حامل .
يالغبي ..
وقف السياره على جانب الطريق .. وقعد اهناك ..يكرهها بكل لحظه اكثـر من الثانيه .
بعد ثلاث ساعات بالضبط .
توجهه للمزرعه , يبي يسمــع الكلام منها , يبي يسمع الجريمه من لسان القاتل .
نزل واهو مو منتبـه لسيارة عمه حمد اللي واقفه عند الباب ..
دخل للمجلس الخاص ببيت المزرعه , ما كان فيــه احد .
اتصل على عمه فهد ..وقال بكل هدوء ” عمي لا هنت , انا بالمجلس اللي بالمزرعه , إذا ممكن تيي انت وريم “
سمع صوت عمه اللي قال بأستغراب ” عمر انت وين كنـــت ؟ حرمتك تمت تتصل فيك لساعات “
” عمي فهد لو سمحت انا راح اكون بأنتظاركم “
” طيب ليه ما تدخل لداخل بيت المزرعه ..”
” عمي لو سمحت ..”
كنه الرجال الكبيـر فهم ان بالموضوع عله قال ” طيب يا ولدي طيــب “
عمر اغلق التليــفون ..
وحط ايده على راسـه , اهو طلب وجود عمه فهد لأنه مو متأكده من قدرته على التحكم بعمره , لأنه يبي احد يكون موجود إذا فقد اعصابه ..
الكره غامر قلبه اتجاهها ..
حس بدخــولهم , ووقف ..
الساعه كانت خمس العصــر , كان الوقت وقت غروب الشمــس بالأفق ..
والضوء الأحمــر كان يدخل من الدرايش اللي ماليــه الغرفه.. خالق جــو جمــيل , جماله مناقض لبشاعة الواقع .
اللي ادخـلوا كان عمه فهد , وعمه حمد , وريم ..
اللي اول ما شافته مشــت له بتعب , و وجهها واضح عليـه التعب الفظيـع , ورمت ذراعها حوله بخوف وحــب وشوق ..
وقالت ” عمر فزعتنـي ,ليه ما ترد على الأتصالات حبيــ …ـي “
انقطعت كلمتها لما بعد ايدها عنه بجفــا ..
الكذابــــه , القاتــله , عديــمه الأحساس , هذي من وين لها قلــب عشان تحب , وتحس وتقلق ..
ريم لما بعدها عنه انصدمت , من قساوة ايده , كان يبعدها بقسـاوه ..
حتى ما حط عينه عليها , ولاشافها او شاف وجهها .
ما كنه غاب عنها خمس ايام .
راح لأبوها وسلم عليـه .
وقال لهم بهدوء ” تفضلـوا ..”
كان حاس انه منأرف من ريم , مشمئز من فعلتها وما يقدر يشوفها ..
كان يشوف ريم ببرود ” حمدلله على سلامتج “
كان بعدها واقفه مكانها من صدمة صدته القاسيــه لها قدام جدها وابوها .
ولما جاب طاري الجنيــن اللي طاح ..
توترت ..
واحمر وجهها لأحساسها بتأنيـــب الضميــر من ذكـرى كلمتها له , ومن اهمالها .
ردت عليه بهمـس ” الله يسلمك “
لما شاف احمرار وجهها حس بقلبه يقسى جهتها ..
ودخل بالموضوع مباشره
لأنه السؤال راح يخنقه ان استمر اكثر داخل صدره
وقال بهدوء ” انتي كنتي تدرين انج حامل ؟ قبل الحادث , كنتي تدرين ؟”
قال جدها اللي كان محافظ على سكـوته لغموض عمر ” عمر وش هالكلام الفاضي , اكيـد انها ما تدري , لو كانت تدري ما كانت ركبـت الخيـل “
وجه عمر البارد تحول لوجه مستهزأ وقال لعمه فهد , واهو بعده ينظر لريم ” هذا مو كلام الدكتــوره “
ريم لما سمعت هالكلـمه رجفت ساقها .. ورجعت لأقرب مقعد واجلســت عليــه ..
فهد و وحمد , وجوههم عكست مدى صدمتهم ..
اما عمر فظل يشوف مرته وقال بلهجة استهزاء بأول اربع كلمات وبعدين تحولت لهجته للهجة قاسيــه ” يلا يا مرتي الحبيــبه قولي لي كنتي تدرين مثل ما قالت الدكــتوره , ولا ما كنتي تدرين انج حامل , كنتي تدرين ان ركوب الخيـل ممنوع ولا ما كنتي تدرين ؟ “
لهجته القاسيــه , وذهابه للدكتـوره من دون مواجهتها دفعتها انها ترفع راسها بوسيـله دفاعيـه , اهي مهي غلطانه بشي , ما كانت تقصد ان الطفل يسقط ..
انقلــت نظرها لأهلها وبعدين له , وقالت ” ايــه ادري “
” يا الـحـقـ … “
ومنع نفســه على اخر لحظه من نطق الكلمه .
اما اهي فأنصدمت من الكلمــه اللي كانت على وجه انها تنطق .
شالمشكلـه ان كانت تدري , يعني وش فيها ان درت انها حامل ..هي ما كان قصدها انها تسقط الطفـل .
عمر قام من مكانه من غيــر شعــور , ومن غيــر احساس وتوجه لها
اما اهي فكانت تشــوفه بصدمه ..
واهي متصلبه بمكانها .
سحبها من مكانها وبدى يهزها ” وتقــولينها ..وتقوليـــنها بكل وقاحــه ..انتي شنــو انتي ..انتي من شنــو مخلــوقه ..”
كان يهزها بقســـوه , ما كان يسمع صوت جدها اللي كان يقــول له ” اذكــر الله يا عمــر , اذكــر الله “
كان يصرخ ويهزها من غيــر شعـور ” حسي على دمج شــوي , وقولي ما كنت ادري , او ابجي , او سوي شي , الحيــوانات يحســـون اكثــر منج , تذبحيـــن طفلج , تتعمدين تذبحيــــنه , وانتي تدرين , ليـــش , قولي لي , ليـــــش ؟ “
ردت عليــه بصرخــه ” انا قلت لك اني ما كنت ابغى طفــل , ما ابغا طفــل يقيدني “
تركها بقســـوه لأنه مو مصــدق اللي قاعد يسمعــه ..
طول هالفتــره اهو كان عايــش مع شنـــو ؟؟
مع وحـــش ؟
وهز راســه بعدم تصديــق ” هه وانا اللي كنت ابي طفل يجمعني معاج , لكن الحمدلله ان هالشــي ما حصــل , وعسى ان تكوهوا شيئا وهو خيــر لكم , انتي من اسوأ انواع البــشر “
حمد كان يشوف المنظر قدامه وكان منصــدم .
من كلام عمــر , ومن فعــل ريم ..
ومن انه شهد هالمواجهه ,كان عاجز عن الكلام .
فهد كان يشهد على هالمواجهه واهو بعد عاجز انه يستوعب ان حفيـدته معقــول تعمل عمل بهالقســوه .
ريم انقلت عيــنها على الموجوديـن واللي كانوا يشهدون على الواقعه ..
وردت شافت زوجها ..
كانت حاســه بالجرح , والخجل , ما كانت تقصــد ..
اهي كانت منهاره امــس كله بعد اللي حصل من اهمالها , واندمت على عدم التزامها بكلام الدكتـوره لكن انه عمــر يقول كل هالكلام عنها .
ليــه يكلمها كذا , ليـــه يعاملها كذاا ما كانت تقصــد ..
وهالشي خلالها دفاعيــه وخلاها تحاول تجرحه مثل ما جرحها , وغفل عن عقلها انه مجروح من سقــوط الطفــل ..
كانت اصغــر من انها تتعامل بعقلها من دون مشاعرها , قالت له بصراخ ” يمكــن لأني ما ابغى طفل يربط اسمي فيـك ..ما ابغى طفل من رجل ما يحس , ما يعبــر , بارد , بارد .. حتى الضرب ما يضرب , انت انسان بارد , ما عندك مشاعر , حجر ..”
كانت مواجهها ومو مصدق اللي يسمعه .
كانت متــوقع انها تعتذر , تنكــر , لكن هالكلام …
طعــــــــــــــــــون
كل كلمه , كل تصــرف ..
طعــــــــــــون .
فتح فمه يبغى يتكلم .
ورد اغلقه , عض شفته العليـا ..
ما قرب منها .
بس كان يشوفها بعدم تصديـق .
هز راســه
ولف وجهه وطلع ..
لما شافتـــه يطلع ما صدقت ..لأ انا وش قلـــت ..
لأ مستحيــل انا ما قلت هالكلام ..
انا احبـــه , انا اعشــقه , مستحيــل اقوله هالكلام , عمــر لا تصدق كلمتي ,لا تصدقني
عمر طلــع , كلامها يتردد بعقلـــه لدرجه انه حــس خلاص راح يجــن ..
حس بعمــه فهد يكلمه ويقول له ” عمــر استهدي بالله , وارجع , هي بنت طايشــه ما تقصد كلامها , انت تعرف انها تتكلم قبل ما تفكــر , عمر امــس طول اليوم كانت تبكي , تبكي بأنهيار , عمــر ..”
اهني بس عمــر وقف مكانه .
ورد للمجلس وفي باله شي واحد ..
عمه فهــد قال ” الحمدلله يا عمــر , اي وانا ابوك , ارجع لها وعقلها بالكلام الطيــب “
ورجع للباب وشافها واقفه مكانها ..ما تحركت منه .
وقال لها بكل برود ” انتي طالق “
حتى لما عرف باللي ســوته ما طرى على باله الطلاق , لكن ألحيــن بعد كلامها وردة فعلها , مو قادر حتى انه يشوفها .
وطلع من الغرفه , من غيــر اهتمام بصراخها , وصياحها ..
ولا كان يسمع شي غيــر دقات قلبــه .
هذي ما تستاهل حبــي ..
ما تستاهل مشاعري تجاها ..
خساره فيــها الحـــب , خساره فيــها السنوات اللي قضيتها اعشقها فيها, خساره فيها كل لحظه قضيتها بالتفكــير فيها .
خساره ..

الوقت الحالي مها :


عجـزت تدخل على جدها وخالها عمــر .
خالد ما اقدرت تشــوفه .
اعجـزت تواجههم لانها منهاره , ميــــته .
شوفتها معاه للمره الثانيـــه اقهرتها , حركت الجمــر اللي كان طافي , لظى ..يحــــرقها , يألمها , يصيبها بالغثيـــان .
خاصه بعد ما اهي مها استسلمـــت له , واغفلت عيـنها عن كل خلافاتهم وتنازلت عن كرامتها , لكن انه يكون بنفــس المستشفى يتكلم مع خطيــبته شي لا يحتمل , ولا يطاق .
سمــر فيها كل شي , مها مو موجود فيها , بنت عمه , اهله راضيـن عليها يعني ما راح يعورون راسـه , واهو مفتخـر فيها ومعلن خطبتهم ..
اه ه ه ه ه يا القهــر .
الدمعه ما انزلت من عيــنها ..واهي بالسيــاره .
قهرها واصل لدرجه تحس معاه ان نبــع الدموع جـــف .
مهي عارفه شلون تطفــي اللي في قلبها من غيـــره , ونار .
مها اللي يشــوف وجهها فكان راح يشوف وجه متعــب , اصفــر , وزنها نقص بهالأيام اللي فاتت , ما احد يحس انها حامل إلا ان دقق , تحت عيـنها اســود .
اول ما ادخلــت غرفتهم بالفنـدق من ساعتيــن تقريبا أو اكثـر , هفـــت عليها ريحتــه .
عطـــره .
اهني فقط .
طلعت صرخة غيـض من بلعـومها , اقرب للصـرخه .
قعدت تروح , وترد بالغرفــه , يميــن , يسار , فوق , تحت ..
وااااي تعبــانه , واااااااي يا ربي ..
يا ربي منـــو يطفـي جمــر الغظا اللي حارقنــي ..
وااااي قلبــي ذابحــني
وااااااااي
يماااااا تعالي لي , يما تعالي لي ..
وفجأة توجــهت بكل غضبــها وعصبيـتها وطلعـت شنتطته من الخـزانه , ما راح ينام عندي , ويقرب مني , واهو يكلمها , ويسولف معاها ..
رمت حقيـبته على الأرض ..
خل ينام عند اخـوه , انا ما ابيه , ما ابيــه
بدت تاخـذ اغراضـه من الخزانه اللي هي بنفسـها علقتهم , وقامت ترميــهم بشنطته .
من غيــر اي اهتمام , بالترتيــب او النظام .
تســحب بلوزه او تي شيرت وتلفحها ريحـته العطـره , تغتاظ اكثــر ..
وتسحبه بشـده اكثــر .
ظهرها كان الألم فيــه فظيـع لكنها تجاهلته مثل ما تجاهلته طول الأيام اللي فاتت .
واهي بغمــرة اندماجها بعملها من سحــب للملابس ما انتبهت للباب اللي فتـح إلا لما تسكـــر بقوه .
وهذا خلاها تقفز بمكانها وترمي البلوزه اللي بيدها , بخشـــيه , قوتها اللي كانت تتحلى فيــها اختفـت فجأه لما ألتقت عينــها بعيـــنه .
رجعت خطـوه بتلقائيــه , من الغضـب اللي كان باين بوجهه وبتعابيــره .
كان الشرر ينطلق من عيونه ..
لكن بعدين وقفت مكانها وشدت ظهرها اللي كان يألمها , اهي مو غلطانه .
اي اهي مو غلطانه اهو بروحــه الغلطان ..
خالد لما دخـــل الغــرفه كان غاضـــب , الطريق والزحمه ما هونت عليــه , ولا هدت له اعصـابه .
لكن لما دخــل وشاف اللي هي تعمــله .
وشاف شنطتـــه على الأرض واهدومه مرميــه بكل مكان .
اكتشـــف معنى ثاني للغضــب , ما كان عارفه من قبــل .
قال بكل ما يقدر عليـه من ضـبط للنفــس ..لكن صوته كان واضح عليــه الغضــب ” اش جالســه تســوين ؟ “
قالت بقهـــر , واهي تتذكـــر شكله واهو يكلم سمــر ” ما ابيـــك , بس خلاص ما ابيــــــك “
تقــول ما تبيـــه ..
هي ما تبيــه هو ..
هي تشيــل ملابســه , من الخزانه وترميــها لأنها ما تبيـــه ..
صـــر على اسنــانه بكل غضب الدنيــا , وقال واهو يرجف من الغضــب ومن بين اسنــانه , وانفاســه العاليــه ” ما تبيـــــني …ما تبيــــني ..” تحول الصــوت لصرخه عاليـــه ” ما تبيــــــني ..وهو بكيـــفك ؟؟؟ ..”
قرب منها , واهي بعدت ..
اول مره تشــوفه جذي , عيــنها وســعت من الصدمه والخوف..
كمل بنفـس النبــره , واهو غاضــب بشده ” وهالزواج كله تحت امرك , متى ما تبيـــن تكمليـــن فيــه كملـتي ؟ , ومتى ما ما بغيـــتي انهيـــتيــه .”
كلامه اللي كان بصراخ , وتقربه منها , خلا قلبــها ينبـض بصوره قــويه .
هــزت براســها برفض , اهي ما قـط سوت جذي , ما قط ارفضـ..
قطع افكارها , الهمــس القاســي والشديد الصادر منــه ” تظنيني صبـي عندك , تجريـــني لك بأيد ومتى ما مليــتي تبعديـــني بالأيد الثانيــه , هاااااا يا اميــــره , متى ما بغيــتي تروحيــن لبيت ابوك رحتي , متى ما بغيتـي ترفضيـن تقابليني ترفضيــن , متى ما ودك تعتبــريني سئ فأنا سئ , ومتى ما ودك تقربيــن قربتي , ومتى ما ودك تبعديــن بعدتي من غيــر اي اعتبار لي , أو لوجهة نظري “
كان ملاحظ كيــف تبعـد عنه , كيــف ان كل خطوه يخطوها للأمام هي ترجع فيها مليــون خطوه للخـلف .
وبكل غضـــب , مســك ذراعها لمنعها من التراجـع , وشد جسمها له , بحيــث صار الجسديــن متلاصقيــن كليــا .
حطت ايدها على صدره تبــعده من غيـر اي كلام , منصدمه من اللي قاعد يقــوله ..
حســت بألم براسـها , وبجسدها كله من التعــب اللي استمر لأيام ..
اصلا ما كانت مصدقه ان خالد شايف ان زواجهم ماشي بكيــفها ..لأنها اهي عكـسه بالضبط .
” لكن هالمره , كل شي بيكون بأمري , هذا الزواج يا اميــره , مهو تحت امرتك , ولا هو بكيــفك , انا اللي راح احدد متى و وين راح ينتهي “
قالت له اللي في بالها .. لأنها مو قادره تركـز على الأمور الثانيــه , ولا على الكلام اللي قاعد يقـوله ..كتبرير للي قاعده تسويه لأنها مو فاهمه عن شنو قاعد يتكلم
” انا ..بس …ان …سمــر وبس “
ما تدري هل هذي جمله مفيـده ولا لأ ؟
بس كان في بالها تقــول له , انا بتركك ألحين عشان سمـر وبس
” سمــر , سمـــر , ههههههههه , وش هالنكـــته “
مسك شعرها بأيده ورفع راسها بشده ..
شهقــــت من الصدمه اللي سببتها رفعة راسها .
” سمــر هي اللي خلتك تتركيــني أول مره , هي اللي خلتك ترفضيـن مكالماتي , هي اللي خلتك ترفضيــن تقابليـــني لما كنت اجي لك , هي .. جاوبي هي ؟ “
شقاعد يقـول ؟؟
مستحيــــل .
اهو ما جا لها بالكويــت عقب خلافهم , ما اتصل عليـها
ما احد قال لها ..
لما ما ردت عليـــه , وشاف الحيــره والصدمه بعيــونها ,شد على شعرها بقــوه , وبعدين تركه وتركها , بعد عنها واهو غاضـــب ..
حاس بالغيــظ منها .
ما كان قادر يناظر فيها من غيــر ما يجيــــه شعــور بالخيانه , وشعــور ثاني يليــن له قلبـه تجاهها واهو ما كان يبغى هاللين .
كان رايـح …راد بالغرفــه مثل الأسد المحبـوس .
اما اهي فحطت ايدها على شعـرها اللي حست بألم فيه من شدة ضغطه عليــه .
اقعدت على كرسي المنظـــره بصدمه , سبب طلبها للطلاق بالأساس كان عدم مراضاته لها , وعدم قدومه واعترافه بغلطـته .
بس كلامه يقــول انه جا لها ببيت ابوها , جا الكويت بعد ما راح للسعـوديه .
منــو معقــول يخش عنها قدومه ؟ وليـــش ؟
يعني ..يعني الأنفصال للمده الطويــله هذي كلها كان من غيــر اي سبب .
يعني اهي ما كان لها عذر بطلب الطلاق !
يعني اهي بتصرفاتها ..
قالت بهمــس ” ليش ..اممم ..ليش كنت ياي لي بالكويــــت ؟ “
وقف مكانه .. وضحك واهو معطيـها ظهــره ..
كان يضحــك بمراره وسخريه .
وبعديـــن قال ” فقدتي حقك بالمعرفــه لما رفضتي مقابلتي مليـــون مره “
ظهــرها بدا يألمها اكثـــر ..
جا لها وحاول يراضيــها وايد ..
واهي ما درت عن ولا مره , ولا مره قالوا لها عن جيــته .
لف عليــها ووجهه من اقســى ما يمكن ..
شافت تعابيــره , وقلبها عــورها , حســـت بالدموع .
انا غلطانه بعد ..
انا غلطانه , ويمكن غلطانه اكثــر منه .
قال وتعابيــره تنقل الغيــظ والغضــب ” تركتيـــني لغلطه وحــده ارتكبتها , هجرتي عشــرة عمـــر , هجرتي بيتنا لغلطه ,وبعدها حملتيني اغلاط الدنيــا , وبعدتي عني , رفضتيني , خبيتي عني حملك , هه , كله لأسباب تافهه .. “
غمضــت عينها , ما تبي تشــوف ويهه ..
وقالت وصوتها فيـه بكيـه ” ما كانت اسبـاب تافهه ..”
بس اهي ألحيــن واهي تسمعــه , كانت حاسه ان الأسباب تافهه .
وكملــت بهمــس ” انت ما كنت معلن زواجنا على اهلك حسستني اني غبيـه ..كنت متزوجني لأن ابوي طلب منك افقدتني الثقه بروحي خاصه اني كنت اعتقد ….” ما كملت جملتها ولدت جمله يديده ” خالد ..انت خشيت علي “
جا في بال خالد الأحاسيــس ذي كلها ما كانت راح تحــس فيها لو هي سامعته لأنه كان مســتعد يقول ويشرح ..
وهذا عصبــه اكثــر واكثـــر ..
قال بكل غضــب ” انا كنت مستعــد اشرح لك , كنت مستــعد اقــولك كل حاجه , كنت مســتعــد اعتذر لكن ” وأشـــر عليـــها بأصبع اتهام ” انتي اللي ما بغيـــتي “
كانت تبي تعـرف من اللي خش عنــها امر زياراته لها بالكــويت , منو اللي منع اتصالاته عنها ..
ما كانت تقدر تقــول له شي إلا لما تعـرف منو اللي خبى عنها وشنو اسبابه ؟
قالت بهمــس ” بس انت طلعت من البيــت من غيــر اي شرح , و ..”
صرخ فيها ” هذا هو اسلــوبي , وانت تدرين فيـــــــه , انا دايم اتعامل مع المواضيــع كذااااااااا , 7 سنيــن ما علمتك هالشي “
اهي تعرف اسلوبه انه ان اختلفوا فأهو لازم يطلع من المكان لحظه أو لحظتيــن ويرجع وبعدين يتكلم ..
تعــرف هالشي ..
بس ذاك اليوم ما تدري شنو ياها , صدمه سماعها للي سمعتــه , وبعدين لما واجهته طلع وما انكـر , ذبحها وخلاها تشيــل شلايلها وتروح ..
قربت منه , واهو يناظرها بنظرات حراقــه , قربت حيــل , ورفعت ايدها ومررتها على صدره بحب وشوق واستعجال وبعدين مسكـــت ويهه , ودموعها بعيــنها ” انا ألحيــن ابي اسمــع , قولي .. ابي اسمــع “
مسك ايدها بأيده ” تأخرتي , وانا ألحيــن ماني مستعــد اشرح , أو أبرر “
بعد ايدها عن وجهه وأشر لها على شنطــته ” تبيــني اشرح وانا شايف بعيــني كيــف كنتي ترميــن ملابســي , اشــرح وانتي ناطقــه بلسانك انك ما تبيــني “
ردت ايدها لوجهه بأنفعال , كانت تبيــه يناظرها , يحط عيــنه بعيــنها , وقالت بسرعــه ” كنت غيــرانه , كنت ميــته من الغيـــره , شفتك تكلمــها ويــنيـــــت , انا ابيــك , والله ابيــك “
خذا ايدها وبعدها عنه بغيـــظ , يشوفـها بقهــر ” يعني للمره الثانيــه تســوينها , تتركيــني , او تحاوليــن تتركيــني من غيــر لا تسمعيــن لوجهة نظري “
مها كانت بتجـــن , بتجــن مو راضــي يسمعها ..
” خــالد اشفيــك , انا ابيـــك خلاص , والله انا ما كنت ادري , ما كنت ادري “
كانت تقصـد انها ما كانت تدري انه جا للكويت , وسؤاله عنها وطلب مقابلتها .. لكن ما اعرفت تعبر عن نفسها
وكملــت ” خالد خلاص هدها , اتركــها , اترك هالسمــر , انا مســتعده اني ما اتحرك من مكاني إلا بأمــرك , مســتعده صدقنــي , هدها , وراح نرد مثل قبل واحســن , البيبي يحتاجـك , يحتاج ان نكـون اسره “
بعد عنها وقال بـأستهزاء ” يعني انت راح تتركيــني ان استمريت مع سمــر ؟ “
كانت تشـوفه بعيـونها الواسعه واهي منصدمه من السؤال , شنو يقصد منه ؟ هل يقصد انه راح يستمر مع سمـر .
لكن اهي ألحين اكتشفت انها ما تقدر على بعده وهذا خلاها تقـول ” ما ادري ..ما ادري “
فعلا ما كانت راح تدري ان استمر مع سمر راح تتركه ولا راح تستمر معاه ..
تحبــه ..
تحبـه ..
اما خالد فكان يدري ان سؤاله مو عادل لكن اهو ما كان قادر يستحملها بالوقت الحالي ..
يبغى يبتعد عنها ..الكلام وقت الغضب ما منه فايده , لما يهدى شوي , راح يقرر وش يقول أو وش يسوي .
وفعلا ابتـعد عنها وقال ” ألحيــن كلامنا مع بعض ما منه فايــده “
طـلع من الغرفه , يحتاج بعض الوقت مع نفســه .
اما اهي فأتبعته بنظراتها , كلامنــا ما منه فايده , شنو يعني اهو قرر انه يتركني للأبد .
يتركني بعد ما عرفت انه كان جاي للكويت يطلب رضاي .
حطت ايدها على ظهرها , اللي زاد ألمه عليــها من أول ما شافت زوجها مع سمـر .
سمر شريجتها ..


حمد :

كان يتمنى لو فيصل قدامه لأجل يعطيه المقســوم ..
مهو مصدق انه في شخـص اي شخـص يرفض انه يكون نسيبه , ويرفض بنــته .
قال ايش ..قال ..
ظروف ..
ظروف تمنعه من الزواج ببنتي ..
اللي الكل يتمناها ..
وما كان عنده الكرامه انه يجــي ويقول هالكلام بوجهي , قاله لي بالجــوال .
بنتي انا ..انا
تنرفض بالجوال ..
ألف ..لأ…. مليــون من يتمنى بنت حمد بن فهـد .
وشلون ألحين يقول لبنتــه عن هالفيصل اللي رفضهـا ؟
وش راح تحـس فيــه ؟
الـ . ـكـ . ـلـ (…)
الـ . ـو.ا .طـ (…)
ما يستاهل بنتــه , اي نعـم هالفيصل ما يستاهل بنتـه .
انا أصلاااااا كنت راح ارفضـه من نفسـي .
بس كنت احتاج الوقـت …اي ..انا كنت راح ارفضـه .
بعد كل اللي سويتــه له ..يرفض بنتي ..
ابن الـكلـ (..)
حاس بقهـر , هذا الرجل اللي وثق فيـه وعطاه بنته اخر شي يرفضها وبهالطريقه .
خذا جواله واتصل على صديقه , على سعـود .
نطـر لثواني ..
وتم الرد عليـه من قبل سعــود اللي قال ” السلام عليـكم يا حمد “
حمد كان حاس بالغضــب الشديد فقال ” سعــود ….ابن الكـلـ (..) ترك بنتـــي ,تركها , اتصل علي , وقال لي انه تركها , بكل وقاحه , حتى ما كان له وجه يجي لعندي ويقولي .. الـحـ (..) , الـوا (…) “
سعــود تفاجأ من كلام حمد …فقال بصوته الصارم ” حمد هد اعصابك , وقول الموضوع بهدوء ؟ “
صب حمد لنفســه كاس ماي , هو بالمكتب إلى الأن ..
شرب الماي وسمع سعــود يقول ” حمد … “
رد عليــه وقال ” ايــوه يا سعـود “
قال سعــود بنفـس صرامته ” ممكن ترد علي , وتقول لي شالسالفه بالضبـط “
تنهــد ووقال ” فيصل اتصل علي وقال انه يبغى ينهي الخطبــه , ببساطه يا سعــود , وبمكالمه هاتفيــه انهى الموضوع “
ضرب على الطاوله حقت المكتب بكل قســوه وقال ” كيــف تجرأ يا سعــود , كيــف يتجرأ انه يعمــل كذاااا , كيــف ؟؟؟ , انا بنتي تنرفض بالتليــفون يا ســعود , اناااااااا , يقولي ما اقدر اجيــك وراي سفـره مهمه “
سعــود بعد تفاجا من تصــرف فيـصل , مهما كان انهاء الخطبه ما يكوت بهالرعونه !!
كان المفروض يجي لحمد ويعلن المسأله , مو كذا ..
وبعديـــن شلون يسوي جذي حق ريم زينة البنات كلهم , احد يترك ريم .
ريم اعتبرها على طول مثل بنته , من اول ما تزوجت عمر , قوتها , رقتها المجتمعيــن مع بعـض اعجبــوه وايد , وخلوه يستلطفها .
وبعدين فكـــر بعمــر , عمر بعد سوى مثل ما سوى فيصل !
لكن عمر باسلوب ألعن , طلقها , وتزوج بعد ما طلقها على طول ..
وهذا خلاه يقول ” حمد , فيصل ما قال السـبب “
رد عليه حمد بأستهزاء ” ايه قال الســبب , السبب الله يسلمك هي الظروف ! , الظروف مانعتــه انه يتزوج بالوقت الحالي ! “
سكــت سعــود للحظه وبعديـن قال ” همممم , ليـش لأ يمكن فعلا عنده ظروف يا حمد ..ليش ما تبي تصدقــه ؟ “
تنهد بصوت عالي ” ما ادري يا سعــود , ما ادري , البنت , وش اقول لها “
رد سعــود ببساطه ” قول لها الحقيقه , اللي يتركها ما يستاهلها , وبعدين بنتك على كلامك كانت رافضـه تقابله حتى .. يعني اهي اصلا مو مرتبطه فيـه ! “
وكمل سعـود بأن قال ” ريم طول عمرها عارفه قمية نفســها , وطول عمرها قويــه , وانا متأكد انها ما راح تهتم فيـه , وادام فيـصل قال هالشي وانتوا على البر فهذا احســن لكم , تخيـل ان ريم تحمل لقب مطلقه للمره الثانيـه , هذا الشي ما راح يرضيـك ولا راح يرضيـها “
ريم طول عمرها قـويه !!! , اه يا سعـود لو تشــوف ريم ألحيــن , وتتعامل معاها , راح تعرف ان ريم القـويه اختفــت , ضاعت .
انا نفســي ما ادري وينها ..
لكن ما ينكر ان كلمة سعـود صحيحه , تخيــل لو فيصل تزوجها وبعديـن طلقها وش راح يكون موقفه هو ..
الله المستعان بــس ..
قال بذهــن غايـــب ” لازم علي اني اقول لها “
قال سعــود بقوه ” اكـــيد لازم تقــول لها , اكيــد , وقول الموضوع بأسلوب عادي جدا “
” اي , اي , راح اعمل كذا ” وكمــل ” المهم , كيــف حال عمر بعد الحادث ؟ “
سعود فكر ما ادري !! , هالعمر ما قال كلمتيــن على بعض من اول ما صحصح , ما يقول هالشي يعورني , ولا يقول انا تعبان , ولا يقــول شي .
لكن رد ” ان شاء الله انه زيــــن “
” الحمدلله ..” وكمـــل بالموضوع اللي شاغل باله ” سعــود انا غلطت بأني وافقت على فيـصل , ما كان ..”
قاطعه سعـود بصرامه ” لا تقــول يا حمد , انت كنت تبي مصلحتـها , و وافقت على فيصل لأنها اهي وافقت عليــه “
قال والحــره كانت بايـــنه في صوته ” يا سعــود حنا كنا ندري انها ما تبغى غيــر شخـص واحد , ولما وافقت استغربـــنا , تذكــر يا سعــود تذكــر ! “
سعــود ألمه قلبــه على ريم , اهو وحمد , بعد ما لاحظوا عناد عمـــر ورفضه بأنه يردها مهما لمحوا له أو حاولوا يحرقون قلبـه , قرورا ان يزوجونه او يزوجون ريم , عشان ريم تلتفت لنفســـها , تحاول تبدي من جديد , لأنه عمر ما يستاهلها (هذا من وجهة نظر سعـود ) و ان ريم ما تستاهل انها تنتظره طول العمـر , عورت قلبهم , برفضها للزواج من غيــره , والأستاذ عمر ولا هامه , ولا معبــر الموضوع , خاصه انه تزوج , واستمر بحياته وهي واقفه تبكي على الأطلال , وبجذي قرورا إذا ما وافقت على فيصل , فخلاص , راح يجبرونها عليــه , خاصه انه خــوش ريال , وينشــد الظهر فيــه .
ويفرقونهم عن بعــض , بالأصح يبعدون ريم عنه ..
ويخلونها تفكــر بغيــره .
لكن لما صار حادث عمر , اهو سعـود انصدم ان ولده يهذري فيها , توقع انه عمر يفكـر فيها , لكن توصل لدرجة انه يتكلم فيها ويعتبرها زوجته واهو مو واعي فهذا شي كبيــر , تركه يبتعد عن فكرة تزوجيها ويعلن انه بينسحــب من ارغامها على الزواج , خاصه انه حمد قال له انه حاس انه ريم بدت تندم على قرارها !
” اي اذكــر يا حمد , بس احنا توقعنا انها بتبدي حيـاتها من يده ويديد “
سكــتوا اثنيــنهم ..وبعدين قال حمد ” والله لو ما كان بيني وبينه شغــل , كنت انهيـــته بالســوق ولد اللذيـــن “
قال سعــود بهدوء وضيــق ” لا تصيــر متهور يا حمد , الكل راح يعـرف انه انت هاجمت الريال لأنه ترك بنتك , اش لك فيـــه , كيــفه ! , وبعديــن لا تنسى انه ذكي , ويطلع منه افكار ثوريه وقويــه , ما تبي تخســره , وياخذه واحد من المنافسيــن , صيــر ذكي .. قالك عنده ظروف فأهو عنده ظروف , وخلصنا …”
” بس ميــن يطفي النار اللي بصدري “
رد سـعود بصرامه ” اللي يطفيها انه بان معدنه ألحين قبل الزواج , مو بعد الزواج “
” ايـــه وانت الصادق بس ..”
” بس يا حمد اذكــر الله “

عمر :


حاول ينام ..
بس كيــف ينام وعقله صاحي ..
ما يقدر ينام واهو يفكــر مليــون فكره , ويخطر له مليــون خاطر .
فيصل اللي انهى الخطبـه , فيصل ..
طيــب ليش ما انهتها اهي , لأنها تبيــه , وتفكــر فيــه ..
شالكلااااااام ؟؟
ما تعلقت فيــه , يخســي تتعلق فيــه .
اهي بس خطيــبته , وبس , مو زوجته ..
وبعدين
اهو قال بالحرف الواحد انا وبنت حمد انفصلنا !
ما قال انا انفصلت عن بنت حمد..
تنرفز من نفســـه لأنه يحاول يطلع لها اعذار واسباب , ويبين انها ما تبي خطيبها ..
ههه يعني فيه فرق بالأسلوبيـــن , ما في فرق !
اثنينهم يثبتون انه انهى الخطبــه , اهو فيصل انهى الخطبــه
لو على ريم جان استمرت فيها للنهايه ..
بس فيصل قال انه ياي يبارك لي بريم ..
شنــو قصده ..!!!
ليـــــــــش تركه بهالحيــره , ليــــــــــش !
تنهــد ..
وتأمل بريلــه ..واصاباته ..
مد ايده ..
وطق الجرس يطلب الممرضــه .
اللي بعد فتـره ادخلــت عليــه وابتسامه على وجهها ” ايــوه يا استاز عمــر , عاوز حاجــه ؟ “
سكـــت واهو ما يدري إذا يقول لها ولا يشيــل الفكــره من راســـه , وخلاص ..
” لوسمحتي ” شاف ويها اللي مستمر بالأبتسام ” الدكتــور موجود ؟ “
عقدت حواجبها , وقالت ” ميــن الدكتـور اللي انته عاوزه ؟ “
اهو حتى اسم دكتـوره ما كان عارفه , ما كان فعلا مهتم .
” أأأأأ دكتــوري , الدكــتور اللي مباشر حالتــي “
” أيــوه الدكـتور احمد موجود , عاوز تتكلم معاه دلوقتي ؟ “
حس بالحماس ينبض بصدره بطريقه غريبه وقال ” ايــه , ابي اتكلم معاه , ألحيــن لو سمحتي , ألحيــــن “
لأول مره هالممرضه تشــوف هالمريـض متحمس لشي ..
كانوا ملقبيــنه الممرضات الصغار بأبو الهول !!
على الرغم من انه من اوسم المرضى الموجوديـــن , إلا انه دايم صامت , وصمته مرعب ..
ما يتكلم إلا مع الممرضات الكبار , لشكرهم فقط ..
شافها تناظره بأستغراب , وهذا خلاه يرفع حاجــب مستغرب اهو نفســه .
ويهها صار احمــر , واطلعت من الغرفــه , عشان تلبي له طلبــه .
اما اهو فقعد على اعصـابه ..
لازم يعرف الوضع , ويفهمه عشان ياخــذ قرار .
دخل الدكتـور احمد وقال ” مساء الخيــر يا استاز عمر , الممرزه بتأول انك عاوز تتكلم معايا “
هز راســه بالموافقه وقال للدكتــور ” تفضــل دكــتور اقعد .. “
الدكتـور استغرب من رغبة عمر بالكلام خاصه انه طول الأيام اللي فاتت كان يتجنب الكلام معاه بأي موضوع , ويجاوب عليــه بأختصار , لكن ما ينكر انه فرحان انه ناوي يتكلم اخيــرا , وهذا معناه تقدم , ان شاء الله , على الأقل من الناحيــة النفسيــه .
تحرك الدكتــور وقرب الكرســي من عمر وقال ” وأهو أعدنا ..في أيه يا عمــر ؟ “
بدا عمــر يفرك ايده ببعــض , وبعدين لف على الطبيب بتوتر وسأل الدكتـور ” حضرتك قايل ان ريولي الثنتيـــن ..”
قاطعه الدكتــور ” رجلك اليمين راح تحتاج لفتره علاج , رجلك اليسار ما فيهاش غيــر كســر حتتشافى منه قريبا جدا ان شاء الله “
” فتـره يعني جم ؟ “
” يعني اشهــر , لكن بعديـها بتكون طبــيعيه “
اشهر ..
عادي يعني مو سنيــن , مجرد اشهــر .
شاف عمــر ريوله وقال ” في احتمال اي اصابه من اصاباتي تكون دائمه وما يفيــد معاها العلاج ؟ “
رد عليــه الدكتــور بكل صرامه وقوه وقال ” لأه يا عمــر , ان شاء الله مع العلاج الطبيعي , كل حاجه بتكون ممتازه , ما فيـش اي اصابه عندك حتسيـب اسر ما عدا اللي بجبهتك ودا شي طبيعي لأنه عميــق وفيه غرز “
توتر وبعديــن قال ” يعني اقدر اتزوج “
الدكتــور جاوبه بكل صراحه ” اكيــد تأدر تتجوز يا عمــر ” وكمل ” الأصابات مؤقته ان شاء الله , ما هياش للأبد وفي رجليــك بس ما هياش بظهرك “
هذي عقــبه وراحت ..
ما في اصابه مؤبده , كل اصاباته مؤقتــه ..وراح تتعالج خلال اشهر ..
” يعني ان تزوجت ألحيــن ما راح تنظلم معاي بفترة العلاج الطويلــه و .. “
هز الدكتـور راسه وقال ” لأ ابدااااا , ابداااا يا عمـــر “
حط عمر ايده على عيــنه ..
وفجأه قال له الدكتـور ” انته عاوز تتجـوز يا عمــر ؟ “
طلع عمر صوت ساخر ” هه ..ايه افكــر “
ويا ليــــتني ما افكـــر بالموضــوع , وياليـتني ما افكــر , بس ما ني قادر امنع نفســي ..
” اتجووووز يا شيـــخ , وانبسـط يا عم “
عمر شافه بأستغراب .. اهم شي يقوله تزوووج !
قام الدكتــور وقال ” عاوز حاقه تانيــه يا عمـر ؟ “
هز راســه بالرفــض ..
وقال ” بس لو سمحــت إذا ممكن تنادي الممرضـه مره ثانيــه “
” حاضر “


خالد :

طلع من الغرفــه ..
نزل للوبي بالفنــدق وافكاره من سئ لأسـوأ .
ماسكته من ايده اللي تعوره , ما يقدر يتخلى عنها , وعلى الطفل اللي يجمعهم .
حتى لو ما يقدر يتخلى على الأقل لازم تتعلم ان هو ما راح يكون دايما تحت امرها , ويسمع كلامها , مثل الصبي .
اللي قاهره انها ما تعلمت من المره الأولي , ومن فراقهم بالأول ..
راح للأستعلامات ..وتذكر كلمة عمر اليوم
لازم يتصل على هالسمانثا , يحس ان وصيــة عمر مثل الثقل على صدره .
اتصل على رقم الغرفه اللي معطيــه اياه عمر وسمع صوتها ..
” hello ” (مرحبا )
” hi , umm sam ” ( مرحبا , امم سام )
” yes ! how can I help you ” ( نعم , شلون اقدر اساعدك ؟ )
” I’m Khalid ” (انا خالد )
سام لما اسمعت الأسم ما حســت بنفسـها إلا واهي قاعده على السرير ..
حسة برجفه بصوتها لكن ما اهتمت انها تخفيــها
” Khalid ,Khalid .. Omar ? ” ( خالد , خالد ..عمر ؟ )
سمع رجفة صوتها الواضحــه , عمر عرف انها راح تكون بهالوضع عشان جذي وصاه , ولا عمــر ما يطلب من احد شي إلا ان كان مهم ..
” he is ok …” (اهو بخيـر )
قاطعته وقالت “where was he ? ” (وين كان ؟ )
هو ما خلص من ابلاغ مها , عشان يبلغ هالمرأه , الحريم صعــبه تبلغهم هالأخبار السيئه , بس هي المفروض تتقبل الموضوع خاصه انها ممرضه .
قال بهدوء ” he had an accident three days ago ” (اهو تعرض لحادث من ثلاثة ايام )
اصرخت ” ooooh my God , oh my God “( اوووه يا ربي , اوه يا ربي )
وهو اللي توقع ان ممرضه بتكون ردة فعلها احســن من الحريم الباجي , اطلعت مثلهم
” he is ok now , just tow broken legs ” ( اهو بخيـر الحيــن , بس عنده رجليـن مكسـورين )
” what happened ? ” (شنو صار ؟ )
الجزع بصوتها كان كافي انه يوضح مشاعرها
” car accident ” (حادث سياره )
” I want to go to him , right now , please Khalid right now ” ( انا بروح له ألحيــن , ارجوك يا خالد , ألحيــن )
خالد انا وش اللي بلاني بهالموضوع , وشلون اقنع هذي ! .
“sam he is getting his rest right now ,and it’s too late for a visit “
( سام اهو ألحيـن يرتاح , والوقت متأخر على الزيارات )
شافت ساعتها , ما تقدر غيــر انها تعترف انه معاه حـق , اهي كانت حاسه ان عمــر غيــر عن كل الرياييل , ان عمــر ما يخلف بوعده , وانه اكيــد فيـه شي ولأجل كذا ما اتصل او تكلم ..
سمعت صوت خالد يسألها ” sam are you still there ?” ( سام انتي لما الحين معاي على الخط)
” yaa I’m , you are right ,but when can I visit him? ” ( ايـه , معاك حـق ,لكن , متى اقدر ازوره ؟ )
) ” tomorrow , would be fine “باجر , الوقت راح يكون ممتاز )
هزت راسها بالموافقه ..
وبعدين استوعبــت انه مو قبالها وبالتالي ما راح يشوف حركتها
” ok….. umm the hospitale please ? ” ( اوكي .. اممم المستشفى لو سمحت ؟ )
رد عليها بأسم المستشفى .
واهي ردت عليــه بالشكــر ..
وانتهت المكالمه ..
خالد توجه لغرفته , اما سام فبدت تبجي واهي حاسه بالألم لمصاب عمــر ..


عمـــر :

كان قاعد وقباله التليــفون اللي جابته له الممرضـه .
كان يدق الرقم ولما يوصل لأخر رقم يغلق التليــفون .
يارب ان كنت تعلم ان قراري شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري , فأصرفني عنه واصرفه عني , واقدر لي الخيـر حيــث كان ثم رضني به ولا حـول ولا قوة إلا بالله .
بغــضب ..
دق الرقم للأخــير ..
ما له شغـــل اهي له , وما راح تكون لغيــره ..
بس يكفيـــه تفكيـــر ..
انا ما راح اقصـر عنها بشي .
شنــو يعني اخليها لغيــري , هالمغروره ما راح تكون لغيــري ..
انا مو مستعــد اعيــش اللي عشــته لما رضت بفيــصل , اهو راح يعلمها انها تعيــش معاه وتعشــقه وتتمنى رضاه , وتتمنى انها تجيـــب منه اطفال .
لأ ما يبي اطفال , ولا يبيها تحبــه , بس يبيها ملكــه , يأمرها بكيــفه .
” نــعم “
سمع صـوت أبوه الصارم يجيه من الطرف الثاني من الخط.
رد على ابوه بنفس الصرامه والجديه .. ” السلام عليكم يبا , اخبارك ؟ “
كان يدري ان ابوه مو عارف الرقم !
ولما عرف صوته , سمع اللهفه ” عمر اشفيــك , اشصايـر ؟ فيك شي ؟؟ “
توتر لما سمع الخــوف بلهجة ابوه , كان المفروض ينطر لي باجر الصبـح ” احممم , احممم ما فيني شي يبا اشفيــك ما فينــي شي “
سعــود لما عرف صــوت ولده , فزع , لأنه ولده مو من النوع اللي يتصل بهالوقت من الليل , ومن رقم غريـــــــــــب , اهووووو مريــــض !!!!!!
وبمستشفى ..!!!
ابوه قال بجديه ” عمر اشفيــــك ؟ “
رد على ابوه بلهجة دفاعيــه ” ابي اتزوج “
سعـود توقع كل شي , إلا ان ولده يدق عليــه بهالوقت عشان يبي يخـطب .
فقال بلهجـة تساؤل وغضب مبطن , لأنه ريم كاسـره خاطره ” تبي تتزوج ! ..منــــو ؟ “
عمر وبكل جديه ” ريم ” وكمـــل ” انفصلت عن خطيــبها اليوم , وانا ابيها “
استغرب سعـود للحظه..
و ابتسم بعدها بأستهزاء من الوضع وقال ” ما شاء الله توصل الأخبار بسرعه “
حس بنبـرة الأستهزاء بلهجة ابـوه لكن رد بلهجه طبيعيه ” شفت اشلــون ! “
وكمل ” يبا اخطبها لي “
تكلم سعـود ” اخطبها لك مثل ما خطبتها لك اول مره ؟ “
تجاهل عمر لهجة السخـريه وجاوب ببرود ” ايــه مثلها بالضبط “
” اهاااااا “
وما قال ابوه غيــر هالكلمه ..
تكلم عمر بلهجـة بارده , وقال ” شنـو يعني (اهاااا) ؟ “
قال ابوه بكل كســل ” اهااا يعني ما راح اطلب ايد بنت الناس , وانت ناوي تطلق “
ما صدق عمر اللي يسمعه , ابوه خذا كلمته حرفيـــا ..
عض على شفايــفه السفلى بقســـوه ..حاول يمســك روحــه ..
وبكل برود قال لأبوه ” اقدر اخطبها بنفســي “
” وتهقى ابوها راح يرضـى عقب ما طلقت بنته , وتركتها لمدة ثلاث سنــوات , وتزوجـت غيـرها ! “
الصمت استمر , وفجأه قال عمـر بصوت مغصــوب ” يبا .. يبا انا من زمان ما طلبتك شي ..ألحيــن انا اقـولك , طلبتك يبا , ابيــها “
سعـود بس كان يبي يسمع ولده يطلبها واهو حريص عليــها , ريم تستاهل الشخـص اللي يصمم ويحرص عليها .
وقال لولده ” عطيــتك يا عمــر , وراح تكون لك , لكن يا عمر ان شكــت منك انا اللي راح اوقف بويهك “
رد على ابوه ببرود يخفي وراه غضب , خاصه انه امساعه كان ضاغط على نفســه بالطلب ” يبا إذا صار شي بيني وبينها , فأنا واهي ننياز , واهي تعرف تاخذ حقها لا تخاف عليها “
ابتســـم سعــود ولده مو من النوع اللي تهدده , ولا يرضي بأحد يمشي عليـه كلمته , كان متأكد انه راح يوقف بويهه بكلمه من الكلمات .
وقال ” على العموم انا راح اكلم حمــد , وان شاء الله خيــر “
سكــوت من الطرفيــن وبعديــن قال عمــر ” يبا ابي تكون حرمـتي بأسرع وقت ممكن , انا واهي كنا زوجيــن من قبل , ما أبي شكليات حفـله وهالخرابيـط , باليـوم اللي يعطـون فيـه الموافقه اليوم الثاني انتزوج “
ابتسم سعـود , وقال ” مو جنك مستعيــل “
شكله انقرص من خطبـة ريم لفيصل !
تنهد عمــر وقال ” صدقني مو مستعيــل “
سعــود قال بكل جديه ” بس انت بالمستشفى يا عمر اي زواج بيكون بالمستشفى وانت مكسـر “
” خالد ومها زواجهم كان بالمستشفـى يبا يعني ان الله كتب وتزوجنا ما راح اكون اول واحد يسوي جذي , وبعديــن انا قلت لك , انا واهي متزوجيــن من قبــل , وما راح نسوي زيطه و زمبليـطه , وخيـر البر عاجله “
سعـود فكـر فيها للحظه وبعديـن قال ” على راحتك , انا راح اكلم حمد , وانشـوف , مع اني ما اظن ان حمد بيوافق “
قال عمــر بقوه ” بيوافق يا يبا , ان انت تكلمت معاه واقنعتــه بيوافق “


مها :

مها ألم ظهرها بدا يذبحـــها ..
من أول ما طلع خالد , ويزيـد الألم بكل ثانيـــه ..
لدرجه انها اصابها الغثيــان من الألم ..
واااااي مهي عارفه كيــف تقلع ملابسها , لازم تلبــس بيجامتها , لكن الألم مو مخليــها تتحرك ..
اقعدت بعجـــز بفراشــها بعد ما افصخــت بلوزتها الخضرا الواصله للركبه وبقت بالبدي من غيــر لا تفصخ بنطلونها .
كانت لابسه بنطلــون بيــج ناعم , نزلـــت عيــنها للبنطلــون اللي لازم تفصخــه بتعــب , واشهــــقت ..
ارفعت راســها لما اسمعت صــوت الباب يفتـــــح ..
خالد كان داخل واهو عاقد النــونه ..
قالت له بصوت رايــح , وهامـــس ” خـالد “
لما رفع عيــنه لها بضيــق ..
قالت له بخـــوف ” دم ” 

 


البارت السادس والعشــرين

*** وكل غيمة بعدها تبي تشرق شموس,,,, محال طول الوقت يبقى جونا غايم***


خالد :

المسـتشفى ..
مو عارف كم صار لهم بالمستشفى ..
حاس ان الزمن توقف من قالت , خالد …دم .
خذوها الممرضات والدكتـور , وادخلـوا فيها حجره !
لأول مره بحيــاته يحــس انه على طرف انهيار عصبــي .
يا رب ….يا رب..
مرر ايده بشعــره للمره الملـــيون ..
من الخــوف عليها وعلى الطفـــل .
يا رب , يا رب..
كان جالس على الكرسي رجله مو قادره تشــيله ..
مســـند كـوعه على ركبتــه , وشابك ايده اقبال وجهه , وعاض على ابهامه بقســـوه ..
ان صار فيها شي , راح يكون بسببه , اهو اللي راح يكون السبب ان اهي أو الطفل تعرضوا لشــي
انا الغبي ..
غبي ..
(خالد ..دم )
(خالد ..دم )
(خالد ..دم)
حس بوفوران المشــاعر يغمـــره ..
غطا ويهه بأيده ..
ومررها بشعره , ما راح يقدر يستحمل ان صار فيها شي .
كان المفروض يقدر وضعها , كان المفروض يستحمل جنـونها على الأقل بفتـرة حملها .
بس هو ما قدر , وما فهم ان وضعها حسـاس , وان نفسيتها راح تأثر عليها .
رد يعض على ابهامه بقوه ..
يارب لا يكون فيها شي , يارب احميها , يا رب ساعدها .


الكويت قبل الخلاف بين مها وخالد بثلاث ساعات :

مها كانت جايــه للبيـــت من الشغل ابكــر من المعتاد , عشان تفاجأ خالد .
خالد موجود بالكويــت , موجود معاها , تحس نفسها عاجـزه عن التركيــز على اي شي غيــره اهو , كانت متحمســه وايد والأبتسامه مو راضيه تتزحزح من شفايفها من الفرح اللي حاسه فيه , خالد صار له عندها اســـبوع , وهذا الشي ينقــلها لعالم ثانـــي , لعالم الفرح والسعاده .
أول ما وصلت للبيــت , تفاجأت بسيارة أبوها سعــود !!!
أبوها سعـود ما قط جا لهم , ما قط زارهم , إذا يبيهــم اهم اللي يروحون له !
حاولت تتجاهل الموضوع ..
ان جا ابوها سعــود فحياه الله ..
ان ما شالته الأرض تشــيله عيــونهم , الحمدلله انه جا عشان يسلمون عليــه قبــل لا يسافــر
اعز ناس عندها متيمعيـــن , ما بقى إلا عمر , وتكمل المجموعه , يا حبي لهم ..
واصفطت سيارتها بالكراج الخاص بالبيت ..
كملت طريقها مشي للبيت اللي يجمعها مع حبيب قلبها ..
خالد تحبـــــه ….حتى كلمة تحبــه قليله باللي يشعـــر فيه قلبـــها ..تعشــقه يمكن انســـب ..اممم حتى كلمة تعشــقه قليله , يمكن مشاعرها اكبــر من هالكلام بكثيــر , بكثـــير .
صحيح ان زواجهم كان سريع , لمرض ابوها بس الحمدلله ألحيــن بعد مرور سبع سنوات تقدر تقــول انه زواج سعيد وناجح .
تتمنى اليوم اللي خلاص تنتقل فيه للسعــوديه عشان يكونون كل يوم مع بعض .
كانت تتمنى يكون عندها اطفال , وان شاء الله ان استقروا اهناك راح يكون عندها , لأن خالد رافض فكـرة انجاب اطفال بالوقت الحالي ..
اكتأبت لما تذكرت رفضه للفكـره
وهذا من الأشياء الغريبه بزواجهم !
لما بدا عقلها يفكــر بغرابة وايد اشياء بزواجهــم …حاولت تشتت نفســها !
ما تبي تفكــر بهالموضوع تبي تثق بزوجها وبس !
لكن عقلها أبى إلا ان يذكر غرابة العديد من الأشياء
الغريب ان ولا احد من اهله اتـصل عليها , أو كلمها طول هالفتـره , والأغرب عدم رغبتـه بوجودها بالسعـوديه , والأغرب وأغرب عدم رغبته بالأطفال ..
ما تقدر تفكـر بأسباب هالأشياء , خالد مو معقــول يسوي فيها شئ سئ , لازم ما تكون غبيه وتطبق سوالف البرامج ومشاكل البنات على نفســها , وتخرب زواجها , لازم تثق بحبيبها , لأنه يحبها وهذا كلام ابوها , وبعدين خالد صديق عمر !
بدت تتذكر الأشياء الجميــله بزواجهــم .
وعلى وجه الخصــوص …
تذكرت الموقف اللي اعلن فيه ابوها عن خطبة خالد لها وهو بالمستشفى , وتذكـرت على وجه الخصوص كلمة ابوها قبل ما تقـبل الزواج

(( ( مها تقدم لج خالد ولد جاسم , صديق خالج عمر )
وسمعت ابوها يكمــل ( مها خالد يحـــبج )
وجهها صار احمـــر , وعضت على شفايفها , من الخجل , والحيــا ..
ابوها من صجـــه !!
ابتسمت رغما عنها .. معــقول خالد ..
وسمعت ابوها يقول
( طول عمره كان يحــبج ويتمنى قربج , لكن كان ينطرج تكبريـــن , وألحين انتي كبرتي , خلصتي الثانويه , وبتروحيــن الجامعه …………. ها موافقـــه ؟ )
حلم اي فتاة انه خطيبها يكون يحبها من قبل الزواج تحقق , انه مو متقدم لها عشان اسرتها مو عشان امه قالته , مو عشان اهو مرتاح وبس , لأ لأنه يحبــها !
وهالشي دغدغ مشاعرها البريئه , اللي ما قط احد لامسـها , يعني اهو يحبني و ما قط بين لي هالشي , ما حاول انه يتكلم معاي من قبل , ما حاول يجرني لطريق اغضب فيه ربي , وهذا دليــل على حرصه علي وعلى شرفي .
تخيــلت شكله , هذا راح يكون زوجـي , هذا كان يعشقني قـبل الزواج ..
ما قدرت ترد على ابوها , على الرغم من ان الموافقه على طرف لسانها .
سمعت ابوها يقـول ( مها , مثل ما انتي تدرين اني مريـض , وبسافـــر للعلاج )
ارفعت راسها لأبوها , وتغيــر مزاجها , من طاري هالموضوع .
( وابيــج تتزوجيـــنه بأقرب فرصــه ,خاصه اني موافق عليــه يا مها , اهو ريال كفـــو , ويعتمد عليــه وانتي ما راح تلاقين احســـن منه , ويحبــج ! )
وسكــت وبعدين كمــل ( شرايج بباجـــر ؟ )
( مها الريال يحبــــج وانطرج فتــره طويله , حرام تنطريــنه اكثـــر , هذا غيــر اني مسـافر , وابي افرح فيــج قبل الســفر )
طالعت ابوها للحظات , ولمحت نظرة الحيــاة , والحمــاس , وهذا خلاها من غيــر شعــور تهز راسها بالموافقــــه ..خاصه انها تعـرف خالد طول عمرها تقريبا , صحيح انه علاقتهم غيـر شخصيه , لكن دايما كانت تشـوفه مع عمر , دايما تشـوفه مع ابوها , تسمعهم يكلمونه , وشخص تعرفه احسن من اللي ما تعرفه ,وشخص يحبها احسن من اللي ما يحبها .
المشاعر داخلها تجاه خالد , زادت رقه , اهي من صغـرها معجبــه فيه , مجرد اعجاب برجل ما تسمع عنه إلا كل طيـب , وتدري انه ريال والنعـــم فيه .
أما ألحين فبعد ما اعرفت انه يحبــها ..يحبــــها من كانت صغيــره , وانه متقدم لها , حست برقــه عجيــبه تجاهه .
لكن اللي ما كانت تعرفه مها , سالفة ان خالد يحبها من صغرها كانت مجرد فكـره اخطرت لمحمد لأجل يقنع بنته ام 17 سنه , الرومانسيـه , بالزواج , وان هالشي غيــر صحيح ))


ابتسمت بعد هالذكـرى الحلـوه على قلبها ..
يعني بالله عليكم احد يشك بأحد بعد ما يكتشـف هالحب كله .
ادخلت من الباب الخلفي , لأجل ما يحســون فيها , كانت تبي تبدل ملابسها لهدوم حــلوه , وتحط مكياج ..وتنزل لهم
اطلعت من المطبــخ ومرت قرب الصاله , اللي المفروض يكون فيها خالد , وأبوها سعــود .
كان الباب مطرف (مفتوح قليلا) .. لكن اوقفت فجأه بعد ما اسمعت اسمها ..
أبوها سعـود وخالــد يتكلمون عنها !
تلفتت , وكانت راح تبتعـد , لكن فضول دفعــها للوقوف .
خالد كان يقول ” أنا و مها ! “
خالد كان جالس بمواجهة عمه سعـود اللي فاجأه بهالزياره الصباحيــه ؟؟
علاقته مع عمه اصبحت عاديه لكن يكسـوها الجفا , مختلفه عن العلاقه اللي كانت تجمعهم قبل زواجـه من مها .
لكــن كلمة عمه سعـود , اللي قالها بعد ما جلـس فاجأته اكثـر من الزياره ( انا ياي اتكلم عن مصـيرك انت ومها !! )
سعـود الصارم ” انا وصلتني اخبار وحاب اتأكد منها منك انت بالذات ؟ “
اسلوب عمه سعـود يأكد ان فيه شي خطيـر
وش يبي عمه سعـود , ايش يعني مصيرك انت ومها , وما ادري وشووو , خاصه انه يتكلم ببرود , وعنجهيــه , وهذا خله خالد يرد عليه بنفـس البرود ” سم يا عمي ! “
شاف خالد وجه عمه سعـود كيف زاد البرود فيــه , و زاد عليه عدم الأستلطاف ..
” كان ودي لو محمد موجود , واثبت له اني كنت صح برفضي لزواجك من جوهرتنا “
خالد اهني شد على اسنانه , هذا استفزاز واضــح , لكن جاوب بأدب ” عمي ما أظن اني قـصرت بحق بنتكم لأجل تقول هالكلام “
مها كانت تسـمع الخلاف اللي بينهم واهي منصدمه من معاني الكلام ..
شنــو يعني ؟؟
عن شنوووو قاعدين يتكلمون , ما اقدرت تتحرك من مكانها ..
وكمل خالد “ان كان عندك كلمه يا عمي بدها “
القســوه الكبيــره تجلت بملامح الرجل العود , وقال ” خالد انت معلن زواجــك من مها ؟ “
صدمـــه ..شالســؤال من ابوها سعــود ..شالكلام ..
لكن توقعـــت من خالد الإجابه السريعـــه لكن الصمت كان اهو رد خالد .
اسنـــدت حالــها على الطــوفه اللي قربــها .
مستحيـــل ..
وحطت ايدها على فمهــا ..
سكــوت خالد كان صادمــها , ليش مو قاعد ينكــر ..
يلااااااا يا خالد , تكلــم , قول ..
انكــــر
قوله انك معلن الزواج ..
طلبتك قــول !
كلما مرت الثــواني وما تسمـع معاها رد خالد , كانت تحس ان قطعه من قلبها تموت ..
خالد سكــت , وبعدين رد بلهجه قـويه ” أكيـد معلنــه , الكل بالكويت يعروفون “
ما كان ابدا متصـور ان هذا موضوع عمه سعــود !!
لأول مره يتواجه بهالموضوع ..
لأول مره احد يتكلم معاه فيـه , والصراحه ما كان عاجبــه ..انه ينحط بهالموقف
اكره المواقف لما تدري انك غلطان , ومتمادي بالغلط , وتحاول انك تتعامل عادي
رد عمه سعــود بنفس اسلوبه القاسي ” لا تحاول تتذاكى , السعــوديه , اهلك يدرون ؟ “
سكــوت وبعدين رد خالد ” انت ادرى بالجـواب “
خالد شاف النيــران اللي شبت بعيــون عمه سعـود ..
سعــود كان عارف كل شي ..
لكن محتاج انه يسمع هالكلام من خالد نفسـه , ومثـل ما علم اعياله البرود اتسم اهو فيــه , حتى بأصعــب لحظاته عليــه .
اي شخص متوقع صراخ ما راح يناله من سعــود ..
وقال بكل برود وقسـوه ” كان المفروض محمد يتـوقع هالشي من ريال اهو خاطبــه لبنــته “
اهي شقاعد تسمــع , شالخرابيــــط , شالكلام ..
منــو خاطب حــق بنتـــه
ابوها محمد .. ابوها محمد ..خاطب خالد لها
إذا كان هالكلام صحيــح ..!
اكيــــد صحيح , أبوها سعــود ما كان معـقول يفتح هالموضوع إلا ان كان جاد
ما اقدرت تستحمـــل , انهار عالمــــها ..
حســـــــــت بأحرااااااااااااج .
حســــــت بجـــرح
حســــــــت بالمــــوت
اخر شي كانت متوقعـــته , اخر شي ..
كان عندها اعذار وايد في مخها له , لكن بالوقـــت الحالي عاجزه انها تجيــب اي شي منها .
لأ خالد يحبها , أبوها قال لها يحبها من كانت صغــيره .
مو بس يحبـها …اهله يدرون ..
لازم يدرون ..
مها ما كانت تقدر تسمع اكثـــر ..
بس خلاص , ان اسمعت اكــثر راح تموت , راح تنهار
بعدت , بعدت ..وراحت للمطبخ القريب ..
عقلها يحاول يرتب الأفكار , شلون ألحين , شـلون ؟؟
اتحس بنفســها انرمت للقاع , ومنطقه اخفض من القاع تحــس انها منهاره ومنتهيه ..
احلامها انهارت
اما خالد فكان حاس انه يقصد يهينه بهالجمله , وما يقدر يلوم عمه سعـود !
لكن الموقف بينه وبين عمه محمد ما كان كذا ابدا , واهو مو مضطر انه يقول شي عن الموقف لكن هذا ما يمنع انه تفاجأ , إلا انصدم… من معرفة عمه سعــود بجزء من السالفه , هالموضوع ســر , بينه وبين عمه محمد , المفروض ما احد يدري فيــه ..
قال بصوت هادي جدا يخفي اللي داخله ” عمي المطلــوب “
ألتقت عينه بعين عمه سعـود اللي زادت قســوه ..
قام عمه من مكانه وقال ” انا ما راح اهدم بيـــت حفيــدتي , لكن لك اسبــوع , ان ما اعلنت الزواج , قول لها مع السلامه , بعد رجعتي من السـفر راح اتوقع ان المسأله محلوله “
سعــود كان عارف بمدى ارتباط مها بخالد , وهذا اللي كاسر ظهره واللي امنعه من عمل العديد من الأشياء , لكن خلال هالأسبـوع ان ما صلـح خالد الوضع حسـابه بيكون معاه عسيــر ..
اســبوع هذا اللي قدر انه يعطيه لخالد ..
ما قال لأحد من خوال مها , ولا قال لأحد لأجل ما تكبـر المسأله لكن تحمله للمسأله ككل , كانت معوره قلبه..
كان مستعد يذبــح خالد اول ما عرف الخبــر
لكن هالعمــر الطويل علمه شي واحد ان التسـرع أغبى تصـرف معقــول يتصرفه الأنسان ..
وبالتالي فكـر بأحســن حل , لأهمية مها عنده
خالد بدا يحس بقلبه ينبض بأسرع من المعدل الطبيــعي ..
مو معقــول يقصد انه راح ياخذ مها منه ..
مهو من حق احد ياخذها , هي تحبـــه , وزوجتــــه
وهذا خلاه يقول ” هذا الشي خاص فيني وبمها , وما احد له دخــل فيه “
سعــود شاف شحوب ويه خالد
الظاهر انه حكم عليـه خطأ .
مها مهمه لخالد بطريقه يمكن خالد نفســه مو مستوعبها ..
لكن هالشي مو مهم , المهم ان مها تستحق الإحترام اللازم ..
ما سأل سعـود , خالد عن اسباب اخفائه للموضوع لأنه الأسباب مهي مهمه , المهم هو الإخفاء نفســـه .
ما يظن ان في اسباب كافيه أو مقنعه راح يقولها خالد له عن الموضوع .
بأسلوب غيـر قابل للمناقشــه ” انا قلت كلمتي يا خالد… اسبوع واحد… بس واحد .. وبعده انا اللي بتصــرف “
وطلع ..
تارك خالد وراه .
خالد اللي اول مره يتعرض لتهديد مباشر متعلق بحياته بمها , ألحين يواجهها ..
اصلا كيــف غاب عمه سعــود عن باله , وعقله ..
كان معيــش نفســه بعالم احلام , يظن نفســه هو ومها لحالهم بهالديــنا !
لازم يقول لها عن الوضـع ..أو يوفر على نفســه المشـاكل معاها ويقول لأهله ..
كان يدري ان عمه سعــود يقصد كلمتــه ويعني كل حرف فيها
قام من مكانه ..للمطبـــخ ..يبغى مويه يبل فيها ريقه !
لكن وقف على اعقابه لما شاف الشخص اللي جالس , ومخفي وجهه بين ايديه ..
من متى هي هنا ؟؟
و ليــه مهي موجوده بالشغــل ؟؟
لأ يا ربي , لا يكـــون اسمعت , يا رب .. هي ما اسمعت …
لكن هالشي ما بان عليه لما قال بكل هدوء ” مها ..” قطع جملته منظر وجهها لما ارفعته له , لكن كمل ” من متى انتي هنا ؟ “
مها تأملت تعابيـــر ويهه , كانت تعابيره عاديه جدا , ما جنـــه اهو ويدها سعود كان يتكلمون عن موضوع متعلق بحياتها , بمستقبلهم مع بعض ..
حاولت تقـول بطريقه عاديه , ولا مبالايه ” من بداية جلســه الحقيقه والصراحــه “
هز راسه بالموضوع من غيــر اي اهتمام , أو هذا اللي كان ظاهر ..
ما كان في اي رد منه …
ما انكر حتى المسمى اللي اطلقته على الجلســه !
وهالشي خلاها تكمل ..بنفس الطريقه مع ان اللي داخلها يتقطع ” صج كلامه ؟ “
تحرك من مكانه , وراح للثلاجه وطلع منها عصيـر ..
رد بهدوء ” اي كلام بالضبـط ؟ “
ما اهتمت بسـؤاله لأنها عارفه انه عارف اهي اشتقصد وقالت بنبره رجــاء غير مقصوده ” انت بس قول لأ مو صحيح الكلام , وانا راح اصدقك …. بس قول لأ “
خالد كان عارف انه يقدر ينجو ان كذب بهاللحظه , ويهدي الوضع إلى ان يرد يفتحه بيوم ثاني ويعلن صحته لكن على طريقته ..
لكنه سكت ..
قامت من مكانها و قالت له بنبره آمره هالمره ” قـــول لأ .. قول لأ انا قايل لأهلي عنج , قول لأ انا متزوجج لأني حبيتج من كنتي صغيــره , قـــول ..”
سكــوته نرفــزها
و بكل عصبيــه قالت ” ليــــــش مو قاعد تقـــول انه يتغشمــر , قول اي شي .. “
لما شرب رشفــه من العصير .
لما شافت ان ما فيــه فايده , كان عندها امل ..
كان عندها امل بســيط ..
لكن الكارثه حلت عليها , وسقطت فوق راســها ..
كان ودها تنشق الأرض وتبلعها .
عطتـــه ظهرها , ما تقدر تتكلم , ما تقدر تشـــوفه ..
انا بكـــابوس , ويـــــــــــــع انا بكابوووووووووووس ..
يا رب اصحى منه
يا رب ..
نيــران داخل صدر مها ..
اهي زوجـه بالسـر !
زوجـه مو مهمه , مو مفتخر فيـها , زوجـه انجبـر فيها من باب عرفان الجميــل ..
اتحـــس كأن على راسها يافطه تعلــن للجميــع , للكل , انها غيــر مهمه ..
خالد شافها , ما كان عنده بالوقت الحالي اي كلام , اي عـــذر ..شكلها , وحركــة جسمــها كانت تعبير عن الإنهزام , وهذا حــرك فيــه شي , آلمه ..بطريقه غريبــه ..
مها كانت دايما مصدر راحتـه , ما يبغى يكون هو بأي لحظه مصدر زعلها ..
قال ” مها …”
ما تبي شفقــة احد , ما تبي عطف احد .
انا وحده مخدوعه وغبيه .
انا وحده من اللي تنقرا قصصهم بصفحة المشاكل بالمجلات ..
لفت عليه بعصبيــه وقالت ” متى كنت ناوي تقــولي , لما انييب اول طفــل لنا …”
شافها وما علق ..
ارفعت ايدها لفمهـا , وهزت راسها بنفي بهستيريه من الفكره اللي اخطرت لها , وقالت بهمـس ” عشان جذي احنا ما عندنا اطفــال صـح , عشان انت ما تبي اطفــال مني ..”
اهني قاطع كلامها الغيــر منطقــي ” مها , يكفي ..”
اما اهي ما اهتمت لمقاطعته , وقالت واهي مستغرقه بالتفكيــر ” لأنك مجبــور علي , ما تبي نرتبــط ببعض ..بطفــل , وماتبي تعرفني على اهلك ..”
لا الموضوع وصل لحد التفاهه , وش هالأفكار الغبيه .
وقال بصوته اللي كله صرامــه ” مها لا تصعبين الوضع على حالك ! “
ناظرته , وكتفـــت ذراعها ..
قاعده تكتم دموعها ..ما راح تبجي جدامه ألحين , ما راح تبجي جدامه
قالت بقوه , بعد ما تماسكــت اهي ما راح تضعف وخاصه ألحيــن ” ما ينجـبر قلب على قلب ! “
حط العصيــر على الطاوله , ما كان فاهم قصدها , لكن ما يقدر ينكر ان كلامها ترك اثر على نفسيــته , وعلى اعصابه , أثر سئ , سئ مراااااااا , لكن ما كان بايــن على وجهه ..
وقال بصرامه ” وش القصد ؟ “
” مثل ما تقــول الكلمه , انا ألحين عقب ما دريت انك ما تحبني , صرت ما ابيك !! خاصه انك اكبــر مني “
مستحيــل تقــول هالكلمه , مها له , وتحبــــه , ماراح تتخلى عنـــه
شاف رجفت شفايفها ..
ونقل نظره لوجهها …
كلامها وتعابيرها متناقضيــن لكن يمكن فعلا تقصد كلامها , وهذا خلاه يقــول بقوه ” عن الكلام الفاضي , اللي ما له اي معنى “
مد ايده وخذا العصيــر وطلع من المطبــخ ..
لحقـــته , ومسكـــت ذراعه ..
كلام فاضــي , اهي كلامها فاضي ..
لف عليها بغضــب , بس اهي ما اهتمت , تركت ذراعه ومسكت قميـصه من جهة الصدر , ومسكته بقبضتها ..
” انت ويـــــــن احســاسك , ما تفــــــــهم انا شنــو صار فيني ما تفــهم , انا انهار عالمي للتو , وانت مو مهتم ..انـ …ـا “
انقـطع كلامها بالصيــاح ..
” انـ..ـا …. ما اقـ ..ـدر …حـ..ـرا..م ..”
ايدها رخت من على قميـصه , وخبـــت وجهها بصدره ..
” ليـ….ـش …آآآآآآآ لــيـش …حـ..ـرام …عليــك ..ليـ..ش ما تحبـنـ…ـي “
حط ايده على راســها بحنان ..
ما كان يبغى يكونون بهالموقـــف ..
ما كان متوقع هالردة الفعل ..
يالله , يا الله ..
قلبه فاض بالكره لنفســه لهالأنانيــه , لكن ما في داعي مها تتكدر للدرجه ذي ..
هو مستعد يصحح المسأله ..
مها لما حـــــــست بأيده على راسها , كرهت عمرها , ودفــته بكل قســوه ..
ما تبى شفقــه !
ما تبي تكســر خاطره ..
مسحت دموعها من خدها بقســوه , واهي تنقل كل كرهها للوضع على خدودها الرقيقه .
وبين شهقاتها ..
” انا ما احبـــك , اكتشـــفت اني ما احبـــك , انت اكبـــر مني , وانا ما ابيك ألحيــــن “
دفتها له , وابتعادها عنــه كانوا اكبر دليل على مدى توترها منه , أول مره تبتعد عن حضنه بالطريقه ذي !
لأول مره .
ما تصور بيوم ان ابتعادها عنه كذا راح يجرحه ..
نفسيتها ما راح تسمح لها بسماعه ..ابدا
هو ما يدري ليــه لما قالت انها ما تحبـــه , حس انها اجـرحتــه !! ..
لأ هي تحبـــه , لازم تحبـــــه , ولا عمه سعــود راح ياخذها منه ..
لكن أثنينهم متوترين ألحيـــن , وهذا راح يخليــهم ينطقــون كلام غبي ..
وهذا خلاه يقــول ” مهو وقــته ألحيــن “
اضربت رجلها مثل الأطفال , وقالت ” امبلاااااااااااا وقتــــه , ابي اعرف كل شي ألحيــن , ألحيـــن …قــولي لأ هالشي ما حصــل ….”
اقطعـــت نفســها لما استوعبــت انها تبيــه لما ألحين ان ينكـــر , ادموعها انزلت , لكن كملت بقســوه واهي تجرح نفســها أكثر مما هي تجرحــه ” .. أو قـول امبلا هالشي حصــل , انا ما كنت احبــج , وما كنت شايفج , وابوج اعرضج علي , وانا تزوجتج على اساس العشـره , والفشله من ابوج , ولا انتي ما تحركيــن فيني شعــره , واهلي ما يدرون عنج , ولا شي قــــــول ..”
التفاهم بهالوضع ما راح يفيدهم ..
وخاصه انها ما راح تقدر تتفهــم دوافعه , أو حتى اعذاره , اعتذاره اصلا وهي بهالحاله ما راح يكون مقــبول .
واهو يحتاج انه يهدى بعــد , هالتجربه كانت فعلا ضاغطه عليه .
ما كان مفكـر بعواقب فعلته !! وهذا مخليــه حاسس بتأنيب الضميـر , تجاه عمه محمد , وبالتالي حاس بتأنيــب الضميــر معاها
وهذا ادفعــه انه يتحرك , وعطاها ظهره , وقال بهدوء ” انا طالع ! “
كادت انها تطيـح من طولها بعد كلــمته ..
ما تصدق بعد كل اللي صار , ومن غيـــر انه يهتم بأنه يدافع عن نفســه او يعتذر , ببساطه يقـول ( انا طالــع )
لحقـــته بكل عزم للباب وقالت ” ابوي سعــود احســـن منك , انت ولا شي , ولا شي , وانا ألحيــن ما احتاجــك , بعد ما عرفت حقيقتك “
لكن هو ما التفت عليها , ولا علق على الكلام وعشم نفســـه انها تقول هالكلام لأنها مجروحــه وطبعا المجروح دايما يقول كلام ما يقصده ..
اما اهي ..فكانت فعلا مقتنعـه بكلامها , اهو يستاهل , صحيح كلامها , ابوها سعــود احســن منه ..
ليش ما اعتذر ..
طلع من غيــر اي تبرير , أو تعليــق على ولا شي ..ذبحها بهالشي , ذبحــها
بس ما عاد فيها تستحمل , اهي انجرحت وترفعـــت عن جرحها , وتنازلت عشان تسمــعه على الرغم من هذا كله .
لكن اهو ما اهتم فيها ..
ليــــــش يهتم , مغصــوب عليها ليــش يهتم !!
تحركت من مكانها بسرعه بعد ما اخطرت لها هالفكــره , وطلعت جنطتها وحطت فيها كل أغراضها ..
أول مره تحس بطعنـــه بكبريائها جذي , أول مره تنهان هالطريقه ..
ما راح تقعـد معاه اكثـر ان كان حاس انه مجبـور عليها
اكــيد كل الناس تدري ..
روان , رزان , صديقاتها , ربعها , بنات خالتها ..
اهي دايما , قربه , وواضح عشقها له , وأكيد الكل يدري انه مو مهتم , و لا يحبها اصلا , ومستحي منها .
الله يسامحك يا يبا , الله يسامحك , ليش عرضتني عليـــه جذي ليــــــــش ..
لما تذكــــرت كل الكلام اللي انقال ..بين ابوها سعود وخالد .
وقفت عن وضع الأغراض بالشنــطه .
واقعدت على الأرض ..
مستحيــل تقدر تعيـــش واهي بهالوضــع
قامت من مكانها للمره الثانيـــه وخذت شنطتها وافكارها تدفعها اكثــر , انها تتركــه .
راحــــت لبيــــت ابوها سعـــود .
اللي ما كان فيــه اي احــد ما عدا خالها غانم , اللي شافها بأستغراب لكن لما رمت حالها عليــه ببكي , طلب منها انها تروح لغرفتها ..
خالد رجع للبــــيت وقت المغرب ..
طول الفتره اللي مضت كان يفكــر باللي ســواه .
والوضع اللي وصلوا له …
فكــر بغلطته , لكن مها راح تفهــــم , مها تحبـــه
مها لأول مره تقــول كلام قاسي كذا , مهما اختلفوا كانت دايما حنــونه ..هذا اكبر دليل على جرحه لها .
لازم الحيــن يتفاهمون
لما وصل للبيـــت ..ودخـــل
لاحظ الهدوووء اللي غامر المكان .
راح لغرفتهم بعد ما لاحظ الظلام بالغرف اللي تحت ..
لما صعـد لفوق , ما كانت موجوده !
عقــد حواجبــــه , وبعد ما دور بكل مكان ..
اكتشــف انها مو موجوده ..واكتشــف اختفاء اغراضها
حـــس بغضـــــــــب , ما خطــر في باله ابدا ان المسأله راح توصــل انها تترك بيته , وتتركه كـــذا , المفروض يحكمــون العقــل , هي ما سمعــــتني بعد , ما سمعت وجهة نظري .
حس بقهـــر , واهانه
وتردد كلامها بعقـــله , الكلام اللي قالت له قبل ما يطلع ( ابوي سعــود احسـن منك ) .
راح لســيارته ..
هذي فرصة ابوها سعــود ان ياخذها منه ..
راح لبيتهم واهناك قابل غانم ..
اللي قال له مها ما تبي تقابلك ..




سعود بالوقت الحالي :

بعد ما انهى أتصاله مع عمر ..رد للمكالمه اللي حولها على الأنتظار
وقال بجديـه ” جاني اتصال مهم للتو “
حمد ما كان فعلا مهتم , كان مستغرق بمشكلته لكن اضطر انه يقــول ” خيــر , ان شاء الله ! “
سعـود ما كان مهتم بقلة اهتمام حمد الواضحه من رده , وقال بأستغراق بأفكاره المصدومه من طلــب ولده
” عمر ..يا حمد , عمر متصــل ..”
عمر !!
ساس البلا كــله !
قام ما يطيق هالأسم ..
لكن رغما عنـه حس بالأهتمام وقال ” طيــب , اش فيه عمر ! “
قال سعــود بضحــكه ” هه ما راح تتصــور يا حمد , شي انا ما كنت متصــوره “
اهتمام حمد وصــل لأقصى الدرجــات , لكن ما تكلم ..
وجاه صـوت ســعود , يقــــول :
” حمد احنا طالبيــن القرب منك في بنتك ريم “
ما كان الطلب متـــــــــوقع ابدا
كان كاتم نفسـه من الإثاره , ولما خلص سعود من ذكر الطلب تنفــس بارتياح ..
اه ه ه ه يا عمـــر ..
غمض عيــــنه وتسند على كرسيه الجلــد , وصار وجهه مقابل للســقف ..
اخيــــرا ..
اخيــــرا ..
حس بغصــه في بلاعيــمه .
مســـؤوليــة بنتــه راح تروح منه, هذا الشخص الوحيــد اللي راح تقــبل فيه ريم , واللي هو راح يقـبل فيـه .
الحمدلله انها راح ترجـع للي يبغاه قلبـــها , للي تتمناه .
ما عنده عقــل اللي ما يشوف تعلقها في عمر , ان سلمها له , فيكون ادى واجبــه كأب في تحقيق رغبـة , وحلم بنته .
سمع صــوت سعــود ” حمد انت بعدك معاي على الخط ! “
رد عليــه بصوت متغيــر من التأثر والراحــــه ..” ايــه , بعدي معاك …… قوله موافقيــــن يا سعـود “
سعـود تفاجأ وما اعجبــه الوضع , وعبــر عن عدم رضاه بأن قال ” حمد تركــد , أسأل بنتك , انطر جم يــوم , راح تعطيـه اياها بارده مبرده “
حمد كان يسمــع الكلام , و وده يقــول بنتي يا سعـود ما عاد فيها تستحمل الفرقا , تحملت الضيـم خلال هالـ 3 سنوات , وانا ما عاد فيني لثانيــه وحده أشوف الحزن المزروع بعينها ..
ثلاث سنيــن طوال , يا سعــود على ريم اغلطت واعرفت غلطها ..
وكل يوم تعيـش مع هالغلط .
قال حمد بصرامه ” سعـود خيـر البر , عاجله , وهم كانوا متزوجيـن من قبل ..”
سعــود مهما كانت ريم مو بنته لكن دخلت قلبه على طول , والحق حق , ولده طلقها لسبب , ولازم حمد يعـزها ويحرمص عمر شـوي ..مو يعطيه اللي هو يبيه بالضبط , وهذا خلاه يقــول ” حمد .. شسالفتكم انت وياه خيـر البر عاجله , ومتزوجيـن من قبل ..لا يكون متفقيــن على هالشــي ..”
ما شفت اللي شفــته يا سعـــود ..ما شفتها لما سمعــت بحادث ولدك , ما شفت كيـف صارت خلال هالـ 3 سنوات .
قاطعــه بكل جديه وصرامه ” سعــود الله يهداك محنا متفقيــن , انا عارف وش اســوي , صدقني يا سعــود هذا لمصلحتهم ..”
تنهد سعــود كان يحاول يحمي ريم , لكن بما ان ابوها شايف انه السرعه انســب شي , فأهو حـر …
” ادامك شايف جذي يا حمد , فعمـــر يقول ان وده يتزوج باليـوم الثاني لموافقتك , واعتقد انك راح توافق معاه بعـد , هذا ان ما كان عندك مانع ..بالمستشفــى ! “
هــز راســه بالموافقه وقال ” خلاص , بكره , جيــب شاهــدك , وانا راح اجيــب شاهدي والشـيخ “
بتحلطم قال سعــود ” انت الظاهر ينيت , واهو ميــنون أكثـر منك “
ابتسم حمد على كلمة صاحبــه , الحمدلله على السلامه , يا ريم , وصلنا لبر الأمان اخــيرا
وانتهى الأتصال ..
حمد من جهـــته طلــع من المكتـــب , خلاص صار عنده شي يقدر يواجه فيه بنتــه .
ألحين يقدر يناظر بعينها , ويقول لها اخطبــك اللي انتي ودك فيـــه
يا الله وش كثــر كان حاس بالعجــز ..
بالتعـــب , من رفض بنته المتكرر للخطاب , واللي كان يشوف فيه اعلان اخلاص بشخـص واحد ..
الحمدلله حمل وانزاح , ثقل على صدره وزال .
بنتــه وعمر .
ابوه فـهد راح يعجبــه هالشي بعــد ..
وصلنا لبــر الأمان معاك يا ريم .
سعــود ما يدري هل يفــرح ولا يحــزن , ما يحــب عياله ياخذوون الشي بالساهل !
لكن هل عمر اخذها بالساهل ..
لا ما خذها بالساهل .. جت له كافة الذكريات اللي تأكد له هالشي ..
الثلاث سنـوات اللي فاتوا كانوا جحيــم , واخلقوا عمــر اخر !
منظره بعد ما طلقها وييته للكويت يبلغه بالخبــر .. لازال بذاكرته ..
منظره لما تزوج مره ثانيه.. لازال بذاكرته ..
منظره لما كان يقول له عن خطابها.. لازال بذاكرته ..
منظره لما منعه من تحطيـم خطيبها.. لازال بذاكرته ..
منظره لما أأمره بمقابلة فيـصل.. لازال بذاكرته ..
منظره بكل هالأوضاع , كان منظر شخص ميـــت , او على وجهه الموت .
سرحانه , الخطوط اللي تشكلت بوجهه , سخريته الزايده , بروده , السواد اللي تحت عيــنه .
كلهم يصرخون ويقولون هالشخص يعاني ..
وهذا انا كنت راح ازيــد عليه تعبـــه !
واكبــر الأدله على كل هذا , اتصاله اليــوم ..مو بس الأتصال الطلــب اللي مو من شخصية ولده .


عمر :

بعد ما انهى الأتصال ..
الظاهر ينيــــت , زر عقلي , او طار عقلي مع الحادث .
تقدمت لها !!
قلت حق ابوي يخطبها لي ..؟
راح ارد اتزوج ريم ؟ انا شلون حطيـت نفسي بهالموقــف !
مرر ايده على لحيــته اللي بدت تظهر نتيجة عدم حلاقته الليله .
بس خلاص فكــر , ما فيها شي , ما فيها !!
راح تتزوجها وتخليها ملكك , وقتها , ما احد راح يقدر يقرب منها , ما احد راح يتجرأ ..
اهني بس ابتســـم بأنتصار..
اخيــرا راح ترديـــن لي , حلالي .

وثواني سمع التليــفون يدق , شال التليــفون تلقائيا , بعدين تذكـر انه هالتليــفون ..خاص بالمستشفى ..
لكن عاجله صــوت ابــوه واهو يقــول ” عمـر ….. تزهــب , باجر الوعـد “
رد بهدوء ” باجـر ! …شلون ؟ “
” لا تسأل , بس صار لك اللي انت تبيـــه , الله يتمم على خيــر “
سمع صــوت التليـفون يتسكـــر ..
اللي سمعــه صحيح ولا حلـــم ..
بــاجـــر !
شاف ساعته ..تـــو النــاس ..ريضيـن على باجــر
رمى راســه على المخــده ..
يلاااااااااا يا باجـــر , تعــــال ..
نطرتك سنيـــن , و سنيــــن .


مها :

كانت مستلقيــه , على الفراش بالطبيــب , دموعها تنزل من عيــونها , والخـــوف مالي قلبها ..
كانت حاســــه انه جنيــنها بخــطر ..
الدكتــور شكــله جدي , والممرضات بعد ..
كانت ترجــف ..
بعد ساعتيــن , ومحد راضي يتكلم او يهديها .
جا لها الدكـــتور وهو مبتسـم ..
واهي تشــوفه واهي خايــفه , ومن بيــن دموعها ..ومنقثــه انه مبتســم
قالها بهدوء ” اطمني يا ســـت هانم , الجنيــن بخيــر “
زادت الدمـوع , وقالت ” قـــول الصـــج , لا تجـــذب “
ضحــك الدكــتور ” ما اكدبـــــش والله “
مســحت دموعها وقالت ” انا قــويه , واقدر اتحمــل فقول لي الصــج , نــزل مني دم ..”
” يا مدام , الجنيــن بخيــر , كل تحاليــك تؤكــد انه كل حاجه تمام , الدم من الواضح انو من الأرهاق , او من الحاله النفســيه “
نزلـــت عينها و شافت ايدها ..
وفي بالها ..الحاله النفســيه اكيــد من الحاله النفســـيه
الدكتــور كمل ” خدى بالك من نفســك , المره دي انزار , مش عاوزيــنو يتكرر مره تانيـــه …مش كداااااا “
هزت براسها بموافقه وقالت ” اكيـــد “
ابتسم لها الدكــتور وطلع ..
طلع الدكـــتور لخالد , اللي ينتظر الأخبـار على جمــر .
و خالد بعجلـه , وقال ” دكــتور ..”
شاف الدكتــور ملامح الرجل اللي قباله , كانت تعابيــره مليانه قلق , وخــوف ..
الدكـتور على طول طمنــــه ” هيا بخيــر , والجنيـــن كمان بخيـــر ..”
حط ايده على صدره ..
وبدا ينظم تنفســــه ..
منه وفـضل من رب العالميـــن , لك الحمد والشكــر
وقال لأجل يتأكد اكثــر و اكثـــر ” هي بخيـــر , انت متأكد ..”
” ايـوه يا استاز هيه بخيــر , والجنيــن كمان ..”
كمل استفساره ” طيـــب … الدم ..و “
” الدم هوا انذار مبـكر ..يصيب المرأه وفي احيان كثيـره يؤدي إلى الإجهاض ..الحمدلله بعد الكشــوفات تأكدنا ان كل حاجه بخيــر من الواضح ان الدم نتيجة تعب نفسـي , أو جسـدي , الحمدلله الحمل بالرحم , والمشميه ما هياش متقدمه , والطفل بحاله سليـمه , وطبعا نوصي المدام بالراحــه , وعمل سونار دوري , و بالفتــره دي , تجنب العلاقه الزوجيـه ” وكمــل ” انا مــش حنومها بالمستشفى , ما فيش اي خطر عليها تأدر تاخدها دلوقتي بعد ما تجهــز ..ان استمر النزيــف بالأيام الجايه , حنديها ابره , أو تحاميـل , أو حبـوب دفاتسن , لكن من اللي انا شايفه فهي ما تحتاجش لكل ده … “
مشى الدكــتور , وترك خالد بمكانه .
رد للكرسي وجلــس عليــه , يبغى يستجــع اشلاء نفســه اللي تبعثرت بفترة قلقه المجنــون عليها .
ما يقدر يكون معاها ألحيـــن ..
لازم يستوعـــب , ان هذا انذار مبـكر على كلام الدكتور , كان في احتمال لو كان النزيـف اقوى يكون اجهاض , لازم يستوعب ان الحمدلله كلهم بخيــر , حاس بعقله مو راضي يستوعـب ان كل الكلام اللي انقال .
مو مصدق كان راح يفقدها اليـــوم , راح يفقدها بسبة غباءه وعجلته , وعدم تمسكـــه بأعصابه , الظاهر ان هذي هي وظيــفته بالحياة , انه يضايقها.
حط ايده على رقبته من الخلف , وظل يشوف الأرض ..


مها :

كانوا ألحيــن بالســياره , تحــس بالتعــــب ..
الدم تعبها نفسيـــها مو جسديا ..
خافت تفقــد الصله اللي راح تجمــعهم ..
الحمدلله ان الطبيــب طمنــهم ..
كانت خايــفه ..وترجـــف ..
عدت السالفه على خــير ..
لفــت على خالد , وجهه شاحـــب , ومتغيــــر ..
ماتكلم معاها ..خافت عليه ..اهو من اول ما قالت له ( خالد ..دم )
واهي حاســه انه تلقى الحادثــه بقـــوه وســـوء .
واكبـر دليل صمـته .
وهذا خلاها تقــول ” خالد ..الحمدلله ..ما طلع الدم شي “
” اممممم “
سكــتوا , وبعديــن سمعت خالد يتنهد و بعدين قال اللي فكــرفيه واللي قرره ” مها اليــوم ارتاحي بالفندق , وبكــره روحــي لعند ابـــوك سعـــود “
مستحيـــــل انه يقصــــــد هالكلام , يعني شنـــو , راح يتركها للأبد ..
” شتقــــــــــول !! خالد شالكلااااام , مستحيــــــل تســوي فيني جــذي “
بصوت صارم قال ” مهـــا ” ….ورد تنهــــد , وبعديـــن قال ” خلااااااااااص اسمعيــــني “
مرر ايده على شـعره , وشاف سواق التاكــسي اللي اهتم بالحوار ..
وشاف خارج النافذه ” روحــي لهناك , ارتاحـــي ,لمصلحة الجنيـــن يا مها , وجودنا مع بعض يؤثر عليكي مراااااا “
عضـــت شفايــفها ..كيــف تتكلم , هي كانت تبغى تبتعد عنـه , وما كانت راضيــه انها تبقى معاه
وألحيـــن ما لها حق تطلب قربـــه .
ولفت وجهها للنافذه ..


حمد :

حمد وصــــل للشقــــه .
كانت بنته مستلقيه على الكنبـــه , والتلفاز مفتــوح .
ولما قرب اكتشــف انها نايــمه .
جلس بقربها , وحط ايده على كتــفها , وقال بصــوت هادي ” ريم ..ريم “
افتحـــت عيـــنها بهــدوء ..
ولما شافت ابوها , تحـــركت , بسرعه , وفزت من مكانها ..
بعدت شعرها عن عيــنها ..
وقالت ” يبا , انا نمــــت هنـــا , ما حســـيت على نفــسـ …. “
قاطعها وقال ” خلاص يا ريم , اسمعيني , ابغاك بمــوضوع “
شافت ابوها بخشــيه .
حمد لما شاف الخــوف بعيــونها , قال في نفســه ( احصد يا حمد ما زرعت )
تنهد وقال ” اسمعي يا بنتي , فيصــل ..”
قال هالأسم بكره وغيــظ ..
” فــسخ الخطــبه “
لما سمــعت الخبــر , وسعــــت عينها من الصدمـــه , ما اســرع ما تحــرك فيــصل
ونزلت وجهها مما ادى إلى سقــوط خصلات شعرها على ملامحها لتخفى السعاده الغامره اللي ملتها ..
لكن اشعاع عيــونها , وفرحتـها ما خفــت على حمد اللي لقطهم بصــوره سريعـــه
وضاق صدره انه بنتـــه تضطر تخفي سعادتها عنــه , كله لأجل ما يغضــب .
وكمل ” لكن جا لك خاطب جديد “
الرعـــب غمرها , ورفعـــت راسها بحـــده
وقالت ” خاطـــب ” , وقالت بفــزع ” يبااا …..يبا …”
اما ابوها حمد فقال بكل هدوء ” عمر “
” يباا …” انقطعـــت كلمتها !!
وبعديـــن قالت ” عمر !! “
ابتسمـــت , وبدت تنـــزل دموعها بنفــس الوقـــت منظر غريب ..
حتى ما اهتمت ان اللي قبالها ابوها .. وقالت ” يبا , يبـــا , انت …..انت …متأكد !! “
كمـــلت بغـــرابـــه ” يبـــا ….”
انفعالها مو مكنها من انها تقــول جمله كامله ..
وخلاها تقــطع نفســها
وفجأه افلتت منها ضحـكه لكن عضت على شفتها السفلى لأجل تمنع الإبتسامه اللي كانت راح تنتشــر على شفتها ..
وتركت شفايفها من بين اسنانها
وحطت ايدها على ايد ابــوها وقالت بعدم تصديــق ” يبا .. “
قام ابــوها من مكانه , وقال وهو معطيــها ظهره ..
” انا وافقـــت , وبكــره زواجـك منــه “
تخـــدرت كل حـــواســها …
بس بعديـــن لما استوعبــــت ..
بدت تضحـــك ..وقامــــت من مكانها …وراحــــت للي خلا كل هذا يحــصل
الله سبحــانه وتعالى ..
وأول ما حضـرت بين يدي خالق الكــون , ورب السموات والأرض .
بدت تصيـــح , وما اهتمـــت ان الكـــل يشــهد على هالشــي ..
وما اهتمـــت ان العالم كله يسمعـــها ..


مطــار القاهــره :

على درج الطائــره ..
اخذ نفســا عميــقا , وقال ” اخيـــــرا ….وصلت القاهـــره “

 

البارت السابع والعشرين

*** هلا باللي فقدته حيل وقلبي فيه شاغلني … ذبحني صدق بغيابه وفيه الشوق جنني ***







مطار القاهره :

نزل من الطـائره ..
انســان وســــــــــيم بصــوره مذهـله .
لابس جيـنز ,وتيشريت , شكـله ابد ما يوحي ان عمره 37 ..
كان حـاس بنظرات البنـات عليــه , ولو كان بمزاج أفضل , كان تفاعل معاهم .
لكن بالوقت الحالي مزاجـه كان صـفر , راح يقابل أبوه وهذا الشي يحبط معنوياته !
اخذ جناطـــه ..
وبتجاهل للبنات , مشى من قربهم من غيـر اي نظـره ثانيــه .
وقعــوا امن المطار على جــوازه ..
وأول ما طلع من المطار , اخرج السيجاره ..
واخذ نفـــس عميـــق منها .
لما قرب صاحب التاكسـي منه ..ركب ..وتوجه للفندق ..
اليــوم بيرتاح بالفندق وباجــر يصير خيــر .

مها :

مها كانت مغتاظه انها بهالموقف , انه رفضها عيني عينك ..
كانت غاضبه ألحين اكثـر من قبـل , ومجروحه اكثـر من قبل .
على الرغم من التعب اللي غمرها باليوم كله , أول ما ادخلت لغرفتها توجهت لشنطتها , وافتحتها ..من غير لا ترمي عباتها أو لفتها اللي غطاها فيهم خالد بعجله قبل لا يطلعون من الفندق .
خالد دخل بعدها للغرفه .
وقف عند الباب للمره الثانيه اليوم يصيدها بنفس الفعل مع اختلاف الحقيبه
لما شاف اللي تعمله ماصدق اللي شافه , تصرفاتها مو معقوله ابدا ..
تأفف بغضـــب , وتعــب , وقرب منها بهدوء , وحملها من الأرض , هالأنسانه راحت تذبحه ,و تجلطه قريب ..
اشهقــــت , ولكن بعد ما استوعبت اللي كان قاعد يسويه , بدت تضربه على كتفيــه .
وقالت بصوت مليان تعب “هدني ..”
ما رد عليها
كانت تحرك ايدها ورجولها عشان تفلت منه , ما كانت راضيه تستكيـن .
” هدني , هدني “
…..
” خالد هد ايدي , هدني “
وحطها على السرير , حاولت تقوم , عشان تبي تكمل شغلها , لكنه حط ايده على كتفها بصرامه , واهو يشد على فمه بتعــب وغضب مكبـوت , خلاها تقعد مكانها .
وبهدوء , لكن بصرامه , بدا يشيل اللفه , وينزع العباة بحركات سريعه , ودفشـه .
” وخـر عني , اي , اي , قاعد تعورني ” خالد ما كان بالفعل يؤلمها , لكن اهي ألحين ما تبيه يقرب منها !
ما لقى لها بال ..
نزل عند ريولها وفصخها جوتيها , ودلاقها بدفاشـه مؤلمه..
واهي تحاول تبعد عنــه , وتقـول بتعب ” خالد ..وخــر , هد ريلي , اي , اي “
لما نزعهم قام من مكانه وقال بهدوء وبجديه ما كنها كانت تكلمه ” تبغيني اساعدك بباقي اهدومك , ولا تقدريـن تنزعينهم لحالك “
شافته من غيـر كلام , لكن بغضـب ..
لما شاف سكوتها على طول تصرف .
” انا بالخدمـه يا اميـره “
مد ايده عشان يشيل البلـوزه ..
لكنها بعدت وقالت بتعب ” لأ اقدر , أقدر , خلاص “
أول ما قالت هالكلمه , تركها .
وراح جاب لها بيجاما ..
وعطاها اياها , واهي ساكتـه ..
كانت فعلا تعبانه , لكنها غاضبـه بعد , والغضـب قاعد يقـودها انها تعاند .
تحركت من مكانها واهي حاطه ايدها على ظهرها بطريقه غير شعوريه قالت ” ابي أروح الحمام أول “
لكن هالحركه ما فاتت على خالد .
قال بهدوء وبكل صدق ” انا راح اكون قريب من الحمام ان كنتي تبيغيـن شي قولي “
هه لو شنو ما راح اقول لك ..هذي كانت فكرتها بعد ما اسمعت عرضه .
مشت بقربه , وراحت للحمام .
كانت فعلا تعبانه ..
بعد ما اطلعت شافته واقف قبال الحمام , كان اهو مغير ملابسـه , ولابس بيجامته , كان شكله قمة بالرجوله .
وبعدين شافت اجناطهم على الأرض مثل ما اهي طلعتهم , كانت متنرفزه منه , مو اهو يبيها تروح , ليش ما رضى انها تحط اغراضها .
اما خالد فلحق نظرتها ..للعفيسه اللي عند الكبت .
وقال بهدوء ” انا راح اقول لساره تحضر شنتطتك بكره , انتي بس ارتاحي ألحين “
لفت عليه بقسـوه , وقالت الشي اللي كانت حالفه انها ما راح تقوله ” وتظن اني راح اكون سعيده انها تعرف انك طاردني “
انا غبيه ألحين راح يدري اني متعلقه فيـه , وبجنــون , مو كافي تصرفاتي قبل نزول الدم .
صر على اسنانه بقـوه ..
هو طاردها !؟ , هالحرمه كيـف تفكــر مو عارف !!!!!!
وقال بصرامه ” انا ما طردتك …”
ما قدرت غيـر انها تقاطعه ” عيـل شنو تسمي ..”
بأحباط من الوضــع وبنرفزه قال ” يا ليــــــــــل ما اطولك ” قرب منها , اما اهي فضيقت عيونها بتعجب من تصرفه ..
ان تركها لحالها فهو متأكد انها ما راح ترتاح , ولا راح تخليـه يرتاح ما عاد فيه يتناقش ..ألحين
وبسرعه شالها , من غير اي اعتبار لأي شي ثاني , اما اهي فكانت تضرب كتفه , وتقاومه ” وخـــر عني ..”
اهي , واهو يحتاجون راحه ..
من شكلها فإهي مو ناويه ترتاح فلازم يجبرها على الراحه ..
حطها بالسرير , وأستلقى معاها
حست اهي براحه , لأنها فعلا كانت تعبانه لكن هذا ما منعها انها تقـول بغضب ” انت شلون جذي تتصرف “
قال بعد ما ضمها بقوه اكبر , وهمس بأذنها بشكل حاسم , ومتعب ” بس ..اششششش ..ولا كلمه ..ولا حركه ..” وبللهجة يأس قال ” خلينا ننام “
وقفت مقاومتها ,جنه كلمته وعت فيها شي ….
صح فعلا اهي تبي تنام , تعبانه .
اول ما نطق الكلمه (ننام ) , حست جنه قال كلمه سحريه , عيونها بدت تنعس من غيـر شعور ..
وانسحب منها كل الغضب اللي كانت حاسه فيه .
شافت عيونه ..وقالت بهمس ” ننام !! “
قال ” ايــوه .. ننام ..”
واهي ردت عليه بنعاس مفاجئ وبطفـوليه , وعيونها تسكـر من غير اراده , واهي تجاهد عشان تفتحها ” انا ابي انام ..”
مها يمكن كانت راح تقاوم النـوم لو ما رغبتها الأساسيه بأنها تنعم بدفى احضانه لمره أخيـره , باجر راح يوديها لبيت ابوها , اما اليـوم فإهي تبي قربه , والنوم عذر زين !
ابتسم بحنان لا شعوري بعد ما ضمها لصدره بصوره اقوي ” وانا بعد ابغى انام “
بعد ما شافها تغمـض عيونها , تنهد ..
مو عارف كيـف يتصرف بالأيام الجايه , كل تصرف يقوم فيه لازم تفسره بطريقه سيئه , ما يدري متى راح تثق فيـه .
كان غاضب من نفســه ومنها بصـوره خيـاليه .
الخلاف اللي كان قبل خروجهم للمستشفى كان فاتح للجروح ومؤلم بقوه .
لف نظراته عليها , كانت نايمه بين ذراعيه بسكيـنه , يمكن هو بعد لازم ينام !
اهو نفسـه ما توقع انه اول ما غمض عينه , نام !!

عمر :

ما كان يغفي خمس دقايق إلا ويصحى من انشغال عقله باللي راح يصير باجر ..
ما يدري شنــو راح يصير عليهم بالمستقبل , وهذا مخليه غير مستقر بنومته .
بعد ما صحى اخر مره لصلاة الفجر , وساعدته الممرضه على الوضوء وصلى , عجز يرد , ينام .
بدا يشوف النافذه اللي على يساره .
كانت مفتوحه .
وبدا يدخل النور بهدوء للغرفه كلما مرت الدقايق , وكان اهو مستغرق بالمنظر , وبذكرياته الجميله , والتعيسه معاها .
كان مشتاق لها , وبنفــس الوقت يحتقــر نفسـه لشـوقه لها ..
اهو ما يحبها ..
مل من نفســه من كثــر ما كرر على نفســه هالكلمه ..
لما صارت الساعه 8 الصبح , وعى من ذكرياته على صوت فتح الباب بهدوء , كانت الممرضه يايبه معاها الفطور , ولما شافته صاحي , قالت له بأبتسامه ” عمر , ما نمتش ؟! “
رد على ابتسامتها بأبتسامه رسميه وقال ” اممممم”
بعد ما جابت له الطاوله وحطت له الفطور , وقفت تكتب شي على اللوحه اللي على فراشه .
وشافته وقالت ” انا حاسه انو في حاجه متغيره فيك النهارده .”
كان قاعد يلعب بالأكل , يوديه يمين ,ويرده يسار من غيــر شعـور.
وقال بعدم اهتمام حقيقي ” شلون ؟!!! “
كملت شغلها حوله , واهو ما اكل , حاس انه ما يقدر ياكل واهو يفكر بكل انواع التفكير .
” ما اعرفــش , لكن في حاجـه “
وقف لعبه بالأكل وتسند وشافها بنظرات قـويه يتابع شغلها بالغرفه .
وقال اللي راح يصير اليـوم , عشان يشوف ردة فعلها ..
” راح اتزوج اليوم “
ضحكت بصدمه و وقفت عملها اللي كان بيدها .
” حإيإي يا عمر …مش معأول ..حتتجوز هنا , بالمستشفى “
لفت على الغرفه , اللي كانت من اكبر الغرف بالمستشفى , لكن مهما كان فإهي غرفة مستشفى !
هز راسه بتأكيــد .
اما اهي فأستغرقت بالتفكيـر ..
وبعدين قالت له ” معرفش أأول ايـه لكن مبـروك “
ابتسم .
على شـنو تباركيـن لي على دخولي للمجهول ؟
وقال لها قبل ما تطلع ” التليفون لو سمحتي ” سكـــت وحط ايده على ذقنــه وبعديــن كمل الطلـب ” والمنظــره وموس حلاقـه “
” اكيــد “
بعد خمس دقايق وصل له طلبــه .
شاف الساعه بتوتر وبعديـن اتصل على صاحبــه , ما يقدر يبقى بروحـه إلى وقت الملجه , لأن الأفكار قاعده تييبـه وتوديــه .

خالد ومها :

خالد قعد على صـوت تليفـــــونه .
ما كان له نفــس يتحرك , ضم مها اكثـر لجسمه وخبا وجهه بشعرها .
بعد ما قام لصلاة الفجـر جا له النوم بصعـوبه , وهو ألحيــن يبغى ينعم بوجودها بحضنه وبدفاها إلى ان يضطر انه يوصلها لجدها .
حاول يرد ينام ..وفعلا غفى شوي لكن الرنيــن استمر , وهذا ادفعه انه يرد على المكالمه .
وقال بصوت خشن من النوم , واهو مغمض عينه ” ألو ..”
” خالد , تقدر تيي ألحين للمستشفى “
اجي المستشفى …ألحيــن !!
مين هذا اصلاااا !!
” مــن انت ؟ “
بنرفزه قال عمر ” يعني منو انا !!!, صحصح معاي يا خالد , انا عمر “
صحيح هذا عمر !
وقال ” كم الساعه ألحيــن ؟ “
غمض عمر عيونه , وحط ايده عليهم بتوتر وبعدين قال ” اممم الساعه 8 ونص , قــوم تعال للمستشفى “
” ألحيــن , ضروري “
بكل سخريه قال عمر ” اي ضروري , لأني بتــزوج “
عمر , ما قدر يمنع ابتسامه الأستهزاء من الذات اللي انرسمت على شفايفه .
خالد لما سمع الكلمه , كان مثل اللي انكت عليه ماي بارد ..
فتـح عيــنه بقـوه .
وعدل قعدته بهدوء , واهو مو مصدق اللي يسمعه .
” تتزوج ! “
عمر ما كان يبي يناقش احد بقراره , صعـب عليــه ألحين المناقشـه , يبي بس يسترخي من غيـر لا يشغل عقله بعواقب فعلته .
” خالد لا تناقشني بالموضوع , بعد اشوي , ابيك تكون معاي , وابيك تكون شاهدي “
خالد ما كان مصدق اللي مقبل عليه عمر , يعني معقـول , ما تعلم من المره اللي فاتت , وألحين يبغى يتزوج حي الله وحده .
” انت من صدقــك يا عمــر , تتزوووووج “
مها صحت على صـوت زوجها , يتكلم بأنفعال مع احد ..
افتحـــت عينها بنعاس , منــو راح يتزوج !!
قال بلهجه قـويه ” اي اتــزوج خالد اشفيــك “
ما في احد راح يغير رايه بالنسـبه للزواج ..
ريم راح تكون له .
ما راح تكون لشخص مثل فيصل , أو غيره
خالد ,قال بلهجه قاسيـه ” انا ما راح اشارك معاك في تدميـر حالك للمره الثانيـه “
مها كانت تسمع خالد …منو قاعد يكلم …منو اللي راح يتزوج , ومنو اللي راح يدمر حاله للمره الثانيه .
عمر قال ببرود ” ما في تدميــر ولاشي يا خالد , تعال ابيك تكون شاهدي “
قال خالد بعصبيه
” ما راح اشارك بزواجـك من سمانثا “
اهني مها تحركت من مكانها , واقعدت , وشافت نظرات خالد تنتقل لها , لكن ما اهتمت إلا انها تفهــم
عمر راح يتزوج الشقرا !!!
راح يذبح ريم .
عمر اهني ضحــك ” ههههههههههههههههه , سمانثـا !!! ومن قال اني راح اتزوج سام , اقـولك راح اتزوج تقـولي سام !! “
عقد خالد حواجبـه بأستغراب وقال ” اجل ميـن ؟ “
كان مها فعلا خايفــه , على صاحبتها !
تصرف عمر راح ينهيها .
” ريم “
خالد عدل جلســته اكثـر ” ريم … راح تتزوج ريم !!! “
مها لما اسمعــت الخبـر على لسان زوجها , انصدمت , لكن بنفــس الوقت كانت سعيـده , كانت مبسـوطه .
بس شلـون يتزوجها واهي خاطبه !!!
عمر رد ببرود لأنه تذكر اللي صار امس ” انفلت الخطبـه امس , وانا خطبتها , والزواج اليــوم “
خالد منع نفسـه من الأبتسام لأجل ما يحس فيه عمر .
عمر تحرك بسرعه هالمره , خطبها , وراح يضمن انها تكون له بتحديد موعد زواج قريب .
وجاهد خالد نفسه عشان يقول بجديه ” إذا الموضووع كذا , راح اجي ان شاء الله “
خالد بعد ما انهى الأتصال , كانت الأبتسامه على وجهه وقام من مكانه ..
مها تابعت تحركاته , واهي الفضول بيذبحها , لكنها زعلانه منه , ونومها بين ذراعيـه امس كان من التعب , مو من رغبتها بهالشي ..
تابعتــه واهو يتحرك بالغرفه , يفصخ بلوزته , ويطلع اغراضه من الجنطه ..
واعرفت الجـواب على سؤاله امـــس بصوره مؤكده ألحيــن !!
( يعني انت راح تتركيــني ان استمريت مع سمــر )
ما تقدر تستمر ..ما تقدر ..
اهي تحبــه حب ما يسمح لها بمشاركته مع غيرها ..
صدمها جوابها لنفسها ..
لكن خلاص اعرفت قرارها ..

بعد ساعتيـن تقريبا :

كانوا مع بعض بالسياره , واهي ما كلمته طول اليـوم , ولو كلمه بسيطه , لكن كانت تكلم السـواق طول الطريق , تسأله عن البنايات اللي يعجبـونها , تسأله عن اشياء شايفتها بالأفلام المصريه هل لازالت موجوده ولا لأ .
كانت تحاول بهالطريقه انها تبعد تفكيرها عن القرار اللي اتخذته ..
اما خالد فكان صامت , وكان يطق رجله بأيده ..
لما وصلوا للعماره اللي فيها جدها , نزلت , وهو نزل معاها ..
وكان شايل الجنطه والهاند باق حقتها .
ما اركبت الدرج , توجهت للأصنصيـر على طول .
كانت متضايقه من خالد , ومقرره انها ما راح تكلمه ..
اما خالد فالنار راح تذبحـــه ..واهو ماسك حاله بالقــوه , لا يصرخ عليها من كلامها مع السواق ومجاملتها له .
ادخلوا للمصعد , واهي حاسه بنظرات خالد عليها .
لفت عليه و خلت عينها بعيــنه وقالت بجديه ” تصدق , اظن ان معاك حـق , اريح لي اني اكون بعيـده عنك بالوقت الحالي “
وطلعت من المصعد , من دون ما تشـوف ردة فعله على كلمتها ..
خالد كان على شفا حفـره من انه يسحبها , وياخذها معاه للفندق ..
وبلاها الراحه اللي هي مو فاهمه انه يبغاها لها .
امس تقول انه طاردها , واليوم تقـول انها راح تكون مرتاحه من غيره , هذا غيــر سوالفها مع الســواق اللي كان مبسـوط من كلامها معاه ..
الله يقطع الساعه اللي قررت فيها نجي لمصــر
لفت عليه وقالت له ” منت ياي ؟ “
كان واضح عليه الأستغراق بالتفكيــر , تتمنى انه يفهم قصدها من كلمتها
شال الجناط ..
وقال بقوه ” إلاااا جاي “
حكم عقلك ياخالد ان كنت تبغى تفقدها للأبد خلها عندك بالفندق , أثنينكم على اعصابكم , وبتذبحون بعض , وأكبر مثال اللي عملته امس بعد ما ارجعــوا من الطبيــب .
لا اهتمت براحتها ولا حاجه …
طقــوا الجرس على شقـة سعـود اللي افتحتها وحده من الشغالات اللي يشتغلون الصبح لتنظيف الشقه .
وبعد اشـوي طلع لهم ابوها سعـود من الغرفه ..
أول ما شافهم , وشاف الجناط , عقد حواجبـه ..
وقال بصـوت صارم ” اشصايــر ؟؟ “
توجهوا له , اثنينهم , وسلموا عليه ..
لكن اهو واضح عليه الغضب .
والظاهر ان عمه سعـود لاحظ هالشي , لأن حواجبه انعقدوا بصـوره اكبـر .
مها تحركـت وراحت للغرفه الأضافيـه اللي بالشـقه ..
وقالت بلامبالاة ” مو صاير شي , انا بس تعبانه , وبنام عندك “
كانت حاسه بالدموع تتكون بعيونها ..وما تبيهم يشوفونها
ادخلت الغرفه , من غير لا تسلم على خالد , اللي ما راح يشوفها طول اليوم .
لف سعــود على خالد , اللي كان قاعد ويناظر الباب اللي دخلت منه مها , بنظرات غريبه ..
ولما حس بنظرات عمه سعـود , لف وقال ” اللي قالته صحيــح ..هي تحتاج للراحه ..وعندي مهي قادره ترتاح ..فقررنا انها تجي لهنا “
تسـند سعـود على القنفــه , وقال ” ويهك يوحي انك ما كنت موافق على هالشي ! “
ابتسم خالد بأستهزاء ” ماني موافق , إلا موافق انا اللي مقتـرح الفكـره “
ابتسم سعـود ” وندمت عليها صـح ! “
غيـر خالد الموضوع وقال ” عمي , متى راح نروح لعمر ؟؟ “
ما اصر سعـود على الموضوع , لأن واضح على خالد انه مو طايق الهدوم اللي عليه ..
وقال ” ننتظر حمد ,يخلص ترتيباته , ونروح مع بعض “

مها :

عشان تتعامل معاه عادي , وجنها مو مهتمه , تطلب كل قدرتها على السيطره على نفسـها .
راح تموت … تدري انه الفرقا راح تموتها ..
انسدحــت على ظهرها بالفراش براحـه ..
صارت تتعــب حتى لو المشي كان بســيط ..
فكـرت انها ودها تروح لريم ألحيــن بالشـقه وتعرف شلون صار الوضع , واشصار عليها , وغيره من الأسئله اللي ماليه عقلها ..
خاصه بعد ما انتبهت إلى وجود مكالمه لم يرد عليهاعلى شاشة موبايلها ..من ريم
إلا انها ما حبت تتصل عليها قبال خالد !
وفجأة سمعــت صوت الباب ينفتــح , ابتسمت احسن ابتسامه تقدر توفرها بهالظروف , توقعت ابوها سعـود , لكن لما شافت اللي دخـل , شالت الأبتسامه من شفايفها ..
وشافته بنظرة (نعم ..)
شاف تغيــر ملامحها , لما شافته ..
وحاول يقنع نفســه (ان هالشي مو مهم وعادي , وش فيها يعني ان عكرت وجهها لما شافتك ! )
وقال بهدوء ” انا رايح ألحيــن مع ابـوك سعـود للمستشفى “
صدت بنظرتها عنه , وبدت تشوف الطوفه ,و ردت عليه بعدم اهتمام ظاهري ” اوكي “
ما عاد فيها تشوفه ..تبيه بس يروح ..
لاحظ عدم اهتمامها ..
واغتاظ !
” تبغيــن شي قبل لا نطلع “
هزت راسها بالنفي ..
واهو راح مع ابـوها سعــود .
لكن فكــره كان معاها , وبقلة اهتمامها , وللمره المليـون يفكر بصحة قراراته .
اتصــلت على ريم ..
واتفقوا ان مها تجي لعند ريم تحت , خاصه ان ريم هي العروسـه !
لأنها تبي الرفقه تحركت وانزلت لعندها

سمر بالمستشفى :

اليوم هو اليوم اللي راح يتلقــون فيــه نتائج التحاليــل .
ملاحظــه على امها بدريه التـوتر .
خالتها موضي وساره معاها ألحين , واهي حاسـه بالأطمئنان لوجودهم .
اما هي وابوها فكانوا جالسين بمكتب الدكتـور
ينتظرونه ..
توترهم كان واصـل لدرجه انهم ما تكلموا مع بعض طول فترة جلوسهم .
ولما جا الدكــتور فعيـونهم ارتفعت له , وتابعت كل حركاته .
وانتظروا نطقه بالنتيجه..
كانوا يناظرونه بترقـــب ..
الخـــوف مالي القلــوب ..
جو الغرفه كان ثقيــل مرا
خاصه ان الدكتور ما كان مبتسم لهم , وكان باين عليه التركيز بالأوراق اللي بيده .
عدلت سمـر جلستها بخــوف .
يلااا يا دكتــور …تكلم !
عدل الدكـتور نظارته ..
قلب الأوراق , يميــن …يسار .. رجع لليميــن مره ثانيــه ..
وبعدها رفع وجهه لهم !
كانوا حابسيــن انفاسهم ..
جلس على الكرسي
قال بهدوء ” التحاليــل اسبتت انو المدام عندها ورم ! “
هي شهــقت..
حامد شحــب لونـــه ..
الدكـتور لما شاف وجوهم , وعرف انه التعبير كان مخيــف , تدارك نفســه ..
” ما تخافــوش الورم حميــد “
تنفســوا اثنينهم الصعداء , لكن مو قبــل ما تنزل من عيـون سمر دمــوع متـوتره ..
حامد كان يشوف الدكــتور بنظرات غضــب ..
لكن ما تكلم ..
كان مشغــول بضم بنته اللي كانت تصيــح من الصدمه .
الدكتــور توتر وبعديــن قال ” معليــش انا اســف …مثل ما أولت المدام فيها ورم حميــد في منطقة الأمعاء , وده اللي بيسبب لها حالة عدم الشهيـه , وبالتالي التعــب ..والشحــوب “
كمل الدكـتور بعد ما تلقى اي ردة فعل ” لازمها عمليـه , لكن العمليه حتكون بسيطـه , مش حتاخود مننا غيـر ساعتيــن بالكتيـر “
بعد خروجهــم من عند الدكــتور , كانوا أثنيــنهم صامتيـــن .
سمــر كانت سعيــده من ناحيــه امها .
لكن جانب منها كان متـوتر لأن ساعة الحقيقه وفسـخ الخطبـه قرب ..
خالد راح يكون حـر .
ما راح تكون زوجة الرجل اللي الكل يحلم فيـــه .
انتهى حلم امها هنا .
وبالتأكيــد انتهى الحلم اللي كانت تحلم فيــه لفتــره .
ادخــلوا لغــرفة امها .


ريم ومها :

مها منسدحــه على الفراش بغرفة ريم , تسمعها تقــول لها بالتفصيــل الممل الحدث اللي صار مع فيـصل من وقت قابلته عند المصعــد , إليــــن الإتصال , ثم اخر شي ابوها امس و اللي قاله ..
اسكتوا للحظات ..
كل وحده تستوعــب غرابة وسرعة جريان الأحداث ..
وكل وحده فيهم فرحــانه ..مها فرحانه لأن ريم خلاص راح تكون مع عمر ..وريم نفــس الشي فرحانه انها راح تكون مع حبيبها ,واخوها , وابوها ,و كل شي بدنيتها ..
بعــدت ريم شعــرها عن وجهها وقالت بتردد ” مها ..ابغى اسألك سـؤال ..اممم ..يعني …ممكن “
مها كانت حاطه ايدها على بطنها , توتر ريم أثار استغرابها , وخلاها وقالت ” اكيـد ممكن , سألي ! “
ريم هدت شعرها بحيث غطى وجهها وقالت بصوت مخنــوق ” امممم ..نـ ..اه ه ه ه نـوره “
مها استغربت من عمرها اشلون ما توقعــت هالسؤال , اصلا كان المفروض تتوقعــه بفتره اقرب من جذي .
ابتسمت برقــه لريـــم ..
يا قلبي انتي يا ريم , اكيــد كان السؤال يذبحــج طول هالفتــره ! , وانتي كاتمه , ومتصبــره ..
حســت بالدمـوع تتكون بعيـــنها ..
غمضــتهم , بتلقائيه رغبه منها بأخفائهم , و منعهم من الخروج ..
وبعديــن افتحتهم للأنسانه اللي جالسه قدامها , واللي امنزله راسها وتناظر اللحاف , وتلعب فيــه
سمــعت صـوت ريم يقـول بتوتر ” انـا ما ابـغى اعرف شكلها , أو صـوتها …” وارفعت راسها , حركت براسها لأجل تبعــد شعــرها الطويـــل وقالت ” انا طول الفتــره اللي مضــت كنت افكـر بهالشي , كيف هو شكلها , كيف جمالها , هي اجمل , ولا انا ……اما ألحيــن فاللي ابغى اعرفه هو عمر “
وغمضــت عينها كنها انطعـنت لما فكـرت بعمــر مع هالنـوره الشخص المجـهول ..
ونزلــت دمعــه من عيــونها لكن كملـــت ” عمر اش شاف فيها , وشهو اللي اعجبــه , وشهـــو اللي لفت نظــره لها , هل يحبــها , يفكــر فيها بعــده , ولا …ولا لأ …”
وفجــأه قامت من مكانها , وعطت مها ظهــرها , وطلعت صــوت من حنجرتها تعبيــر عن غيظها , وغضبها من حالها ..
” أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ “
ولفت على مها بعديــن وقالت ” ما ني عارفــه كيــف اتصــرف وهالأسئله ماليــه عقـلي , تذبحني يا مها , تشــب النار بصدري ..”
بعديــن كنها استـوعبــت ان اليــوم ملكتها قالت بعد ما خذت نفس عميق ” سوري مها اقلقتك معاي .. ما في داعي ترديــن .., انا المفروض اكون ألحيــن مبسـوطه بملكتـي “
مها جــنه ريم ما تكلمت , قالت ” اسألتج ما اقدر اجاوب عليها “
ريم رفعــت راسـها , وابتسمت ابتسامه مصطنعــه من النار اللي ذابحتها ..
وقالت ” انا قلت لك اني ما ابغى اجــوبه خلاااص “
هــزت مها راســها وقالت ” لأ اسمعيني للأخــر .. ما اعرف لأن عمر بعد ما …بعد ما انفصلتـوا ..تغيـــر ..”
شافت ويه ريم اشـلون تغيــرت ملامحــه لحــزن عميق .
وكملــت ” تغيــر وايــد ,ما قام يتواصل معانا ذاك الزوووود , شفتي شغلـه قبـل شلون كان كثـير قبل انـ ..انفصالكم .. بعده , صار اكثـر بكثـير , بعد عني , بعد عن خالد , ما قمنا نعـرفه , ببساطه ما قمنا نعرف مشاعره …..ريم لا تفكرين بهالموضوع فكري بحبج له وبس , الماضي راح يتعبج “
تأملتها ريــم ..وجنها قررت انها بالوقت الحالي تأجل التفكيـر التعيـس
انسدحــت قرب مها و قالت وصوت الأبتسامه واضح من كلامها “خلاص خليـنا نتكلم عن شي ثانـي ..عن الأشياء السعيــده ..عن ملكتي …عن مشاعري تجاهه ..أه ه ه ه ه ه اعشــــقه يا مها …حقيقي اعشـــقه …احــس بقلبــي ينبـض بحبــه ..”

عمر :

قباله الأوراق ..
جدامه العقــد ..
حـاس بالعيـــون كلها عليـــه ..
كلهم ينطرونه ..
الشهـود وقعــوا .
عمه حمد (وكيـل العروسـه ) وقع ..
وباقي اهو ..
هذي الورقه ما تعني شي , بالوقت الحالي ما تعني شي ..
لكن بعد ما يحط توقعيــه فريم راح تصيــر حلاله للمره الثانيـــه .
يبي يطــول بهاللحظات , يبي يحفـظ كل فعل ســواه بذاكــرته من هاللحظه لي لحظة وفاتــه ..
مشـاعره تجاهها قاعده تضربــه من الداخـــل بالمكان اللي اهو حابسها فيه ..
لمدة 3 سنوات ..
مو وقتــه تطلع هالمشــاعر ألحيـــن , ابد مو وقته ..
رفع ايده لأجل يشغـــل حـالـــه ..و وقـــع ..
رفـع راســه بعد التوقيــع وألتقت عيــنه بعيــن عمه حمد ..
كانت نظره من رجل لرجـل ..
كل واحد فيهم وجه كلمته للثاني من غيــر كلام ..
كانوا حاسيــن انهم لوحدهم بالـغرفه .
قطع تواصلهم سلام خالد عليه , مباركتـه له ..
وسلام سعــود على حمد , ومباركتـه له ..
كل واحد فيهم حمد وعمر عرف شنـو يبي الثاني منه ..
لكن هذا ما منع حمد انه يشدد على كلمتـه بأنه يقرب اكثـر من عمر , ويمسك ايده بمصاحفــه واهو يقول ” بنتي امانه عندك , حافظ عليها “
اطلعــوا الكـــل وبقى عمر , وخالد ..
كل واحد فيهم مستغــرق بأفكاره ..
عمر بريم , اللي صارت له , اخيـــرا , صارت فعليــــا له , وده يحــتفل , وده يصرخ من الفرح ..
لكن ..جانب منه قاعد يذكــره باللي ســوته من ثلاث سنــوات ..
هذا الجانــب كان قاعد يذبح فرحــته
خالد , كان حاس بالفرح لصاحبــه , الحمدلله , انه اخذ اللي كانت في باله , اخذ حبيبته اللي فراقها غيره على الكل .
عقبال ما نجتمع انا والعنيده , على خيــر ..
اخر شي ابتسم خالد , وطلع منه صـوت كالضحـكه ..
عمر لف عليــه ..واهو رافع حاجب ..
” عمر نلـــت اللي تبغاه , ريم حرمتـك مره ثانيــه “

حمد :

ما اتصـل على بنتــه , ولا كلمها , انتظر إلى ان وصـل الشقـه ..
لما دخــل نادى على الشغاله نعيـمه وقال لها ” روحي نادي على ريم ,وقولي لها اني انتظرها بالمكتب “
ريم كانت بعدها مع مها يتكلمون بكافة الأمور , ما عدا عمر , و خالد .
لما ادخلـت عليـهم نعيــمه , وقالت ” سي حمد عاوز يتكلم معاكي دلوأتي “
عضت من غيـر شعـور على شفايفها , وحــست بالخـوف , معقـوله انلغى الموضوع ككل ..
اما مها فقامت من مكانها , وقالت ” ابيــه فشـله , ابــوج ياااااا , وانا عندج “
ريم امسكــتها وقالت ” لا مها , لا تروحيــن , لا تخليني “
لمتها مها وقالت ” لأ جد انا مضطــره اروح , وبعد ما تخلصيــن من ابــوج كلميني , انا هالأيام بنام بشقة ابوي سعـود “
ريم شافتها بنظرة استغراب ” ليــه ؟؟؟ , مها …”
لفت مها ويهها وافتحــت باب الغرفه وقالت ” بعديــن يا ريم , بعدين نتكلم “
مشــت ريم مع مها للباب , وصلتها لهناك , و ودعتها .
أحليــــن بعد ما صارت لحالها بالشقه مع ابــوها ما تقـدر تنكـر توترها وخوفها من سبب جيـته , وطلبـه لمقابلتها ..
ادخلت المكتب , وشافت ابوها جالـس , قربت , و وقفت عند الكرسي اللي جالس عليـه ابوها وقالت بهدوء ” يبا طلبتني “
رفع راســه وقال لها ” مبــروك “
حســـت بوجهها يصير احمـــر ..
حســت بالحراره بوجهها …
صاروا لبعــض , ألحيـــن هو حلالها , زوجها ..
رفعـــت ايدها لخدودها , تحاول تبردهم .
وبعديــن قالت ” الله ..الله يبارك فيــك يبا “
سكــتوا ..
كل واحد فيهم يحاول يتواصل مع الثاني ..
لكن ولا واحد فيهم عارف شيقول للثاني ..
وبعديــن تكلم ابوها ” ريم مهرك , تحــول لحسابك “
هــزت راسـها , وكانت بتقـول ماتبي مهر , ما تبي شي غير انها تكون مع عمر , لكن اسكتت
بتوتر غيــر معهــود قرب منها ابوها وقال ” ريما “
رفعت راسها للأسم اللي ابوها وقف عن نطقــه من فتــره طويله .
” تدرين انك تقدريــن تعتمدين علي دايما , انتي بنتي “
كانت تنتظر هالكلمه من زمـــان , من فــتره طويــله ..
الغريـــب انها ألحيــن لما اسمعتها ما كان لها نفــس التأثيــر اللي ظنــته ..
كان ودها تصـدق ابوها ..
خاصه انها كانت تنتظره ..
لكن بداخلها خافـــت تصدقــه .
بعدت عينها عن ابوها , بصد واضح , لكن غيــر مقــصود .
حمد لاحظ اثر كلمته عليها .
مشاعرها المتلاحقـه
الأستغراب
الصدمه .
خيبة امل .
الصــد .
نزل راسه بهزيــمه .
تنهد , بحراره , وتعـــب .
وهالشي نبـــه بنتــه , اللي رفعت عينها , و شافــت وقفته , وتعبه الواضح .
تحرك من قدامها وراسه للأسفـــل ..
شكله كان معبــر بشكل واضح على الهزيــمه ..
ابوها والهزيــمه شي متناقض .
معقــول ..
تحرك احساس بداخلها ودفعها بعــنف انها تقــول ” يبا … “
احساسها يقــول ان ابوها اتخـــذ الخطــوه الأولى ..لازم عليها اهي ألحيــن انها تاخــذ الخطـوه الثانيه ..لأنها ان ما عملت هالشي بكل بساطه راح تفقــد ابوها .
راح يظلون اهي و وابوها طول عمرهم بعاد ..
وهالشي يرفضــه قلبها بكل قوه ..
لفت عليه و واجهته ..” انت تقــول اني اقدر اعتمد عليــك ..”
شافها ابوها بلهفه غيــر مقــصوده وهذا قطع قلبها ..
نزلت عيــنها للأرض , مو متعـوده تشـوف ابوها جذي , وما تبي تتعود على هالشي ..
وقالت ” في واحد …” ما تدري ان كان تصرفها صح و لا لأ , لكن اللي تعرفه ان حدسها قاعد يقـودها انها تقــول اللي راح تقــوله .
” في واحد يضايقني برسايله صار له فتـره ..”
” يضايقك !! , يضايقك كيــف ! “
احمر وجهها .
وابوها حــس بالغــضب , لكن تمالك نفســه لأنه لاحظ انها ترقب تعابيره بحذر .
عرف قصدها ..
لما اهي لاحظت انه ما قال شي , ولا تحرك من مكانه .
هاللحظــه هي اللي راح تحدد علاقتهم بالمستقبل ..
اثنينهم كانوا يناظرون بعـض .
وبلحظه قال ” عطيــني رقمــه “
خذت ريم نفــــس عميــق , دخــل لصدرها برجفـــه ..
ابتســـمت برجـــفه ..
وبهدووووء تام قالت ” حاضر يبا ..”
هذي خطـوه للأمام ..

مها :

كلما مشـــت على ريولها , لازم ترد تنسدح على ظهرها لأجل ترتاح ..
خلاص بس تــوبه , ما راح تتحرك ابداااااااااااااا .
ريم , تعيش مع شبح بالماضي , واللي اهو نـوره .
اما اهي فتعيـش مع شبح لكن عايش
هل كانت تقدر تستمر معاه واهو مع سمــر …..لأ صعــب عليها .
لأنها تحبه ..وتموت عليه , فراقها عنه ارحم لها ..
ما تبي ترتبط معاه اكثــر , واكثــر
مشاعرها متعلقه فيه بصوره اهي ما كانت متخيله انها ممكنه ..
واهي متأكده انها ألحيـــن ان استمرت اكثـر راح تتعلق اكثر, واكثر
هالشي لمصلحتها , ومصلحة خالد , وعلاقتهم بطفلهم بالمستقبل , اي طفل ما راح يتمنى يعيش في بيئه كلها مشاكل , اللي راح تكون نتيجه مؤكده لوجود سمر بينهم
عدلت سدحتها , وفكرت بالكويـــت ..
منو اللي كان يخــش عليها قدومه , و زاد الخلاف ســوء منــوووووو..
المشكله انه من بداية روحتها لبيت ابوها سعـود وذاكرتها مشـوشه , ما تذكر غير انها كانت تبجي , وبغرفتها ..
منو له مصلحه بتفريقها عن خالد ؟
هل المسأله فيها مصلحه ,و لا شي ثاني ؟

عمر :

كان قاعد على الفراش يشــوف اللي حـوله , ينقــل نظره للكل ..واحد ..واحد
الكل حــوله .
أبــوه ..
خالد ..
الشباب اللي بمصـر , بلغهم خالد انه تزوج ..عبدالله , عبدالرحمــن ..
العامليــن بالشركه
رفع نـظره وشاف صبابيــن القهـوه , اللي ما يعرف ابوه من وين يايبهم , اشكالهم غريبه , إذا فكـرت انا احنا بمصــر , بس ابوه ما في شي صعـب عليــه ..
بعد زواجــه , الكل جا يتحمد له بالسلامه , ويبارك له على الزواج بنفـس الوقـــت ..
اخــوانه اللي على كلام ابــوه تلقوا الخبـر , ويايين على اقــرب طياره .
اما اهو فباله مو معاهم ..
يسمعهم يتكلمـــون ..
يبتسمون ..
يضحــكــون ..
لكنه هو مع الناس , وما هو مع النـاس , عقله اقل ما يقال عنه انه غايب ..
رفع راســه وسمع سالفه من عبدالرحمــن , وابتسم بعد ما انتهـــت بعدم تركيـز واضح , وشاف ايده بعدها ..
ابوه فتح له موبايل بنفس خطه السابق بعد ما افقده بالحادث, لأنه العديد من الناس ودهم يباركون له على زواجـه , ويتحمدون له بالسلامه ..
كان يقلب بالموبايل ..
وقف تقليـــب الموبايـــل ..
فتح قسـم الرسايل ..وكتــب رساله سريعـــه :

تعالي لي الليله

وأرسله على الرقم اللي حافظه عدل ..
رفع راسه على دخــول ناس جدد للغرفه .
رجل يعرفه زيــن
ومره !

ريم :

بعد ما سلمت ابوها الرقم , واقعدت بغرفتها بروحها ..
مع افكارها
مع مشاعرها
مع احداث اليـوم
مع كل سعادتها إلا انه في شي منغص عليها ..
ما كلف حاله يتصل , يبارك ..
مهما كان اللي بينهم , لازم عليه يكلمها ..
ما يقدر يضغط على حاله , ويجاملها على الأقل بكلمه ..
سمعت صوت الرساله ..
تضايقــــت ..
تأففت ..
تجاهلته بالأول , لكن بعدين خذته , ورفعــته ..
افتحت الرساله ..

تعالي لي الليله

لا اكثـــر و لا اقـــل ..
ارسل رساله لكن ما يقدر يقول فيها مبروك ريم ..
الأوامر الملكيـــه اصدرت ..
اش بيكون ردت فعله ان قالت له ( ما ابغى )
لكن الواقع وقلبها يرفضون انها ترســل هالرد ..
ابتسمت , على الرغم من الضيق بتصرفه ..
لما استوعبــت جمال الوضع , زوجها عمر , يطلب انها تجي له فكر فيها بهاللحظه هي مرت على باله ..
عمـــر اه ه ه يا عمر ..

ساره :

بعد ما تطمنوا على خالتها بدريه , وعلى صحتها غادروا لأن خالتها ألحين لازم ترتاح ..
اليوم مها راحت ما تدري لوين ؟؟
خالد قال لها تحضر شنطة مها , ما قدرت تشـوفها لأنها كانت بالحمام ..
وخالد ما كان يتكـلم , ما كان ينطـق !
وهي ما تتجرأ تتكلم معاه .
مع كل اللي يسويـه لهم فإهي تخجـل منه , تحسه ابوها اكثر منه اخوها
هل راح تتأثر هي باللي يصير ؟
علاقة مها وخالد ان ما انتهت , وش بيصيـــر فيها ؟
خالتها بدريه , وش بيكون ردة فعلها ؟
(هو) …وش بيكون ردة فعله ؟
ان عرف ان خالد متـزوج ! وحرمتـه حامل !
خايفـــه , ومتــوتره , افكارها مو مستقره !
امها وخالد , ما احد فكر فيها ..
بقلبها , بمشاعرها , حتى لما ازعلت من مها , امها ما فهمتها !! , وهي اللي ظنت انها واضحـه .
يمكن لأن الكل انشغـل بالوضع الجديد ونسـوا الوضع القديم ..
لفت على بدر اللي جاها وقال ” يلا يا ساره , قطعت التذاكر للفيلم “
ابتسمت له وقالت ” يلا “

المستشفى :

لما دخــل الغرفــه شاف عيــون الكل تنتقل له , وللي معاه ..
زحمــــــه …وليـــن ما توقــع هالزحمــه ؟؟
نقــل نظــره بسرعــه بالغرفــه ..
ووقفت عيـــنه على خالد ..من سمــع ان بنت حنان ارجعـــت له ..واهو مغتاظ .. ما كان يبيها ترد له .
التقــت عيــنه بعيــن خالد ..ولاحظ البرود اللي غمر عيــون خالد ..المشاعر متبادله .
لكنه ابتســـم ابتسامه مصطنعـــه , رفع راسه ونزله , بسلام من بعيــد .
تجــنب النـظر لأبوه .
وشــاف اخــوه ..اصغــر اخوانــــه .
بعــد عيــــنه بســــرعه بتوتر , قبل لا تبان مشاعره بعيــونه , ما يقدر يشـوفه اكثــر ..
حــس بالمره اللي يمه متوتره ..
وحس بالناس تشــوفه بأستغراب ..
ابتســم وقال بعدم مبالاة ” تراها مو زوجتــي , ولا حبيبتي , هذي وحده كانت تسأل عن غرفة عمــر “
ودخــل لداخل الغرفه اكثر , وتوجـــه لأبوه بعد ما حط عيــنه بعيـون ابوه وقال ” الســلام عليــكم يبا “
حب راس ابــوه ..
شاف المره تنقــل نظرها بالغــرفه بتــوتر , سمع صـوت اخـوه يقــول ” sam come in ” (سام ادخلي )
عمر كان مركـز علي سام اللي كانت تتلفت بتوتر ومو قاعده تشوفه..شكلها يكسر الخاطر , مثل الطفـله اللي ضايعه بحديقه , وما تدري وين اهلها
واهني قال غانم لعمــر ” اوووه اوووه عمــر طلعــت اتعــرف هالويــوه السنـعه “
غانم حــس بنظرة ابــوه الغاضبــه الموجهه له اهو بالذات ..
لكن ما اهتم ..
و قــرب من عمــر , وحــب راســـه وقال بهمــس ” الحمدلله على السلامـــه , مأجـــور يا أخــوي ” وكمــل ” انا أســف علـ …”
قاطعــه عمر ” الله يسلمـــك ..ما في داعي ..”
عمر تعلم من زمان انه ما يعاتب غانم , ما يشره عليــه , ويتقبله مثل ما اهو , أو بالتغيــير اللي طرأ عليــه ..
لأنه عــرف ان ما تقبل اخـوه مثل ما اهو فراح يخسره ..
ابتــعد غانم ..
وعمر رد يركــز على البنـــت ..وقال ” come in sam ” (سام ادخلي )
عمر كان يدري انها متــوتره , واضح عليــها انها ما كانت متصـوره انها راح تدخـل على مكان كله رياييل .
واهو ما كان بمزاج يهتم فيـه بشنو يفكرون فيه هالرياييل ..
لما وقفت انشغالها باللي حـولها , وشافت اللي يكلمها قفزت الدمــوع لعيــونها ..
عضــت على شفايفـها , وبعديــن راحت له جـري
ورمـــت حالها عليــــه .
وبدت تصــيح ..
طبعا الرياييــل بدوا يتنحنــحــون ..
غانم كان يشــوف الموقف وفيــه ضحكــه
خالد كان يشوف الموقف واهو حاس انه عمر متوهــق
سعـــود كان غاضــب بشده .
عمر ما بعدها عنه على طول , لكن هي ثـواني وبعدين بعدها , وقال وهو قاعد يقاوم ابتسامه ساخـره على الوضع ” it’s ok sam ” ( خلاص اوكي عادي سام)
ابتعــدت عنه لأنها تعــرف ان ما يقــبل الضم , والتقبيــل , مســحت دموعها , واهي فعلا غيــر مهتمه بغيــره , ما جنـه في رياييــل في الغرفــه
ابــوه كان صـوته بارد لكن متماسك ..
” منو هذي يا عمــر “
لف عليــه عمر , وقال بالأنجليزي لأبوه ( اللي يتقن هاللغه ) بكل برود , وهدوء , وعدم اهتمام ..
“Father this is sam one of the nurses who helped us in U.S”
(يبا هذي سام , وحده من الممرضات اللي ساعدونا بأمريكا)
سعـود شافها على طول , كانت نظرة عمر لها فيها امتنان , يعني هذي وحده من الممرضات اللي كانوا مع نـوره ..
انسحـب الغضـب منه بسرعه , لأنه هالمرحله مجهـوله بحياة عمر , وهذي احد الأشخاص اللي كانوا معاه بهالفتره
شاف ولده , شنــو وراك من اسرار يا عمـر , هذي شتســوي اهني بمصــر !!
هل ريم تدري عنها ؟!
عمر كان يشوف سام ألحيــن وقال “sam this is my father ” (سام هذا ابوي)
قربت سام من سعــود واهي تسمح دموعها ..وسلمت عليه بأدب ..
وقالت “nice to meet you, how are you sir ?” (فرصه سعيده , شلونك سيدي ؟)
رد سعـود ببرود ” I’m fine thank you and you ? ” (انا بخير , شكرا , وانتي )
بعد هالكلام اقعدت بمكان قريب من عمــر , بدت تتكلم معاه , وتسأله عن احـواله , الرياييل بالأول كانوا متوترين من وجودها , بس بعدين عادي تقــبلوها بعد ما سعـود , وخالد افتحـوا الحـوار مره ثانيه بطبيعيه .
وخاصه انها مركزه اهتمامها على عمر ..
كان خالد ساكت ألحين ..
وغانم اللي قعــد قرب خالد قال بهمس واستهزاء ” يقــولون ان بنت حنان رجعــت لك , وحامل بعد .. “
لف عليه خالد , ورفع حاجب ” ليـه حاس بنبرتك اعتراض !! “
ابتسم غانم ابتسامه مصطنعه ” اعتراضاتي بأخليها لي ..لكن مبــروك ..”
هذا وش يبي فيــه , قال ايش , قال بأخلي اعتراضاتي لي ..
المفروض ان الأستاذ غانم ما يتعامل معاه بهالطريقه لأن المتضرر , والمنهانه كرامته ..انا .
مو هو.. لأجل يتصرف كذا .
يا هو يذكــره بفــتره كريهه بحيــاته , هو اكثــر واحد يذكـره هالشي ..
ولا… جاي يستهـزأ بعــد ..
بعد خالد نـظرته بعدم اهتمام ” امم الله يبارك فيـك “
و وقف الحـوار عند هذا الحد !
عمر كان مـوزع اهتمامه بين الرياييل وبين سام , اللي ذابحته باهتمامها ..
كان حاس بنظرات الحيـره اللي كان ابوه يلقيها عليـه من الفتــره للثـانيـــه ..
كان ينقـل نظراته بين الجميـع , وحاس جنـه عارف بشــنو يفكرون , عارف زيــن !!
كان واضح عليهم الفضـول لمعرفة هالأنسانه اللي معاه من بالضبط ؟
وشنـو علاقتها فيــه ؟
لكنــه فعلا غيــر مهتم !
جتـــه الضحكـه من سخريه الوضـع ..توه متـزوج , والرياييل يشــوفونه مع غيـر مرته اللي ضمــته جدامهم بعدم اهتمام ..
تســند وسمع غانم يستهبــل على واحد من الشباب , وشاف نظرات ابــوه سعــود المستهجــنه ..
لازم ان اجتمع غانم , وابـوه بنفــس المكان لازم الجـو يتـوتر من سـوء علاقتهم .
فكــر , وسام قاعده تكلـمه ..
ابــوه مو قادر يتقـبل ان غانم غيــر ..
وغانم مو قادر يتقبـل او يتفهم رغبات ابوهم ..
و ولا واحد فيهم راضي يتنازل ..
ابتسم بسخــريه ..
المسـرحيــه بين هالأثنيــن , راح تبدي قريـــب ..
يطــلب من الله انها ما تبدي والرياييل موجوديــن ..كفايه على هالضيوف اللي شافوه بيوم واحد .
تنهد
ولف نـظره على الموبايــل , ما ردت عليــه , هذا شنــو معناه ..هل راح تيي ولا لأ !!
بدا يتكلم مع واحد من الشباب , لازم يتكلم مع سام , مشاعرها بدت تصيـر واضحه , لازم يحط حد عشان ما تتعمق , الظاهر ان التجاهل ما يفيـد , ولا المعامله الطبيعيه تفيد , لازم يوضح مشاعره بالضبط , ويقولها انه تزوج !
سام اللي بالوقت الحالي قاعده تشــوفه بنظرات هيام .

*********

بعد أذان الظهــر , وانصراف الضيـوف للصلاة :

سام ما تحركـت عن مكانها بقرب عمر , اللي صلى بالغرفه , وعلى فراشه اما الباقي خالد , أبوه سعـود ,و غانم فراحوا المسجد القريب ..
لما خلص ..من الصلاة لف عليها , وابتسم بطبيعيه .
قالت له بهدوء ” so ..” (إذا..)
شاف السقف وبعدين قال ” so ..so ” ( إذا…إذا)
ابتسمت له بحــب “” how did that happen ? (شلون حصل هالشي ؟)
مشاعرها بدت تستجيــب لعمر بقوه ..
لقوته , لجديته , حتى واهو مصاب الأصابات اللي تدري انها مؤلمه بقوه , كان هادي , ومجامل ..
لو كان شخص ثاني كان شكا على الأقل من وضعيـته , كان استغل هالفرصه بالتدلل
لكن اهو كلما شاف واحد ساكت أو ما احد يكلمه , كان اهو اللي يبادر بالكلام معاه , ويدخله بالجـو .
شافته يهز راسه بأستهزاء ” car accident ” (حادث سياره)
حطت ايدها على الفراش وسندت راسها على ايدها وقالت ” I know about that ” (كنت ادري بهالشي )
ابتسم بكسل .
وما جاوب على سؤالها , اللي الكل سأله عنه ..يعني حادث …شلون صار ؟!!
وقال بتغيـر للحوار ” how did you spend your days ? ” ( شلون قضيتي ايامج ؟)
قالت له بدلال ” missing you , and crying ” ( قضيتها ولهانه عليك , وابجي )
شافها بعمق ..
وبعدين قال بجديه ” don’t do this ” (لا تسوين جذي)
بللت شفايفها وبعدين رفعت حاجب وقالت له بنفس الدلال ” do what ! ” (اسوي شنو !)
بكل جديه قال ” Sam you beautiful , intelligent , interesting lady but… “
(سام انتي جميله , ذكيه , و انسه مثيره للأهتمام , لكن ..)
قربت منه اكثـــر , واهو بعــد وجهه عنها ..بضيـق .
وقالت له بدلع
” there is always hope ” ( هناك دايما في امل )
رد بقســوه غيــر مقصـوده ” no there is not , I’m married now ” ( لأ ما في , انا متوزج ألحين)
شافته بعد ما بعدت عن الفراش وقالت “ohhhh … “
ابتسمت واهي تتظاهر بالشجاعه .
تنهــد بندم على قسوته , خاصه انه شاف ان الدمعه المتعلقه بعيــونها , وقال” saaaaam “
وقالت , بأبتسامه تخفى الدموع “whaaat !!! , I’m ok ” (شنــو !! انا بخير )
شكلها كان يناقض كلامها.
سام , كانت تحـــس بألم فظيــع ..
كان عندها امل فيـــه , على الرغم من انها شافته مع طليقـته , إلا ان المره كانت طليقــته فما تشكل خطر كبير ..يا ترى من تزوج ؟؟ …
كانت حاســه بغضب من نفســها اللي سمحت لها بأنها تحب واحد , شافت بعينها انه مو مهتم فيها من هالناحيــه ..
غبيــه …غبيــه
وبعدها قالت “so who is she ?? do I know her ” (فا من اهي ؟ انا اعرفها ؟)
شافها وابتسم بسخريه من الذات “well … I don’t have an ex anymore ” (حسنا ..انا ما عندي طليقه بالوقت الحالي )
قامت من مكانها بعنــف ..
تزوووج طليــقته …
تزوج ذيك المغروره , المتعجــرفه ..
الدلوعـــه ..
من مره وحــده شافتها حاولت تعطيها اعذار على تصرفاتها لكن ما في عذر ..
وحطت ايدها على شفايفها ” oh my god ..oh my god ..you re-married her ..oh my God..how could you marry someone like her , she is …. “
(اوه يا ألهي …يا ألهي ..رديت تزوجتها …يا الهي ..شلون قدرت تتزوج وحده مثلها , اهي ..)
عمر تنرفــز حيـــل , هالشي ما لها علاقه فيه , يتزوج اللي يتزوجــه , واهي ما لها حــق انها تتدخــل ..
اهي ضيفته وبس ..
ضيفه يحس تجاها بالأمتنان ..
وما يظن انه اوحى لها بيـوم انه متعلق فيها !
قاطعها بصرامه وجديه , واحترام ” sam , she is my wife now , please respect her “
( سام اهي زوجتي ألحين , ارجو انج تحترمينها )
شافتــه , وبدت تنزل دموعها من عينها ..
اهي كانت تدري من ذاك اليوم انه يحب طليقته , شاللي خلاها تتعلق فيه ما تدري
خذت جنطتها من مكانها وطلـعت ..
نادى عليها ” sam …sam “
وكان هذا بدخلة غانم وخالد اللي شافــوها بأستغراب وشافوه بتعــجب ..
شاف الوضع بغضــب , ما كان يبي يجرحها , والظاهر ان هذا اللي سواه , ما صار الشي مثل ما يبي أو مثل ما كان متصور , شد على ايده بقســوه ..بخيبة امل ..وبغضـــب من نفســه .
اهو الغلطان .
صر على اسنانه ولف ويهه عنهم وشاف الدريشــه ..
خالد وغانم اقعـدوا ..
وبعد لحظات صمــت ..
غانم بدا يشــوف خالد ..لما خالد بصـوره تلقائيــه التفت عليــه ..
واهني بدا يضحـك بطريقه استفزازيـه “خخخخخخخخخخخخخخ “
وابعـد نظره لعمــر .
خالد شد على الفنجال اللي كان بيده .اعــوذ بالله ..اليــوم طويــل ..وشكله بيطول اكثـر ..
تصرفات غانم الغريبه , والغير مفهـومه ..مستفزه
سمعـــه يقـول لعمــر ” تصــدق انا أول ما شفــتك اليــوم , وانا اقــول انك تذكرني بأحد , وأقـول يا ربي منـو !! منــو “
ابتسم بسخـريه ” تبي تعرف منــو ؟ “
خالد صـب لحاله قـهوه , وقعد يسمــع !
عمر ما كان له مـزاج ..لكن روح الفكاهه الساخره ادفعته انه يرد ..
” لا ما ابي اعرف ” سكــت وبعديـن كمل وابتسامه سخريه على ويهه ” بس متأكد انك راح تقولي “
رد غانم يضحـــك بأستفزاز ” خخخخخخخخخخخخ “
وكمــل ” تذكــرني بتو فيــس …..عرفتــه تو فيــس اللي بباتمان …الشــرير …خخخخخخخخ حدك تشــبهه بهالوقــت “
شافــه عمر للحظات , وبعديــن ضحــك بطبيعيــه , وقال ” يا معـــود شالأحبـــاط , عاد توني متـــزوج “
خالد ضحــك ..
اما غانم فأختفـــت البســمه عن ويهه ” متزوج !!! “
اختفــت ابتسامة عمر , وتنــهد .
” اي تزوجــت اليوم …ريم “
بعدم تصديــق قال ” انت …..رديت تزوجــــت ريم !!! “
دخـــل سعــود , والكل سـكــت ..
قعد سعــود , وشاف غانم , وقال بكل قســوه ” وين كـــنت طول الأيام اللي فاتت يا غانم ! “
بان على وجه غانم الضيــق ..
على طول اول ما اقعدوا على انفـراد من غيــر رياييل بدا الهجـوم ..
” كنت بالبحــرين “
بأستهزاء قال ” بالبحريــن ..شنو اتســوي بالبحرين يا استاذ , واخوك بالمستشفى “
ضحــك غانم , وبعديــن قال ” يبا اشفيــك نســيت اني مهمل , وما يعتمد علي “
بقســوه رد ابــوه ” وهالشي فخــــر , مفتخـــر انك غير معتمد عليه “
توه غانم بيرد , بعد ما غاب عنه تعبيــر الفكاهه ..
قاطعهم عمر بكل برووووووود ..
” ريلي تعــورني , ابي الطبيـــب “
عمر بالفعل ما كان قاعد يتعــور أكثــر من كل مـــره ..
يعني الألم الطبيــعي ..اللي كل مره .
واسلوبه يوحي ان مو متألم بكثره .
لكن كانت هذي طريقته للمقاطعه من غيـر لا يقل ادبه على ابـوه , أو على اخـوه اللي اكبـر منه ..
الغرابه بالموضوع انه ما يحس انه غانم اخـوه الكبيــر ..
اما خالد فمن اول ما بدأت الحرب البارده بين غانم وعمه سعــود ..
راح يصــب لنفســـه قهــوه , وبعد ما قاطع عمر تبادل الكلام , حس تجاهه بأمتنان شديد , لأن الموقف كان محرج له اهو بالذات ..
بعدها بفتــره طويــله استأذن خالد , وراح …اتصل على بدر , وعرف ان ساره معاه , سأل عن مكانهم , وتوجــه لهم ..
وده يستغــل الباقي من العطله لأجل يعمق علاقته بأخوه الصغيـــر ..
يحسهم ابتعدوا عن بعض بالسنــه اللي فاتت ..
اما مها …فالشوق ذابحـــه عليها ..لكن لازم يصبر روحـــه .


سام :

كانت حاسه انها غبيــه بخروجها بهالطريقه من الغرفــه ..
لكن ما كانت تقدر تستمر فيها واهي تسمعه يمدح , ويثني على ذيــك الدلـوعه ..
ما تتصور كيــف شخص مثلها يلاقي اعجاب عمــر .
ما تنكر انها حلوه , كنها عارضه ازياء , لكن كلما تذكرت تصرفاتها تنقــهر .
اهي مره وحده شافتها وما حبتها ..
تذكر كيــف صدت عنها , وكيف تعاملت معاها بتكبــر ..
مســحت دموعها اللي بدت تنــزل ..
عمر ما قط اوحى لها انه يحبها , او مهتم فيها , لكن دايما كان عندها امل انه احتمال في يوم من الأيام يعجب فيها ..


ريم :

كانت واقفه قبال خزانة الملابس ..صار لها فتـــــــره طويله ..تبغى تكون زاهيــه عشانه , تبغى تغيــب عقله , تبغاه ينبهر , تبغى تسحره , سحر حلال ..
تفكــر اش تلبــس !
لما قررت اخــيرا كان الوقت حان ..
طلعـــت بلـوزه ورديــه ناعمه مره ..للركبـــه , وحــزام على الخصــر .
وبنطلون ابيـض واسع ..
ولفه بيضه ..طرشت نعيمه بعد ما عطتها فلوس لمحل هي تعرفه ..
ولبــست كعب وردي نفس لون البلوزه ..
وحطت كحل وشدو وري ناعم ..وحمره ورديــه فااااااتحه , وناعمه .
شافت روحها بالمنظــره , كانت راضيــه على شكلها ..
شافت الساعه , واهي ترجـــف ..
جت لها نعيـــمه , و وقفت بأنبهار , وقالت لها ” ما شااااااااااااااء الله يا ستي , قمــــــــر , والله قمــــــر ” وقربت ودارت حولها , واهي تقــول ” تف تف تف ” لما قابلت وجهها وقالت ” حرام عليكي , السي عمر حيتجـــنـن لما يشوفك “
لمتها ريم ..
كانت خايفــه من هالمقــابله ..
بعــدت نعيـمه وقالت ” ستي , السـواق يستنانا تحـــت “
هــزت راسها ببسمه مرتجــفه .
طلعــت نعيــمه ..
وقعــدت ريم على الفراش , مو حاسه انها تقدر تواجهه ..
خلاص بلاها ..راح ترسل لعمــر رساله تقـول له انها ما تبغى ..
تحــس انها ترجـــف ..خايـــفه ..خذت نفــس عميــق , واحد , واثنيـــن , وثلاث ..
قامـــت من مكانها للباب ..
بالطريق كانت تفكــر , هل الوقت صحيح ولا لأ ؟
بس الشــوق راح يذبحها له ..؟
ما تقدر تمنع نفســها
وبأستغراق كامل ما انتبــهت إلى انهم وصلوا للمستشفى ..
إلا لما قال لها السواق ” وصلنا ..”
ركبتها بدت تتصافق من هيبــة الموقف , والسواق ونعيــمه , كانوا يشوفونها …
كانت حاسه بنظراتهم , بس ما تقـــدر تتحــــرك ..
لفت على نعيــمه , وابتسمــت بخــوف ..ردت لها نعيــمه الأبتسامه بتشجيــع .
وحطت ايدها على باب السياره ..وسمـــت بالله ..
تحــركت ..كبدها بدت تحـوم من الخـوف ..
راحـــت للأستعلامات , وسألت عن عمر ..
دلوها على الغرفــه ..بدت تدور , وتحــوس لما شافت الغرفه اللي عند الباب اكثــر كميــه من الزهور ..وعرفت انها هذي اهي .
ما ادخلــت على طــول ..
وقفت لوقـــت طويـــل …وفجأه انفتح الباب ..وريم ارجعـــــت لورى بعجله , وتوتــر ..
وحطت ايدها على لفتها بســرعه ..
كانت ممرضــه اللي قالت لها ” عاوزه حد “
تماسكـــت بقــوه وقالت بصوت رايـح من التوتر ” عمــر “
ابتسمــت لها الممرضه , وقالت ” دي هيه أوطتوا ..اتفضلي ما فيــش حد “
هــزت راسها بموافقــه .
ولأن الممرضه كانت تشــوفها ..
ادخــلت بقـــوه , واهي متظاهره بالقــوه .
واي ..واي ..واي ..ليه دخــلت كذا ليـــه !
وقفت بطريقه مفاجأه ..تمت تشوف الأرض ..
ما ارفعت راسـها , بس مدت ايدها , وانزعـــت اللفـــه , وطلعــت شعرها اللي كانت محضــرته للحظه اللي راح تنزع فيها اللفــه .
وبعدها ..أرفعـــت راســها ..
كانت راح تشـهق , كتمـــت شهقتها , بأن اضغــطت على اسنانها من الداخل , وكادت انها تغــص بريقــها ..
شكله للي يشـوفه بالوهله الأولي يفــزع ..يجـــن ..خاصــه ان كان الشخـص يعــشق المصاب
مشـــاعـرها اغمرتـــها ..
تبغى تجري , تركــض , ترتمي بين ايديه ..
حست بأسنانها تتصافــق ..من الداخـــل ..
كان ودها تواسيــه , تراضيــــه , تعبــر عن مشاعرها ..
لكنها ألحيــن مجبــوره تكتم ..لأنها تعرفه ..راح يرفض تعبيرها عن مشاعرها .
حاولت انها تتصرف عادي , كأنه ماكو شي , لكن ما تدري ان انجـحت او لأ ..
كانت رجــوله مو مرفــوعيـــن مثل ما وصـفت لها مها ..
رجل وحده بس مرفـوعه ..ورجله الثانيه ممدوه ومغطاة بجبيره
وجهــه بنفــس وسامـــته ..بنفــس رجوليــته لكن الأصابه الزرقا اللي على اعيــونه وخده , والشاش كانوا معطيــنه مظهر خطــر ..
ابتسامته الجانبيــه اللي بدت تنزرع على وجهه ..
ونظرته البارده , خلتها ترفــع راسها , وتحاول انها تبيــن انها قــويه بصوره اكبــر .
عمر لما ادخــلت ..قلبــه نسى يدق دقــته ..
ادخــلت عليــه بقــوه , غـــزت عزلة غرفته وسكــونها بقــوه .
فرضت نفســها عليــــه ..وعلى قلبه , وعلى عقله بعـــنف .
حرام عليها ..تصدمه بقوة حضورها جذي .
مرر عيـــنه عليها واهو منصــدم ..هالحرمه كل ساعه تــزيد جمال ..
تســــــحر الواحــد .
غمض عيــنه لما شافها تشــوف رجـله , ورد فتح عيـونه ..
شاف نظراتها تمر عليــه بهدوووء .
وهذا خلاه يتماســك , اكيــد تقارن بين شكله المكسـر ألحيـن , وشكل فيـصل …
وهذا خلااااه يعصــــب ..
كان فيــصل يشوف جمالها , وزيــنها ..كان يشوفها ..بنـــــــــت اللذيــــــن ..كانت راح تتزوج غيـــره ..
حس ان انفاســه اللي قاعده تطلع منه.. حـــاره ..الظاهر فعلا فيــه نار شابه داخله .
حــول عصبيــته لسخريه مثل العاده لما شاف عيـونها تنتقل لوجهه ..
وقال ببرود ” عسى عجبتج !! “
شافتــه ..
وكمــل والأبتسامه الساخره ردت تنزرع على شفايفه ” ترى ما راح تضطرين تعيــشين مع هالشكل للأبد ..سألت الدكتــور , وقال اني راح اتعافى بإذن الله “
يعني كان يفكـر بالموضوع ..يعني هي شاغله عقــله ..
رق قلبها له ..
لكن ما عبــرت , مو قادره تنــطق ..
عمــر بدى يغتاظ ..يعني اشفيــها ..ليش مو قاعده تكلمـــه .
بس فيصل اللي تتكلم معاه ..
يا الله على هالأفكــــــــــار !!!
اما هي فتحركـــت من مكانها وبدت تنقــل نظرها بالغــرفه , وتتحرك فيها ..
وعمر يتابعها بنــظره ..صارت له ..صارت حلاله .
مو مصــدق …يحــس انه بحــلم ..رمى راســه على المخده ..
وبدى يتأملها ..
هذي كانت راح تكون زوجـة فيصل .
كانت راح تتركـه
راح لها ..وهددها , وتمـــت مصــره على فيــصل !!
حس بمشاعره مثل الجنــون داخله ..
ريم كانت تمرر ايدها على الطوفه ..يمكن تبي تستمد قوتها من هالأشياء الجامده .
لما قربت منـــه ومن طاولته اللي قربه ..
مد ايــده , بعنــف متوافـــق مع عنــف مشاعره , وسحبــها ..
اما اهي فأشهـــقت بخـــوف ..
مســك راسها , وقربها بعنــف …فرض سيطرته عليها ..
عبـــر عن مشــاعره بالتملك , والغيـــره بأفعال ما كان يقدر يعبر عنها لو ما كان زوجها ..
كان يقولها بفعله انها له ..زوجتــه ..ملكــه ..
ريم ما قاومتـــه , ما بعدته , بالعكــس تمام
كانت ممتنه من هالقــرب ..هالقرب اللي كانت محــرومه منـــه ..
ألحيــن هو حلالها وهي حلاله .
كانت راح تعبــر عن حبها له بهاللحـظه , وتقوله احــبك لكنه بعدها عنه لأجل يتكلم واهو ماسك شعرها وقال بعنــف ” كنتي بتتزوجيـــن صــح ..كنتي بتتزوجيـــن غيــري ..”
سكـــت بغضــــب , ورد قربها منــه , واهو يمنعها من الكلام والدفاع عن حالها ..
وبعدين مثل ما مسكها فجــأه ….بعدها بقســـوه فجأه ..
لدرجه انها كادت تطيــح على الأرض..لكن تماسكت بقوه..وانفاسها تتقطع ..
واهو كان يتابعها بنظراته..
وقال ببرود ما كنهم للحظه كانوا قراب ” كنتي بتتزوجيـــن فيصل ..ها ..بتتزوجيـــن فيصــل “
عدلـــت شعرها …وهي منـزله راسها ..بحيــث يغطي شعرها وجهها المملي بالمشاعر..كانت تحـس بحــب.. لكــن بقهــــر من فعلته لما بعدها عنه وكلمته لها ..ولما تأكدت من تماسكها ..وقدرتها على مواجهته ..رفعــت راسها
قالت ببرود يماثل بروده ” مثل ما انت تزوجـــت غيـري “

 

البارت الثامن والعشرين

*** الحزن فى عينى وفى جسمى مدفـــــون ….تتحقق الاحزان وتخيب الاحــــــلام ***





قالت ببرود يماثل بروده ” مثل ما انت تزوجـــت غيـري “
لما قالت كلمتها اندمت على طول ..
ما كانت تبغى تبدي حياتها معاه بخلاف ..
حســـت بدموعها اللي هي متحكمه فيها بقـوه , تتجمع ببلعومها ..خاصه لما اسمعـــته يضحــك بقوه ..
بيذبحها ببرود ..
اهي بقمة عصبيتها , ونيرانها من تصرفاته , وكانت تتوقع منه انه يعصـب ويتفاعل معاها , لكن لأ ..
الغيظ اللي كان بيذبحها من زوجته السابقه اليوم واهي مع مها رد لها بكل قـوه مع ضحكته ..
وبما ان صعـب عليها اصلا انها تتمسـك بأعصابها بالوقت الحالي , وتظهرها ببرود
قالت بعصبيــه ” ليــه تضحـك ! “
وقـف الضحك الساخـر .
وشافها بنظرات بارده , ابدا ما توحي ان الشخص كان يضحك .
قال بسخريه ” لا تقارنيـن نفسـج فيني يا ريم …لأني انا وياج عارفين من اللي خسران بالمقارنه “
يقصد انها هي الخسرانه بالمقارنه .
لأنها من وجهة نظره هي قاتـ ..
عضــت على شفتها السفلى بقوه .
رفعت راسـها فـوق بغرور ..
حست بالسخريه تنضح من وجهه , وصار وجهه كنه على وشك الضحك .
تعمد يحرجها فقال بهدوء ” مسحي شفايفج “
حطت ايدها بتلقائيــه على شفايفها , واعرفت ان قسـوته لطخت وجهها .
قربت بشك منه , وخذت كلينكس من قربه .
نقل نظـره ببرود على ملابسها وقال ” كل هالتـزيين عشاني “
المغرور , كيــف اي شخص يتعامل مع غرور زي كذا !!
حســت كنها ألبســت بطريقه اكبر من المناسبـه , رغم انها عروس ..
بس هو لاحظ كيف شافت ملابسها بتوتر وبنظره سريعه .
حاول يرتاح اكثــر بقعدته , واهو يحط ايده على رجله , اليسري ..
وقال ببرود ” لا تحاتيــن , جميــله مثل العاده “
ليه يتكلم كذا ؟!
يا ربي حنا تونا امتزوجيــن .
قالت بثقه ” ادري “
قال بسخريه ” هه تعجبني الثقــه “
خلاص بس صارت على حافت البكي ..
والظاهر هو عرف بهالشي , ولأجل كذا غير الموضوع , وقال ” شلون ايدج ؟ “
تفاجأت من سؤاله الخارج عن الحوار ..
شافته وهي ما تدري ان كان فعلا مهتم .
لكن انتقلت عينها لأيدها , واجابته بجفاف ” الحمـــدلله “
وهي ودها ترمي حالها بين ذراعيــه , وتقــول (احبــك , وأرجــوك يكفي جفا )
كمل بطريقه عاديه “رحتي موعد تغيير الشاش “
فز قلبها من السعاده لأهتمامه ..
هزت راسها ” ايــه “
” شقال الدكتور “
” ما قال شي …عادي “
كانت تدري انها ألحيـن تقدر تسأله عن حاله , لكنها امنعت نفسها عن هالشي , لأنه قاهرها بتصرفه .
قال بطريقه قاسيــه ” مطــوله وانتي واقفه ؟ تعالي قعدي “
بكل غضــب , قالت ” ما راح ابقى وانت بهالمـزاج “
بصرامه قال ” تعالي قعدي “
البكا على طرف عينها ..
خلاص ..
خلاص ..
بدت الرجفه ..
وقالت وهي بهالوضع ” مـ..ا أبـ..غى , شـوف كيـف تتكلم معي .. “
بنفس الصرامه قاطعها ” قعدي “
ما عاد فيها تمثل القـوه .
صعـــب ..
مراااااااااا صعــب ..
ارفعــت ايدها بشعرها , تبعده عن وجهها , وايدها ترجــف بطريقه غير قابله للسيطره .
قربت واقعدت بالكرسي اللي قربه لأن تحتاج تقعــد أولا , ولأنها ما تبغاه يخرب عليها فرحتها بشوفته ..
و قالت بهمس ” ليه تعاملني كذا ؟ , انا ما كنت ابغى نبدي حياتنا من جديد كذا ! “
كان رده بالأول اصدار صوت ساخر وبعدين , قال بسخريه ” شنو توقعتي عقــب ما فضلتي فيصل علي “
شحــب ويهها ..
من كلمته ..
ومن طريقته بنطقها ..
وقالت بسرعه ” انا ما فضلت احد ..”
عمر تنرفز اكثر من قبل , تجــذب جذي عيني عيـــنك .
لما يشوف طريقتها السريعه بالدفاع ..الواحد يظن ان اللي قباله برئ مصـدوم .
والنار ذابحــته ..قاطعها بقســوه ” فيصل . “
بأحباط منــه , ومن الوضع , ومن خيبـة الأمل اللي اصابتها ..
كانت تحاول تسيطر على دموعها لأجل ما تنزل ” لأ ….لأ ما كان….”
كمل بكل برود اعرفت منه انه معصب ” لما رحـت لج بالسعــوديه “
لما راح لها السعوديه قالت له انها تكرهه ..
انها ما راح ترد له
قالت له بأنفعال وبكي ” كنت ابغى احرق قلبك , زي ما حرقت قلبي “
المجرمه , تعترف انها كانت ناويه تحرق قلبه ..
وتقولها بويهه
يعني كل اللي سوته نيــتها هي انها تحرق قلبه .
لو تدري لأي درجه انجحـــت
لو تدري ان الحادث هذا اصلا كان من حرقت القلب ..
لكن ابتسم بسخريه “هه ليش ماني مستغرب كلمتج ؟!!! ..ليش مو مستغـرب انج تنـويــــن هالشـ ..”
كان راح يكمل يرد عليها بقســوه , لكن اهي كانت قريبه , وحطت ايدها اللي فيها الشاش على فمه ..
تفاجأ من تصرفها ..ما يدري ليش ما بعد ايدها , ما وخرها عنه ..بس الحقيقه انه ما سوا شي !!
يمكن لأنه عاجبه القرب .
كانت القسـوه اللي بعيــنه تكفي , ما تبغى تتحمل قسـوة لسانه ” ما كنت راح اكمل بالخطبـه , وربي ..” بعدت ايدها على فمــه , واقعدت قريب منه.
وخذت كفــه وحطته على خدها ..
طمنها انه ما سحـب ايده , وما بعد عنها , بالعكـس كان يشوفها بغرابه ..
ما همها وش يفكـر فيه ألحيـن , يهمها شي واحد بس ..
انه يصدقها ..
” كنت بس انتظر الوقـت المناســب لأجل انهيها “
رد بسخريه ” هه “
” ما شفـته , ياعمر ..كذبت عليك ..ما شفـته غير مره , وعلى عجـل , هنا بمصــر , وبعدها انهينا الخطـبه ..سألني قال لي تبغين نكمل بالخطبه ….وانا قلت لأ ..قلت لأ ..”
وقفت كلام ..
ما كانت تبيه يظن ان قلبها خان حبه , يكفي ظنه انها قاتـ …وعشان كذا بررت حالها ..
بررت نفسـها تخلت عن قوتها , وتماسكها ..عشانه بس .
عشان يحبها ..مره ثانيـه
بعد سكـوتها لفت وجهها على كفـه اللي لازال على خدها , واطبعــت قبله على كف ايده .
كان يشوفها واهو منصــدم ..
حس نفسه كنــه تكهرب , لكن اخفى مشاعره بنجاح
حاول ما يبيـن احساسه على وجهه وقال بغموض ” المفروض اصدقج يعني !! “
حس بعد كلامها انه استرخـى ..
اعصابه المشدوده هــدت ..
قالت بهمس ينبع منه الصدق ” هذي الحقيـــقه “
هل هذي هي الحقيقه ؟ هل انقالت له بالكامل …
ما يدري ليش يصدقها !!
بس كان مصدقها بالفعــل !
ما كانت تبي فيـصل ..
فيصل كان وسيله انها تؤلمه , وتجرحه ..
يدري انه المفروض يعصـب من هالشي ..لكن ما كان معــصب ..كان منصدم ..منصدم لأنه تفكيـرها كان منحصر فيه طول فتره الخطبه !
كلامها يتوافق مع كلام فيصل ..لما قال (انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها)
كان يشوفها ألحيـن واهي تقــبل كف ايده ..مره ثانيه ..مشاعرها قاعده تغمره وهي تقــول ” صدقني “
كان يبي ينطق بشي ساخر , او شي بارد , بس كان عاجز ..
تفكــيره كان يلف على واقع انها كانت له طول هالفتره ..
طول هالفتره كانت تفكر تفسـخ الخطبـه ..فيصل حتى بعد ما شافته ما فكرت فيه !
اصلا ما خلت فيصل يشوفها بالنظره الشرعيـه !! هذا على حسب كلامها .
ليش جذي قاعده تقـول له , ليــــش !!
شنــو معنى كلامها !!
بس كان قلبه مثل اللي انغسل بماي بارد من الراحه .
لكن مع هذا ما يقدر يسامحها على اللي سوته قبل ثلاث سنوات ..
مستحيــل يسامحها على اللي عملـته بذاك الوقت..
قســـت نظرتــه ..من غيــر لا يشعــر ..
طلع من عمق افكاره بعد ما ألتقــت عينها بعيــنه
ارفعت عينها لوجهه والدموع بدت تنـزل على خدها ” بس انت ما تقدر تقول هالشي لي ..انت تزوجــتها ..” ضغطــت على ايده بكل قوتــها , بكل قهــرها ..
شاف ايدها على ايده ..
” تزوجتــها , وحرقتني ايام ..ايام ..تمنيـــــــت الموت ولا ..”
كان راح يقـول (نوره شي ثاني عنك , مختلف تماما , لكن ما نطق )
اما اهي فشافت تعابيره مثل ما اهي , بارده , وقاسيــه ..
تحس انه مهو مهتم لها , ولا بمشاعرها , ولا انها جالسه تبكي , وتشكي له .
تركـــت ايده ,وقامت من مكانها وعطــته ظهرها .
ما كانت تبي يصير كذا .
كانت تبغى اليوم يكون بدايه هاديه لهم , لكن اكتشـفت , انها مستحيـل بعد ما شافته مستحيل ما تفكر فيه مع غيرها
عمر شافها تعطيـه ظهرها , قاعده تنخــش منه .
تخش تعابيرها .
ما يدري ليش يحس انه بيقسى عليها اكثـر ..واكثـر
يبي يذبحها بالكلام .
بيشوف اخر تظاهرها بالحساسيه !
قال بقسـوه متعمده ” وانتي عندج قلب اصلا عشان تحسيــن “
ذبحها بكلمته ..عضت شفايفها ..لكــن تماسكــت ..
هو طبيعي كان راح يعاملك كذا يا ريم ..
وش كنتي متوقعه الأحضان ..
جد غبيــه .
لفت عليه وقالت بهدوء ” وين الحمام ؟ “
كان يترقب ردة فعلها , لكن ما توقع هالردة الفعـل ابدا ..
رفع حاجب ..وقال ” ما عندج رد على كلامي …هه غريب ! “
ابتسمت ..كيف اطلعت الأبتسامه ما تدري ..
ثقته تحتاج لوقت طويل ..وهي ان شاء الله قدامها العمر كله ..
” لأ “
ابتسم ابتسامه جانبيه وقال ” ما في غير باب واحد بالغرفه , وهذا اهو الحمام “
ابلعت ريقها بصعــوبه بهالمره ..
وقالت ” صح ..انا الغبيه “
عطته ظهرها وراحت للحمام .
تابعها بنظره..
تستاهل .
اي احسن خلها تروح الحمام وتذبح روحها من البجي ما يهمني .
اهي تستاهل القسوه والمعامله الجافه .
ضميره قال له ( عمر بس اول يوم لك معاها جذي )
لكن حاول يسكت ضميـره , قلعتها ..خلها تولي هالزفت ..
بس كلامه هذا ما كان يهدي نفســه المتأنــبه ..
افففففففففففففففففف .
ريم ادخـلت الحمام , احتمت بالحمام من قسوته , كانت راح تبكي وتنوح لو ما خوفها انه يسمعها .
انزلت ادموعها بكثره .
اسمحت لهم بالنزول من غير صـوت .
لو ما كان عندي قلب ما كنت حبيتك كذا يا عمر , حرام عليك ارحم حالي .
شافت روحها بالمنظره .
هذا شكل وحده اول يوم متزوجـه ! ..مو بس متزوجه راده لحبيبها !
حطت بكفوفها الماي , وانقلته لخدودها , تبرد على حالها .
وردت ارفعت عيونها للمنظره .
شافت شفايفها ..
قسوته اعفســت حال حمرتها فوق تحت !! , الكلينكس ما فاد ..
اشوا انها حطت لها الكحل اللي ما يسيل بالماي , ولا كان الحال غير قابل للتعديل
طلعت حمرتها الورديـه , وحطتها ..
عدلت شعرها ..
وقالت لنفسـها اللي بالمنظره ( تشجعي , هذا حبيبك , وزوجك )
اطلعت من الحمام ..وشافته رامي راسه على المخده , مستلقى , لكن اول ما حس فيها داخله قعـد (كنه ما يبغاها تشوفه مرتاح )
شافها ببرود .
يا الله .. جميــــــله , جميــــــــــله , راح تذبحــه بجمالها ..
يا ليت الجمال الخارجي يتوافق مع الداخلي , جمالها بدل ما يلين قلبه قاعد يقسيه اكثر , اكثر .
بس ما يدري ليش هاديه !! المفروض تكون معصبه , وغاضبه ألحيـن .
قربت من الكرسي القريب منه ..
كانت عيونه اتابع تحركاتها .
و لأنه عارف انه راح يستمر بنفس القسوه , ولأنه عارف ان اللي جاها اليوم يكفيها ..
قال بهدوء ” روحـي ألحيـــن لشقتج “
أرفعــت نظرها له , وو قفــت لمكانها ..
ما توقعت منه يقول لها كذا , وبهالطريقه .
قال فجأه , بعد ما شاف انها على طرف انها تبكي للمره الألف من أول دخولها عليه هالليله ” ريم انا تعبان “
صار وجهها احمـر , لأنها ما استوعبـت هالشي من نفسها .
وهزت راسها بالموافقه .
وكمل جنــه ما لاحظ هالتعابير ” ابيج تاخذين مفاتيح شقتنا القديمه من البواب , وخليه يهتم فيها “
قالت بهدوء ” طيــب “
لاحظ انها تمالكت نفســها , لأنها تحركـت بسرعه للفتها , وحطتها على راسها
قال بهدوء ” ومن راح ياخذج للشقه “
ردت عليه بنفس الهدوء ” السواق ونعيــمه ينتظروني “
كان تعبان , ألحيــن وصل لحده من التعــب , وجود الرياييل ارهقه , والحقيقه اللي سمعها عن فيصل , والمشاعر اللي حسها خلته منهد حده .
كان يتأمل حركتها مع الحجاب , بشعور ارتياح داخلي .
وبعدين قال ” مبروك “
شافت وجهه وهي شاكه ان في سخريه بالموضوع لكن لما شافت الجديه , ردت ” على ؟ “
لأنها اعرفت انه ابد ما راح يبارك لها على الزواج ..لكن عندها امل .
وكان الجواب موافق لظنها .
” الحجاب “
بخيبة امل قالت ” آه ه ه ه , شكرا “
كانت راح تطلع من غير لا تقول له حاجه أو تعمل حاجه .
لكن بأخر لحظه .
ردت له لما قربت من فراشه .
واهو كان يشوفها بتعــجب !!!
مالت عليه , وباست خده , واهمســت له ” مبروك على الزواج ..اشوفك بكره بنفس الوقت “
وطلعــت قبل لا يعلق من المفاجأه .


غانم :

عمر رد تزوج ريم , الكل يدري إلا انا ..
مرر ايده على شعره .
يحس بعض المرات انه بعيد كثير عن اخوانه ما كان قريب إلا من حنان الله يرحمها.
حنان اللي حبها وتفهمها له ريحه اكثـر واكثـر .
اما اخوانه فيحسهم مثل ابوه ما راح يفهمونه ..
خطبه عمر من ريم = بعده عنهم , وبعدهم عنه
يعني اليوم من اكبر الأدله على هالشي .
بس اهو اللي اختار انه يبتعد عنهم .
من غير شعور , سحب سيجاره وشبها وخذا نفـس .
سمع صـوت ابوه يقول بصرامه ” طفــها ” , رفع راسه لأبوه اللي دخـل للصاله بعد ما لبس دشداشة النوم .
كان ياي حق الشقه بعد امر من ابوه ..
سحــب نفس ثاني ..
شاف نظرة ابوه له ..
دور عيونه , بتحلطم !
وطفى السجاير .
كان يحتاج انه يهدى بأستخدام السيجاره..وسيله خاطئه بتهدئة النفس !
لا يكون في محاضره يديده اليوم , مالي خلق .
محتاج حق السيجاره ألحين .
قام من مكانه وقال ” ليش طالبني يبا ؟ “
” شنو كنت تسوي بالبحرين يا غانم “
يا ذي البحرين , وبعدين مع هالسالفه .
رد على ابوه ” ما كنت قاعد اسوي شي يبا , ما كنت قاعد اسوي شي , كنت في زياره لبلد شقيق “
قرب من ولده المتمرد ..
” مثل المره اللي طافت يا غانم “
ما رد عليه ولده , وهذا خلاه يقول ” يعني رايح للبحرين تتضارب مع اعيال الأوادم “
رد على ابوه ببرود ” هذا اللي تبي تكلمني عنه ؟! ” وكمل ” لأنه ان كان هذا هو الموضوع , فأنا اسـف , ما راح انتاقش فيه “
هز ابوه راسه بموافقه ..وقعد على القنفه (الكنبه) , جالس جنه ضابط , و يتكلم بصرامه وقال ” على راحتك ..لكن .. والله يا غانم ان انت دخلت السجن مره ثانيــه اني ما راح اسعى لك …فاهم ؟ “
شحب ويهه لما تذكر سالفة السجن ..اللي صارت السنه اللي طافت , اقبضوا عليه بعد ما تهاوش مع واحد , حس بالخجل خاصه ان ابوه اللي طلعه منه .
اما ابوه فكمل ببرود ” راح انسى ان لي ولد اسمه غانم ..عطيتك فرصه عشان تتخطى هالمرحله اللي انت فيها ..لكن الظاهر انك مو ناوي تتخاطاها ..وقد اعذر من انذر ياغانم “
راح من عقله السجـــن وسالفة السجن على كلمة ابوه ..
يتخطى اللي صار !
حنان الوحيده اللي كانت تفهمه , لكن ابوه ومو قادر يعذره على تصرفاته ولا يفهمه !
ليش ابوه مو قادر يفهم انه ما يقدر يعيش عادي .
سنيـــن قاعد يعاقب نفسـه لكن مو قادر يوصل للرضى النفسي , اللي يمكنه من الحياة ..
كان مانع نفسه من الزواج , من الأطفال عشان ما يحظى بحياة حرمها على غيره .
رد على ابوه بعصبيه مو معهوده منه اهو اللامبالي ” لا تتكلم جنك اتعرف اللي انا امر فيه , انزيـييييـن , ما احد يدري عن احساسي , ما احد “
قال له أبوه بكل قسـوه يردد نفس الكلمه اللي قالها لولده اول ما عرف الخبر ” مو انت اللي ذبحـتهم “
شحب ويه غانم بصوره اكبــر ..
قال بصرخه غاضبــه ” امبلاااااا انااااااااا , انت ما كنت موجود , انا ذبحتهم “
” هذا يومهــــــــــم يا غانم , ما كنت راح ترد قضاء الله , يومهـــــــم “
نفس الحوار الأول ما تغيـر شي ..
سعود كان يأمل ان يصير فرق هالمره , شي غيـر .
خاصه انه غانم كان يشوفه بنظرات حزيــنه , بهاللحظات بس , يقدر يلقى غانم ولده الأولي ..اما غيرها يطلع غانم اللي ما يعرفه .
فجأة ضحك غانم وقال ” اكيـد انت ألحيــن مستانس , اني ما راح اقدر انام اليوم ” نظرته كانت مشتته ..” مبروووك يبا , خليتني اتحسف اليوم للمره الألف على ييتي حق مصر “
وطلع من الشقه بعجله , جنه الشياطين لاحقته ..
غمض سعـود عيـونه , متأكد إلا يراهن انه ولده راح يسوي شي مينون ألحين ..
وباجر راح يطلع استهتاره اكثر من اليوم ..


مها :

كانت نايمه وصحت على صوت صراخ بالصاله ..فــزت من الخوف , وراحت افتحت الباب , وسمعت هـوشه بين صوت مؤلوف وغريب بنفس الوقت ..وبين ابوها سعود ..
وبعدين استوعبت انه خالها غانم .
خالها غانم يه لمصــر , من زمان ما شافته !!
كانت بتروح تسلم عليه بس بعدين استوعبت ان الأثنين بنقاش حاد ..كالعاده بين ابوها سعود وغانم .
أول ما اعرفت هالشي ردت لفراشها , ما راح تتدخل , ولا راح تتسمع ..
لأنه شي متعارف عليه ..
متى ما صار غانم بالسالفه مع ابوها سعود الأسلم الخروج منها .
لكن الكلام كان غريب (انا ذبحتهم )
منو اهم !!!!!
لا ورد جدها اغرب ( كان يومهم )
حســـت بالخوف .


خالد :

كان ملاحظ سعادة بدر لوجوده معاهم .
وملاحظ نظرات ساره المستغربه من وجوده .
كانوا توهـم واصليــن للفندق , المكان اللي ما كان يبغى يوصل له , حاس بالغرفه راح تكون فاضيه من غيرها .
راح يحس بغيابها بصوره كبيره ان دخل الغرفه.
مشى بهدوء , وساره قربه , كان ملاحظ هدوءها وعدم كلامها بطول الطلعه , أما بدرفسوالفه ما اخلصت .
اما ألحين فلأنه بدر سبقهم مسك ايدها , وقال لها ” ودك بكوب قهوه “
ساره شافته بأستغراب وخجل ” ألحيـــن يا خالد “
” ايــه , يلا تعالي “
كانوا جالسين على الطاوله وطالبيـن قهوه , وام علي ..
ساره كان واضح عليها التوتر , هذي مهي من عوايد خالد , خايفه ما تدري ليه ..
خالد تكلم بهدوء ” كيف حالك يا ساره “
وش اقول يا خالد , محتاره , ما ادري وش هو موقفي بالوقت الحالي .
” الحمدلله بخيــر “
هز راسه برضى وبعدين قال ” عمي حامد كلمني امس “
رفعت راسها بوجـل ..وبعدين خذت كوب القهوه ..
بتوتر من الكلام اللي راح يجيها ..
لكن الخجل غمر وجهها بلون احمر ” طيــب “
ابتسم لها بود ” قتيــبه أزعجه , يقول اول ما تتعالج مرة عمي , بإذن الله , وده يتمم كل شي ويملك “
ملاها الأرتياح , لكن التوتر رد وغمرها ..
بدت تاكل من ام علي بسكوت .
كان يدري ان اخته موافقه على قتيبه , ولكذا استغرب الحزن اللي فجأه غمرها ..
وقال بجديه ” ساره , اش فيــه ؟ “
ما تبغى توافق ألحين ولما يكتشف قتيبه ان خالد متزوج وناوي يستمر مع حرمته يقوم يتركها !
خايفه , مراااا خايفه ..
قالت بهدوء ” ابغى أأجل الموضوع “
كمل يشرب قهوته وأشر على النادل وطلب منه ان يجيب له قهوه ثانيه .
قال بكل صرامه ” ساره اش فيــه ؟ “
يعرف اخته , ويعتقد انه يعرف مشاعرها ..
التأجيــل المفاجئ ألحيــن غريب عليها .
بعد ما خلصت قهوتها قالت ” ما في شي , بس ابغى التأجيـل ” قامت من مكانها وابتسمت له برقه ” اكرمك الله يا خالد “
بصوت , وقفها مكانها ” ساره …انا بأنتظار التفسيــر لهالتغيير المفاجئ “
لفت وجهها عليه وقال لها بصوته الصارم ” اقعدي “
” خالد ..”
” اقعدي “
ردت لمكانها ..
وقال ” فسري ألحين , ليه التأجيل المفاجئ “
حاولت تفكـر وتطلع لها عذر وقالت ” الخاله بدريه , مريضه ! “
عقد حواجبــه ” ساره , انا ما قلت لك تزوجي اليوم أو بكره !!!! , انا بس افتح موضوع معاكي , ان كان بيكون في زواج فأكيد ماراح يكون ألحين والخاله ام قتيبه مريضه “
ساره قالت برجفه بتوتر” ما ابغى اتزوجــه يا خالد “
حاس بأعصابه راح تفلت منه , جاي يرخي اعصابه مع اخته , بموضوع حلو , لكن الواضح ان الموضوع معقد .
مرر ايده على شعـره ” ساره , انا راح اتظاهر اني ما سمعت هالكلام , روحي ألحين , وبنفتحه مره ثانيه “
قامت واهي على اعصابها ..
ما قالت هالكلام إلا لأنها على اعصابها ..
هي تبي تتزوج قتيبه ..
لكن مو ألحين , تبيه لما يتوضح كل حاجه , ويعلن وقتها عن رغبته بالزواج , بوقتها بس ..
راح تقـبل فيــه .
خايفه انها توافق , وهو بعدين ينسحب ..
ما تحس انه الوضع مستقر بعد ..وتحس ان خالد ألحين عصـب منها .
خالد ظل في مكانه ..
كان حاس بالضيقه من الوضع ككل .
قام من مكانه بعد مادفع الحساب.. لازم يمر على امه .. اليوم ما شافها .


موضي :

كانت بغرفتها , خالد قال لها انه كان وده يمر ياخذها ويطلعـون كلهم ..
لكن استغنت عن الطلعه وقررت انها تبقى مع نفسها , وتشكـر ربها على ان بدريه بخيـر ..
وان الورم طلع حميد .
حسـت بساره ادخلت للغرفه , لفت عليها موضي , لكنها كانت معطيه امها ظهرها .
وبعدين اطلعت للبلكونه .
كانت راح تروح بعدها , وتسألها ان كان فيها شي .
لكن باب الغرفه دق ..
وعرفت انه ولدها ..
افتحت الباب ..وقالت برقه ” هلا خالد “
كان واضح عليه التعــب ..
قرب منها وحب راسها .
” اخبارك يما ؟ “
” بخيـر دامك بخيـر “
قعد على الكرسي , وتسند براحه وسند راسه على ايده ” بشري عن تحاليل مرة عمي ؟ “
ما جاوبته , وردت عليه بسؤال ” إلا صحيح يا خالد , وين كنت اليوم ؟! “
ابتسم خالد , هذا اسعد شي اليوم .
” عمر صاحبي , تزوج اليوم ..”
شافته امه بصدمه , وبعدين اضحكت ” صاحبك عمر !! , كيف ؟!, هو بالمستشفى صح ؟ “
ابتسم بكسل ” اي بالمستشفى , , بس هو بيرد زوجتـه السابقه “
كانت لازالت مستغربه ” اللي طلقها ؟ “
رد عليها بهدوء ” ايـــه “
ما تدري ليه , حســت بسعاده , هذا الشعور ينتابها لما تحس بسعادة الناس …” الله يوفقـــه “
وبقلبها دعت ان الله يوفق اعيالها بعد .
” أميــن المهم يما , بشري كيف حال مرة عمي ؟ “
ابتسمت له امه ” ابشــر مرة عمك بخير , الورم حميــد , مهو بخبيث , وان شاء الله العلميه قريب “
حس براحـــه كبيره , فضل من رب العالميـن ..
هذي هي بداية الفرج .
” الحمدلله “
بعد ما سكت , فكــر بساره ..
تعكــرت ملامحه ..
” وين ساره يما ؟ “
اشرت براسها على النافذه المغلقه بالباب , وقالت ” بالبلكونه “
مرر ايده على وجهه , وقال ” انتي حاسه إن ساره متغيــره ؟ “
كانت امه قاعده تفصـخ ثوب الصلاة , وقالت بأستغراب ” متغيـره ..كيــف يعني ؟ “
جواب عادي ” ما ادري ما تحسـين فيها شي ؟ “
شافته بتفكيــر , استغربت من سؤاله , واصراره عليـه , شافت البلكونه , وبعدين قالت معـقول ان ساره إلى الأن مختلفه مع مها , لأ مو معـقول نامت عندها ذاك اليوم ..
وما تبغى تقـول لخالد عن هالشي ..خاصه انه واضح ان ما يدري عن هالموضوع .
وقالت ” لأ ابد , بس يمكن امتضايقه شوي لأن خالتك بدريه مريضه “
خالد هز راسه بضيق ..
” امممممم طيــب ….طيـــب “
قام من مكانه بعد ما ادخلت ساره للغرفه , قالت له امه ” صحيح يا خالد , وينها مها , لأجل ابارك لها بزواج خالها ؟ “
ساره ارفعت عينها تشوف خالد , لأنها بعد ما حضرت شنطة مها , كانت تتساءل طول اليوم وتفكر بنفس السؤال !
بأقتضاب شديد قال ” عند جدها “
ساره ..خافت على صاحبتها , عند جدها ..
لا يكـون حيتركون بعض ..مهما كان ما تبغى هالشي
لكن امها اللي ردة فعلها اثارت استغراب الأثنين .
طقـــت صدرها بخــوف , وقالت ” خالد ..وش حصـل بينكم ..ليه راحـت لجدها ؟ “
موضي ما قدرت تمنع نفسـها من الإحساس بالشفقـه تجاه المرأه اللي تحب ولدها ..
واللي اعترفت لها بهالشي .
المسكيــنه .
هذا غيـر انها ام حفيدها الجاي بالطريق .
” ما حصل إلا الخيـر يما “
لفت بكل صرامه لساره , وقالت ” ساره روحي شوي , واتركيـني مع اخـوك “
ساره تحركـت بسرعه .
أشرت لولدها على الكرسي ” ممكن افهم ألحيـن , وش هو الموضوع ؟ “
خالد ظل واقف وقال ” ما في موضوع , بس هي تعبت امس شوي , وقررنا انها ترتاح عند جدها “
اجلست على الكرسي وقالت بكل جديه ” خالد انت ملاحظ اني ما اسألك انت عن موضوع علاقتك بحرمتك..صح ؟ “
حط ايد على خصره بكل رجوليـه , وايده على رقبــته , وقال ” اي نعم ملاحظ يا طويلة العمر “
بكل جديه قالت ” بس انا ألحين ابغى افهم منك انت بالذات , تغيــر موقفك من الموضوع من اول مره تكلمنا فيها “
شافت نظرات ولدها ..
السؤال كان صريح , واهو ما كان يبغى يكذب على امه .
و قال بكل جديه ” 180 درجــه “
ما تدري وش تسـوي ألحيــن.. تعصــب , ولا لأ ..
اللي كاسر ظهرها سمـر ..
ودها تفرح لهم ..بس مهي قادره ..
و ودها تعصب و مهي قادره .
قالت وهي تحاول تتصرف من غير تحكم بمشاعرها ” وانت تظن ان بنت عمك راح تستمر ان عرفت بهالشي ؟ “
كان حاس فعلا بالتعــب ..
وده يقول كل شي , ويرتاح , لكن الوعد ..وعد .
ابتسم لأمه ..
وقال ” الله المستعان “
حــب راس امه , وطلع ..
كان بمقدور امه تناديـه ألحيــن , وتكمل , لكن تدري انها ما راح تطلع معاه بشي .
فخلته على راحــته
يا رب سمـر كيف بتقبل فيـه عقب اللي بيصيــر ..
اكيـد حترفضــه .

ريم :

وربي يا عمر , اني راح اعمل كل شي بيدي لأجل اكســب قلبك , وثقتــك ..
وانا وانت والزمن طـــويل ..
ان ما خليتك تحبيني مثل ما انا احبــك .
ان ما نسيــتك نوره
اليـــوم كان خيبــة امل , لكن راح اكون اقوى , وانا اللي راح اكســب بهالمعركه .


مها :

نومها لطول اليوم , ما عدا وقت الصلوات اللي كانت تصحيها لها الشغاله .
واللي اسمعــته بين يدها وخالها كان يخرع , خاصه انها سمعته بالليل , منعها من النوم للمره الثانيه .
كانت متلحفـــه , بيدها موبايلها , وتلعب فيــه (الثعبان)
حاسه بإحباط ..
كانت تشـوف الإيجابيات الخاصه بقرارها ..
الإيجابيات ما كانت قادره انها ترفع من معنوياتها ..
طلع اسمه على شاشتها ..يقطع عليها اللعبــه .
ضغطت على الموبايل .
كان عندها خيارين بين انها ترد , وبين انها ما ترد .
وبالأخيــر
ردت , بعذر انها مشتاقه , وان المدمن يحتاج لفتره لأجل يتخطى هالأدمان .
” ألو “
ذبذبات صوته وصلت لها
” السلام عليكم “
غمضـــت عيـنها ..
وردت ” وعليكم السلام “
خالد كان على سريرهم البارد والفاضي بالفندق ..
مشتاق لها ..
” تأخرتي بالرد , عسى ما شر ؟ “
قال هالكلمه ببرود .
وردت عليه اهي ببرود اكبر ” ما شر “
سكوت من الطرفيــن
وبعدين خالد قال ” كيف قضيتي يومك ؟ “
عدلت سدحتها وصارت مستلقيـه على ظهرها .
(قضيته احلم فيك )
لكن قالت بهدوء “بعد ما رحت لريم شوي , قضيته بالنوم ” وكمــلت ” انت ؟ “
بخوف من ان يكون بالجنين شي ” ليه حاسه بشي ؟”
ردت بهدوء ” لأ ..لأ ..مافيني شي , بس الظاهر تعب الأيام اللي فاتت ” اقطعــت كلمتها ..
واهو فكـر بتعــب الأيام اللي فاتت ..
وسمعها تقـول ” ما قلت لي اشسويت اليوم ؟ “
وهو رامي راسه على المخده قال ببسمه كسـوله ” رحــت لملكه عمر “
نست زعلها بهاللحظه و عدلت سدحتها واقعدت على فراشها وقالت ” صح ..صح …نســــيت هالشي ..شصار عليكم ..ابيــه خالد , ما دقيــت عليــه “
ضحك بكسـل ” عمر ..ما اظن انه انتبه مين اتصل عليه ومين ما اتصل , كان ذهنه غايب طول اليوم “
ضحكــت معاه ” اي صدم الكل بالقرار المفاجئ , يمكن حتى صدم نفسـه “
اسكتوا اثنينهم ..بعد فتره من الضحك .
كان الوضع غريب ..الضحك مع بعض كان نادر من اول ما ارجعوا لبعض .
تذكروا اثنينهم بنفـس اللحظه بداية زواجهـم .
بس مها اقطعــت الجو بكذبه بأن قالت ” خالد.. يدي يناديني ..اممم ..أأأأ ..تصبح على خيــر “
غمض عيــنه وقال بسخريه غير واضحه ” روحي لجدك يا اميـره ..ولا تهتمي ..مع السلامه “
استلقت على الفراش ..
جذي احســـن , احسـن .
الدموع انكرت كلامها لنفسـها .


مرت اربعة ايام على هالوضع الغريب ..
ريم ..الزيارات الليليه استمرت ..فرحتها كل يوم تكبـر ..من ناحية ان لها حق ألحين تشـوفه ..وتكلمه ..
لكن غير هالشي كانت متضايقه انه ما يتجاوب معاها .
مهما تحاول ما في تجاوب , تحس انها راح توصل لحد الجنون ان استمر هالوضع .
عمر ..كان يحاتي سام ..يحس انه المسؤول عنها ..واهي ما كانت ترد على اتصالاته ..
هذا غيـر الرياييل اللي طول اليوم ماليــن عليه الغرفه .. واللي هو يضطر يجاملهم .
اللي يهون عليه اهو زيارات ريم الليليه كل يوم واللي كان ينطرها على احر من الجمر ..يشتاق لسوالفها اللي تحاول معاها جذب انتباهه ..لما تطلع يحس نفسه غبي لأنها تقدر تأثر عليه بسوالفها وكلامها وضحكتها ..كان يتمنى ان الوقت ما يمضي واهو معاها .
لكن القسـوه اهي ردة فعله الوحيده ..عقله مو قادر ينسى سبب طلاقهم .
خالد ومها راح تنتهي عطلتهم , وراح يرجعون للسعوديه قريب , وهالشي مفرح خالد لأنه راح يرد معاها , وعلى العكس من مها اللي كانت متضايقه من انتهاء الرحله , الأتصالات استمرت , مها ما تقدر تقاوم اتصالاته , وتطور هالشي لزيارات مرفقه دايما مع ايسكريم باسكن روبنز , المكالمه والزياره كان مستحيل تقاومهم , لأن الفراق قرب كثير , لكنها دايما تكون متحفظه , تضحك , واهو يضحك لكن في شي متوتر بالجو , وكلما حست انها تضعف ,تنهي الجلسه معاه بعذر انها تعبانه .
حاولت تعرف من اللي منع خالد عن زيارتها بالكويت من سنه , لكن عقلها مو قادر يعرف الشخص اللي ممكن يفكر يلحق فيها هالنوع من الضرر .
الغريب ان علاقتها بخالد بهالفتره كانت اقوى من علاقتهم من اول ما يت للسعوديه
سمر وامها بدريه , العمليه ما احصلت للأن .
ساره على نفـس توترها , وخوفها , خاصه انها ما تقدر تنطق بأفكارها , وخالد ما فتح معاها الموضوع مره ثانيه , تبادلت اتصالات مع مها , وزارتها , لكن ما في شي اضيف لمعلوماتها بالنسبه لعلاقة اخوها بمها .
امها من بعد كلامها مع خالد تغيرت تحس انها تسرح أكثر , ومن ناحيه غريبه اتحس انها بدت تخجل من صاحبتها بدريه ..ليه ..الله الأعلم
ساره فعلا ما تدري تخاف على نفسها ولا على صاحبتها ولا على بنت عمها , ولا على امها أو على اخوها , تحس انها راح تنفجر !!
غانم مثل ما توقع ابوه بالنسبه للأستهتار لأنه غادر خلال هالفتره للأسكندريه , وفعلا بين اثناء وجوده انه اهو مستهتر ولا مبالي , لكن ما غادر مصر , وهذا الشي اثار استغراب ابوه سعود , وهاليوم راح يرجع للقاهره , مايقدر يرد للكويت خاصه ان في مسائل معلقه بعقله .


غانم :

صحى من النوم على شهقـه قويه .
اقطعت تنفسه .
وحط ايده على صدره .
كان حاس انه معرق , كل جسمه غارق بالبلل .
البحــــر ..كل حلمه عن البحر
قام من مكانه , وراح صــب لنفســه ماي .
هروبه من ابوه ما راح يوقف الكوابيس اللي ردت وبقـوه من اول ما تكلم مع ابوه .
اليوم بيرد للقاهره .
وبعدها للكويت ..ويرد لحياته الطبيعيه ..ما كان المفروض يزور عمر ..جاب الهم لنفسه .
وردت الذكريات البايـخه .
ويـــنج يا حنان ؟ وينج يا اختي ؟ انتي الوحيــده اللي فاهمتني , الله يرحمج ؟
ما احد فاهمني غيـــرج ؟
احس بغيابج جنــه ما في احد حي من اهلي !
تنهد وقال ” بس عهد علي بنتج ..”
وسكـــت مستغرق بأفكاره ..


عمر :

صاير يشوف ساعته عدة مرات من أول ما اطلعوا الرياييل .
اهو ملاحظ على نفسه انها لانت اتجاهها , يمكن من التعود .
امـس كان مخانقها لأنها تأخـرت , وكانت راح تبجـي , لو ما تمالك نفسـه , وغير الموضوع .
بس الظاهر راح يخانقها اليوم بعد..
تأخرت .
لما انطق الباب , عقد حواجبــه ..
وقســت ملامحه .
لكن رخـــت ملامحـه لما شاف اللي دخل .
دخلت , وهي خايفه , وعلى وجهها ملامح الخجـل .
وقالت بهدوء ” I’m pretty sorry ” (انا جدا اسفه )
كان ساكــت , وغاضـب بنفـس الوقت , لأيام كان يحاتي انها سوت شي بنفسها , وما كان له خلق يتحمل مسؤوليه شي .
قالت بخوف من سكوته :
“It’s your life and I have no right to interfere” (هذي حياتك , وانا ما كان لي حق اتدخل )
كانت تشوف ويهه , وخافت .
بانت على ملامحها الضيق من نفسها , كانت حاسه انها غبيه بطلعتها من المكان ذاك اليوم
” I’ve done something awful ” (انا سويت شي سئ )
ابتسم اخيرا بكسل ..ما يقدر يعاقبها أكثـر من جذي , لأنه يحس انها غلطته بعد ..ولأنه لما عرف انها بخيـر ما كان مهتم فعلا بالموضوع .
وقال بهدوء :
“It’s ok ,forget about it” ( عادي , انسي الموضوع )
عضت على شفايفها ..
قالت له بفرح مكبـوت ” can I sit dawn ?” (اقدر اقعد ؟ )
ما كان حاب يكسـر بخاطرها , خاصه ان موعد رحيلها قرب .
قال ببساطه ” yaa sit , and tell me what have you been doing ?” (اي قعدي , وقولي لي شنو كنتي تسوين ؟ “


ريم :

كانت جـايه لعمر وهو متحمســـه مرااااا.
انتهـــت من ترتيــــب شقتهم , اللي قال لها البواب عنها ( ياااااااااااه الشئه دي ما حدش دخلها من تلات سنوات )
وبالفعـــل لما ادخـلت , اكتشــفت هالواقع ..
كانت ريحة الغبار ماليتها ..
لكن بالوقت الحالي , 4 ايام من التنظيف تركها تلمع .
دخـلت , واسمعت صوت مرة يرطن بالأنجليزي .
جـــن جنونها ..
اهي متجاهله ماضيه مع غيرها , لكن الحاضر ما تقدر تتجاهله .
ومن وحده تدري انها معجبـه بـ (عمرها ) هو لها وحدها .
خطـــت , وشافت كيف عمر كان مبتسم لهالسم .
كانت مهتمه بشكلها اليوم ..بشكل خاص .. احتفال من نفسها لنفسها على انها خلاص راح تنتقل لشقتهم , بعد ما انظفـــت .
تكلمت ببرود , واهي حاسه انهم مو منتبهيــن لها .
” I’m I interrupting something ” (انا قاعده اقاطع شي !! )
(سم ) اخترعت , وانقزت بمكانها ..
اما عمر فكان عادي , ردة فعله طبيعيه .
قال لها بهدوء وبالعربي ” عن الخرابيط , وقعدي “
لكن لما سام شافت منو اللي تتكلم معاهم , (ريم) , صار وجهها مغـرور .
واحقـدت اكثر عليها ..
كان شكلها روعه , وخاصه انها اليوم مو متألمه نفس ذاك اليوم اللي شافتها فيه .
واطلعت تتكلم انجليزي يعني المره اللي فاتت كانت تتعمد عدم الكلام معاها .
فقالت لريم بغرور” no you are not , omar were asking about my day ” (لا مو قاعده تسوين جذي , عمر كان قاعد يسألني عن يومي )
ريم كانت راح تموت من الغيره .
انا ما يسألني عن يومي لو أموت ..
وهذي يسألها ويهتم بمعرفة اشلون يومها .
عطته نظره ناريه , تفهمه فيها مقدار غضبها منه .
وكانت معقول انها تخرع ريال ثاني !
لكن عمر تقبل هالنظره ببسمه ساخره .
وبعدين قال ” I think you know each other ” (اعتقد انكم تعرفون بعض )
تجاهلت ريم كلمته وقالت ” وش تسوي عندك ؟ “
جاوب بأبتسامه مصطنعه ” عندج شي قولي لي اياه بعدين …ألحيـن قعدي , وجاملي ضيفتي “
شافت سام اللي كانت تشوف الوضع بتسليه ..مع نظرات غرور توجهها لريم .
” ما راح اجامل اي شخص …”
سام بسخريه ..قامت من مكانها ” I will come again omar , I think you have issues with your …ummm…w i f e “
( انا راح اجي مره ثانيه يا عمر , اعتقد ان عندك اشياء مع …امممم .. حـ ـر مـ ـتـ ـك )
تقطيعها لكلمة حرمتك كانت تقصد فيها استفزاز ريم .
ومرت من قرب ريم , وقالت بسخريه ” goodbye honey “
(مع السلامه عزيزتي )
واطلعت سام ..
عمر عصــب منهم , لكن تمكن من انه يزرع ابتسامة مجامله لسام .
كان يقدر يسكت ريم وسام بس حب يشوف شنو راح يصير ؟!
وألتفت و شاف ريم ببرود لكنها شافته بكل غضـــب , و غيــره ..
واطلعـــت ..
ريم راحت تلحق الكريهه (سم) اللي حاولت تستتفزها ..و توجهت لها من غيــر شعـور .
الغضــب , ورغبتها بعدم خسارة زوجها للمره الثانيــه تقودها .
وامسكت ذراع (السم ) وبعدين هدتها على طول , لأنها منقرفه من مجرد لمس انسانه كريهه لهالدرجه
قالت بكل عنـــف ” you stay away from my husband ” (انتي ابقي بعيــده عن زوجي )
انصدمت سام من عنف ريم .
ومن ردة فعلها .
لكن بعد ما تخطت الصدمه .
ابتسمت بسخريه وقالت ” well ..well ..are you that unsecure..it seems you don’t trust your husband “
( حسنا ..حسنا ..هل انتي لهالدرجه ما تحسـين بالأمان ..من الواضح انح ما تثقيـن بزوجج )
سام ان ما كانت تقدر تحصل على عمر , فإهي تقــدر تحطم نفسية ريم !
ريم كانت راح تجــن , الكريـــــــــهه ..
بس اقدرت اتماسك بسرعه .
بقاءها مع شخص مثل عمر من صغرها يعلم ..
وقالت ببرود ” I trust my husband , but I don’t trust the behavior of a women who throw herself upon a married man “
(انا اثق بزوجي , لكن ما اثق بتصرفات مره ترمي حالها على رجل متزوج )
غضبت سام , وقالت بعصبيه ” you …” (انتي ..)
قاطعتها ريم وقالت ” ” you behave yourself (انتي تأدبي )
سام تمكنت من السيطره على نفسـها ..
وعطت ريم نظره من فوق لتحت , وابتعدت .
لما غابت سام عن انظارها , ريم اقعدت على الكرسي القريب من غرفة عمر .
أول مره تتكلم مع انسانه غريبه عنها كليا بالطريقه ذي .
هي نفسها تفاجأت من حالها .
ما تدري من وين جابت هالقوه ..
بس وقفتها عند حدها .
ما راح تسمح لها أو لغيرها بالتدخل , وبتحطيم زواجها للمره الثانيه .
قامت من مكانها وادخلت بقوه على الغرفه .
كان ساكت , تابع دخـولها ببرود , وابتسامة سخريه ..
ما يدري بالأول كان غاضب من طريقتها بالكلام مع سام .
لكن ألحيــن بدى يشوف الجانب الفكاهي من الموضوع .
خاصه بعد ما ادخلت وبعيـونها نظرات اجراميه .
قالت له بغضــب ” ممكن افهم وش تسـوي هالســم هنا ؟ “
عدل قعدته لأن ظهره أزعجه ..
وجاوب ببرود ” وانا ممكن افهم اشلون تتصرفين جذي مع ضيفتي , هذا غير انج بكل وقاحه تلاحقينها لبرا وما ادري شتقـوليــن لها “
قربت حيــل منه وقالت بطريقه عنيــفه , كلام من غير لا تشعر ” قاعد ادافع عن ملكي , انت ملكي , لي , وما راح اسمح لها تاخذك مني ..ما راح اسمح “
طريقتها بالكلام العنيــفه ..
وعيـونها اللي تلمع
أمتعته لأقصى درجه .
ما يدري ليش , انها تقـول انه ملكها شي ما كان متوقعه
بس جاوب بسخريه ” ملكج يا ريم “
” اي ملكي , انت ملكي , مثل ما انا ملكك ” وكملت برفعة حاجب ” عندك مانع ؟ “
و لأول مره من أول ما جــت له , يضحــك من التسليـــه .
ضحكــه غير ساخره .
ما قدر يمنع نفســه .
بعد ما سكــت ..قال ” اشقلتي لها ؟ “
توقعـــت يهاوشها , يهزأها على كلمتها .
يدافع عن (السم) , لأجل تطلع كل طاقتها السلبيــه عليــه .
عمر يتصرف احيانا تصرفات غير متوقعه .
ويهها لازال احمر من ضحكــته المفاجأه والي وترتها لأقصى درجه..
بس قالت بغرور ” قلت لها تبعــد عنك ..انت زوجي انا ” اقعدت قربه وقالت ” وش تســوي عندك ؟ “
ابتسم ابتسامه جانبيه وقال ” تعود المريض “
قالت بهمس ” يعلها ما تعود “
شافها بجديه وقال بنزره “ريم “
لفت ويهها عنه بغيظ ..
واهو كمل بجديه ” هذي اخر مره يا ريم تتعامليـن مع احد ياي لي بهالطريقه , مفهوم “
اسكتت بعنــاد , ما راح تتعامل مع هالسام بلطف ..لو اش حصـل ؟
بتصميم عمر قال ” ريم ..”
شافته ريم وشافت العناد المرســوم على وجهه ..
” بس هي …”
قاطعها بصرامه ” هي ضيفتي مهما سوت , واذا تجاوزت الحد انا اعرف اشلون اوقفها عند حدها “
هــزت راسها بأستسلام مؤقت, وقالت ” امم طيب “
ورد اهو لجموده , وكملت تســولف له عن الشقه .


خالد :

كانت جالسه قباله تاكل الأيسكريم (باسكن روبنز) ..
كانت تاكله كنها أول مره تشــوفه .
شوفتها متــعه .
حط ايده على راسه وقعد يشوفها .
وبعدين ســرح بتصرفات ساره .
صحيح انه ما فاتحها بالموضوع , لكن عقله مو راضي يوقف .
من وين اظهرت له سالفة ساره .
لكن المشكله انها بنت , ومهو عارف كيف يوصل لها ويفهـم اشفيها .
وما يبغى يكلم امهم لأجل ما يشغل بالها .
حس ان المواضيع كلها متشربكه براسـه .
الحمدلله انهم بيرجعون السعوديه بعد بكره .
على الأقل في بلده اريح له .
وخاصه انها بتكون معه .
حس بنظرات مها عليــه , حط عينه بعينـها .
ما يدري ليه يشعر ان في بالها شي , ولأجل كذا وده يروح للسعوديه .
قالت له بعد ما حطت الأيسكريم ” اشفيك خالد ؟ , بالك مشـغول “
حط ايده على راسه ” واضـح علي “
قال ..اعترف ان فيه شي ..
قالت له ” اشفيـــك ؟ “
غمض عيـنه , وده يرمي الحمل على احد ..
ومها مو اي احد , مها حرمتـــه .
ومره ويمكن تقدر تقول له اشفيها ساره , ويمكن تكون فاهمه الوضع .
وتقــول له يمكن يفهم وش تفكر فيه ساره , او تكلم ساره ..
قال لها بهدوء ” ساره ..”
اخترعت ” ساره ..اشفيها ساره ؟”
تنهد وقال ” لا تخافيـــن , الموضوع مو كــذا ..”
ارتاحـــت نوعا ما لكن قالت بحرص ” عيــــل !! “
” انتي تدرين ان ساره متكلميــن عليها , لخطبه ..”
هزت راسها برفض , وبأستغراب ليش ساره ما قالت لها .
” المهم ساره متكلم عليها ولد عمي حامد من كم سنه ..”
جسمها تصلب من طاري عمه حامد , بس خالد كان يفكـر وما انتبه .
” كانت متحمســه , وانا ادري فيها ان ما عندها مانع …مها انا ما اغصب خواتي , وافقت عليه برضها , لكن من كمن يوم بدت تقـول انها ما تبغى تتزوج , وتبغى تأجل الفكــره “
وقال بعد لحظه بغضــب بسيط .
” كنت اظن اني اعرف مشاعرها تجاهه , بس بعد ما قالت انها ما تبغى تتزوج … ضيعتني ..ما قلت لأمي اخاف اقلقها ..لكن سألت امي عن تصرفات ساره , لكن ما قالت حاجه”
شاف وجهها .
كان وجهها شاحب .
” مها اش فيـــه ؟ “
ألحيــن كل تصرفات ساره واضحــه .
اشلون ما فهم اشفيها ساره ..
يا ربي السالفه متعـــقده .
قالت واهي حاسه بغـصه ” خالد ما فهمت اشفيها ؟ “
عقــد حواجبـــه ..وقال بنرفـزه لما شافها ساكته ” مها ان كنتي تدرين وش فيها قولي ..لا تسكتيــن “
حســت بدموعها على طرف ..
اول ما قال خالد هالموضوع اللي كان مجهـول بالنسبــه لها ..حســت بقلبها يتقطع على ساره .
وعلى نفسها ..
” مها اخلصي علي ..”
ابتسمت بتعـــب وقالت ” خالد انت ..” غمضت عينها وقالت بأشمئزاز ” خاطب منو ؟ “
عقــد حواجبـه ..
وقالت له ” بنت عمك حامد ..”
مخه من التفكيــر كان مقــفل , فمهو قادر يتابع كلامها لوين بيوصــل
” طيـــب “
استغربت ان خالد ما لقط الموضوع
فقالت له بصبر ” واهي مخـطوبه لمنــو ….لولد عمها حامد ..وانت متزوجني ….”
اوســعت عيــنه , ولما شافت فهمه للموضوع اسكتت .
ساره خايفه من هالتعقيــد .
السالفه صارت لها متعـقده .
خالد حــس بالغضــب لأنه ما فهم هالشي .
اختــــه ..
مرر ايده على شعره , وقال بتعــب
” يا الله …يا الله ..كيـــف ما فكـــرت بهالشي ..كيـــف “
شافته مها , كان ودها تروح بقربه وتحط ايدها على راسه وتضمه , لكنها امنعت نفسها .
وبقت بمكانها .
خالد ما كان يقدر يقول لساره عن التطورات (ان سمر اهي اللي راح ترفضه )!
سكــتوا واهو قاعد يفكــر بساره , عشان كذا ما قالت له شي , لأنه هو اساس المشكله بالنسبه لها
وبعد لحظات سكـوت ..قام ..
وقال ” انا الحيـــن بأستأذن ..وبكره راح اجيــك ..انا شايف نفسيتك صارت احســن ..تجيــن للفندق تنامين الليله , ومن هناك نروح للمطار “
لما شاف ويهها ..واهي تبلع ريقها ..
قال بصوت متنرفـز ” مها في شي ؟ “
قامت من مكانها وقالت ” اي في …ما راح ارجع معاك “
هـز راسـه بالموافقه وبعدين قال ” طيــب , وقت سفرنا راح اجي اخذك معي , حضري شنطتك “
” خالد .. ما.. راح ..ارجع ..معاك “
لو ما كانت تعرف ريلها , جان قالت انه اخترع ..
بس ريلها صارت تعابيره عاديه فشكــت ان اللي شافته صحيح .
كانت راح تضحك من فكرة ان ريلها مخترع , والله انها غريبه ..
” مها عن المزح البايخ , ما له معنى ألحين “
تحـرك من مكانه ..
واهو يفكر ان هالموضوع سخــيف والمزح اسـخف .
” مو قاعده امزح “
” و كلمتك لي ؟؟ “
هــزت راسها بالموافقه ” ما اقدر , ما راح ارد معاك , ما اقدر ارجع لك”
ما كان مستوعب , مو مصدق انها قاعده تسوي فيه كذا ..
وقال بغضب ” انتي الظاهر جنيتي “
ما فيها شي ألحيـــن .
هو ضحى بوجودها لأربع ايام لأجل يريحها .
ما توقع انها تبغى الهجر ..
جاوبت بأصرار ” اكون مينونه اكثـر انت استمريت معاك واحنا بهالوضع “
ما يقدر يستمر اكثر من كذا ..
لحد هنا ..
وكرامته ما تقبـــل ..
خيارها الأول دايما يكون تركه وهجـره .
حس بالغضـــب شديد ” وانا مجنــون اكثــر ان رديتك , وكررت اللي حصل معاي لما تركتيــني بالمره الأولى “
شافها شلون اجفلت .
تماسك ..
ابتسم بشكل يخرع ..
وقال ” على راحتك .”
إجابته خرعتها ..
وكمل بهدوء مفـــزع ” تركك لي بالأول لأن الغلطه مني .. لكن بهالمره فالغلط منك انتي .. و انا , وربي اللي رفع السموات , وبسط الأرض , ما راح اردك , ما راح اسعى لك ..ان بغيتي الوصل تعرفيــن وين مكاني ..وتعرفيــن جوالي , تعالي لي .. لكن انا ..انســي اجيــك ..مستحيـــــــــل ..اطلب قربك “
ومشى بسرعه قبل ما تتكلم
ماتت من الخرعه ..
كلمتـــــــه , كلمته خــوفتها ..
لكن قــوت قلبها ..ما راح تضعـــف .
ما تقدر تستمر معاه ..ما تقــدر , واهو مع سمــر .


خالد :

ما راح يخــلص ..
ما راح يرتاح ابد مع عنادها.
كلما قال هانـــت لقى انه بعده في البدايه .
يحس بنفســـه يلف بحلقه فاضــيه .
بدائره , متى ما انتهى ..رد بدى .
لكن خلاص , لحد هنا وكفايه .
تبيه ..تجيـــه
غير كذا ما عنده كلام

سمــر :

كانت تتكلم مع فاطمـه بنت عمها .
اللي اتصلت عليها تسأل عن مرة عمها .
وسمعت فاطمه تقـول لها ” شفتي ست الحسـن والجمال “
عقــدت حواجبها وقالت ” ست الحسـن ؟ “
قالت بتحلطم ” ايوه , حرمة خالد ؟ “
فاطمه مو قادره تتقبــل حرمة خالد , ما تدري ليه ..
تحس انها ساس البلا كله ..
ردت سمر بضيق من الطاري , لازالت تنحرج من الموقف ككل ” آآآآآآ لأ ما شفتها , مثل ما تدرين امي ما تعرف عنها , وما ابغى اصدمها “
قالت فاطمه بتشفي ” اصلا ما راح تشــوفينها سمعت انها عند بيت جدها “
بفضـول اعجــزت تكتمه ” من جدك.. ليــه ؟ “
” ما ادري الظاهر انها تزاعلت مع خالد , لا تخافيـن يا سمـر , ما راح تستمر مع اخوي ان شاء الله ..انا كذا لله في لله ما حبيتها , مراااا احسها ما تستاهل اخوي , والظاهر انه عرف هالشي “
ما تدري ليه سمر حســت ان قلبها ناغزها ..من الموضوع .
وقالت بذهــن غايب ” آآآآ “
كملت فاطمه ” يمكن تظن ان الجنين راح يجبر خالد يبقى معاها , أو تظن انها تقدر تضغط عليه لأجل يستمر معاها …انا ادري انهم راح ينفصلون عن بعض ..واغلب الظن انها بعد ما شافت خالد مصمم عليكي , ازعجته فطردها”
كانت فاطمه تتكلم وتتكلم ..
وسمــر لما سمعــت اخر الجمـله , خافت ان هذا هو السبب .
خاصه انه خالد واعدها انه ما راح يقول لأحد ان هو اللي تركها .
لا يكون على اللي سواه لهم خالد , هي تكون السبب في انفصاله عن حرمته .
نادتها امها ” سمـــر ….سمـــر “
لفت على جهة الصـوت وقالت ” حاضر يما ..”
وقالت بعجله ” فاطمه , امي تنادي ..مع السلامه ..و مشكـوره على الإتصال “
راحت لأمها وقلبها مع الموضوع .


ريم :

كان بالها مشـغول من أول ما اظهرت (سم )
كانت تتكلم معه , لكن هو بعد كان مشـغول , بمكالمات , وجاب له واحد أوراق واستأذن على طول..
ما تدري من من ؟ , واشتغلت المكالمات عليه.
بعد ما شافته يغلق الأوراق .
قالت له ” عمر “
رفع راسه وقال “همممم “
بتردد قالت ” نوره.. وش هي بالنسبه لك ؟ “


غانم :

وصل للقاهره
صعــد على الدرج بالعماره ..
راح يقــيم مع ابوه بالشــقه .
ما يصير يتهرب من ابوه , كلام ابوه المفروض ما يهمه ..
دخل شقة ابـوه .
كان يبحــث عن ابوه , لكن وقف عند غرفه لما سمع صـوت بكي حرمــه .
طق الباب لكن ما تلقى جواب
ودخـــل وشاف بنت حنان تبكــي ..
شـــــــبت فيه نيــران .

 


البارت التاسع والعشرين

*** ترى لو طــول غـيـابـك أحـس بــساعـتـه اعوام…أحس البعد ما يرحم واقوم احسب ثوانيها ***






( كانت قاعده تتأمل خالد , وعمر بحمام السباحه الخاص ببيتهم اهي وخالد , قاعديــن يسولفون , خالد قاعد يشرب عصيـر برتقال , واهو متسـند على الحافــه , وعمر قاعد يكلمه ..
اثنيــنهم مسترخيــن بعد سباق شرس بينهم .
كان الفايز فيه خالد , دايما اللعبه سجال بينهم , مره خالد يفوز ومره عمر .
اما اهي فكانت مسترخيـه على احد الكراســي ..قاعده تقرى كتاب , وهذي عادتها متى ما خالد كان يسبح .
ألتقــت عينها بعيــنه ..
وابتســـم لها ..
وردت له نفـس الأبتسامه بحــب .
قال عمر بعد ما شاف النظرات ” انا ألحيــن استأذن , مابي اصيـر العذول بين الأثنيــن “
مها ويهها صار احمــر اما خالد فضحــك بصوت عالي .
وبعدين قال ” لا يا رجال , ابقى تعشى معانا “
عمر طلع من المسبــح ” لا مرتي تنطرني ألحيــن , تأخرت عليها “
تابعــته مها بنظراتها , واهي حاسه بويهها احمـر , لكن قالت له ” عمر سلم على ريم “
رفع ايده بسلام واهو معطيها ظهـره ..” ان شاء الله يــوصل “
فجأه سمعت صـوت خالد ” مها “
لفــت عليــه بتساؤل , اما اهو فمازالت على شفايفه أثار الإبتسامه ..
وقالت بتلقائيه ” آمــر “
اشر على الباب براسـه والعصير بيده ..
” ما يامر عليك عدو يا امـيره , ألبسي ملابس السباحه , وتعالي “
ما تحب تتسبـح , تحــب تشـوفهم يتسبحـون , لكن اهي ما تحب هالشي .
“احم احم”
اثنينهم انتقلت انظارهم للباب , وخالد قال بأبتسامه على شفايفه “حياك ..”
دخـل عمر مره ثانيه وقال ” اســف على المقاطعـه , بس نسـيت موبايلي “
لما خذاه من الطاوله ..
سمع خالد يقول حق مها ” يلا مها بلا دلع روحي ألبسي وتعالي للمسبح “
ضحـك عمر …
اثنينهم انقلوا نظرهم له , بإستغراب ..
وقال لخالد ” انت من صجــك تبيها تسبـح ..انا جم مره قلت لك انا وخوالها كلنا حاولنا معاها ..اهي مقفله ما تبي تتعلم “
مها شافت عمر بنرفــزه وغيظ لأنه تناقش بهالموضوع مع خالد , ولأنه ضحك عليها بكل بساطه !!
ابتسـم خالد , وقال ” لأ هي راح تتعلم و تكون احســن منك بالسباحـه ,صح مها “
ضحــك عمر وقال ” هههههههههه , يا اخي احلم , هذي مثل القطوه ان حطوها بالماي , اصــرخــت “
مها احــقدت على عمر …وعشان تكســر راســه , ردت على خالد , وتجاهلته و قالت ” ايــــــــه حداااااا راح اكون احسن منه ” وعطت عمر نظره وقالت ” ونشـوف منو القطوه !! “
قامت من مكانها وراحــت لغرفتها بعــزم..واهي لاحقتها صوت ضحكات عمر وخالد..اول ما وصـلت تندمــت على قرارها لكن ما في مجال للتراجع ألحيــن ..إلبســت لها مايوه اســود ..وفوقه روب ..وارفعــت شعرها الطويل .
لما وصلت للمسبح كان خالد تارك القلاص اللي فيه العصير على الطاوله .
وكان يسبح بالطول رايح ..راد .
افصخت روبها لما تأكدت انه عمر طلع من البيت .
راحت للجهــه الغيرعميــقه ..بـتردد ..
بس ما تبي تبيــن لخالد صدق كلام عمر
واهي واقفه , مدت ريلها وغطت اصبعها الكبير بالماي تقيس حرارتة ولما تأكدت من انه مو بارد وايد .
اقعدت على الأرض , وغمرت ريولها بالماي .
وانزلت شوي شوي للماي ..
وتعلقت بطرف المسبــح بخوف..مع انه كتفها وراسها طالعين برى الماي براحه ..!!
واللي نبهها ان خالد كان يشوفها اهو صوت ضحكته العاليــه ..
حــست بإحراج بسيــط ..وبعدين شافته بنظرات غاضبه .
بط جبدها ..اهو يدري انها مو وايد مع السباحه , وانها خوافه من هالناحيــه , يمكن لأنها اسمعت سوالف اتخرع عن الموضوع واهي ياهل …
رفع ايده بأستسلام بعد ما شافها تناظره بغضب واهو يحاول يكتم ضحكته .
لما شافته امطــول بالضحك , حاولت تطلع برى المسبح .
لكن اهو مســك ايدها ..
وقال ” خلاص ما عاد اضحك , لا تصيرين دلوعه “
وقال ببسمه ” ما راح اقول ان شكلك كان مثل الجـرو الصغيـــر “
عينها اوسعـــت ..وقــالت بأستنكــار ” خالد …انا جروووووو !! “
وكمــلت بتغلي عليه ” هدني بس خلاص بروح “
حــب خدها ..وقال ” عن الدلـع ” وبعد عنها .. حاول يطلع ملامحــه جديه ” خلاص ..خلاص ألحين جا وقت الجد “
شد من مسكته على ايدها ..
وبهدوء واهو ماسك ايدها سحبها عن المكان الآمن من المسبــح ..خافـــت
بس حاولت ما تبيــن , لكن الخـوف كان واضح من تنفسها السريع المخترع .
لما حســت ان الماي غمر جتفها ..
اخترعت لدرجة انها اسحبـت ايدها منه وتعلقت فيه ..و حاوطت رقبــته بإيدها ..
” لأ خالد …خلاص ..خلاص ..ما ابي “
حاول يفك ايدها من رقبتــه بهدوء , بس اهي شدت من قوة الضمه ..
ضم خصـرها له ..لما حس بمقدار خوفها
وقال بهمس لأذونها ” اهدي يا اميـره ..ما في شي ..بتكونيــن بأمان وانا معاك “
واهو ضامها واهي ضامته وبين ذراعيــه تحرك ..
اشوي اشوي ..
للماي العميــق .
قالت له بخوف واهي تتعلق فيه اكثـر ” وايد ناس ماتوا غرقانيــن “
قال لها بهمـس ” وانا لأجل كذا ابغى اعلمك السباحه “
خففت من ضمها له , ولفت ويهها قباله وقالت بهمس ” بس انا ما احب السباحه , احسها خطره , واحتمالات الضرر فيها كبيره “
قال بجديه ” تكونيــن بذلتي الأسباب ..وبكذا تقلليــن من الإحتمالات “
ضمــته بقــوه ووحطت راسها على كتفه قالت ” امممم , بــس ما راح ادخل المســبح إلا وانت موجود “
قال برقـه ” وانا ما راح اسمح لك تسبحيــن لحالك إلا وانا متأكد انك متمكنـه من السباحه “
مشى فيها بكل المســبح واهي متعلقه فيــه مو راضيـه تهده ..
على الرغم من منطقيـة كلامه .
إلا انها سمـعت وايد سوالف عن الموت بالغرق ردّدوها على مسامعها اهلها لما كانت صغيره عشان يمنعونها من الدخـول لحمام السباحه العميق اللي في بيت يدها ..فتحتاج وقت عشان تتعود على الماي وفكـرة السباحـه
لما رجعها للجهه الأمنــه بالنســبه لها ..
رد حط ايده على ذراعها يبعدها عن رقبته وكتفــه .
هــدته بتردد ..
و وقفت على ريولها لكن قريب منه .
ابتسم لها وقال ” تثقيــن فيني ؟ “
جاوبت بسرعه وتلقائيــه ” اكيـــد “
جاوبها وابتسامه تلعب على شفايفه ” متأكده “
” ايـــه “
” يلا اثبتي لي هالشي “
حط ايد على بطنها وايد على ظهرها وكمـل بكل هدوء ” ادفشي الأرض برجلك “
شافته ..
وبعديــن ادفشــت بريلها الأرض ..
قال لها ” أقوى “
لما ادفشــت , صارت فجأه طافيه على بطنها على الماي بمساعدة ايدين خالد الثنتين..
خالد ماسكها من بطنها من تحــت الماي ..
كانت ترفع راسها بقــوه عن الماي وبخــوف ..
واهي تتنفــس بسرعه ..
” لا تخافيــن , انا ماسكك “
بس هالكلمه ما طمنتها تمت رافعـه راسـه لفوق وتمت تتنفــس بقوه .
وهذا خلاه يقــول بجديه ” مها ..ويـــن الثــقه ..استرخـــي “
بعد كلمتـه هذي..تنفســت بقــوه اكبــر و حاولت تسترخي وفعلا انجحـــت ..
سمعتــه يقــول ” ممتاز “
نطــر عليها تتعــود على مكانها ..
وكمـــل يقــول ” ألحيــن طبشي برجلــك “
عضــت على شفايفها بخـوف ..
لكن حركــت رجليها فوق وتحـــت ..
” احســنتي …..بعد …..ايـــوه كــذا ..أقـــوي شــــوي “
كانت قاعده تطبــش بريلها بصــوره اقــوي ألحيـــن خاصه انها واثــقه انه ماسكها .
قالها ” ألحيــن حركي ايديك مع التطبيــش “
ونفـذت هالمره امره من غيــر تردد .
حركــت ريلها وايدها بنفــس الوقت , بعد ما اكسبــت شوي ثقــه بنفــسها , كانت مغمضــه عيـنها عن رذاذ الماي ..
وأفتحــت عيـنها بعد ما اسمعت صـوته ” ممتاز “
و حسـت ان ايده ما عادت على بطنها ..
اختل توزنها واختــرعت ..
لكن اهو اقتـرب منها بسرعه ومسكها قبل لا تبلع ماي .
وضمها له .
وهدى خـوفها بأن قال “برافـو عليك , ممتاز شفتي كيـف سبحتي لحالك “
كانت ضامته حيــل ..
وفجأه ابتســمت لما استوعبــت انها فعلا طفـت من غيـر وجود ايده ..وصدرت منها ضحكه رضا
واسمعته يقـول ” لا تخافيــن وانا موجود “……)
تنهـدت ..هذي وظيفتها من اول ما غادرها بس تسترجع ذكرياتها معاه ..
ما تصدق ان الشهــور مرت بهالبطئ , بس ثلاث شهــور اللي مروا , واهو بعيــد عني , واهي بمصـر !
اما اهو فبالسعــوديه .
القاسي , العنيــد .
اهي متأكده 100% انه ما عنده شعــور .
نفذ وعـده .
ما نقض الوعــــد , ما اتصل عليها ابدا , ولا كلمها , وحتى ما زارها قبل لا يسافر , القاســي ..
كانت كل يوم تبجي من شوقها له ..
بس ريم تقــول انها لما تكون مع عمر يدق مليـون مره يتطمن على البيبي ….هه على البيبي مو عليها .
اهي الغبيــه اللي سـوت هالشي بنفسـها , هذا اللي قالته لها ريم ..
بس ريم مو حاسه باللي اهي حاسته .
ما احد حاس شنو شعورها لما تشوف امه وفاطمه يتكلمون مع بعض عن جمال وكمال سمـر , و ألحيــن اكيـد راح تنظم لهم ساره .
لأ ساره مو مثلهم , ساره زارتها قبل السفـر , صج كان الحوار متوتر شوي لكن زارتها
ولازالت تتواصل معاها بالتليــفون .
حتى خالتها , دقــت عليها قبل السفر , وقالت لها بتردد ( ” مها انتي متأكده من قرارك ؟ “
لما ردت بأنها واثقــه , جاوبتها خالتها ” على راحتك يا بنتي ” ..هالكلمه أثرت فيها , كانت
كانت راح تبكي من التأثـر , هالكلمه لها قيمه كبيره عندها , وخالتها موضي قالتها براحــه )
فكرت بخالدها ..
تحبــــــه وتغار عليــــه ..
مشتاقه لصوته , لإبتسامته , لعصبيته , لعناده , لكل شي فيــــه
ما يعدي اليــوم إلا وهي مشغله فيديو هي مصـورته له بموبايلها من غير لا يدري , بأحد روحاتهم للمستشفى عند عمر , وتنام على صورته , وصوته واهو يتكلم مع سواق التاكسي .
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه اللي مصبرها ان اللي قاعده تسـويه لمصلحتها ولمصلحة الجنين .
حســــــت بالبيبي يتحرك ببطنها جنين عمره سبع اشـهر ..حطــت ايدها بحــب على بطنها ..وغمضــت عينها بتركيــز على كافة حركات البيبي .
لما افتحــت عيــونها ..
شافت ريم تشــوفها بغرابه , وبعديــن ترد لعمل كيكتها ..
ومها كملت اللي في ايدها من غمس للبسكوت بالحليب لكيكة ريم.
ريم صايـره غريبـه ..
ريم اصلا عندها مشاكلها الخاصه , عمر باجر يطلع من المستشفى …
ألحيــن بعد مرور ثلاث اشهـر ريل عمر اليسار تعالجت من الكسـر ! , و ويهه رد مثل قبـل , إلا انه رجله اليميـن مازالت تحتاج لوقــت
المشكله بين ريم وعمر , ان ريم موضحه لعمر عشقها له بتصرفاتها من غير كلام و اللي اهو يقابلها بطريقه عاديه واحيانا قاسيه..هذا اللي اهي مها شايفته والله اعلم اللي يصير في غيـر وجودها
جم مره تشوف على ريم نظرة حزن
ولما تقـولها وتسألها تقـول ببساطه (” بالعكـس انا سعيده اني معاه , عمر متقبل وجودي أكثـر من بداية زواجنا “)
ريم بالجهه الثانيــه من المطبخ , كان قاعده تحضر كيكه لعمر , كيكه من اللي هو يحبها ..
ناويه تاخذها له بالمستشفى …
كانت تشتغل بأليه وافكارها مو معاها .
بالأيام الأخيره , ولأنها طول اليوم مع مها , لاحظت سعادة مها بالحمل , والجنين , على الرغم من خلافها مع خالد , إلا انه فرحتها بالجنين واضحه للكل .
كانت تلاحظ الحركات الرقيقه , ولمساتها لبطنها بحمايه ..
وهذا خلاها تندم اكثـر واكثـر على الفرصه اللي ضيعتها .
وألحين اهي تتمنى يكون عندها طفـل من الرجل اللي تحبه .
تصرفها دفـع حبيبها لأحضان غيرها .
ودها تحط ايدها على قلبها , وتنزعــه , من الحريق و الألم اللي قاعد يسببه لها هالشي .
تذكـرت اللي حصـل من ثلاث شهـور ..
(قالت له بتردد “عمر ..وش هي نــوره بالنســبه لك “
اسمعــت صـوت القلم اللي بيده ينكســـر .
شافت قسم القلم المكسـور كيف طاح على الأرض .
ما تدري ليش خافت , يمكن لأنه اكسره من أول ما انطقـت اسم نـوره , ولا لأنه اكسـره من غيـر وعي ..
أو يمكن لأنها متأكده أنه لو كان اللي بيده رقبتها ..جان كسرها مكان القلم
شافت القلم للحظه , وبعدين ارفعــت عينها لوجهه بوجل .
ابتسم ..لكن عيــنه كانت قاسيـه , وبارده وهذا الشي كان مفـزع زياده ..
قال ببرود ” لو سمحتي غيري الموضوع , وياليت ما تفتحينه مره ثانيه”
خذا تليـفونه واتصل على واحد , لأجل الأوراق اللي بيده .
وبعد التليـفون عن فمه , وسكـر السماعه بيده وقال ببرود ” ريم روحي حق الشقه , انا اليوم راح اظل مشـغول طول الليله “
كانت راح تجـــن من الغيــره وقتها ..
لكن هو فجأه تكلم للتليـفون وقال ” هلا , اي الأوراق اللي يبتها , ييب اللي تساندها , ما نقدر نتصرف بناءا عليها …صعب “
قامت من مكانها .
خذت لفتها , وغطــت راسها , واطلعت لأول مره من غرفته من غير لا تطبع قبله على خده .
….
وتسكـــر الموضوع اللي ذابحها )
بدت تخلط الصلصه بعنـــــف ..وبغضب ..
ما راح تبكي , خلاص , ما راح تبكي ..
هي بكت على الموضوع بما فيه الكفايه , واعترفت انه كل اللي حصل نتيجه لغلطتها ..
لازم تتخطى المسأله ألحيــــن .
وتكــسب زوجها , وتخليــه يحبها ويثق فيها.
المشكله ان زوجها ..الحبيب ..لازال يتصرف بسخريه خفيفه منها واحيانا بقسـوه , وببرود يذبح , ويغيظ ..كلما عاملته بحــب وشــوق !!
لكن هي حاسه بفرق المعامله ..بدى يضحك, يبتسم , يفتح مواضيع !! بس بشكل اكثر
بس مع وجود هالفرق لازالت مهي راضيه عن درجة تقبله لها .


ساره :

كانت عند الدريشــه تناظر الحديـقه .
ودها لو خالد يجي ..
سندت راسها على الدريشـــه !
خالد ما عادوا يشـوفونه من أول ما ارجعوا من مصـر ..
ما كان يكلم احد , يغيـــب بالأيام عن البيت , يسافر لأيام طويله .
ولما يرجع للسعوديه يروح للشركــه .
تمنت بهاللحظات لو ان مها معاهم , على الأقل لما كانت موجوده , كانوا يشوفون خالد !
كل شي تخربـط , حياتهم انقلبــت فــوق تحـــت .
الخاله بدريه اعملت العمليه , لكن ..
تنهدت بقــوه , واطلعت منها عال العال , لكن صار عندها مشكله إلوشو ما تدري , وادخـلت بالعنايه المركـزه .
عمليه كانت من ابسط ما يمكن , صارت نتائجها معقده مع دخـول خالتهم بدريه للعنايه المركـزه .
وألحيــن مر شهـرين وهي بحاله غير مستقره , صحيح بدت تتعافى , لكن كلهم خايفين عليها تنتكس !
أول ما ادخـلت خالتها بدريه العنايه , تقبلوا الخبـر بصدمه , بعدها , ببكي , وانهيار .
تذكــرت الأتصال اللي جا للبيــت لخالد ..
( ذاك اليوم كان من الأيام النادره اللي تواجد فيها خالد بالبيــت , كانوا كلهم بالصاله .
جات الشغاله بيدها التليفـون لخالد ..
بعد السلام ..
سمعـــت صـوت خالد يقــول بضيق ” لا حـول ولا قـوة إلا بالله ! “
كلهم ركـزوا مع خالد ..لأنه كلمته وطريقته كانوا ملفتيــن للنظر .
كمل خالد ” وشلون عمي يا قتيبــه ؟ “
قتيبه اللي هي ارفضت تتكلم عنه مع اي حد .
حتى مع اختها ..
خالد لما حاول يتكلم معاها عن الموضوع , اطلبت منه بحراره وبكا , عدم الكلام .
لكن بوقــت الشده , وألحيــن ..
ما تقدر تنكر انها قلقه عليــه
ساره ما اقدرت تستحمل الغمــوض بإجابات خالد..خاصه انها تدري ان قتيبه مرتبط بأمه كثـير ..
اعصابها اتلفت من عدم معرفتها الموضوع , خاصه ان قتيبه موجود بالموضوع ! , و وجه خالد ما يبشـر بالخيـر
كان ودها تنزع التليــفون من خالد وتسمع ..
اقتضاب خالد بالكلام ..وضيقه بالإجابه .
افزعها , لفت وجهها اتشــوف ان كان فيه احد غيرها , ملاحظ كيف توتر وجه خالد !
ولاحظت ان امها بعد مركـزه كثيـر مثلها .
يعني فعلا في شي .
سمعت خالد يقـول بحرص ” طيــب ما قالوا ليه هالشي حصـل ؟ “
خالد تنهد وقال بهدوء ” طيــب , يلا سلام “
رفع راسه وعيــنه على امه ..
كانت نظراته فيها تعـب وضيـق ..وبلغهم الخبـر )
بضيق تحركت ساره من الدريشه المطله على الحديقه .
الظاهر ما في امل لقـدوم خالد اليـوم .
كانت فعلا مشتاقة له .


خالد :

كان بالسياره , يمشي من غيــر هدف .
ما يقدر يقعد بمكان واحد لمده طويله ..
يحس بنيران وده يطفيها .
تركتــــه للمره الثانيـــه .
ثلاث اشهــر ..
ثلاث اشهــر ..
بكل ثانيـه قراره بعدم الأتصال فيها , أو رؤيتها يصعب عليه .
الكذابيــــن
الكذابيــن
يقولون البعيــد عن العيـن بعيــد عن القلب ..
هو اكتشــف ألحيــن ان البعيــد عن العيـن , مو بعيد عن القلب ابدا .
يحبها ومتعلق فيها لكن كرامته تمنعه.
المراهقه اللي كبرت معاه !
هو خالد ولد جاسم , اللي الكل يهنيه على قـوته , هي ..
مخليته مثل المجنـون , اللي مو عارف يدل طريقه .
رجال طول وعرض , مو عارف يروح لبيته , وينسدح على فراشه وينام من غيــر ما يتعذب بخيالها اللي يـزوره كل ليله .
كلما اشتاق لها ..يعاند اكثـر ويقسي قلبه اكثـــر .
ما تستاهل .
هي اللي دايما تسعى للفرقي , وحصـلت عليها ..
رد للبيـــت ..
اليوم اتصل على عمر وسأل عن الجنين , وهل راحت (اهي) لمواعيــد الطبيب او لأ ..
وما سأل عنها , كرامته ابت عليه انه يتكلم عنها أو حتى ينطق بأسمها .
وعمر ما قال شي له عنها .
حتى هو ما يدري ان كانت بعدها بمصر ولا رجعت الكويت مع خالها اللعيــن .
يا هو يكرهه هالغانم .
يحس بغيظ كلما تذكر هالشخص .
كلمته اللي قالها باللوبي قبل السفـره , لازالت تتردد بعقله بصوره قـويه .
( قبل لا يرد السعوديه ..بعد خلافه مع مها , بعد ما قطع الوعــد على نفســه قبل لا يكون لها .. بعدم الإقتراب منها ..
رد للفندق , راح لأمه وساره وابلغهم الخـبر ببرود ..
ورد لغرفته قبل لا يسمح لهم بالكلام , أو بالتفاعل ..
والغيظ يحرقه حراق .
يتذكر شلون كانت تقوله ما راح اجي معاك , ويجـن اكثـر واكــثر ..
هو اللي فتح لها المجال انها تهرب منه مثل أول .
هو اللي تركها تروح .
كان بقمة غضبه ..عاجـز عن النوم ..
يفكـر بأنها ســـوت فيه اللي ما احد قبلها سـواه .
اخذ له شاور بارد جدا بذيك الليله عل وعسى الغضب يهدى , ويخف ..
مشى الليل .
لما جا له اتـصال من الإستقبال , بصوت الموظف المتوتر يقول له ” استاز خالد ؟”
اهو يذكر انه بلغ الموظفين ان كان في اي شي يطلبه فهو غير غرفته لرقم هالغرفه !!
لكن الأتصال بهالوقت غير مقـبول ..
وقال ” نعـــم “
رد الموظف المتوتر ” في راجل هنا , عازوك زروري !! “
راجل !!
قال ” رجال ؟ “
جاوب الموظف ” ايــوه , بيئول اسمو غانم !!! “
غانم , غانم ..
جاي يشهد على اذلاله للمره الثانيــه
وش يبي هذا ؟
لكن قال بهدوء واهو يخفي غضبه ” نازل ألحيــن “
لبس اي شي موجود حوله .
ونزل ..
لما دخل اللوبي , مرر عيـونه على الحضـور.
فجأه طلع قدامه , الشخص اللي يبحث عنه ..
كان قريب منه بطريقه استفزازيه ..
خالد مسـك اعصـابه , لا يدفشه عنه , أو يطلع اعصابه على هالشخص الإستفزازي .
قال ببرود ظاهري ” نعـــم !! “
غانم بقسوه ” يعني ما تدري !! ” حط ايده على خالد , يبي يدفشــه , بس خالد مسك ايده , وبعده عنه بقســـوه ..وقال لغانم بعصبيـه ” وش مشكلتك انت ؟! “
هذا كان راح يؤدي إلى فتح باب العنــف , لأن اثنيــنهم مو قادرين يسيطرون على اعصابهم .
هالشي ماغاب على واحد من السيكيورتي , اللي قرب وقال ” في مشكله يا حضرات ؟؟”
اثنيــنهم شافـوه ..
خالد اهو اللي تمالك نفســه , وابتسم للسيكيورتي .
وقال ” لأ ابدا , ما في مشكله “
السكيـورتي نقل نظره بينهم , وقال ” متأكديــن ؟! “
خالد اللي ما تعود على هالأسلوب , قال بصرامه ” متأكديــن يا استاذ , شكــرا “
السيكورتي عرف من هالأسلوب ان الأعصاب , صارت تحت التحكم.
بعد ما راح , لف خالد على غانم , واهو متمالك نفســه بالعافيـه , بس ما كان يبي يسوي مشـهد قدام الناس .
غانم كان واضح عليه عدم الرضا والغضــب , خالد لأول مره يشـوفه جذي .
مو هذا اهو غانم , ومو هذي تصرفاته .
خالد قال له بغضب مكبـوت ” ممكن افهـم سبب هالزياره ؟ “
اوقفـوا مواجهيــن بعض واخيــرا نطـق غانم وقال بغضــب ” تدري اشصار اليـوم ” وما نطـر خالد يرد وكمـل بعنــف ” دخلت على بنت حنان وشفتها تبجي , وطلعــت من عندها من غير لا تحس فيني , من البجي…كانت تبجي واهي مو حاسه بأحد “
خالد كان قاعد يتمالك نفســه ..مو قادر يرد , لأنه عارف انه راح يذبــح احد .
تبكي , طبعا هي المظلومه المسكينه !!
ما كنها هي اللي ارفضـته , وقالت له انها ما تبغى تجي معاه .
صحيح , ضربني وبكا وسبقني واشتكى
قال ” المطلوب مني ؟ “
ابتسم غانم بعنف وقرب من خالد ..
” انت خذيت فرصتين مع بنت حنان ودايما تبجيها وتنزل من كرامتها , وضيعتها من ايدك , وانا واثق انك ما تستحقها , وادامي موجود وراسي يشم الهوا , راح احرص ان فرصتك الثالثــه , تكون بعيده عنك , بعد السمـــا عن الأرض “
وطلع من الفندق ..قبل لا خالد يرد عليه ..
خالد كان حاس بغضبـه وصل لدرجه انه ما يقدر يتكلم ..
كان يدعي الله ان غانم يطلع قبل لا يمردغه على الأرض .
هذا اللي ناقصــه يهدده ..
كان وده لو يتهاوش مع احد , يكســر شي من الغضــب .
بس يطلع الغضـب اللي حســــه ..
وبلحـظه لما تردد التهديد بعقله , كان راح يلحق غانم ويتضارب معاه , لكن ضغط على نفســـه ..
وبغرابه جا في باله ..انه ان تهاوش وكبرت السالفه راح يدري بدر و بكذا ما راح يكون مثال حســن لبدر !!
غريب كيف انك بأشد اوقاتك عصبيـه , يجي في بالك شخـص ..ويخليك تمتنع عن عمل فعل مجنون ..
يراهن خالد ان بدر ما راح يطري على باله انه بيوم من الأيام منع اخوه الكبير العاقل من الدخول بمضاربه , كنه مراهق ..)
رجع للحاضر ..
قعد بسيارته , لفتــره لما ألحيــن عنده نفــس الإحساس , وده يتهاوش مع احد , و وده يكســر شي من الغضـب .
وش تبي يا غانم ..
انا اللي فيني كافيني , وش حاشرك بيني وبينها .


غانم :

بقى طول الأشهر اللي فاتت بمصـر !
ما احد يقدر يعتني ببنت حنان مثلي , لا عمر , ولا ابوي سعـود .
ما احد يدري انها تعاني , وتقاسي مع ذاك البليـد إلا انا .
الحمدلله ان بنت حنان قررت انها تبقى بمصـر .
لكن ابـوه ما كان موافق بالأول لكنه انجبر بالنهايه..
( قبل ثلاث شهور ..كانوا موجوديــن بالصاله , اهو كان متعمد التواجد الدائم حولهم , بعد يومين من مواجهته مع زوجها !!
اهو فعلا ارتاح لما عرف ان خالد سافـر , لكن ما يقدر يضمن انه راح يرجـع ..
ابوه قال لمها , واهو متجاهله كليا , وهالشي مو غريب عليه ” مها انا راجع للكويت عقـب اسبوع , حضري جنطتج باخذج معاي ؟ “
غانم لاحظ ردة فعلها , شلون ارفعت راسها بعجله ..
وقالت ” لأ يبا ..لأ انا ناويه ابقى بمصـر “
نقـل نظره لأبوه ..واهو مرتاح انه ابوه مو مهتم لوجوده ,لأنه يحـب يتأمل الوجوه والتعابيـر , ويفهم اللي جدامه خلال هالفتـره .
كان ابوه عاقد حواجبـه ” تبقيــن بمصـر ؟!!..منو وياه , يا مها , ؟!!ما كو احد يقعد معاج ألحيـــن , كلنا بنرجع الكويت “
طبعا (كلنا ) لا تتضمن غانم !
نقل غانم نظره لبنت حنان .
اللي ابتسمت برجفــه , وقالت ” يبا بس انا ابي ابقى ..وخالي عمر موجود و …”
قاطعها ابوه سعود (واهو نقل نظره لأبوه سعود ) ” مها اهو توه متزوج , اتهقيـن راح يكون فاضي لج ؟؟ , بيجابل مرته ولا يجابل علاجه ولا يجابلج؟؟ “
نقل غانم نظره لمها , اللي غزا الإحمرار وجهها , وانتقلت الرجفه من شفايفها لصوتها ” يبا العماره كلهم نعرفهــم ..” وقطعت كلامها بتوتر
نقل نظره لأبوه اللي قال بصبر غيـر معهود ” مها ردي معاي الكويت !! , بلا كلام ما له معنى , ليش تبين تبقيــن بمصـر “
رد غانم نظره لمها ..
وشاف النظره اللي عذبـته , بنت حنان خايفه من مواجهة الناس !
استغرب من نفسـه كيف فهم معنى هالنظره !!
هذي النظره يعرفها , يتذكرها !!
بس من ويــــن ؟ , وين شاف نظره مثل هذي ؟
ومثل طعنه بالقلب عرف وين !!
شافها بالمنظره , لما يشوف روحه كل يوم ..
” يبا افهمني ما ابي اروح ….” وبعدين فجأه شع نور بعيــونها وقالت بدلع ” يبا الله يخليك , انا دلوعتك , يبا طلبتك .. “
هالمره ما اقدرت عيـنه تنتقل لأبوه , قعد يتأمل عيـونها .., وتعابيرها ..
حس جنها فجأه تذكرت شي وارتاحــت لما تذكرته !!
ولما سمع كلمتها عرف انها معتمده على مكانتها عند يدها , وانها قاعده تستغل هالشي .
ابوه قال بصوت صارم ” مها لا تجربيـن صبري ؟؟ انا قلت بترديــن معاي بترديـــن “
هـزت راسها بموافقــه , وكنه انطفى النور ..
لكن بعديـن قالت ” خلاص يبا , نروح حق الطبيب , واخذ اذنه للسفر وبعدين اسافـر معاك .”
قام ابوه من غيـر اي كلمه ثانيــه ..
بعد مرور يوميــن نفس المشهد رد تكرر !!
ثلاثتهم قاعدين , واهو كنه شبح بالنسبـه لأبوه , يحس ان أبوه اصلا مو منتبه لوجوده !
وينقل اعيونه بينهم ..
ابوه كان ألحيـــن يقول بصرامه ” ليش ما سمح لج بالسفـر يا مها ؟؟”
بعدت شعرها وقالت بتعـب ” لأن ..لأني نزفــت دم , وهذي المره الثانيـه , خلال اسبـوع !! “
عيــــنه اوسـعــت ..
ولف على ابوه ..اللي ضغط على اسنانه ..
هذي فرصته انه يحرسها !!
كله من زوجها اهو اللي خلاها تنزف !!
ابوه قال ” شلون نزيــف يعني ؟”
مها قامت بتعـــب من مكانها ” يبا عادي اهو عطاني حبـوب وغزني ابره , بس ما يصير اتعــب عمري , والسفر من الممنوعات “
اهو اهني نطـق ” انا راح ابقى معاج ..انا عندي شغل بمصـر واقدر ابقى معاج الوقـت اللي تبيــنه “
شاف نظرة ابوه الغاضبه الموجهه له ( ابوه ما يثق فيــه )
بس مها وحماسها وشلون رمت حالها بين ذراعه واهي تقــول ” صج خالي …صج ؟؟ “
ولفت على يدها ” خلاص , يدي ما تقدر اتقــول شي , كاهو خالي راح يبقى معاي “
ابوه سعــود ابتسم لها بموافقــه متردده ..
وقال ” على راحتج !!! “
لكن بعد ما راحت لغرفتها عشان ترتاح ..
لف عليــه ابوه وقال ” انا وافقت لأنه ما عندي خيار ثاني , خاصه ان الشركه بالكويــت تحتاجني , لكن انا راح اراقــب الوضع , راح اراقبــه عدل ..اي اهمال منك , وراح تتحاســب مني انا “
كلمة ابوه القاسيــــه عورته
ما احد يقدر يشكك بوفائه لحنان ..اخــته العـزيزه ..
رد على ابوه بطريقه صارمه ” بنت حنان ما راح اهملها , مثل ما انتوا اهملتوها “
وطلع بعد ماشاف نظرة الصدمه بعيـون ابوه
لكن ما اهتم .. )
وحتى الأن اهو مهتم فيها عدل , ياخذها لمواعيدها ..
ياخذها لعشى , غدى , واحيان كثيــره الريـوق .
كان يلاحظ نظرات الأستغراب منها .
من اخوه عمر لما يقـوله انه خذا بنت حنان .
وقال في قلبـــه بقــوه (حنان اتمنى بإهتمامي ببنتج اني اقدر اوفي ولو جزء من أفضالج علي ..)

عمر :

كان واقف على رجله , اشتاق للوقـوف , رجله اليسار ردت لقـوتها جزيئا , بقى رجله اليمين على كلام الدكـتور تحتاج لوقـت اطول بكثيــر .
العكازات مساعده على الوقوف ..
كان حاس بالضجـر , ثلاث اشهـر بالمستشفـى لشخص يكره المستشفى كانت معاناة بحد ذاتها ..
لو بيــده كان طلع من المستشفى بأول اسبــوع , لو ما حلـف ابوه عليــه جان طلع ..
ابوه كســر خاطره , كان يقدر يعاند ابوه بكل بساطه , ويطلع ..
لكن طريقة ابوه بالكلام معاه , و رجاءه وطلبه الحار منعـــوه من العناد .
اللي هــون عليه ان الريحــه بالغرفه صايره خفيـفه خاصه مع البخـور اليـومي !!
لكن مشكلته الأكبـر بالوقت الحالي اهي ريم !
بدعـــت فيه , طول اليوم رسايل شـوق بالموبايل !! جنهم مثل اي زوجيــن مغرمين ببعضهم !!
تعامله بطريقة حــب كلما شافـته , لازال يصد هالتصرفات بقــسوه ..
وبقـــوه .
لكن بدى يحس بنفســه يضعف , بالأيام الأخيــره , وهذا خلاه يقسـو عليها بشده .
عشان ما يبين ضعفــه .
دخلت عليــه وحده من الممرضات .
وقالت له بأبتسامه ” لسه على رجلك ؟ مش حترتاح ؟ “
لف عليها بتمكـن غريـب من العكاز اللي كان جديد عليه
رد لها الإبتسامه بتعـب ” اممممم”
يابت له العشـا ..
وحطته على الطاوله ..
وقالت ” المدام حتيجي النهارده ولا لأه “
عند طاريها حس بالجفاف .
رد بهدوء ” اي اعتقد “
” مراتك جميله , ولطيـفه جدا “
رد بسخريه ” اي نعــم ” وقال بصوت غير مسموع ” ما دام الموضوع غير متعلق بأطفال “
الممرضه اللي ما اسمعت قالت ” عفــوا “
رد وقال ” لا ابد ولا شي “
بهاللحظه ادخــلت مــرته وعلى ويهها ابتسامه مشرقه , صارت هالأبتسامه مكرره كلما شافته , ونزل راسه على الأكل , وبدى ياكل ….
كان بيدها كيـكه .
اول ما ادخلت وشافت الممرضه , صارت ابتسامتها بارده ..
حســت بالغيـــره !!
من اول ما سكـر موضوع مرته الأوليــه ..
ومن اول مواقفها مع (سم) اللي كانت تبيـن اعجابها بعمـر ..
من اول ما شافت نظرة اعجاب من وحده من الممرضات ..
تحس كل وحده تبي تاخذه منها .
ادخلت اهي واطلعت الممرضه , واهي تستأذن .
رفع راسه وشافها , واكتسى ويهه بالسخريه , بعد ما عرف انها غيرانه .
بدى يميـز هالتعبيـر اللي يطلع كل ما لقته يتكلم مع مره .
اقعدت قربه , بعد ما سلمت عليه ..
وقالت ” وش تسـوي عندك ؟ “
افصخــت لفتها , وحطتها على كتفها !
شافها ببرود وقال بسخريه بسيطه ” يابت لي العشـا بس مو مثـل عشا سام اللي من جم شهر”
شافته بغرور , لأنه هو المسؤول عن اللي حصـل ..
ضحــك بسخـريه من تعبيــر ويهها , هالأنسانه صايره متملكه بصوره خياليه , بالأول ما كانت جذي أو ما كانت بهالدرجه , وتذكر اللي صار .
( كان قاعد بعد خروج الرجـال ..
وهالوقــت اهو الوقت الوحيــد اللي يرتاح فيه ..
حاول يسترخي , وينام ..
لما تفاجـئ بدخــول سام , اللي كانت لابسه ملابس اقل ما يقال عنها فاضحـه ..
وعرف بمجـرد انه شافها انها ناويه على شي ..
قالت له ” hello ,our patient !! ” (مرحبا , يا مريضنا )
ابتسم بهدوء مو وقتها حداااااا ” hi , how are u ? ” (هلا , شلونج ؟ )
ردت الأبتسامه ” I’m fine “
بدت تروح وتجـــي , وتدخــل اكيـاس معاها .
قال ببرود “sam !! hummm what’s going on ?” (سام !! شنـو قاعد يصيـر )
ابتســمت بهدوء ” nothing , i just thought about bringing my dinner and eat it with you “
( ولا شي , انا بس فكرت اني اييب عشاي واكله معاك )
الله …الله ..
هذي يـــنت واقعدت ..
سكــــت لكن ما قدر يردها , خاصه انه باجـر سفـرتها .
يــــت في باله فكــره ..
ابتـــسم بذهـــن غايـــب .
راحت تحضــر الطاوله قباله .
خذا موبايله ..لما شافها تطلع برا الغرفه بتحضر شي من الأشياء اللي قاعده تنقلها .
ريم زعلانه عليـــه !!!!
صار لها جم يــوم , عقــب ما صدها عن سالفة نوره الله يرحمها ..
واهي ما تيي له !!
واهو ما راضاها , ولا اتـصل عليها .
إذا بتزعـل على سالفة نــوره .. كيفها تزعـــل .
لأن نــوره موضوع غيـر قابل للنقاش ..ابدا ..ابدا ..ابدا .
نوره شي خاص فيه , ومرحله غير قابله للنقاش .
وبما انها تغار من سام , فهذا عذر انه يشوفها.. حاس انه فاقد شوفتها ..تعود على شوفتها بشكل يومي متكرر.. وتغليها عليــه الحين بعدم ييتها له بالمستشفى كان مضايقه , ومخليه على اعصابه طول الأيام اللي فاتوا .
واهو ما راح يطوف شوفتها واهي غيرانه بالدنيــا ..
انك تشـوف انسانه آيــــــه بالجمال , أقل ما يقال عنها انها حلـوه , تغار عليـك , وتستعمل العنف الكلامي , والجسدي لأحساسها بالتملك ..يبسط
إضافه إلى انه يبي احد ايي يبعد سام عنه من غيـر لا يجرحها .
على وجهه ابتسامة تسليــه ..
كتمها اول ما اتصل عليها , ولما سمع صوتها البارد واهي تقـول ” ألو ..”
قال بصرامه ” ألو , ويــن كنتي حضرتج ؟؟ “
سكــوت من الطرف الثاني .
وبعديــن قالت بصــوت يحمل شئ من الدلع المغلف بالعتاب ” كنك مهتم “
ما كان يبي يسمع عتــب ..ما له خلق
قال بسخــريه ” شنو تبين تحسسيني بتأنيــب الضميــر ؟؟”
سمع شهقتها ..
وقالت بغضـب ” ليه انت قاسي ؟؟؟؟ ليــــه “
سمعها بعدم اهتمام .. اهي اقل ..وحده تتكلم عن القسوه .
قال ” راح تيـين اليــوم ؟”
ردت عليــه وقالت بغضــب ” لأ ,.. لأ ..ما راح اجي “
تنـرفز من عدم رغبتها بزيارته .
وقال ببرود ” خلاص على راحتج , راح يطوفج العشا اللي يايبته سام ؟ “
قالت بعصبيــه اثارت تسليته “عشــــــــــا ….ليه ان شااء الله جايبتلك عشااا , اصلا وش تبــي هالسم تجيـــب لك عشــا ؟ “
ما ابتســم وقال ” ليــش اشفيها ؟ “
بعصبيه قالت ” اطردها ألحيــن اطردها “
قال ببرود مصطنع واهو وده يضحك ” اطردها واهي يايبه لي عشا ؟؟!!”
ردت بنفس العصبيــه قالت ” يعني ما راح تطردها “
عرف انه انتصر وانها راح تيي ..
“لا ما راح اطردها ..يلا مع السلامه , اخاف العشا يبرد “
سكــر التليــفون بإنتصار .
وبدى يتكلم مع سام بأمور عاديــه , وكان مرتاح انه سام ما حاولت اي شي قليل الأدب , بالعكس ارجعت سام اللي يعرفها بأمريكا .
اللي تعامله بصداقه فقط , مع عدم وجود اي نيه اخرى .
ادخــلت ريم بعنــف , خلاهم اثنيــنهم يلفون بإنزعاج ..
عمر لما شاف الداخــل .
حس بغرابه بإحساسه , شعــور بالفرح لشوفتها غمره ,وهذا خلاه يبعد عيـونه عنها عشان ما تشـوف احساسه .
ورد عيونه لها بعد ما تمالك نفســه .
اما اهي فما كانت تشـوفه ولا كانت ملقيـته ويه ..
كانت تشــوف سام بنظرات غاضبه لكن بعدين تمالكت نفسها ولفت على عمر .
وادخــلت , وقربت من عمر وباست خده , لأنها ما تتجرأ على اكثـر من جذي قدام احد .
وقالت لعمر بالأنجليـزي ” hello baby ….. how are you honey ?” (هلا حبيبي , اشلونك عزيزي ؟)
هالجمله الأنجليـزيه اللي انطقتها…. قالتها عشان سام تسمعها
رد بهدوء ” I’m fine thank you ” (انا بخيـر , مشكوره )
وبعديــن لفت على سام وقالت ببرود ” oh you are here ” (اوه انتي اهني )
وخرت ويهها عنها بتجاهل ..
كان واضح على سام الضيق من قدوم ريم ..
وبعد ما اقعدت , واجهــت سام وقالت ” when you will be back to u.s ” (متى راح تردين لأمريكا ؟”
سام ما عجبها السؤال وقالت ” soon enough ” ( بوقت قريب )
قالت ريم ” I hope you go soon ” (انا اتأمل انك تروحين قريبا )
عمر , و سام شافوها بصدمه ..
بس عمر صارت فيه الضحكــه ..
بس تمالك نفسـه وقال بإعتراض ” ريم …”
سام لفت على عمر وقالت ” no that’s ok , she is acting like babies ” (لا عادي , اهي قاعده تتصرف مثل الأطفال )
ريم كانت بترد لكن عمر عطاها نظرة غضب لأنها اهي اللي بدت السالفه .
واللي انطقــت بكلام غير مؤدب , وأدى إلى كلام غير مؤدب ..
لكن اهو لف على سام وقال” please sam ” ( ارجوج سام )
قامت سام من مكانها وحطت العشا له ..
لكن ريم اللي كانت معصبــه , شافت العشا وقالت بطريقه استفزازيه
” omar doesn’t like chiken , but you can give it to the poor people , it’s not a waste “
( عمر ما يحب الدجاج , لكن تقدرين تعطينه الفقرا , ما راح يضيع جذي )
وكملت ” I can help you remove it ” ( انا اقدر اساعدك تشـيلينه )
سام صار ويهها احمر ..
انحرجـــت .
و واضح عليها انها كانت راح تبجي .
عمر قال بسرعه ” no sam it’s ok , I can eat chiken ” ( لا سام عادي , انا اقدر اكل الدياي )
شافته ريم وقالت ” no you don’t ” (لأ انته ما تاكله ) ولفت على سام قالت ” ahaa you want to eat it for her sake “
(اهاااا انت تبي تاكله عشانها )
سام واضح عليها انها راح تبجي إلا شعـره ..
فحط ايده على الرغم من انه فعلا ما يحب الدجاج , لكنه بدا ياكل ..
مر الوقت وريم بكل ثانيه تفشل سام , وسام بعد ما قصرت معاها
واول ما لقت سام الفرصة المناسبه , استأذنت ..و ودعته , السهره الرومانسيـه اللي كانت ناويه عليها قبل سفرها , أو السهره اللي تشكر فيها عمر اهدمتها لها هالريم !!
بعد ما اطلعــت , و ودعــت عمر لأنها راح تسافر باجر نهائيا لأمريكا , ولوظيفتها ..
وطبعا غادرت الغرفه من غير اي اعتراف بوجود ريم , ولا اعتراف من ريم بوجودها ..
لف عمر على ريم وقال بسخريه ” استانستي بتصرفاتج الطفوليه ؟؟ “
شافته بأستغراب ” ما ســويت شي “
ضحك بسخريه ” ما سويتي شي ..كل اللي سويتيه وما سويتي شي “
قالت بغضــب ” ما شفت كيـف لابسه , واضح وش كانت تبي تســوي , لو انا ما كنت موجوده “
رفع حاجب ” وانا ما عندي اراده علشان أرفض اللي اهي ناويه تســويه ؟!, وبالضبط شنو اهي ناويه تســوي من وجهة نظرج ؟ “
قالت بقوه ” كانت تبيــك تشــوف انها حـلوه “
ضحـك ..
صعب يعصب عليها واهو مناديها عشان تتصرف هالتصرفات بالذات !
عدت الليله واهي راحــت امبجــر , لكن كان واضح عليها انها ارتاحــت ان سام راح تسافر باجـر ..
نام ذيك الليله ..لكن صحا لسبب مجهـول عنده ..
ولما فتــح عيــنه , انصدم ..
ريم كانت حاطه راسها على الفراش ونايمـــه ..
متى ردت ؟؟؟ ما يدري ..
وليش نايمه عنده ما يدري ..
لكن اللي يعرفه انه قلبه غمره احساس لطيــف ..
تذكر لما نام نفــس هالنومه عند نوره من جم سنــه !
كان يبي يصحيها , لكن عجــز عن هالشي , خاصه انها نايمه , وماسكه كفه بإيدها .
قلبه كان ينبض بقــوه من تصرف ريم .
لكن رجع ينام )
رجع من افكاره هذي !!
إلى الأن ما يدري ليش نامت عنده , لكن بالصباح ما كانت موجوده !
ريم بعد ما سمعت طاري ذاك اليــوم (يوم عشا سام ) تذكرت شلون لما اطلعت من غرفتـه , حســت بالخــوف يغمرها من انها تفقده للمره الثانيه .
خوف غمر قلبها , وخلاها تروح للكافتيــريا بالمستشفى ..
لكن خوفها ما غادرها , وخلاها ترجع لغرفته , تطمنــت لما شافته نايم ..
وما حســت بروحها إلا واهي نايمه عنده .
لكن اهم شي ان (سم ) اظهرت من حياتهم من غير رجعه ..
لفت على زوجها اللي كان ياكل الكيكه اللي هي عاملتها له , بإبتسامه , اخيــرا , هم لبعض ..
بس بكره الله يعيــن على بكره ..
بكره اهي راح تخطـو خطوه للأمام , راح تعترف بحبها , وتحضر عشى ممتاز لهم ..على امل انه يتقبل الموضوع .
بس خايفه , لأن عمر لما ألحيــن ما تخلى عن سخريتــه كليا , ويقـول فجأه كلمه تجرح وتدمي لأيام كنـه يعـوض عن الوقت اللي يعاملها فيه بهدوء .
خايفه منه .
بالأول كانت تحتمي من قسـوته بشقتهم اللي تحتوي ذكرياتهم الحـلوه .
لكن ألحيــن هو كله بكبره بيجي , بكل قـوته , بكل طوله , بكل عنفـه , بكل قسـوته بيفرض حاله على ملجأها .
كانت تبقى معاه لدقايق ويجرحها ببروده وبمعاملته الساخره , ألحيـن كيف بيكون وضعها واهي مقابلته 24/24 .


ساره :

امها ما تجلس معاهم كثــير ..دايما بغرفتها تسبح وتدعي الله
خايفه على صاحبتها .
اما هي ألحيـــن مع فاطمه ..
اللي قالت لها ” ساره , متى بتتحضري لعرسـك ؟ “
ردت ساره اللي على اعصابها بتوتر ” اي عرس ألحيــن وخالتي تعبانه ؟ “
هزت فاطمه راسها بعدم اهتمام وقالت ” بتكون بخيـر ان شاء الله ….وانا سمعت ان قتيبه وده يعجل بالموضوع “
ساره كانت متوتره ..
وقالت ” ما اعتقد ان قتيبــه مستعجـل وامه بهالحاله “
فاطمه قالت بصبر ” ساره ..جد غريبه , انا ما قلت تزوجي ألحيــن , انا بس قلت تحضري ان تعجل الزواج …”
ساره قالت بغضب من الإصرار ” يمكن ما يكون فيه زواج “
فاطمه انصدمت .
وبطلت حلجها ..
وساره اندمت على تسرعها بالكلام !!
غيــرت الموضوع بسرعه وقالت ” وشلون زوجـك واعيالك؟ “
فاطمه بعصبيـــه قالت ” وش فيـكي انتي وخالد , الكل يسأل عن زوجـي اللي يبغاه يكلمه …انتي ألحيــن جاوبي على سؤالي , ليه ما تبغيـن تتزوجيـن قتيبـه ؟ “
طبعا كان ردها الغريب وعصبيتها من السؤال الخاص بزوجها صدم ساره ..
لكن سؤالها عن قتيبه وترها اكثـر وقالت بتصريف ” ما اقصد المعنى اللي انتي تقـوليـنه , انا اقول يمكن ما في زواج وخالتي ما ينعرف وش هو مصيرها “
اوسعـــت عيـن فاطمه اللي قالت ” فالك ما قبلناه “
حســت ساره انها جابت العيـد بكلامها
وقالت بتعــب ” أوووووه يا فاطمــه, خلاص اتركيــني , ماني عارفه اتكلم ألحيــن ….بروح انام “
فاطمه شافتها بصدمه وقالت ” انا جايتكم وما احد يبغى يقعد معاي !! “
ساره ما اهتمت بالموضوع ..
وكملت طريقها لغرفتها


اليـــوم الثاني بالليل :

سمــر :


كانت تنتظــر.. ابوها واخــوها قتيـــبه عند الدكــتور ألحيــن ..
اما هي فعند الباب ..
قتيبــه رفـض انها تدخــل معهم , خاصه انها منهاره نفسيتها بالأيام الأخيــره مع حالة امهم المفاجئــه واللي مهي راضيــه تتطـــور ..
وسمعــت كلامه لأنه متى ما قال كلمه , فما يحــب يثنيها ..
على حنانه , وقلبه الكبيــر إلا انه كلمته لازم تطاع .
امها متى تكـون بخيــر ؟ متى تكون بصحتــها ؟


غانم ومها :

اهي وخالها غانم بالطريج لغــرفة عمر ..
ريم اطلــبت منها مرافقة عمر من المستشفى , لأنه عندها اشيــاء وايد تعملها وما مداها الوقت انها تقضيها ..
كانت مها تعطي غانم نظرات جانبيــه , صادمها اعتناءه واهتمامه فيها ..
ما كان يرضى انها تطلع إلا ورجله على رجلها ..
ما تدري ليش اهم عندهم ايحاء انه غيـر مسؤول ,و لامبالي .
بس دايما كانت تستغرب من وضعه , اشلون شخص بهالوسامه , وعلى حسب كلام الكل (ذكاء) , مومتزوج , ولا عنده وظيفه معروفه لهم ..
كان شخص غامض , وغريب ..
لكن تحســه دايما معاها بمشاكلها ..
صرفت نظرها عن خالها .
وشافت الطريق اللي جدامها بممرات المستشفى .
شافتــــها .
سمــــــــر
ما كانت سمر منتبهه لها .
حســـت بكل مشاعرها العصبيـــه تحرقها ..
وفجأه جنه سمــر حســت بالنظرات عليها , وجهت انظارها لعيــون مها ..
اثنيــنهم اوقفــوا .
للحظات ..
مها لو ما العيـــب جان اتفلت بويهها , أو صرخــت عليها , أو قالت لها اكرهــج هدمتي حياتي ..
اما سمــر فعلى الجهه الثانيـــه , كانت حاسه بألم ..
ما تصــدق مها لما ألحيـــن بمصــر ..معقـــول …اش معنى هالكلام !!!
كانت تتصور انها باقيـه شوي عند جدها وراح ترجع للسعوديه ..
على الرغم من اللي قالته فاطمه لها لكن هي تعرف مبالغة فاطمه بالأمور !
يعني فاطمه صادقه ..احتمال خالد يطلق حرمته هذا إذا ما طلقها اصلا !
لأ لأ يا ربي , هي كافي عليها حالة امها !!
ألحيـــن تفكــر انها احتمال السبب في مشاكل خالد ومها ..
يا الله !!
غانم قال لمها واهو مو مركــز ” يلا يا مها ..”
بصعــوبه بعــدت مها عيـونها عن سمـر اللي كانت بأخــر الممر تقريبا !!
وقاومت البكي بصعــوبه ..
لكن بالنهايه تحركـــت ..
غانم قال لها فجأه ” فيــج شي مها ؟ “
ابتســـمت مها بصعــوبه وقالت ” لأ ابدا ما كو شي “
ادخــلوا على عمر , اللي كانت اغراضــه محضره , وأول ما شافهــم , نقـل عيـونه بينهم , وقال ببرود ” وين المدام ؟؟؟ “
مها شافتــه , سبحان الله , وين كانوا , وين صاروا .
الحمدلله اللي رده لهم , الحمدلله .
كل ما شافته تذكر فضل الله عليهم .
ردت مها ” ما قدرت تيي , بس هي بالشقــه “
هــز راســه بالموافقــــه …
مها مررت له مفتاح الشقـه .
اللي اهو خذاه ببسمه وقال ” شكـرا “


سمر :

تشتت انتباهها بخـــــروج اخــوها وابـــوها ..
والإبتسامه على شفايفــهم ..
جا لها اخــوها ..
وقال بفرحه ” سمــر الحمدلله , الحمدلله , امي استقرت حالتها اخيرا…. يا سمر ….امي بخيــــــــر “
شافت اخــوها بصدمــــه ..
وبعديــن لفت ويهها على ابــوها ..
وتأكدت من ملامح ابــوها صحـــة هالكلام ..
اضحكـت بصوت عالي من الراحه ..


خالد :

جا له اتــصال من مصـــر ..
من قتيـــبه , قام من المجلــس ومن وســط الرجاجيـــل لأجل يركـــز ..
خاصه انه قتيــبه سكـر منه التليــفون , واهو يقــول انه دخــل المستشفى , والدكـتور طالبهم ألحيــن , قبل لا يروحـون لأمهم .
أول ما ظهــر قال ” هلا يا قتيــبه , بشـــــر “
” اي يا خالد البشــاره , امي الحمدلله تحسنت حالتها , الدكتور يقول كم اسبوع وتظهر ان شاء الله “
حــس بالنــفس يطلع براحه من صدره , على الأقل في خبــر حلــو اليــوم لأمه ..
لأن امه مضيقه صدره بحالتها , وخوفها على صاحبتها ..
ولأنها كانت تبي تروح لمصر من اول ما ساءت حالتها لكن كان يتعذر بشغله , ألحين ما يقدر يمنعها ..
وقال ببساطه ” وانا وامي جايينكم لمصر “


غانم :

بعد ما وصــلوا للعماره ..
وصعــد مع مها للشقــه ..
كان حاس بنفســه بدى يتعــب من الكوابيــس ..
زادت من اول ما امتنع عن أعماله المجنــونه ..
لازلت صــور البحــر ..
الغيــوم ..
المطــر ..
الصراخ ..
صـوت احد يتكلم من مكيـرفـون ..
شعـور اليأس .
شعـور الذنب .
شعـور الألم .
يتكرر بكوابيسه
تنهـــد , وينج يا حنان عشان اشكي لج !!

ريم :

كانت على اعصــابها ..
كل خمـس دقايق تتأكد ان كل شي بخيــر ..
الأكل تمام..
الورقه بمكانها ..
البخــور موجود ..
مكياجها ممتاز ..
ملابسها مغريــه , اللي اهي اختارتها بحــرص شديد ..
سمعـــت صـوت القفــل يدخل الباب ..
ابتسمت بتـوتر ..
وخــذت نفــس عميــق .
عمر على الطرف الثاني ..
غانم ساعده على وضع حقيبته عند الباب وراح ..
حط المفتاح بالباب , وافتحــه ..استقبلته ريحة البخـور .
لما دخــل ..سند عكازته على الطـوفه وسحــب الجنــطه ..
وبعدين استقام ..
سكـر الباب ..
وخذا العكازه ..
ولف ويهه ..
انصدم .
كانت جدامه , بلع ريقــه ..
رووووووووووووعه .
الجمــــــــــــال كله .
اوقفـوا لفتــره قبال بعـض ..
وبعدين ابتسم ابتسامه جانبيــه وقال بهمــس ومن غير شعور” أروع من الخــيال “
عيــنه اللي التقــت بعيـونها , دلتها على انه ما يسخــر ..
فجـــــأه انطــلقت ريم لصدره ..
لما شاف اندفعها فكـر بسرعه , رفع رجله المصابه , شـويه اعلى عشان ما يتألم , وركـز ثقله على رجله اليسار , وترك العكازتين .
وضمــــته بقــــوه .
واهو رجع على الباب اللي وراه ..
ريم مشاعرها فجأه اندفـعت فيها بقـــوه لدرجه ما اقدرت خلالها تمنــع نفســها من رمي حالها عليـــه .
قــوتها بالضمــه ..وترته , ما كان متصـور مشاعرها بتكــون جذي ..
قالت بهمــس وصـوتها يرجــف ” الحمدلله على سلامتك ..الحمدلله على سلامتك “
اشتاق لها ..
اشتاق لضمتها ..
غمــض عيــنه ..
وبعديــن فتحهم واهو يقـول ” ريم ..ريلــي “
اسمعـــت كلمته ..
واستــوعبــت اللي ســوته ..
وابتعــدت بسرعــــه ..
شافته متسند على الباب ..
عضت شفايفها ..
اما اهو فخذا العكازات من عند الباب واهو يتجنب النظر لها ..
قالت له ” محضــره العـشا اللي تحبه “
هــز راســه بهدوء وقال ” ممتاز “
كان متوتر من شكلها , من ضمتها , من مشاعره الغبيــه اللي قاعده تجري لها , كنها كانت بقفص وألحيــن قاعده تنطلق ..
قعــد يتعشى معاها ..
مو قادر يدخــل شي لفمـه ..
كان يحــس بنظراتها عليـــه ..
كان يرفـع عيــنه ويلتقي بعيــنها , بحس بقــوه مشاعرها تنطلق له ..
لكن استغـــرب اي مشاعر يحملها شخــص ما عنده قلــب ..
بعــد وجهه عنها ,و كمل ياكــل ..
كانت تتكلم معاه بصــوتها الرقيــق ..
واهو يسمع الصـوت والنبــره لكن مو قادر يركـز على الكلمات ..
بعد ما خلص العشــا ..
قامت من مكانها وقالت بهمـس ” انتظــر …امممم القــهوه بالطريــق “
ريم كانت متــوتره , ألحيــن لازم تعطيــه الورقــه ..
بس ما تقــدر ..خـايفــــه ..خايفــه من ردة فعــله .
بس داســت على اعصـابها ..
ريم هو لازم يعرف بمشاعرك ..
لازم ..
وخذت ورقـه من مكان بعيـد على الطاوله .
وردت قربت منه
ولاحظت نظرة الأستغراب على وجهه .
بس نزلت عينها , مدت ايدها بالورقه من غيـر لا تشـوف ويهه وقالت بهمــس ” هذي لك ..”
عمر شاف الورقه , وبعديــن شافهها .
كان واضح على ويهها الخجل ..
والتـوتر من هالورقـــه .
حتى عينها مو قاعده تلتقي بعيـونه ..
اشفيــــها !!
كان راح يقــول كلمه ساخــره ..لكن ما طلع شي بعقله ..
خذا الورقـه منها ..
وقبل لا يتكلم ..اهي راحــت ركـض لخارج الغرفـه ..
شاف الورقـه اللي بيده ..بإستغراب !!
قلبها بإيده , وبعديــن فتحها .
ومشاعر التــوتر اللي فيها انتقــلت له .
لما قرى العنــوان ..بدى قلبـــه ينبــض ..
هذي شناويه عليـــــــــــــه !!
شاف باب المطبــخ بتوتر ..
ورد للورقه ..

..أفتقــــــدك حبيـــــبي..


غريب

إن أكــتشف بعد فراقـــك تلك المشــاعــر

التي أنتابتــني..بعد رحــيلك بــلحظات..

وكأنها كــــفوف من يد حاقــد يضربنــي لغايـــة في نفســـه

المدمرهـ…

ليقتلــع قلبـــي الطــاهر النــدي ويصبغــه بلون قلـــبه،

بالســواد.

وهكذا اصبح قلـــــبي منذ أفتـقدتـك

في سواد ومن سواد..

ولكن ؛؛

لماذا ؟؟ياحبيبي..

..نعم حبيبي

بأمكانك عدم تصديقي .. لانها المرهـ الاولى منذ فراقنا!!,,

ولكن اعدك ..

ستسمعها مني دائما”.

في بعدكـ توضحت امور كــنت اتغاضى عنها

او غافله بحكم هيامي الصامت القابع في ظلمات

||قلبـــــــــــي||

ولم يتهادا إلى فكــري ان اكون انا ظالمهـ

بينما أنا بالفعل جانيهـ مدمرهـ ظالمهـ

لأحاسيسي الساكــنهـ في الظلام

ولم اخرجها لمن يستــحقها

لمن اهـــداها الى قلـــبي من فيــض مشاعرهـ الشفافه الرقيقهـ

كــرقة الندى على اورق الورد…

؛؛؛

هل تكون صفات الظــلم والاختباء في الظــلام..

حقــــــــا” !!!!!

منصوبــــه إلـــــــي

مازلت في مرحلة عــدم التصديـــق..

ام


يكون بعدك عني قد اصابني بهلوســه

؛؛؛

آ آ آ آ هـ هـ

يجتاحني شعور ممزق

احس بهـ يضرب قلبي بعنف مدمــر!!

كل هذه المشاعر لمجرد فراقـــك !!

لماذ لم اكتشف هذه المعلومه الــجديده…

؛؛؛

كنت دايم اجد فيك العــيوب وبســهوله

ولكن انا هــي التي تمــلؤها العــيوب

}}..يااللــــــه..{{

انني فعلا” حمقــاء وغبيــه عندمــا كــنت استــفزك بكل الطـــرق ..

انك … لاتعلم مهيت الأحاسيـــس

الفياضــه التي تعــصف بي من كل الجوانــب انها.. انها..

تنتشلني من على مقعــدي المفضــل المجــــاور لمقعـــدك ..

وتطــيربي من ذكرياتي الجميـــله في حديقتـــنا الخــــلابه وترميــــني في وسـط

||| ~~ أعصـــــار~~||||

من الرياح المؤلمه تمزق قلــــــبي وروحـــي إلى أشلاء لا يستطــاع تجميعها ،،،

وتصــبح قلــــــبي وروحـــي

هائمه على وجهــــها

في انتظـــــــــــارك ,,

لتقوم بلملمتها اليك لانها فعلا” تنتمي منـــك وإلـــيك،،ياحبيـــــــبي،،

“”عنـدمـــــا””

تذهب تلك النظــره الجديه من عينيك الساحـــرتان ..

وتفيض نظرة مغلفه بحــنان تحمل في داخلها حـــب هـــادر عنـــيف ينتشــلني

من براثن الوحـــده والفـــقد..

أو

عندما انظر الى ذلك الأنف الشامـــخ وكأنه حـــــارس

على تلك الشفتين الأسفنجيتـــين

يمـــنع المتطفلــين من سحب رحيــقها

..

اتــحرق شوقــــــــــــا” لملاقاتــك..

وبأمكانـــك في هذه المــــــره

اختــــيار المكان..

امــ على شاطىء حبــنــــا الذى ضـــــم أجمــل مقاطع جريـك خلفــي او جريي للهرب من حضنـــك الدافـــىء..

؛؛؛

أوعلى شرفة مـــنزلي لأسرق النظر الــيك وانت تضحك على الخليــوي لطرفة قالها الطرف الآخــــر لك ..

وعندها يصيبـــني الجــــنون لأن شخصا” غيري استمـــتع بسماع ضحكـتك الرنانهـ..

وليس لانه ينتابنــــي الشك فأنت بنسبهـ إلي

طاهــر وبــريء..
؛؛؛

أمــ تريــد رؤيـــتي على كرســي الاتهـــــام

وتمارس علي اساليبك لاعترف بذنبي الكبـــــير اتجاهك

في المدة الاخــــــيرهـ..

ولكن ينطبق علـــي قول

{{لايعرف قيمة الشى الا فاقده……}}

زوجتك ريم


الورقــه كانت مثــل السحــر
اللي جذبــته لأخــر سطــر فيها ..
لما خلصها ..
ظل يــشوفها لفــتره , يحاول يستــوعــب المعاني ..
لأ هذا فــوق طاقته على الإحتمال , ما يقـــدر ..
جذي وايد عليــــه , وايــــد .
مو كافي انها تقــول له انها ما كانت تبي فيـصـل ..
مو كافي ..
ألحيــن قاعده تقــوله انها تحبــه وانها غلطانه وندمانه
مرر ايده على شعــره بتعـــب ..
حس بالحـــر , حـــــــــر بالغــرفه .
قام من مكانه بســرعه بمساعده العكازه , مو قادر يقــعد اهني , ما كــو هوا اصلاااا ..
راح فتــح البــلكــونه , وطلع ..
ترك العكازه و وسند روحــه على الحاجــز الخاص بالبلكــونه , وتنفــس بقــوه , اهم اعلى شــقه بالعماره ..
يشــوفون البشــر اللي تحــت مثل النمل ..
لكن اهو مو قاعد يشــوف شي .
اهو مو قاعد يشــوف إلا نفســه , واللي اهو فيـــه ..
ريم مو هذا اللي كان في بالي لما تزوجتج , انتي شقاعده تســوين فيني ..
حرام عليـــج ..
لما تـزوجــتج مره ثانيه ما كان في بالي انه واحـد فينا يعتـرف بالحــب , أو حتى يقـول هالكلمه .
شيســوي ألحين..؟
يصدقــها ولا يجذبها ..؟
يعاملها زيــن ..او يصدها ..؟
عفــس الورقــه اللي بيده لما صارت كــوره .
شنــو يعني ؟؟
شنــو الوضع ألحيــن ..
ريم كانت تلتف حــول نفــسها بالمطبــخ ..
مو عارفــه وش تســوي , بس تبي تمنحـه فرصه لقراءة الورقــه ..
لما اعجــزت تنتظر اكثـر اطلعــت وبيدها القهـوه له ولها ..
ما شافـته قاعد على الطاوله , لكن شافت باب البلكونه مفـتوح ..
اطلعت له
كانت متسند على الحاجــز ..
شافت ورقتها معفـوسه بإيده , يعني قرأها ..
حطــت القهـوه على الطاوله ..
عرفت انه حس بوجودها من حركة جسمه , لكن ما لف عليها ..
قربت منه , وحاوطت جسمــه من الخـلف بهدوء وصارت ايدها على بطنه .
حســت فيه يتصلـــب ..
سندت جبهتها على ظهره ..
” وربي احــبك ..وربي ندمانه …”

 

البارت الثلاثين

*** أحسبه ضيع دروبي ولقى غيري وبدلني … أثاري قلبه الطيب حنوووون وبوفاه يغلبني***











” وربي احبك ..وربي ندمانه “
ريم ان كانت متوقعه منه رد , فهي غلطانه .
السكـوت اهو اللي قابلها .
ضمته اكثـر , بحيـث صارت اذنها على ظهر , تسمع وتحس بأنفاسه اللي تطلع بهدوء غريب , تسمع دقات قلبـه من ظهره ..
جسمها كان متلامس مع جسـمه لأنها تدور على الدفا من برد جفاه ..
ليه مو قاعد يرد على اعترافها ؟
ليــــه ؟
كررت نفس الكلمات بقـوه اكبـر , بشوق اكبر ” وربي احبك …وربي ندمانه ..”
ما تلقــــت الرد للمره الثانيــه .
كملت بحراره ” اعشــقك , عمر …احبك ..احبـــــك .. مو حاس بحبي , مو حاس برجفـة قلبي عليك, مو حاس بلهفـتي لك “
عمر كان يسمع اعترافها بالحب .
يسمع ..
حاس بقربها ..منــه بكل خليه من جسمه وعقله وقلبه .
كلامها كان يجننه ..
يحسها مثل العنكبوت اللي قاعده تنسج خيـوطها وتحاول تحكم سيطرتها على ضحيتها .
اول شي المعامله طول الفتره اللي فاتت .
الإعترافات المتكرره بأوقات اهو مو متوقعها
وألحيـن الأستقبال .
وبعدين الأكل .
وبعدين الرساله .
وبعدين صوتها واهو ينطق اللي بالرساله .
اهو مجرد ما قرى رسالتها وهو حاس بالتـوتر والضيق والحر .
شلون واهو يسمعها تقـول هالكلمه بصـوتها , المخلوط باللهفـه
وشلون واهي تقـول هالكلمه واهي محتضنته بكل قـوتها .
مو مصدق اللي قاعد يسمعه , مو قادر يصدق , ثلاث سنوات واهو مقتنع انها تكرهه صعب ألحيـن ان الفكره تنمسح , صعــب .
ريم ما قامت تحس بسكـوته لأنها استغرقت بأفكارها واعترافاتها اللي من أول ما انطلقت من لسانها واهي مو عارفه تمنعها .
ما حست ان صوتها بدى يتحول لحنان مخلوط بحـب ولهفـه اكبـر ” احبــك من صـغر سني , وكل يوم قلبي يزيد حبه لك , حتى وانا اكرهك احبـك , حتى وانا محترقه من الغيره احبك , حتى وانا ابكي من هجرانك احبك …”
غمض عيــونه .
وسمع صـوتها يكمل بغصه ” احبــك من كان عمري 15 سنه , وألحيـن عمري 24 وبعدي احبك , انتظرت ثلاث سنيـن , 36 شهـر , 144 اسبوع , حسـبت كل واحد فيهم , وانا احترق , الأنتظار لوع قلبي يا عمـر , حن علي ..”
كانت تبيــه يتكلم ..
تبيه يقـول اي شي..
لكن عدم كلامه ما أثر كثــير على اعلانها لمشاعرها ..
وقالت ” تدري انا سعيده , سعيده بس لأني قربك , ومعاك “
رد سكــت , وما تكلم ..
جانب منه يبي يبعدها وينفضها عنه , ويقـول لها وخري عني , ينيتي انتي !!
اما الجانب الثاني قعد يقـول خلاص انتقمت ,طلقتها , وتزوجــت غيرها , وألحين اعترفت لك بحبها , اعترفت لك انها ما تفكر بغيرك صار لها ثلاث سنوات , اعترفت انها ما تقدر تعيش من غيرك , اعترفت انه العيشه مع البارد والحجر اهون عليها من العيشه مع غيره , كن سعيد , عطها الكلمه اللي راح تحرقها وكمل انتقامك .
اما الجانـب الأكبـر , الجانب اللي يعاني من الجفاف صار له ثلاث سنوات يقـول اسمع , اشوراك !! , ليش ما تسمعها تقـول لك الكلمه اللي انحرمت منها ثلاث سنوات , ليش ما تسمعها تعلن عن حبها , خلاص عيش حياتك , ارتاح من الصراعات والحروب واستهلاك المشاعر والإحاسيس.
سمع صوتها يقول ” ليه ما نبدي صفحه جديده ,و ننسى “
ضغط بأيده على الحاجز الخاص بالبلكونه ..
بكل قــوه ..
تبيــــه ينسى !!!
جاوب بصوت هادي جدا ” ننسى يا ريم ..ننسى شنو بالضبط “
لما سمعت صـوته حست بالسعاده ..
تجاوب معاها ..
ما اعتصم بالصمت , وتركها تتكلم للأبد
ردت حطت شفايفها على ظهره ..
وقالت بلهفـه ” ننسى كل شي , نقدر… صدقني ….نقدر “
تحركت من مكانها , ووقفت قربه , وضمت ذراعه اللي متسند فيها على الحاجــز , وبحيث صارت تقدر تشوف جانب ويهه .
ما اقدرت تقرى تعابيره ..
لكنه لف ويهه عليها وبنفس التعابير الغامضه قال ” صايره تتحجيـــن وايد اليـوم !! “
توها بتتكلم قال بصــوت قـوي ” خلاص , لا تتكلميـــن “
سكــرت فمها لأجل ما تستفـزه , تعرفه رجلها !!
متى ما قال كلمته احسن وسيله لكسبه اهي قبـولها والسكوت , والمحاوله بوقــت اخـر .
لحظات مرت واهم واقفيــن ينفـس مكانهم .
لما اهو تحرك واضطرت هي انها تبتعد عنه لأجل يتحرك براحه اكثر .
خذا عكازته بهدوء وطلع من البلكونه من غير توجيه اي كلمه لها .
ومن غير لا يلمس القهـوه , اللي صارت بارده بصوره مؤكده
تركتها , وتركت كل شي , وسارت بعده ما تقدر تخليه , صارت مدمنه على شوفته قبالها , ودخلت لغرفتهم , كانت فعلا حاسه بالهزيمه ..
ما كان موجود بالغرفه , وخمنت انه بالحمام
كانت واقفه عند الباب حاسه بالضياع , ما تدري وش تسـوي ..
طلع هو من الحمام , وشافها كان يبي لما دخل الحمام مساحه يتنفس فيها مايبي احد يلاحقه بكل مكان ويرصد عليه حركاته وانفعالاته
يبي يفكر على راحته يبي يقيم كلامها يبي يوزنه بمخه يبي مشاعره تهدي يبي يكتشف حقيقة هالمشاعر يحتاج يكون متوازن علشان يقدر ايقدر الأمور عدل
تحركت من مكانها ومرت قـربه , ما تبغى تخليه يشوف ضياعها ..
مسك ذراعها , وقفت على طــول , كنها ما صدقت انه يمسكها , ولفت عليه , تشــوفه بنظرات حب ولهفــه .
اما اهو فأول ما شاف هالنـظره قال بهدوء ” تحبيني ؟ “
حطت ايدها على صدره وقالت بكل لهفــه وحــب ” ايــــه , ايــــه “
قربها منه , وحط ايده على شعرها , يلعب فيه ” مشتاقة لي ؟؟ “
هالمره اعجـزت تعبر بالكلمات , فهــزت راسها بلهفــه ” ايه …ايه “
هالمره ابتسم لها وقال لها بهدوء ” وريني يا ريم شكثـر اتحبيني , وشكثـر مشتاقه لي “
وكمل بهدوء ” وريني بالفعل , لأني ما قمت اصدق الكلام “
كانت تشــوف عيــونه ..
وجهه الحبيب على قلبها ..
غموض نظراته ..
كان يختبرها , ايــــه حاسه انه يختبرها ..
ان كان الفعل هو اللي بيثبت له حبها , فالفعل اهو اللي راح تستعمله ..
رفعت ايدها من صدره و حاوطت رقبته .
تعشــقه , تعشـــقه ..
شدت على رقبته , وقربته لها بقــوه ..
وبدت تعبــر عن حبها له بالطريقه اللي هو يبيها .

غانم :

( أصـــوات ضحكهم شايله المكان ..
وسط البحـــر ,وفوق المــــوج القوي..الأصوات كانت واضحـه
كان الوضع لا يعلا عليــــه ..
وكان غانم يبيــن لهم مهارته بقيادة الطراد , واهم يصرخــون بتفاعل معاه , ويشجعـــونه , واهو كلما شجعوه كلما بين مهارته اكثـــر .
عبداللطيـف ويوسـف من اقرب اصدقائه , لكن ما لهم علاقه بالبحر , وما يحبـون السباحه مثله ..
جـــت موجــه عاليــــه ..
تحــــدوه يركبها ..
قـــبل التحدي ..
وصــارت الكارثــــــــه ..
انقــــلاب الطراد ..
بهاللحظــه , باللحظه اللي عرف فيها بوجود الخطأ , ادرك جــنونه , كان قاعد يجاريهم , بس اهو المفروض ما يجاري احد , المفروض اهو الفاهم ..
لأ الوضع خطــــير ألحيــــن ..
اهم بوضــع خطيــر ..
الانقــلاب ادى إلى طيران يــوسف من الطراد جدام عيـــونهم ..
اما اهو وعبداللطيــف فأنحبســوا تحت الطراد , وهذا مكنـــه من إخــراج عبداللطيــف معاه للسطــح المتقلب بالأمواج ..
وتعلقــوا اثنيـهم بالطــراد ..
بدى يتلــفت بيــنون حـــوله.. يوسف مفقــود ..ويـــنه .
لما سمع صــرخه من بعيـــد ..
لقى صاحـــبه .
” يـــوسف ….لأ …يوســـف حاول ” شاف صاحبـــه واهو يغرق , ويغيــــب تحت الماي , ويرد يطلع ..
كان قاعد يشوف يوسف يقاوم الماي واهو غانم متعلق بالطراد المقــلوب وبقربه عبداللطيــف , اللي كانت تعابيــــره عباره عن خــوف منقطع النـظيــر لأنه قاعد يشوف صاحبهم يموت ومو عارف ينقذه , لف على عبداللطيـف وقال بصراخ ” لا تتحرك ….فاهم ..امســك الطراد عدل “
ترك الطراد , لكن الأمواج القويه كانت تمنعه من الوصول ليـــوسف ..يقرب والموج يبعده , يحاول والموج يفشل محاولاته ..
يوسف وعبداللطيــف مسؤوليـــته .
مسؤوليــته اهو ..
حاول يصرخ ” يـــوسف …يــوسف , ويـــنك “
غاب يـوسف عن نـظره ..
تلفت بمكانه.. يلف ويهه يميــن , يســار ..
لكن يــوسف مختفي ..
غاص تحت المـــاي , لكن يوســف مو موجــود , رد طــلع ..
بعد ما عجز يستمر تحت الماي لوقـــت أطــول .
بدت دموعه تنزل …واهو يصرخ ” يوســف وينك …يوســــــــف ….”
بدى يسبح ويسبح ..
مو لاقي يوســف .
رد يغوص ..ويرد يطلع ..
جـــت موجــــه قــويه اسحبتــــه لتحــــت الماي , لكنه قاوم وطلع ..
لأ ..لأ يا ربي ..لأ.. لا يمـــوت يوســف ..
صـــرخ ” يـــــوسف رد علي ..يــــوســـف “
الأمواج بدت تقـــوى , اما اهو فكانت تضعــف قــوته لف ويهه للطراد , لازم يرجع لعبداللطيــف , عبداللطيف ما يعرف يسبح بعد !..
عبداللطيــف مو موجــود ..
عبداللطيــف مو متعلق بالطراد ..
جـــت موجـــه قـــويه وسحـــبته للمره الثانيــــه للأسفــــل , ما عاد فيه يتنفس .
ألم بصدره .
ألم كبيـــر .
لكن قاوم , لازم يطلع , لازم عبداللطيــف , ويوســـف يحتاجــونه ..)
صحى من الكــابوس واهو يصــرخ والدمــوع على خده ..
” لأ ….يوســـف …عبداللطيـــف …لأ …لأ “
لما تلفت حـــوله ..بطريقه سريعه ..وقـــويه ..
وقال بهمــس ” يوسف ..عبداللطيــف “
استــوعـــب اهو ويــــن !!
اهو بالشقــه !
بمصــر !
بعد اللحاف عن جســمه , وقام بعدم توازن عن السرير ..ريله مو شايلته ..طاح على الأرض ..ورد قام بسرعه ..
يبي ينسى هالحادث , يبي يمحيـه من ذاكرته بس شلون والكوابيس تلاحقه , كان خايف من هالكابوس قبل لا ينام , وطلع خوفه بمحله ..
راح لجاكيــته القريب وطلع بأيد ترجـــف سيجارته , اللي تعرف عليها من اول الحادث ..
حطها بفــمه , وبدى ياخذ انفاسه بشراهه ..
سمع الباب يتبطل بقــوه..
ما كان قادر يلف , كان يسحب انفاسه من السيجاره , الكابوس كان حقيقي , كل شي حصل بذاك اليوم رجع بنفــس القوه , بالحلم , كان حاس نفســه قاعد يعيـش اللحظه .
مها اللي كانت عاجـزه عن النــوم اسمعــت صراخ من غرفة خالها غانم , صراخ قــوي , دفعها للحركه من سريرها بأسرع ما تسمح لها حالتها .
لما ادخـلت , اخترعت !!
خالها كان واقف على طوله يدخـــن , لكن بصوره مو طبيعيه !
قربت منه بصوره لا شعوريه , واخترعت اكثـر , كان معرق , وشعره معفس , وقاعد يرجف ..
ايده اللي ماسكه السيجاره كانت مو ثابته ..
غريزتها قالت لها انها تقرب بهدوء , وتتكلم بهدوء , وعلمتها انه يحتاج لأحد يكون معاه .
قالت بصــوت حنــون ورقيق ” خالي ..عسى ما شــر “
حاول يبتسم بطريقته اللامباليه ..
لكن واضح عليه الرجفــه ..
لكن قدر يقول ” كابـــوس “
وبدى يضحك ! لكن ضحكه باين فيها الخوف بصوره بشعه ..
وكمل كلامه بأن قال بأبتسامه مرتجفه ” كابوس فضيع , عيشني أسوأ مرحله بحياتي “
وهز راسه كنه يطلع روحه من الحلم أو من الأفكار ..
وحط ايده على ويهه بتعــــب .
وبعديــن نزلها بأن حط السيجاره على فمه , وخذا نفــس عميق ..
مها كانت تشــوفه وحاسه بالشفقه عليه , واضح عليه التعب , غانم اشسالفتك ؟
اهي بعض المرات تعاني من الكوابيس لكن هالشي طبيعي بعد حادث امها , لكن اهو شنو اللي سبب هالكوابيس له ؟
هل للكوابيس علاقه بالحوار اللي سمعته بينه وبين ابوها سعود ؟؟
لف عليها , وقال بأبتسامه يحاول معاها انه يخفي اسراره ” انتي شمقعدج ليلحــين “
شافته بهدوء وبعدين قالت “ما ادري.. ما قدرت انام ” لأنها عارفه ان الأرق اللي حايشها , راح يحوشه اهو بعد , كملت ” اشرايك اسوي لك هوت شوكليت , كنت ناويه اسوي لي كوب “
خـوفه انه يبقى بروحه بالغرفه , خوفه من رجوع الذكريات , خلاه يقــول ” اي ..اي ..خوش فكــره “
بعد لحظات كانوا مجابلين بعض , كل واحد بيده كوب الهوت شوكليت ..
غانم طرت على باله اخته حنان , حنان دايما حلها لجميع المشاكل حليب كاكاو حار !!
هذي بنت حنان ما راحت لبعيـــد ..
حنان ..
قال بهدوء ” ذكرتيني بأمج “
رفعت راسها عن كوبها ..وابتسمت بحنيه من الطاري وقالت بتعجب ” امي ؟؟ “
ابتسم اهو بعد ” كلما ييت لحنان بمشكله , ما ترضى تسمعني إلا وجدامها الهوت شكوليت , تقــول عشان حلاه يخفف من مرورة المشكله “
ضحــك جنه يشــوف المشهد جدامه وقال ” خرابيـطها وايد “
اضحكت معاه ..
حط الكوب اللي بيده على الطاوله برجفـــه , كان حاس بعيــونه تغورق , ما يبي يفكــر بحنان بهالوقت ..
اسكتت اهي عن الضحك بعد ..أول ما حست بتغيـــر المزاج ..
كان ودها تتعرف على هالأنسانه اللي الكل يحبها ..حســت بالتأثــر ..
ما تذكرها عدل , كان عمرها خمس سنوات لما توفــت .
لكن ما كانت تدري انه خالها غانم علاقته قويه معاها , ما تدري ليش , دايما تحس انه خالها معزول !!
كان غانم ألحيــن يشرب من الكوب ,عشان يغطي عيـونه عن بنت اخته ..
وبعدين قال ” امج لها فضل كبيـر علي “
نزل الكوب وصارت عيونه بعيــون مها .
وكمل ” بوقت كنت فيه ضعيف ..كانت اهي موجوده …” سكـــت لفتــره طويله , ونطق بحســره ” ابوي ما يفهم الضعف أو الفشل , وهالشي كان مرافقني لفتـره …ما قدر اهو يتفهمه , لكن حنان افهمتني , وساعدتني اتخطى هالمرحله لكن …بعد ما غابت ..”
ما يدري ليش قال هالشي لها , لبنت اخته , لكن اللي يعرفه انه باجر راح يندم !!
بس بالوقت الحالي , احساس حلو انه يتكلم ..
مها كانت قاعده تسمعه ..قلبها ذاب من شفقتها عليه ..خالها غانم ..اللي الكل يمتعض من صراحته ولا مبالاته المطلقه ..كان واضح انه يتألم , نبرة صوته تدل على هالشي ..
ذاب قلبها شفقه على خالها , و شوق لمعرفة امها
حطت ايدها على ايده , بحنيه ..
ابتسم لها وكمل ” بعد ما غابت ..غابت محاولاتي “
شاف بنت حنان ..اللي تشبه امها بصوره قــويه .
كان وجهها حــزين , هالحزن اللي ما يغادره , والتعب اللي مهما ارتاحت ما يغيب عن عيــونها ..
قال بهدوء ” شنو مسهــرج لي هالوقـــت ؟ “
ملــــت الدمـــوع عيــونها ..بسرعه قياسيه ..
ميــلت راسها يميــن , ويسار , وحاولت تبتسم بتعب , وقالت ” الشـ ..ـوق ” سكــرت حلجها ..
وبدت الدمــوع تنــزل من عيــنها ..
جلستهم الصريحه , والغريبه , بهالوقت اسمحـــت بهالصراحه ..
وردت كررت نفس الكلمه بتأكيــد ” الشـــوق “
تركت ايده , وحطت شعرها ورى اذونها , تنهــدت بتعـــب ..
صار لها فتـره ما تكلمت عن هالموضوع , تتجنبه ,اما الليل فمثل كل ليله , عجـزت عن النوم , من تفكيرها فيه , من شوقها له ..
مثل كل يوم كانت تحايل النوم ..
ميـــته من الشوق , حبها له راح يذبحها ..
شوفتها لخطيبته اليوم بالمستشفى تعبتها .
كانت غارقه بأفكارها , لدرجه انها ما لاحظت التغيـر بملامح غانم ..
اللي قال بعنــف , وغضب مكبوت ” ما يستاهلج “
مها اللي كانت تشــوف الكوب اللي بيدها ألحيـــن , ويهها كان تعبيــر عن التعاســه , خاصه بوجود الدموع ..
ابتسمت بحــزن ” تصدق يا خالي …بعض المرات احس اني انا اللي ما استاهله “
العصبيه المكبــوته اطلعت بقــوه وقال ” انتي شتقــوليـــن , شلون تقــولين هالكلام عقب كل اللي سواه ؟ “
بتعـــب خاصه ان الثلاثة اشهر اللي عاشتهم بفراق , والمعلومات اليديده اللي حصلتها منه (عن كونه يزورها بالكويت لأجل يراضيها), والنضوج الغريب اللي تحســــه خلوها تشوف خلافهم الأول من زاويه ثانيه..
قالت ” اهو سوا , وانا ســـويت “
غانم ما كان يصدق شتـــقول هذي ..
” اهو ما اعترف بزواجج جدام اهله , ما قال لأحد …”
شاف نظرة الصدمه بعيــونها ..
كان واضح انها ما كانت متوقعه انه يدري ..
راح تنصدم اكثـر لما تدري انه اهو اللي قال لأبوه عن الموضوع بطريقه صريحه غير مباليه , ومن غير لا يبيــن اهتمامه العميـق بالمسأله ..
قال بقــوه ” انا اللي قايل لأبوي عن الموضوع “
غمـضـــت عيـــنها , اللي يعرفــون عن هالموضوع أكثـر من المتــوقع ..
خالها غانم يدري !
مو بس يدري اهو اللي بلغ ابوها سعـود !
تنهــدت ..
وافتحتهم مره ثانيـــه ..
اما اهو فكمــل بغضــب ” المفــروض ما تسامحيــنه على اللي ســواه , اهو غلطان بحقــج “
خالها مو فاهم !
صعب انه يفهم ..
قالت بيأس , والفكــره قاعده تترسخ بعقلها ” اهو غلطان وانا غلطت لما طلعت من بيتي يا خالي , وما نطرته يدافع عن روحــه ….المشكله اني عند اول مشكله قــويه طلعــت من بيتي “
استغرابه منها ..
وصدمته من كلامها الغريب ادفعـــوه للسكوت والنظر بتعــجب لها ..
قال بهمـس ” ليش جذي تقــولين ؟ انا مستغرب منج ؟ “
إذا اهي مستغربه من روحها , اكيد اهو راح يستغرب
لكن هالثلاثة اشهر فهمتها وايد اشياء , اكثر بكثيــر من اللي متخيلته ..
قالت بهدوء ونبــرة الحـزن واضحــه فيه ” لأنه وضعي مو وضع …متــزوجـه وماني متزوجـه ..ريلي بديره وانا بديره ..حامل ومحرومه من وجوده معاي ..”
بدت تلف الكوب بإيدها , تستشعر حرارته
” تدري انه ياني لبيت يدي لما اختلفنا اول مره بالكويت..ياني ” ارفعــت عينها , لكن ما استوعبـــت جمود خالها وكملت ” يــه وانا ما ادري عنه !! , واهو ما يدري اني ميــته ابي اشــوفه .. ..تخيــــل سبع اشهـــر وانا عبالي انه ما يزورني , واهو عباله اني ما ابي اشـوفه , ..هه تدري اني توني عرفت.. لما قابلته مره ثانيــه .., صدمني بالخبـــر بأحد نقاشاتنا.. كنت ابيه يقـولي شنو كان ناوي يبلغني بزيارته لكنه رفـض ..هه اظن انه كرامته امنعته خاصه اني ما قلت له عن عدم معرفتي بزيارته لي …ميــــته ابي اعرف شنو كان بيقـــولي “
سمعت خالها يقــول ” يعني شنــو بيقــول ..كلام سخيـف تافـه , وماله معنى , عشان يردج له “
حطــت ايدها على شعــرها .
” على الأقل كنت راح اعرف شنـــو يبي ..ما اعيش بهالحيــره ..ما ادري منــو اللي خــش عني هالشي ..”
غانم كانت سـاكت ..
يتأملها ويتأمل تصرفاتها ..
ارفعت راسها له وقالت ” بالأيام الأخيــره قاعده افكــر ارجــع له ..قـ …”
غانم اللي كان يحاول يتمالك نفســــه ..انفجـــر ..
قاطع كلامها رد خالها العنيــف والعصـــبي ” ترجعيــــن له …ترجعيـــــــن له !! “
شافته بأستغراب لكن قالت بقــوه ” ايــه ارجع له , ارجع له , اهـــو زوجي يا خالي , وأبو الطفــل اللي في بطني ” وكملــت ” انا مستـغربه ليش انت معــصب !! “
بعد الكوب عنه بعصبيـــه ” انا معصـــب لأنه ما يستاهل , من أول ما خذاج وانا عارف انه ما يستاهلج , ما راح يقدرج , ولما عرفت انه خاش زواجكم عن اهله عرفت انه ظني بمحله “
حطـــت ايدها على بطنها وقالت بيأس من عدم فهم خالها لموقفها ولمهاجمته لها ” انحــلت هالمسأله , واهله يدرون ألحيــــن , انا ما أقدر اعيــش جذي , كل يوم اقنع نفسـي اللي قاعده اســويه عشان مصلحتي ومصلحة الطفل , بس ما عاد فيني اخدع نفســي , خلاص لي هالدرجــه وبــس “
” مها ..هذا اسمـــه ضعـــــف …”
قاطعتـــه بتعـــــــب ” انا ضعيــفه , ما اقدر اعيــش من غيــره , رحم الله امريء عرف قدر نفســـه “
قام من مكانه بعصبيـــه وضرب الطاوله بإيده وتكلم بصوت عالي..
” انتي بنت حنان ..وبنت عايله..ومو اي عايله ..كان لازم يكون فخــور فيـــج ..مو خاشج …….ليش قاعده تحطمين اللي انا سويته عشانج …”سكـــــــت و بتصميم طالعها
فجأه قال بقــوه ” تبيــن تعرفيــــن منو اللي قاله انج ما تبيــــنه , وماتبيـــن تقابليــــنه …….”
شافتـــه وقلبها يدق بسرعه غريبه ..
” انااااااا …اي انا …اللي قلت له…كنت ابيـــــه يشــــوف انج مو معتمده عليه بحياتج , كنت ابيـــه يعرف انه بنت حنان ما راح تقبـــل بأحد نــزل من كرامــتها ..انا …..انا قلت له بنت حنان ما تبي تشـــوفك , ما تبيــــــك ….خليــته ايي لج مليــون مره …صبح ظهر عصر مغرب بلليـــل ..كان لازم يتـــعذب لأنه اللي سواه مو شـــويه..”
كانت مو مصــدقه اللي تسمـــعه ..
لكن ليــش ما تصــدق ..
بالفعـــــل ما احد كان معاها بأول الأيام إلا خالها غانم !!
اشلـون ما اعرفت بهالشي ..
كان خالها يكمــل كلامه بغـــضب “وهذا …هذا الأعلان اللي انتي فرحانه فيـــه , اعلان الزواج ..ما كان راح يصير لو ما سويت اللي ســـويته ..لو كنتي عنده وراضيــه فيه جان ما فكــر يعلن ويقــول لأهله .. “
كان نطق الكلام بهالطريقه يجرحها حيــل .
بس اهي فاهمه كل هالكلام وراضيــه فيه ..اهي راضيــه باللي اكثــر منه ..اهي راضيه بأنها تكون معاه مهما كانت الظروف لأنها تعبت
يمكن ..صح ..كلامه ..
بعض المرات تفكر وتقول يمكن لو ما خلافهم كانت ما راح تحمل ..يمكن لو ما خلافهم ما كانت راح تصير بهالوضع .
ارفعــــت عيــنها لكن مو اكيــد , يمكن لو قابلته ذيج الأيام كانوا راح يتوصلون لشي احسن !!
بس ما تبي تفكــر باللي كان معقـول يصير لو ما كان فيـه خلاف لأجل ما تجــــن ..
اسمعـــته يكمل كلامه ” لما عرفت انج تبيــن الطلاق ارتحـــت , مليــون اللي ينطرون انهم يتـزوجون بنت محمد , وحفيدة سعود …قلت أكيــد راح تلقيــن اللي يقدرج ويحبــج ..لكن عرفت بعدين انج رديتي له ..قلت ما عليـــــه يمكن خيــره ..لكن انج تتركيــنه للمره الثانيــه , وايأذيج للمره الثانيـــه , وتبيـــن ترجعيــــن له ..هذا الشي ما راح اقبله ..”
بلحظه غريبه ..
بلحظة صفاء ..
اعرفت شلون ترد عليــــه
قالت ببساطه ” بس وقتها ..وقتها ..انا راح اكــون سعيــده “
كان نفــس اللي انضرب على وجهه ..رجع خطــوه لورى .
وقال واهو عاقد حواجبــــه ” سعيــده !!!!!! سعيـــده مع خالد ..بعد كل اللي سواه..واشدراج انج راح تكونين سعيده بعد تجاربج بأذيته لج؟ “
شترد وشتجاوب اهي بروحها تحس بحيره وخوف وتردد
بعض المرات تقول خلي الوضع على ماهو عليه
بس بعض المرات واللي اكثرت بالفتره الأخيره تقول الأذيه معاه , ولا الأذيه من دونه
ما كانت تقدر تلوم خالها على اللي ســواه ..
ما كان عندها القــوه ..
ما كان عندها النيــه انها تلـــومه ..
من داخلها ياها احساس قـــوي ..وايد قوي يمنعها .
حتى لو لامته ألحيـــن ما كو فايده اصلااااااااا
احساس اليأس غمرها ..اللي صار صار ..
صراخها , وزعلها على غانم ما راح يفيدها
قربت منه وقالت ببساطه وقوه ” ايــه سعيــــده …خالي ….خالد اهو زوجي ..اكيـد بنختلف ..ومثل ما اهو يضايقني , ترى انا بعد قاعده اضايقه ..مو معقــول كل ايامنا بتكون سعيده ..احنا مو بعالم وردي ..خيالي كل شي بيكون فيه كامل ..”
قال بهمـس غاضب ” انا ابيـــج تكونيـــن سعيده ومستقره “
ما تدري اشلون اقدرت ترسم ابتسامه على شفايفها واهي ودها تبجي ” ادري “
قال لها بغضـــب ” راح تكونيـــن غبيه ان ظنيتي ان السعاده بتكون مع خالد , غبيه انج تكونيــن مع واحد ما اعترف فيج إلا تحت الضغط “
هالكلام مو اكيـــد ..
عضت على شفايفها ” راح اكون اغبى ان تخليــت عنه وانا بهالوضع “
شافها بنظرة حســره , وعدم رضا ..
وطلع براااا المطبــخ وراح داره ,وسكر عليــــه ..
تركـــها تجمع شتات نفســـها المبعــثره من التفكيــــر المتعــــب ..
مو مصدقـــه , انها اكتشــفت اللي حاول يبعدها عن خالد !!..ولا..!! يطلع واحد من خوالها ..!!
وطلع قصده نبيــــل ..ورايته بيضه ..
كان قاعد يحاول يحميها ..
الحمايه من شخص غير متـوقع , صعــب عليها تغضب منه بعد سماع شرحـــه ..
يعني خالد يالها البيت وحاول يراضيها ..أو حاول يكلمها ..
عقلها قاعد يقلبها يميــن ويسار ..
وقلبها يدفعها واهي محتاره ..لويـــن ترسي ..
تبي ترجع لخالد ,وخايفه ؟؟
تبي تبعد وخايفه ؟؟
اهم قرار بحياتها ومو عارفه تقرره , وتثبـــت عليه ؟؟
يا رب ساعدني ؟؟
اليوم كان غيــر عن كل يوم ..اليوم الشوق غيــر ..التفكيــر فيه غيــر
يمكن بعد ما شافت ان عمر وريم ارجعوا لبعض , حســت بداخلها بالنقص لأنها بعيده عن حبيبها .

خالد :

لما دخل للبيت كان الوقت متأخر ..
شاف ساعته ..
كان يتمنى يقـول لأمه عن الخبـر الحلو , ويشوف الفرح على ملامحها ..
عنده ألحيـن حجـز لأثنين على طيارة بكره .. الساعه 2 الظهر ..وعنده حجز الفندق ..
واتصل على فاطمه وزوجها , وحصل تأكيد منهم انهم راح ينامون عند ساره , وبدر .
كان يمشي بالممر المؤدي لجنـاحه , ما كان منتبــه بالأول , لكن بعدين لاحظ بأستغراب جلـوس شخــص عند باب جناحه .
قال بهدوء ” ساره “
لفـــت بسرعه عليـــه وقامت بطريقــه اسـرع ..
كمل واهو عاقد حاجبــه ” ليه جالسه هنا !!!؟؟ “
ابتسمت وقالت ” صعب احصلك بغير الطريقه ذي ؟ “
طلع مفتاح جناحه من مخباته وفتح الباب وقال بأبتسامه من مبالغتها ” اش دعــوه ؟ مو للدرجه ذي ؟ “
دخـل الغرفه , ودخلــت وراه ” إلا للدرجه ذي !! واكثـر يمكن , خالد انا حتى بالجـوال ماني قادره احصلك “
شال العقال والشماغ من راســه , ولف عليها ” امري يا ساره ” ابتسم لها ابتسامه جانبيه ” اكيد في امر مهم , تبيغيــن تقـولينه “
فتح الثلاجه وطلع بطل ماي, وبدى يشرب منه وقال ” لأني عندي شي ابغى اقـوله لـك بعد “
ساره اللي كانت تحتاج انها تشـوف اخوها الكبيــر ! لأنها تبغى تعرف اخباره , هي وامها شايليـــن همه ..
شافـــت اخوها لأجل تشـوف اي ردة فعل تطرأ على وجهه وملامحه من الطاري ..وقالت ” اليوم كلمت مها ! “
للحظه ظنت انها شافت لهفـه على ملامحه ..لكنها تأكدت انها غلطانه لما تمعنت النظر بملامحه
اللي كانت تعبير عن القسوه والأمتعاض..
رمى بطل الماي بالزباله ..وقال ببرود ” ما شاء الله , وانتوا بينكم اتصال !! “
اول ما سمع اسمها حس بشوق كبيـــر ..
حس بالغيره تذبحـــه ..
طبعا تتصل على اخته ولا تكلف نفسـها تتصل عليه .
تتكلم مع الكل , وتبغى الكل إلا هو .
سمع اخته ترد عليـــه ” ايه ..بينا اتصال من أول ما غادرنا مصـر”
جاوب ببرود وعدم اكتراث ” ممتاز “
وعطاها ظهــره !
لأجل ياخذ الريموت الخاص بالتليفزيون .
واما ساره فكملت كلامها ” كانت تبغى تبلغني انها اعرفت عن جنـس الجنين “
اخـــذ نفـــس عميــق من قوة وقع الخبـر عليه ..
حـس بلهفــــه ..طفله وطفل مها ..جنينهم ..
بنت ولا ولد ؟؟
وعض على شفـــــته بقــسوه .
كان وده يحطم كل اللي موجود بالجناح ألحيـــن .
مغتاظ انه راح يدري عن جنـس طفله من اخته ؟
مغتاظ انه مو أول واحد يعرف اخبار طفله ؟
كنها حســت بغيـظه من سكـون جسده , قالت له ” خالد ما قالت لي ..تقــول ســر , مفاجأه , اتصلت لأجل تغيظيني “
اصدر صوت ساخر ” هه “
لكن ما يقدر ينكـر انه ارتاح , انه ما احد يدري قبله عن جنس الطفل ..
لف على التليفـزيون , وجلس على الكنبه وهو يغير القنوات , مزاجه تغير من اول ما جابت ساره طاري مها .
اجلست قربه ساره وهي تشــوف وجهه اللي تغيــر من أول ما جابت طاري مها .
توها بتتكلم عن مها , وعن الوضع بينه وبين حرمته .
سمعته يقـول ” اتصل علي قتيــبه اليــوم “
فـز قلبها من الأسم , واسكتت بترقب , اما خالد فما شافها أو ألتفت عليها , وكمل كلمته ” مرة عمي استقــرت حالتها “
حطت ايدها على خالد بعجله , وقالت ” جد يا خالد ..الحمــدلله …الحمدلله “
ابتســم خالد بتصنع ..
لأنه بالوقت الحالي ما يقدر يبتسم بطبيعيه .
وقال ” ايــه الحمدلله ” حط الريموت على الطاوله ولف على ساره ” انا وامي حنسافـر ان شاء الله لهم بكــره يا ساره …”
قاطعــته ساره بحماس ” خذني معاكم يا خالد “
ساره فكرت على طول انها راح تشـوف قتيبه !!
وفكرت انه خالتها بخير وان الكل بيكون فرحان وسعيد وخاصه ولد عمها , وهي تبغى تكون قربه بهاللحظات ..
مهما كانت رافضه زواجها منه بالوقت الحالي , إلا انها مرتبطه فيه عاطفيا .
خالد هـز راسه بجديه ” لا يا ساره انا أبغاك تديرين بالك على بدر والبيت هنا بالسعوديه , صحيح ان فاطمه راح تجي هي وزوجها واعيالها وينامون عندكم , لكن انا ابغاك انتي تكونين موجوده , انا راح اتطمن كذا اكثر “
” بس يا خالد …” شافت ويه اخوها وقالت ” طيــب “
ما اقدرت تخفي خيبه الأمل اللي اصابتها من عدم قدرتها الذهاب لمصر معاهم , بس ادام خالد يبغاها هنا فهي راح تبقى لأجله .
بتغيير للموضوع قال خالد ” ساره بعدك على قرارك ؟ “
بالبدايه ما اعرفت ساره عن ايش خالد يتكلم لكن لما شافت تعابير وجه اخوها اعرفت ساره عن ايش يتكلم , واسكتت لأنه ما عندها جواب ! .
وكمل خالد ” ساره , قتيبــه رجال ما يتعوض , ان خسـرتيه راح تندميـن “
ساره على طول انطقـت بإحتجاج ” خالد !!!! “
قال بجديه ” ساره , انا بسألك سؤال ..انتي ان ارفضتني سمر…أو ان حصل خلاف بيني وبين سمر راح ترفضيـن قتيــبه ؟ “
هــزت راسها بجديه وقالت ” طبعا لأ ..انا ماني قليلة عقــل يا خالد لأجل ارفض شخص لأن اخته ارفضـت اخوي “
قال بقــوه لها ” اجل ليــه تتهميــن قتيــبه بأنه قليل عقـل “
انصدمت من تحليل خالد ..
وانكرت بســرعه ” لأ يا خالد انا ما قصدت كذا ..ابدا ..”
قال خالد بجديه ” ساره انا عارف قتيـبه , لا تنتظرين انه راح يتأثر بعلاقتي مع اخته , هو اكبر من كذا ..خلي عنك الطفـوليه والأفكار الفاضيـه , ان كنتي تبغيـن ولد عمك فلا ترديــنه “
” خالتي بعدها بالمستشفى ..”
ابتسم بهدوء وقال ” ادري يا ساره , بس ادامها بخيــر ألحيـن فقتيـبه بيرد يسأل ,وانا ابغى الجواب يا اختي “
صار وجهها احمـــر وقامــت وقالت ” خيــر ان شاء الله “
” ساره , انا وامي بكره بنسافـر ان شاء الله “
حبــت راس اخوها وقالت ” تروح وترجع بالسلامه “
لما قربت من الباب قالت ” سلم لي على مها بمصــــر “
واطلعـــت بعد ألقاءها لهالمعلومه الجديده .
مها للأن بمصـــر ؟!, ما ردت الكويـــت ؟؟!!.
ما يبغى يشوفها ..
بس يبغى يعرف وشلون الجنيــن , وشلون شكلها وهي حامل بسبع اشهر , وش هو جنــسه .
هذا اللي يحاول يقنع نفســه فيه ..
وتتصل حضرتها على اخته , وتبلغها آخر الأخبار , وانا لأنها ما تبغاني بحيــاتها فما عندي اخبار ..
وهمس لنفــسه ” واخرتها معاك يا مها “

عمر :

قعـــد بعد الصلاة بالمســيد , يحتاج لهدوء , لسكيـــنه للتفكـــير , هذا غيــر انه قدومه للمسيــد مستعينا بالعكازه كان متعـــب له لأقصى درجــه يحتاج لوقت للراحــه خاصه بعد الصلاة ..
الليله اللي قضاها بأحضان ريم , كانت من اروع الليالي اللي قضاها من ثلاث سنيــن .
حس واهو بين ذراعيها مثل التايه اللي رجـع لبلاده اخيـــرا .
ألحيـــن واهو اهني , كان في فكـره وحده قاعده تخطـر في باله ( انه يرجع , وينعم بدفاها وحبها )
تحبني ..تعشقني على كلامها !!
ندمانه !!
طلع الرساله من مخباته ..
ورجع قراها بدا من العنوان


افتقدك حبيبي


تطلبت منه دقايق ..
يقرى ويرد يقرى ويرد يقرى ..
شــلون ألحيـــن ؟؟
تعـــب لمدة ثلاث سنـــوات , تعــــب من بعدها , ومن الفراق ..
اهو بصده لها وقسوته عليها قاعد يؤذي روحـــه , مو بس يأذيها , مو بس قاعد يجرحها ..
وده يكـون على راحتــه , على طبيعته معاها ..
رفع الرساله ..
ورجــع يقراها ..
اهي ندمانه ..
بس اللي ســوته مو شوي ..مو قليل ..
تخلصت من طفــل يجمعهم .
انــزين لي متى راح يعاقبها !!
طلقها .
وتزوج بعدها على طــول .
وجرحها من أول ما تزوجهـــا للمره الثانيه .
انــزين لي متى !!
طول العمـــر ..
لكن العمر قصيـــر , ان عشــت هاللحظه شيضمني اني اعيــش اللحظه اللي يايه ..
ان رمشـت ألحيــن ما ادري ان كنت راح اعيش بعد هالرمشــه .
ان خذيت نفس ما ادري ان كنت راح اطلعه .
انا المفروض اكثـر واحد ايعرف بهالشي
شفــت اختى واهي ميــته جدامي وبعــز شبابها .
السالفه القديمه عن اصدقاء غانم ..
كلهم توفوا شباب ..
ونوره بعد , شافها وشهـــد على ألمها , ومعاناتها ..
وفجـــاه جـــت في باله ذكـــرى كان غايبه عن باله , جـــت له هالذكرى مثل الضربه على الراس :
( بعد يوميـن من كورس الكيماوي ..
كانت نفسيتها حــلوه , خذاها لحديقــه المستشفى , واهي قاعده على الكرسي المتحــرك لأنها كانت تعبانه , الحديقه كانت روعـــه ..فيها نافـوره , وفيها ورود ..
وقعــد على كرسي قبال النافـوره واهي قاعده بالكرسي بقربــه ..
وجهها رقيق , وجميــل على الرغم من تعبــها إلا انها محتفظه برقتها .
قالت له بهدوء ” تدري انا ندمانه على شنو اكثر شي ؟ “
خذا ايدها وباسها وقال ” ان شاء الله ما في اي ندم يا قلبي “
ابتسمت له برقــه , وحطت ايدها على شعــره ” لا والله عمر ..اسألني شنو ندمانه عليه “
ابتسم لها وقال ” على شنو ندمانه اكثر شي ؟ “
اختــفت الإبتسامه عن ويهها وقالت بجديــه , وعيـونها بعيــنه ” ندمانه على اني ما عرفت ان الحياة قصيـره ..”
ابتعد عنها بعصبيه , وقال ” نـــوره ..”
حطت ايدها على شفايفـــه ,وقالت ” عمر خلني اتكلم ..”
غصـــب نفســه انه يهدى ويسمع ..
وقال بهدوء ” اســف , قـــولي “
قالت والحــزن مغيم على عيـونها ” ندمانه على اني ما قضيت ايامي بالعباده , متضايقه على اللحظات اللي زعلت فيها من خواتي , أو امي , أو ابوي , أو حتى اهلي ..و ندمانه على اني ما عرفتك لفتره اطول ..”
تضايــق من كلامها وباس ايدها .
قالت له بشقاوه ” ان الله عطاني عُمـــر , وعشـــت , ما راح اضيع وقتي بسخافات تضييع الوقت بشغلات مثل الزعل , ذكرني بهالوعــد انزيــن ؟؟ , ومو بس جذي انت بعد اوعدني انك ما تضيع وقتك بهالأشياء..”
ضحــك , وقال ” الله يعطيـج طولة العمر …”
كملت شقاوتها ” اوعدني “
” هههههه اوعدج ما راح اضيع وقتي بالزعل من الناس والسخافــه “
قربت راسها وحطت جبهتها على جبهته , بحركــه حميميه .
وقالت له ” حبيبي انته والله “)
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
نـــــــوره !
الغصـــه ببلعــومه زادت , وده يبكي عليها , على فقدها ..
لكن عيـونه ناشفه ما فيها دموع .
وده يبكي تأنيــب الضميــر انه ما حبها مثل ما اهي تستحـق , لكن هالشي مو متاح له ..دموعه صعـبه
لما شاف شلون الشمـس اشرقـــت عرف انه تأخــر على ريم ..
بس ما فيـــه يستمــر بالزعــل , أو بالقســاوه , هالشي قاعد يستنــزف قــوته , واعصــابه .
بالإستعانه بالعكازات , قام وقــــف ..
تحــرك , وشاف ناس محتاجيــن عند المسيــد ..
طلع المقسوم وعطاهم صدقـــه ..دفعة بلاء .
تــوجـه للشقـــه , وفي باله قرار واحد

خالد :

قــرب الفرج .
ردي لي يا مها ..والله بعدها ما راح اتركك لو ايش يصير .
انتي لي , وبتبقيـــن لي للأبد ..
من ثلاث اشهـــر , سمــع صــوتها ألحيــن ..
اخيـــرا اتصلــت عليه .
كان وده يكون قاسي اكثــر لكن خاف انها تهرب منـــه , يكفي هربها منــــه مرتيــن .
وكان وده يكــون حنـون معاها وخاف انه يبيــن ضعفـه لها خاصه انه ليلحين ما تأكد انها تبيـــه .
وفجأه ضحك على حاله .
كلمته ونســته انه يسأل على جنــس الجنيـــن
ممتاز ..
ممتاز ..
هاليوم الظاهر راح يجفاه النـــوم ..

ريم :

تأخــــر يا ربي ..
تــأخـــر مراااااااا ؟؟
هو بس قال انه بيروح للمسجــد ؟
ويـــنـــه ..؟
اشـــرقت الشمـــس ..
صار لها فتـــره تنتظر .
سمعــــت صـــوت باب الشقـــه ..
واخذت لها نفـــس عميــق ..
الحمدلله هو بخيــر .
استلقت على فراشـها بسرعه , وما تبيــه يشـــوف انها كانت بتموت من خوفها عليه , خاصه بعد ما كلمها بقســوه ..
دخــــل .
الغــرفه ..
وشافها مستلقيــه ومعطيـته ظهرها .
قعــد بتعــب على الفراش , وفصخ اهدومه , ولبس دشداشة نـوم ..
أه ه ه
ريله , التعــب راح يذبحـــه ..
استلقى ..
وطلع نفســـه ” أه ه ه ه ه ه ه ه ه “
الراحـــه .
مرر ايده على ذراعها العاريه ..بعد ما لاحظ اهتزازها ببكي مكتــوم .
قرب على قد ما يقدر .
وباس كتفها برقه .
وقال بهمــس ” لفي علي بشــوفج , بشوف ويهج ؟ “
عضت شفايفها ..
كانت تبغى تعانده , لكن ما اقدرت ..قلبها ما عاد يقدر على انه يعانده
لفــــت عليه , ما شافته ..نزلت عينها على صدره ..وما ارفعت عيـونها ..
حــب كتفـــها برقــه ..
وقال بجديه ” ريم ..انا ادري ان هالشي صعب عليج ..خاصه بعد طريقتي معاج اليوم..بس ودي اسمع صـوتج وانتي تقـولين لي عن شكثـر تحبيني “
لما شافها متردده قال برقــه ” عشاني ؟ “
قــربت منه اكثــر ..
هالأسلوب جديد عليها , من أول ما ألتقــــــت فيه للمره الثانيـــه ما تكلم برقــه معاها .
برود ..قسـوه ..تجاهل ..
الرقـه بعيده عنه ..
كانت تبغى توريه انه متى ما طلب منها برقــه , وحنان يقدر يحصل على اللي يبغاه , اي كان الشي اللي يبغاه .
فقالت له بحـــب ” احبــك ..حبيبي ..اعشقــــك ..تدري متى شفتك أول مره “
بان الأهتمام على ملامحــه ..كانت تدري ان هالموضوع جديد عليه ..
” تذكـر لما جيت انت وعمي سعود لمزرعة جدي فهد لأول مره ..وكان في سباق خيـل , وانت كنت مشارك فيه ..انا ..كنت اناظرك من الدريشــه البعيــده فــوق …. فـــــــوق ..عيني ما كانت تطيـح منك ..ما كنت متصــوره ان فارس احلامي موجود بالحقيقه ..”
سمعــت صـوت ضحكه هاديه صادره منه على لفظ فارس احلامي ..
خشــت وجهها بصدره لما انحــرجت وحســـت بأنه صار احمــر .
” حتى ان البنات لاحظوا لكني تعذرت بأني اناظر الخيـــل ..كان عمري 14 سنــه.. عمــر تخيل كنت اعشــقك وانا بهالســن “
قال بصـوت غريب ” حتى وانا حجـر وما احــس “
تفاجأت انه يذكر كلمتها له بوقت الطلاق واللي قالتها له من جرحها والي ما كانت تقصدها حرفيا .
تذكره لهالكلمه معناه انه انجرح منها ..
وهذا دفعها انها تقــول بكل اخلاص وجديه ” اعشــق كل حاجـه فيك “
وارفعــت راسها بعشــق له .
كان ويهه يناظرها بغموض وبعدها
وبعدها اكتسى وجهه بتعبيـــر رقيــــق ..
نــزل راســـــه , وفي باله شي واحد ..
انه يرتوي من النبع اللي كان محروم منه لفــتره طويله ..واللي يحس انه ما يقدر يرتوي منــه ..وما يظن ان العمر كله بيكفيــه
لما رفع راســـه قال ” ريم خليني اثــق فيج يا ريم ..علميــني مره ثانيـــه اني اثــق فيــج “
حـــب راسها ..
وخدها ..
وكتفها ..
وقال ” لا تفقدين الأمل فيني “

مها :

بعد ما تأكدت انها ما راح تنام ..
قامت حضــرت لها الريـــوق , عندها موعد اليــوم مع الدكــتوره , موعد الجيك اب الشهـري .
بدت تاكل لأجل طفلها .
كانت تبي غانم يصحى , ما تبي تروح تقعده بعد اللي صار امـس , ومعرفتها باللي سواه ..
تضايقت ان في احد من اهلها رافض زوجها كليا , وكان يسوي اللي يقدر عليه عشان يحرمها من زوجــها ..لكن نيته كانت سليمه يبي يدافع عنها ويحميها ..وهالشي ان صدر من خالها غانم فأهو يعني شي كبير
وفوق هذا تصـرفه كان له اثر ايجابي , خاصه بالنسـبه لها , لأنها تدري ان لولا اللي حصل ما كان جاها خالد ,و ألتقــوا ببيتهم , واحملت ..
حطــت ايدها على بطنها ..
يمكن عشان جذي مو قادره تـزعل عليه , أو تأنبــه .
لما شافت ساعتها توجهـــت ..لغرفتها لبســت اهدومها .
وحطت لفتها على راسها ..
راح تروح مع السايق اللي مخصصه جدها لها ولتنقلاتها …واللي فيها …فيها .

سمر :

كانت ملاحـظه تغيـر ملامح وجه امها للأحســــــــن ..
كانت تبتسم وتســتمع لكلامهم ..
وتضحك لكلام قتيبــــه .
من أول ما شافت مها ذاك اليوم بالمستشفى وهي مهي قادره تنزع وجهها من عقلها .
خالد ما قصــر معهم ..
لما قتيبه عجـز انه يحضر قام فيهم .
هذا غير انه ما قال لحرمتــه عن الأنفصــال ..
بس صعـــب عليها تعلم حرمـــه غريبــه عنها , جميـله , مغروره , انها انرفضت من ولد عمها ..
يا ربي وانا وش دراني ان كانت مغروره ولا لأ ؟؟
انا شكلي بكــون مثــل فاطمــه بس افكــر بالجانب السئ بالناس .
هي ما اعملت لي حاجه , طبيعي اي حرمه بتغار على زوجها .
وهي حامل مسكيــنه ..
يعني اكيـد خايفه مني , ومن تهديدي لحياتها ..
اسمعت صــوت ضحكــة امها .
ردت ركــزت على الكلام ..
سمعـــت قتيـبه يقــول ” والله يمه , احـس قلبي من تجيبين طاريها يضرب , كنه فيه طبــول “
ردت عليه امها “هههههه الله يقطع ابليــسك يا قتيــبه “
قال قتيــبه بمــزح , وشقاوه ” انتي اطلعي من المستشفى يما… بلا دلع , وعجليهم للزواج “
رمـــته امه بالكلينكس ..
وقالت لولدها بمــزح وعتاب ” وهذا اللي يهمك ساره , وبس ….وانا وصحتي موب مهمــين ” وكمــلت ” الله يعيــن .. هذا وانت بعدك ما تزوجتها …أجل لو صارت حليلتك وش بتســـوي ؟؟!!”
ضحـــك قتيـــبه , وقرب من امه , وبدى يبوسها ..
وامه تحاول تتغلى عليــــه , وتبعده عنها ..
وبدى يقــول بصــوت ضاحك ودرامي ” لا والله يمـــه , انتي الأولى …ما ينافسج احد بالغلااااا “
سمــر تحركــت من مكانها وعلى وجهها ابتسامه ..
خاصه لما اسمعت رد امها ” وانا شريكتها ياللي ما تستحي “
طلعـــت سمـر من الغرفـــه على صــوت الضحكات ..
ان كانت مشغــوله بالأفكار ما تقدر تجلس بمجلس فيه كلام , ما تقدر تركـــز ..
بدت تتجــول بالمستشفى .
تمـــر على كافــة الأقسام ..بيوم من الأيام هي بتكون طبيبه , دكــتوره , تشــوف المرضى واحوالهم ..
اوقفـــت على قســم الأطفــال ..المواليــد ..
بدت تتأملهم , يا الله , هذي هي المعجـزه المتكرره ..
الولاده .
وش هي مشاعر اهلهم ..
الأم ..الأب .
ابتسمـــت برقــه .
لكن فجأة تذكــرت شكل مها , الحامل ..
وكيــف كانت تناظرها ؟؟
تحــركت من المكان , بتـــــوتر .
ولما وصلت لمكان قريب من العيادات شافـــتها !!!!
مها , كانت ظاهره من عيادة أحد الدكاتــره !!
كان واضح عليها التعـب لكن هالشي ما اخفــى ابدااااا جمالها المبهــــر ..
الحمل مضفي على جمالها جمال , سبحان الله .
وبدفـــعه غريبــه , نادت ” مها .”
اوقفـــــــــت الحرمـــــه , لكن بعدها تحــركت من غيــر لا تلف وجهها كنها اعرفت من يناديها .
لكن تأنيـب الضميـر دفع سمر انها تستمر بالمناداة ” مها “
لكن مها سرعـــت من مشيها ..
وسمــر سرعت بالمشــي ..واقدرت تلحــق على مها لأن حالة مها ما تسمح بالمشي اســرع من كذا ..
امســكت ذراع مها , ووقفتها ..
مها لفت ويهها وقالت بعصبيـــه ” نعـــم ….انتي شتبيــــــن منــــي ؟؟؟؟؟ “
كان لسمر دافع انها توقف وما تتكلم , لكن قالت ” انا ابغى اقــولك حاجـه “
مها اسحــبت ايدها بقــسوه من ايد سمــر , وعيــونها كانت مغمــوره بالدمــوع ..
” ما ابي اسمع شي منج ..” سكــتت تاخــذ نفــس من انفعالها , وقالت ” انتي بتشاركيني زوجــي وانا مجبوره, لكن انا مو مجبــوره اكلمج فاهمــــه “
ومشــــت , تاركه سمـــر مصدومه ..
لكن سمــر قالت كلمه , خلت مها تـوقف مكانها ..
قالت ” انا وخالد انتهينا “
مها لفـــــت , والدموع اللي كانت بعينها تبخــرت , كان على ويهها تعابير الصدمه ..
وسمــر شافتها تحــط ايدها على بطنــها ..
وسمعتها تقول ” انتي ……انتـ …ـي …شتـ …شتـقــوليــن “
سمر قربت من مها وقالت بصراحه وقوه ” خالد جا لنا من اول ما جيتي وانهى الخطبــه , قال انه عنده حرمـــه وطفـل , وما يبغى يظلم احد “
حطـــت مها ايدها على حلجــها ..
وكمــلت سمــر والحقيقه اول ما اطلعت ما عادت تقدر تردعها ” انا اللي طلبت منــه ان يخبي الموضوع لأجل امي , وحالتها المرضيــه , وهو ما قدر يرفض الطلب , انا راح اعلن فسـخ الخطـبـ ……”
سكــتت سمــر وامسـكت ذراع مها , خاصـــه لما شافت الشحــوب اللي غمــر وجهها ..
وقالت ” مها …مها ..اش فيـــــه “
مها عقلها ما كان متــقبل بالبدايـــه ..
لكن لما اســتوعبــت بــــدت تصيــــــح ..
وبصــــوت عالي ..
ما كانت حاسه انها بالمستشفى , وبمكان عام ..
ظلمتـــــــــــــه ..
ابيـــــــــــه , ابيـــــــــــــه ظلمتــــه
بدت تصيــح بعجــــز ..
بجيـــــــها كان بجــي قهــــر
” أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ “
سمـــر اللي بدت تشــوف الأنهيـــار , خافـــــــت ..
وخذت بأيد مها وقعدتها على الكرسي .
انا الظالمه ..
ظالمه ..
لأني عقب كل هالسنين من الزواج ماعرفت زوجي عدل ولا اشلون يفكر..
كنت راح اهد زواجــــــــي بأيدي ..
وااااااااااااااااي قهــــــــــر ..
راح امـــــوت , حبيبي ظلمتــــــــــــه
” أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ “
وبــــــدت تقـــول لسمــــر من غيـــر شعــور بوسـط دموعها ” ابيـ ..ـه ….انا ….انا …انا ظلمتــ…ـه …أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ “
سمـــر اللي ما كانت متـوقعــه هالردة فعل الكبيــره , حـــطت ايدها على ظهـــر مها وحاولت تهدي المرأه الحامل ..
مها واهي مو مستوعبـه , حطت راسها على صدر سمــر .
” اهــو ….ابيـــــه ……انـ…ـا أأأأأأأأأأأأأأأأ اشســـ…ـويـــت “
سمـر ما كان على لسانها غيــر كلمه وحــده ” بس يا مــها …بس يا مها “
مها ما كانت قادره تستوعـــب ..
ان الخطبــه منتهيــــه , كان معقــول تتقلبها بطريقــه عاديــه .
لكن انه اهو ينهيها هذا شي ثانـــي ..
اهو أول ما شافها مره ثانيـــه بالسعوديه , انهى علاقته مع بنت عمـــه ؟
انا الظالمه ..ليش ما نطــرت ..
حســـت بالغثيان قامـــت بسرعـــه , وراحـــت للحمام ..القريب من كراسيهم , وسمــر لحقتها ..
وبدت تجدف ..وترجع اللي بكبدها ..
ما كانت قادره تسيــطر على روحهــا .
ومو مستـوعبــه وجود بنت عمه ..
مو مهتمه ..
انهار عالمها ..
كل هالأشياء دليل على انــه ….
على انــه شــاريها ..
ردت تطلع اللي بكبدها ..
اهو شاري ومن الواضح انها هي البايعــه .
اهي اللي ما اقدرت تحكـم عقلها .
تحدى الكل عشانها , اهله والكل..واهي ما اقدرت تتحدى حتى نفســها عشان تكــون معاه ..
بعد ما انتهــــت ..
طلعــت من الحمام .
وشافت وقـــوف سمــر الخايفــــه عند الباب الخاص بالحمام الداخلي ..
اول ما شافت سمـر , حســت بالدموع تتجمع بعيــونها للمره الثانيـــه .
قالت لها سمــر بخوف ” انا اســفه ما كنت اقـصد اني …”
عضـــت مها شفايفها , وقالت بدموع تتجمــع ” انــا ….انـ..ـا اللي اســفـ…ـه “
حــست بدوخــــه , وتسندت على الطـوفه .
سمــر اخترعت وقربت ” تعالي اخذك معي …تعالي ..”
هــزت مها راسها برفـض .
تحـركت من مكانها وبعدت عن سمـر ..
وقالت بتعــب , تبي تكــون بروحها ” مشكــوره ..مشكــوره ..لكــن انا بروح ألحيــن “
لفت على سمــر ..
وقالت وصـوتها يتحشرج , ومو راضي يطلع بصـوره طبيعيه ..” ما راح انسى انج علمتيني هالشي ..خالد ما كان ممكن يقوله لي .. مشكوووره ما تتصورين ..أأ ما تتصورين ..”
وخانها التعبير ..
الدموع انـزلت من عيـونها , وقالت بتعــب ” راح يكون هالشي دين برقبتي ..خاصه انج ما كنتي مجبــوره تقـولين هالشي لي “
سمــر اللي كانت بالأول خايفــه انها تسرعـــت , لكن بعديــن لما شافت ردة فعل مها تأنــب ضميرها انها ما قالت من الأول ..
ردة فعــل مها كانت قــويه , دليل على المعاناة , والألم اللي كانت تعانيـــه .
اطلعت مها من جدام سمـــر ..من الحمام ..
واهي ما تبي شي ألحين , غيــر خالد ورضى خالد ..
بدت تحـس انها ما تستاهل خالد .
وايد عطاها , واهي ..
بدت تحــس بدوخــه .
تبي تــوصل للشقـــه , وبس .
سمـــر , ألحقــت مها من بعيد وبعد ما تأكدت دخــولها للسياره ..ارتاحــت , كانت من جد خايفه عليها ..
تنفســــت سمـــر براحـــــه .
اتخذت القرار الصحيح ..خالد ما كان بيوم من الأيام لها ..هو لمها , لحــرمتــه , وللطفــل اللي جاي بالطريق .

مها :

كانت قاعده تصيـــح ..
ما اهتمت بنظرات السواق اللي كان خايـــف ..
وتذكــرت شنـو قالت لها سمــر , وبدت مره ثانيـــه نوبــــة البجـــي والإنهيـــار .
طلعـــت تليفــونها ..
بعد ما حاولت تتمالك نفسها !!
واتصلت على حبيبها .
على زوجهــا .
ما تصــدق انها من جم ساعه متصله عليه , واهي مو متأكده ان كانت راح ترد له و لا لأ ..
وألحيـــن مو عارفه شنو تســوي له عشان تراضيــــه .
انــرفع التليــفون من الجهــه الثانيــه .
وسمعــت صــوته يقـول بجديه ” نعم يا مها “
ردت تبجي بصوت عالي ” أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أ “
هذا ريلها اللي هي ظالمته ..
واللي اهي عذبــته ..
الحـــب بالتصرفات , واهو اثبت حبــه بتصرفاته , واهي افشلت بالإمتحان ..
سمعــــت صــوته يقول بلهفــــه ” مها اش فيــــه ؟ “
قالت بصيــــاح ” تعــــال …أأأأأأأأأأأأأأأأ تعال “
خالد لما سمع صياحها بهالصــوت كنه مفـطور قلبها , أو كنه مذبوح لها احد ..افــزعـــه .
اش فيـــه ..
نــزل كـوب القهــوه على الصحــن بقــوه ..
ادت إلى انسكاب القهوه من الكــوب من غيــر حتى لا ينتبــه خالد على هالشي .
ردت قال بقــــوه ” اش فيــــه يا مها ؟ “
ما قدرت تتمالك نفســها ..
” ابيـــــك …أأأأأأأأأأ أبيـــ…..ـك ….تعـ..أأأأأأأأأأ..ـال …..والله ..والله أأأأأأأأأأأأأ انا احــبك “
خالد لما سمعها تقــول هالكلمه , اللي من زمان ما قالتها ..
خاف عليها من جد ..
وقال بهدوء يبغى هدوءه يوصل لها لأجل تتمالك نفســها ” مهــــا …”
ما خلته يكمــل قالت ببجي ” قـــول ..قــ…ـول انك أأأأأأأ مصـ..ـدقني …..أأأأأأأأأأأأأأأأأأأ..احبـــك “
رجــف قلبــه من الكلمه ..
ومن طريقتها اليائسه بالكلام ..
قال بجديــه بعد ما وقف , وهو مو قادر يبقى بمكانه وهي تبكي بهالطريقه ” مصــدقك يا مها ..بس انتي …”
سمــع صــوت بكاها العالي ” انا ..انا اســفه ..انا احبــك “
قال بلهجــة ارضاء , كنــه يكلم طفــله ” اش فيــه يا اميــره ..اش اللي حصـــل ؟ “
خــف صــوت بكاها ..
وبقى صـوت الشهقات ..
وبعديــن قالت ” مـ..ـا أقـ..در اعيش من غيــرك ..احــبك “
تكرارها للكلمه خــوفته ..
وكملت برجـــاء ” تعال …تعال “
تنـــهد وقال ” راح اجي ان شاء الله …انا قلت لك اني جاي اليــوم “
بوسـط الشهقات قالت ” تعال ألحيـــن “
ابتســم برقــه على طفـوليتها ورقتها ..
ما يقدر انه يرفض لها طلب …خاصة ان اطلبته بهالطريقه .
ما يدري ايش اللي حصــل , وخلاها تتصـل عليه وهي بهالحاله .
سمع نفســه يرد ” ما اقدر يا اميــره , انتظري كم ساعه “
قالت بطريقــة قـويه ” امــوت عليك , وما راح أتخلى عنك ابدا , تسمـــع , انا مينونه لما ظنيــت اني اقدر اتخلى عنك , انته حياتي وعمري , كل شي بحياتي ..انا وانت بنربي البيبي مع بعض ..” وكمــلت برجفــه ” اسـ..ـفـه ..”
ما كان مصدق ان بالواقع ..
ان مها حقيقي متصله عليه , وتقــول له هالكلام ..
ما يبغى يقــول شي , وبعديــن ينصـدم انه حلمان , او انها ما قالت له اي شي
قالت له ” سمعــــت اللي قلتـــه ..”
هــز راســه بموافقــــه ..
وكنها راح تشــوفه .
لكن بعديــن ابتسم من تصــرفه ..
وقال بصــوت متغيــــر ما يدري من ايش ” ايــه سمعـــت “
تنحنح يمكن يرجع صـوته مثـل ما كان ..
وبعديــن كرر نفــس الكلمه ” ايه سمعـــت “
قالت له بحــب , واهي ترجـف ” احبك ” , حاسه انها ما تقــدر تــوفيــه حقــه من هالكلمه على كل اللي سواه لها ..
ضحـــك واهو يحــس بنفســه بخــف الريشــه من الراحــه ..
لكن قال بجديه ” شكــرا “
على الرغم من راحتــه , يبغى يكون قبالها , ومعاها , لأجل يتأكد ان الكلام فعلا كان صادر منها ..
بعده ما يحس بالأمان على الرغم من كلامها ..
هجرانها له ولمرتيــن اثــر على مدى تقبلــه لكلامها , وتصديــقه لها ..
مها ادخــلت الشقــه ..
ورأسا لغرفتها ..بجــــت لما تمكن النــوم منها ..

وقــت السـفر (موضي) :

متى ترجع مها لخالد ؟
ايـــه بدت تتمنى يرجعــون لبعض ؟
ولدها كان متغيــر مره , بطريقه آلمتها هي امـــه !!
شتان بين خالد اللي مع مها ؟
وخالد اللي ألحيــن ؟
يمكــن ان راحــوا لمصــر , تقــدر تقـنعه يروح لحرمتـه ويجيبها من الكويت او من مصر , او من المكان اللي هي فيــه .
حياة ولدها ان تدخلت فيها فراح تتعب , وتضايقــه هو ..
فأحســن لها انها تتقــبله , وتتقبل قرارته .
هل يا ترى سمـر راح تقــبل بخالد , وهو على ذمتـه مره , وعنده طفـل .
ان شاء الله ..ليش لأ …خالد ما ينقصــه شي .
الله يســعده بأي شي يبغاه ..مثل ما هو مريحها , ومسعدها ..
ولدها ما في منه اثنيــــن الله لا يحرمها منه .

ساره :

وقفــت تودع امها عند الباب , وتبــوس راســها ..بحــب وتقـدير.
وامها ما وقفــت توصــيها وتوصي فاطمـه , وبدر على البيـــت , وعلى اللي لازم يصير واللي ما يصير ..
بعد ما اطلعت امها , مسكــت ايد خالد ..وباست خده , وراســه ..
ابتسم لها برقــــه ..
غريب خالد بهالوقــــت متغيــر , على تعابيره راحه غريبه .
ملامحه مرتاحه ..
متغير عن لما جتــه امس بالليل .
ردت له الإبتسامه وقالت ” الله يخليك لنا يا خالد “
ضمــها بذراعــه اليميــن بطريقه سريعــه , خاصه انه ذراعـه اليسار حامل فيها شنطـه ..
وقال لها بهمـس ” شقـول لقتيــبه ؟؟ “
ضمــته بقــوه , وبعديـــن ابتعــدت شــوي وقالت ” شـورك وهداية الله يا خالد ..ما بعد رايك راي , ولا بعد قــولك قــول “
فاطمـــه بعد مااطلعـوا , امسكــت ايد ساره وقالت لها ” وش قلتي لخالد ؟ “
ابتسمت ساره بسريه وقالت بهدوء ” هالشي بيني وبين خالد “

*********

بعد ساعــه من الوصول لمصــر (خالد ):

امه ارفضــت ترتاح بالفندق راسها وألف سيــف تروح للخاله بدريه ..
وصلها للمستشـفى ..
وهو وده يترك الكل ويروح للي كانت تبكي تطلبـــه .
لكن الواجــب هو الواجـــب ..
بعد ما استأذنــوا , وألبست خالته الحجاب , ولبست سمـر ..
دخـــل ..وسلم بصـوته القـوي الجهـوري ..
امه موضي أول ما شافــت صاحبتها ضمـــتها بحـــب ..
وبدت تقـــول ” الحمدلله على سلامتك يا الغاليــه ..يعل اللي فيك يكون بعدوينك واللي يكرهونك ..يا بدريه “
خالد ابتسم ..لكن كان يعطي ساعته نظره سريعه .
يبغى يلتقي بمها ..يبغى يتأكد انها تقصد كلامها اللي قالـــته له .
يبغى يتأكد انها ما تراجعت عن كلمتها ..
سمــر لما شافــت خالد ..حســت انها ارتاحـــت ..ما تحس حالها مديـونه له .
ردت له ديــنه بالكامل .
بلغـــت مها بالوضـع , ومن انهيارها واضح انها كانت تعبانه من هالوضع ..
وتأمل انها تكـــون من اللي يشملهم الحديث الشريف ( ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة )
خالد جلـس بقــرب قتيــبه , وسأل بهدوء ” وين عمي حامد ؟”
ابتسم قتيبه وقال ” الوالد كان معانا الصبـح , لكن هالوقت لازم يرتاح “
هــز خالد راســه وقال ” الله يعطيـه طولة العمــر “
لما خالد انتبه ان الضم بين امه والخاله بدريه انتهى, وانهم اسكتــوا ..
قال بصــوته الجهـوري ” الحمدلله على السلامه يا خاله “
ردت مرة عمه ” الله يسلمك يا خطيــب بنتي “
سمــر لفــــت على امها بإنحـراج ..
لكن خالد ما كان واضح عليه الإحراج بالعكس تصـرف طبيعي .
انحــرجت مرااااااااا
من كلمة امها .
ومن تصرف خالد الكبير .
فقالت بعجــله وتهـــور , وجهها حار من الإحراج ” يمــه ودي ابلغك بحاجــه على انفراد “
قتيــبه رد بعدم رضا ” سمـــر ..”
لكن سمـر مو في بالها غيـر انها تبلغ امها ..
تغاضت عن النظر لخالد ..
وتغاضت عن نظرة قتيبه الغاضبه ..
كلمـــة امها احرجتها ..
خاصه ان خالد يدري انها هي (سمر) تدري من زمن عن فسخ الخطـبه .
امها ان استمرت تظن انها مخطــوبه لخالد , بتقـول كلام اصعب من كذا , وهالكلام بيخليها تخجل انها تحط عينها بعيــن ولد عمها .
بس تبغى تبلغ امها بحقيقة الوضع لأجل توقــف هاللحظات المحـرجه ..
امها ناظرتها ..
اما خالد فقال بهدوء ” انا استــأذن “
لأن كلمة سمـر كانت واضحه القصــد ( اطلعوا واتركوني مع امي )! هذا اللي ينفهم من كلمتها ابغى اكلمك بأنفراد
وبما انها اطلبت هالطلب ألحيـــن فهو حاس ان الموضوع متعلق بالخطبه ..
وهو يبغى يعجل بفسخ الخطبــه ..
وطلع ..
وام قتيبه عطت ابنها نـظره تقصـد فيها ( اطلع )
قتيـــبه نفــذ كلام امــه واهو محرج من تصـرف اخــته ..
ومو راضي ابدا .
كان واضح ان اختـه تطرد الجميـع من الغرفه ..
ما احشـمت احد .
لو ما امه ونظرتها اللي وجهتها له , ما كان ظهر , ولا كان سمح بهالتصرف الطفـولي
ولما قامـــت خالتها موضي بتطلع بعد , قالت سمــــر بهدوء ” لا يا خالتي , اقعدي , انتي ما انتي غريبـــه “
موضي اقعدت مع انها ما كانت حاسه بالراحــه ..
لكنها ما حبت ترد سمـر !
اما سمــر فردت تلــف على امها ..
وحســت انها خلاص , ودها ترمي حالها بحضن امها , وتبكــي , من الراحه انها راح تنهي الموضوع للأبد ..
قربت , واجلست قرب امها ..
ومقابلها .
امها رفعــت ايدها وحطتها على ايد سمــر , قالت بكل تـوتر ” سمــر , اش فيـــه ؟! “
شافت سمـر امها وقالت ” يما , خالد ….خالد متزوج ! “
موضي نزلـــت راسهـــا , بهاللحظه تمنت لو ما كانت موجوده بقرب صاحبتها !
الموقـــف كان مرااا محرج ..
خاصه انها هي اللي خاطبــه بنت بدريه ..
امها هدت ايدها وقالت ” ايـــش !! , ايش تقــوليــن انتي ؟! “
ولفت بدريه على صاحبتها , تبغاها تنكــر هالشي , او تنكـر هالخـبر , لكن منظر صاحبتها كان اكبر دليل على حقيقة الوضـع .
سمـر كمـلت الخبــر ” خالد متـزوج , وحرمتــه حامل ..وانا …”
بكل عصبيه قالت بدريه ” انتي ما راح تتزوجيــنه “
سمر ارفعت عيـونها من ايد امها اللي كانت تناظرها طول الوقت خلال كلامها ..
اما موضـي فإنصدمــت ..
ما كانت متوقعه ان بدريه راح ترفض خالد .
وقالت ” لا يا بدريــه الله يهداك ..”
لفت بدريه على ام خالد وقالت ” بنتي ما راح تتزوج رجــال امتزوج يا موضي ! , ومو بس امتــزوج وينتظر طفــل بعد “
سمــر كانت تناظر امها بإستغراب , ما توقعت ان امها راح تتخذ هالقرار !! حتى قبل لا تسمع قرارها
توقعــت ان امها راح توقف مع خالد , خاصه انها متحمسـه وتبغاه يكون زوج بنتها .
قالت موضي ” بدريه , اتركي بنتــك تقرر اللي تبغاه ..”
سمر كانت تحـس كنها تشــوف امها بعيــن ثانيــه .
معقـوله هي ما تعرف امها , ما تعرف ان امها راح تدافع عنها ..
تدافع عن مصلحتها .
كانت تحــس كنها قدام اكتشـاف جديد عليها ..
واللي هو امها بدريه
هــزت بدريه راسـها وقالت ” الحشيــمه لك يا موضــي , لكن ولدك , ما راح يتزوج بنتي ….بنتي يا موضي , مهي ناقصــه , ولا هي رخيـصه , لأجل نزوجها من رجل امتزوج , وحرمتــه حامل ..ولدك ما راح ياخذ بنتي الغاليـــه , لو يصير اللي يصيـر “
لفت ويهها لسمــر , اللي كانت تبــولع بريقــها من الصدمـــه , ومن الحـــب , ومن الأمتنان ..ان عندها ام مثــل هالأم .
كانت تبتسم لكن الرغبه بالبكى كانت تخليــها تسكــر فمها , وتحاول ترد تشـده على شكــل ابتسامه .
مسكــــت وجــه سمر بحنان وقالت ” سمــر , انتي ما راح تتزوجي خالد , اوعديني انك ما راح تتزوجيــه “
وكملت برقـــه ” سعــاده الإنسان يا سمــر , ما تنبني على تعاسه غيــره , ابدا , ابدا “
هــزت سمــر راسها بالموافقـــه , وهي تتنشــق ..
قالت لها امها ” سمــر انتي غاليــه يا بنتي , ما انتي رخيــصه , راح تلقيــــن غيــر خالد , واللي احســن من خالد , اهم شي سعادتك “
موضي اسمعت اللي يكفيــها ليـــوم واحـــد !
قامت بهدوء من مكانها .
ما تقدر تدافع عن ولدها .
قامـــت موضي من مكانها , وهي بنيتها الخروج من الغرفــه ..
لكن وقفها صـوت بدريه اللي قالت بهدوء ” موضي ابقي شـوي خلينا نتكلـم “
لما لاحظت ان موضي مو راضـيه اتحرك من مكانها اللي هي واقفــه فيه لفت على بنتها وقالت ” سمـر اتركيني مع خالتك لحالنا “
تحركــت سمر واطلعت ..
اما بدريه فقالت بهدوء ” انا اللي المفروض ازعل , مهو انتي !! “
وهذا خلا ام خالد تلف عليها بسرعـه ..
وكملت بدريه تقول ” موضي… سمـر هي بنتي الوحيــده , اللي اخاف عليها من نسـمة الهوا , ما كنت راح اقبـل انها تتزوج من رجل امتزوج اي كان هالرجل , حتى لو كان خالد نفســه “
موضي ما كانت زعلانه من بدريه ..
كانت متضايقـه من الوضع ككل ..
تنهدت ام خالد وقالت ” من اول ما عرفت ان خالد متزوج , عرفت ان هذا بيكون ردك , يمكن هذا اللي كان مضـيق صدري اكثــر شي , اما انتي فمستحيـل اتضايق منك “
ابتسمــت بدريه لها ..
وقالت بهدوء ” تعالي اجلسي بقربي يا موضي “
قربت من صاحبــتها , صديقه العمـــر , اثنينهم تزوجــوا بنفس اليـوم .
بدريه من حامد , وهي من جاسم ..
كانوا بنفـس العمر , وهذا عمق العلاقه ..
كانوا دايما مع بعض بتكلمون عن احلامهم , عن رغباتهم , عن اطفالهم .
وكانت احد احلامهم هو ان اعيالهم يتزوجـون من بعـض .
لكن الظاهر ان الله ما كتب هالشي ..
قالت بدريه بأبتسامه ” خالد وسمـر ما الله كاتب لهم انهم يتزوجـون بعض ..لكن ان شاء الله قتيبــه وساره بيحلون محلهم “
….
سمــر أطلعت وتجاهلت مكان جلوس خالد وقتيبه .
لأنها مرتاحه ..فهي ألقت بالحمل عن كاهلها .
اخيــرا انهت هالمرحله من حياتها على خيــر ..
….
خالد اللي كان قاعد مع قتيـبه بالكراسي القراب ..
كان مرتاح لأنه عرف من نظرة سمر وطريقتها انها بتعلن فسـخ الخطبـه .
قتيبه بقربه ..لازال يعتذر عن تصـرف اختــه ..
لكنه سكـــت بعد ما اطلعت ام خالد , وتوجهـــت لهم , وقالت بكل هدوء ” سمـر افسخــت الخطبــه “
غمــض خالد عيــونه براحــه .
يحاول يحافظ على هاللحظه من الراحـه ..ألحيــن يقدر يقـول لمها انه ما راح تكون في شريكه عليها .
وما في شي راح يضيق عليهم حياتهم بإذن الله
موضي ببساطه..ما تقدر تلوم بدريه على قرارها وقــوتها بأتخاذه ..
هي نفســها راح تتخذ نفس القرار لو كان الموضوع متعلق في بناتها .
أما قتيــبه لما سمع الخبــر لف على خالد بعجله ..وخــوف
خاف ان اختــه انهت حلمه بأنه ساره تكون حرمتـه وزوجتــه .
ما فهم تعابير وجه خالد .
لكن كان متـوتر على الأخــر
ومصـدوم من قرار اختـه المفاجئ .
قام خالد من مكانه من غيـر اي كلمه ..
وهذا دفـع قتيبــه بأنه يقــوم بعده ..
ويقــول ” خالد ..” لف عليه خالد بإبتسامه .
لكن قتيبه خاف من هالإبتسامه ..
وقال ” انا ما راح اتخلى عن ساره ..خالد ..انا أبغـ….”
حط خالد ايده على كتــف قتيبه وقال بهدوء وجديـه ” ساره لك يا قتيـــبه ..ما راح تكون لغيرك بإذن الله , اعتبر ان هذا وعد مني ..وان شاء الله ما راح اخلف بوعدي “
وطلع هو وامه من المستشفى ..

موضي :

ما تكلمت مع ولدها طول الرحله للفندق ..مع انه حاول يكلمها عدة مرات ..
لما وقفــت السياره قدام الفندق ..كان واضح على ولدها الضيـق .
قبل لا تنزل قالت له “يا خالد …انا ماني زعلانه عليك ..الله يوفقــك ..ويسعدك ..الله مهو كاتب لك سمـر ..والحمدلله على كل حال ..ابغاك تراضي مها ..ابغى اشوف ولدي سعيد ومتهني مع حرمته ..و اعياله ..منيتي يا خالد اني اشــوفك مرتاح “
وانزلت تاركه ولدها مصدوم ..ما توقع ان امه تقول هالكلام ..
الحمدلله ..الحمدلله .

غانم :

كان قاعد يتساءل شلون راح يقـول لمها انه خلاص لازم يرد الكويت ..
اصلا اهو حضر جنطته ومو ناقص إلا انه يبلغها ..
التذكره بيده ..
بيحطها عند عمر خاصه انه طلع من المستشفى…يمكن اللي منعه من التدخـل اكثـر اهي كلمة مها ( انا راح اكون سعيده مع زوجي )
يمكن ..
لما دخــل عليها كانت نايمــه ..
وما يبي يقعدها عشان يبلغها هالخبــر .
لازم ينطــر .
تحـــرك من مكانه للباب , بيطلع شــوي يغيــر جــو قبل موعد روحتـه للمطار , مل من البيت ..مل من نفســــه .
فتــح الباب ..
وتفاجــأ باللي واقف بالطرف الثاني ..
غانم كان منصدم ..لكن تمالك نفســه بســرعه ..وانطقــت ملامحه بعدم الإستلطاف الكلي .
وقال ” خالد “
خالد قســت ملامحـــه وقال بنفس الطريقه البارده ” غانم “
ظلوا للحظات يشـوفون بعض , لما قال خالد ” وين حرمتي ؟ “
غانم وقف بويه الباب جنــه بهالطريقه بيمنع خالد من الدخـول وهالشي اغضـب خالد .
وقال بطريقه صريحه ” ومن قالك اني راح اسمح لك بأنك تدخـل وتشـوف بنت اختي “
قرب خالد من الباب , لما شاف وجهه قريب من وجهه غانم .
وقال ببرود ” انت فاهم غلط يا غانم ..حرمتي انت مالك كلمه عليها ..انا اللي اقرر ان كنت ابغى اشـوفها أو لأ “
جواب غانم كان ابتسامه استفزازيــه .
بعدها فتــح الباب لخالد .
خالد ناظره بتفاجئ , ما كان متوقع هالردة فعــل ابدا , لكن دخــل ..
وسمـع غانم يقـول ” لو ما كان وراي طياره ألحقها , جان ما خليتك تدخــل , هذا إضافه إلى انها تبيــك , وتبي ترجع لك …….للأســـف “
شــافه خالد بنظـره غاضبــه وقال ببرود ” وين حرمتي ؟ “
ابتسم غانم بطريقه استفزازيه وقال ” دور عليها “
وطلع وسكــر الباب وراه .
خالد بدى يســـب ويلعـــن هالشخصيــه الإستفزازيــه اللي عكـرت له مزاجـــه .
وبعد ما هدى , بدا يبحـــث عن حرمتـــه , وبدا بغرفتها .
لما دخــل الغرفه بهدوء ..
اول ما طاحت عينه عليه كانت اهي ..
نايــــمه ..
تنفــــس بعمــــــق .
مو قادر يتصـور انه امس بس ما كان يدري هي وين ..او ان كانت تبغى تتخذ الخطـوه وتجيـــه .
وألحيــن هي وهو ..مع بعضهم .
كان ندمان على كل حماقه عملها وبعدته عن هالبراءه والجمال ..
طول علاقته معاها كان اناني ..
ما يفكـر إلا بنفسـه وراحتـه ..ولما عرف غلطه كان فات الأوان ..
وضيع من عمره سنــــه .
قرب من السرير ..
لكن كلما قرب من السرير ..بدى يلفت انتباه شي ثاني غير ويهها ..
بدى يلفت انتباهه بطنها ..
يا الله ..
كبـــر بطنها ..طفلهم في بطنها .
جلس عند فراشها مثل المسحـور , وحط ايده على بطنها وهو مو قادر غير انه يسوي كذا ..ومرر ايده عليه بهدوء .
يالله وش كثــر كبـــر الجنين .
معقـــول هنا في جنين ..في طفــــل صغيــر ..حيطلع بيوم من الأيام ويقــول له ( يبا )
رفع عيـــنه لوجهها ..
وشاف عيــونها الزرقا تتأمله .
حاس نفســـه كنــه يشــوف بالسما الصافيـــــه ..
غرق بعيــونها الزرقا ..
غريب كيف عيونها بهاللون الرائع ..
للحظات ولا واحد فيهم تكلم !
لما اهي انطقــت وقالت بصوت حالم ” خالد ..انت حلم ولا حقيـــقه ؟”
قال بهدوء مماثل ” انتي اللي حلم ولا حقيــقه ؟ “
ابتسمت له ..
وجهها صــوره رائعــه , تجسد عظمة الخالق في خلقه ..
كان يبغى يعطيها البشـــاره ..
يبغى ينهي الألم ..
قال لها بهــدوء ” مها انتهت خطبتي من سمـر ..اليوم انتهت ..هي انهتها “
اختــــفت الإبتسامه .
ببساطه مثل ما اظهـرت .
لما تذكــرت اللي صار , واللي قالته سمـــر ..
لما تذكرت اللي سوته بخالد .
طلع لها الأستنتاج الوحيـد المنطقي ..خالد يحبها .
خالد ريال كبير بأفعاله , كان يقدر يقـول ألحيــن وبهاللحظه انه اهو اللي انهى الخطبه لكنه سكــت
مشاعر تأنيـب الضميـر اغمرتها ..
ارفعت ايدها ومررت اصابعها على شفايفه ..بحـــب
قالت بشجـــن ..وألم على اللي تظن انها سوته فيهم اثنينهم “احـــبك يا خالد .. انت تحبني صح ؟ “
يظن ان العالم كله يعرف وش هي مشاعره تجاهها ..
امه ..ساره ..عمر ..والكل ..
مو بعيد بدر بعـــد ..
ويظن انها هي تعرفها بعد
يمكن لأنه مرتاح من شـوفتها من اعترافها له وجها لوجهه ..لكن ضحـك بخفــه من صيغة السؤال اللي تنبأ بأن الشخص اللي يسأل واثق من الجواب .. وقال ببساطه ” واضح انك تعرفيـن الجواب على هالسؤال يا اميـره “
رفرف الحــب بقلبها ..
وقالت بلهفـــه ” قـولها يا خالد ..قــولها ..ريحني وقولها “
ما انطــرت جـوابه وقالت ” تدري اني خذيــت عهــد على روحي اني ما اتركك ابدا ..انا ..”
هذا اللي كان يحتاج انه يسمــــعه
هالعهــــد .
ما كان حلم , ما كان خدعه ..
مها تبيــــه ..
قطع كلامها وقال ” احبـــك “
قالها ببساطه لأنه ما عاد فيه ينكرها , وما عاد فيه يحرمها , ويحرم نفســه من هالكلمه .
رجفـــــت شفايفها من روعـــة هاللحظه .
وحســـت انها ما تستاهـل ..
بعد كل اللي عملته في سبيل انهاء زواجهم , ما تستاهل انه يعترف لها بالحــب .
خالد كمل كلامه ” مها ..انا اســف ..”
ارفعت مها عينها بصدمه .
ما توقعــــت هالكلمه لأنها اهي اللي لازم تعتذر .
كانت تبي توقف كلامه لكن اعجـزت تنطق أو تتكلم لأنها ما كانت تدري على شنــو قاعد يعتذر .
كمل ” اسف لأني كنت اناني , كنت ابغاك لنفـسي , كنت مضغــوط مـرا , وهالشي مو عذر ..الكل كان يبغى مني حاجــه , وانا كنت ابغى الهدوء والراحــه , اللي ما كنت ألقاهم إلا معاك ..لأجل كذا أجلت فكـره اعلان زواجنـــا ..لكن اقسم لك بالله اني كنت فخــور فيك , انا مستعــد اني اتقـدم لك من جديد , وتجي امي تخطبـك و ..”
سكــت ..وقال بصـوت اقل انفعال ” انا اسف لأني خبيت عنك حاجات اساسيه بزواجنا, ولأني حرمتك لفتره من الأطفال , لكن وربي كنت ابغى اجيــب اطفال منك , كنت راح اعلن زواجنا , لما اختلفنا كنت جاي لك لأجل اعتذر من تصرفي , لأجل ابلغك اني عرفت قيمتك لما تركتيني “
انزلت دموعها بصمــت .
مد ايده يمسـح دموعها ” الواضح اني صرت خبير بأنزال دموعك ..ما ابغى اشــوف هالدموع يا مها ..ابغى نعيــش انا وانتي وبراحـه وسعاده ..”
ابتسمت له من وسط دموعها ..
وقالت ” هذي دموع السعاده يا خالد “
ضمته بكل قوتها .. وقالت ” انا بعد اسفــه ..اسفه لأني ما سمعتك ..اسفه لأني تغليت عليك ..اسفه لأني ما فهمتك ..انا احبك ..يا خالد ..احبك وايد ..واوعدك اني ما راح اتركك ..ابدا يا خالد ابدا .. إن شاء الله ما راح يفرقنا إلا الموت ..”
تحركت من مكانها على السرير , واشرت له قربها وقالت ” تعال ابيـــك تقرب اكثر ..اشتقت لقربك , ابي انام على صدرك “
ابتسم لكلماتها
وتحــرك من مكانه ..واستلقى بقربها , واهو بعد يحتاج , ومشتاق لهالقرب .
كانت نايمه على ذراعه ..واهو يمرر ايده من غير لا يحس على بطنها .
اهي ألحيـــن بنعمـــه .
بفضل من الله .
شكــرت الله على كل شي ..وخاصه على وجود خالد معاها للمره الثانيــه .
حتى خالها غانم يستاهل انه ينشكــر ..
خالها غانم ..وتصرفه لما حرمهم من بعض كان تصرف حكيــم , علمهم قيمتهم الحقيقيه عند بعض ..واهم ينتظرون طفــل نتيـجه لفكرته الغريبه بتفريقهم .
لكنها ما راح تقـول لخالد عن هالسالفه ..
وما راح تقـول لخالد عن سمــر ..
يمكن تقــوله بالمستقبل لكن مو ألحيـــن
غريبه هالدنيــا ..شلون تغيرت حالتهم من فراق لوصــل ..
ومو اي وصــل ..
تذكـرت بيت من الشعــر كان ابوها محمد يكرره دوم :
دع الأيام تجري في اعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال …
ما بين غمضت عيـن وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
صدق الشاعر ..
احساسها بالأمان غمرها ..وهدهدها لدرجـة انها كانت على وشك انها تغفي لما
سمعــته يقــول لها ” وش جنس البيبي يا مها ؟ “
جاوبت عليه بضحـــكه ناعســه وهي عاجـزه حتى انها تفتح عينها ” ســـر “

بعد مرور شهــرين ( عمر وريم ) :

ريم كانت قاعده تحضر الريـوق ..كانوا بعدهم بمصــر ..
الشركه تحتاج لأهتمام عمر المباشـر , عشان ترد لترتيبها ونظامها ..
وهو مهو قادر يستغني عن العمل ..
زوجها بعد ذاك اليوم ..وهو يحاول يتغيـر للأحــسن .
صحيح تغيـر كان يضحك معاها , يتصرف معاها بصبــر ما كان موجود سابقا , يمـزح بوجودها , لكن ما تخلى كليا عن قسـوته اللي تظهر في بعض الأحيان كنه مو قادر ينسى اللي حصل من ثلاث سنوات , وهالشي كان يعكـر لها مزاجها ..لكن اهي سعيده
اليوم مزاجــه صفـر ..
خاصه انه يبحث على ورقــه من المستشفى الخاصه بموعده القادم ..
أما هي فألحين متحمســه تبغاه يخرج من الشــقه لأجل تشتغل على الغرفه الإضافيه اللي هم ما يستخدموها .
ههههه اضحكت بشقاوه وهي تتصور وجهه لما يشوف وش اعملت بالغرفــه ..
هي قالت له انها تبغاها , وتبغى تعمل فيها اضافات , وهو سمح لها بهالشي ..
وصار لها اسبوعيــن تقريبا تشتغل فيها من غير ما تسمح له بالدخول ..
ابتسمت لما تذكرت فضوله الخاص بهالغرفه بالذات
قطع عليها افكارها
صــرخه جايه من غرفة النوم ” ريــــــــــــــــم …وين الورقـــه ماني لاقيها “
ردت عليه من المطبـخ ” طيـــب شـوف يمكن بشنطتي الســوده , لما رحــت معك للمستشفى “
بدت تحط الفطور على الطاوله ..
واجلست على الكرسي تنتظره .
استيقاظها من الصباح معاه بدى يصير صعــب عليها مع الوقــت , لكنها كانت تقاوم النوم لأجل ما يكتشف مفاجأتها ..
مفاجأتها ..
قامـــت من مكانها بأنفعال بعد ما تذكــرت انه شنطتها السودا , حتنهي لها مفاجأتها ..
راحـــت للغرفـــه .
ولكن كان من الواضح انها تأخــرت , لكنها شافته من الباب المفتـوح , وهو ماسك ورقــه , ويقرى فيها ..
تباطأت بالمشي ..
لما حـس بوجودها قال بهدوء مصطنع ” شنــو هذي الورقه ؟ “
قالت بهدوء وهي متضايقه انه عرف بهالخـــبر بهالطريقه ..” واضح المعنى “
عمر كان مو مصدق انها للمره الثانيــه تخش عليه هالخبـــر
للمره الثانيــه قاعد تخش عليه خبـر حملها .
ردت له كل مشاعره المكبــوته خلال الثلاث سنوات ..
وحس جنــه عدم ثقــته كانت بمحلها .
كانت بطيح الجنين مثل أول مـــره
حرص انه ما يقــرب منها وقال بعصبيه عجــز انه يكبتها ” يعني كنتي بتسوينها فيني مره ثانيــــه , كنتي بتخليني مثل الأطرش بالزفــــه , لما اتطيحيـــــن الياهل للمره الثانيــــه , تدريــن انتي مو كفــــو ..مو كفــــووو “
شافتـــه بصدمــــه .
ما كانت متصــوره انه راح يظن فيها هالظن ..
هـــزت راسها بنفـــي عنيـــف وشديد , لكنها اعجــزت عن الرد .
كان اللي قاعد يصير كابوس مهو حقيقـــه ..
قرب من غير شعــور منـــه , اهو رد تزوجها , وبدى يثق فيها شلووووون تســـوي فيه هالشي , مرا ثانيـــه شلون .. و مسكها من كتفها , وبدى يهــــزها ” لو ما كنت عارف , وشايــف هالورقه , جان ما قلتي لي ..صــــــــح ؟؟..انتي شنـــــو …متى بيكـــون عندج احساس ..متى ؟ “
ما كانت تدري انه ما وثق فيها ابدا …ابداااااا …
ما تصورت انه يشك فيها بأنها راح تعمل نفس اللي اعملته من ثلاث سنوات , هي حاولت تثبــت له بكل الطرق الممكنــه انها تغيــرت ..
لكن من الواضح انه ما راح يثــق فيها ابدا ..
حاولت ترد , تدافع عن حالها ..لكن كل اللي اقدرت عليه انها قالت ” مو صحيح …..مو صحيـح “
عطاها نظـــرة غضـــب وقال ” انا الغبي اللي حاولت اثـــق فيج “
لكن ما اقدرت ..لسانها انربــط ..غيــر عن كلمه ” مو صحيح “
كانت بتتكلم اكثر عشان تعبر وتدافع عن نفسها بس دموعها اللي عبرت عن ألمها .
تركها بغضــــب .
وطلع من غرفتـــهم ..
واهي بعدها تردد ” مو صحيح ..مو صحيح “
راحـــت بعده , لكنـــه طلع .
حطـــت ايدها على شعـرها ..بدت ترجــف شفايفها ..
انفجاره فيها ..
وكلامه القاسي ..
ما يدل إلا على شي واحد انه ما في ثقــه انها ما اكتسبت هالثقه ..
هالوقت اللي مر ما بينهم ما عدل شي بالعلاقه ..
تحركت مثل المحنـطه للغرفه ..اللي كانت تحضــرها للمفاجأه ..
ادخــلت وسكــرت الباب ..
نقــلت نظرها على كل حاجه موجوده ..
وحـــست بالجــرح الكبيــر ..
عدة مرات حاولت تتكلم معاه عن الموضوع اللي صار من ثلاث سنين لكنه رفض الكلام معاها ببرود .
ألحيــن وهي تشــوف الغرفه ..حســـت انها حتمــــوت ..
كان حاسه بخيبــة امل كبيــره
وبــــدت تصيح ..
من القهــــر !!
” أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ”
ما اهتمت انه اي حــد يسمعها بالوقــــت الحالي ..
كل احباطها بالفتره اللي فاتت طلع ألحيــــن ؟
كانت تبغى تفاجأه !
بس تبغى تفاجأه ..
داســت على نفسها , وحاولت على قد ما تقدر تخبي الغثيان الصباحي لأجل تفــرحه بمفاجأه حلــوه ..
اصلا من اول ما تزوجــته للمره الثانيــه , وهي تضغط على نفسها لأجل ترضيه , وتحاول تتجاهل تعليقاته الجارحه ..
ليـــه مو قادر يفهم انها تغيــرت ..
متى حيثــق فيها ..
جلست على الكرسي الهزاز لأنه الكرسي الوحيــد الموجود .
هي مهي قاتله ..
ما راح تقتل طفلها ..
عمر قعد عند الدرج القريب من الباب الخاص بشقتهم , كان غاضـــب لدرجــة انه كان في احتمال كبير يقتلها ويقطعها بأيده الثنتيـــــن ..احتاج حق فــتره عشان يقدر يتمالك نفســـه ان استمر بهالعصبيــه راح يذبحها وان استمر بنفــس الشـــقه راح يذبحها ..
كان حاس بالحقــد عليها , شلون ترد تحاول تذبح ولدهم ..
كان فرحان بالأول لما شاف الورقه لكن لما استوعب انها خشت عنــــه , واستوعب ان اللي صار من ثلاث سنين راح يتكرر , الألم انطلق فيه بصوره اشد مما كان متصورها ..
لكن مو وقــته هالأعصاب ..
كان لازم ياخذ الموضوع بهدوء ..لأنه راح ياخذ ولده أو بنته اللي في بطنها ..راح تحافظ ريم على البيبي لو كان هذا اخر شي يســويه بحياته ..
لازم يتفاهم معاها ..ويفهمها هالشي ..ان كانت تتصور انه راح يتخلى عن حقـــه بالأبوه عشانها فأهي غلطانه ..
تحــرك من مكانه .
ودخـــل الشقــــــه بعزم واصرار , بعد ما حس انه يقدر يتكلم ببرود وهدوء ..
ناداها بأشمئزاز حتى من اسـمها ..
” ريم “
“ريم “
لكن ما في رد ..
هذي ليش حاقرته !!
راح لغرفتهم , وللمطبخ ما لقاها ..
وقف عند باب الغرفه اللي اهو ممنوع عن دخولها بطلب منها .. طول الأيام اللي فاتوا..
لكن هالمره ما احد راح يمنــعه من الدخـــول
سمع صـوت بجيها ..وما تأثر أو اهتم ..
حط ايده على مسكـــة الباب
وفتحه بهدوء يناقض الغليان اللي داخله ..
لكن لما شاف الغرفــه انبهــــر ..وتسند على اطار الباب بصدمه
نقــل عيــنه بأرجاء الغرفه ..
وانرمى الماي على النار اللي تغلي بداخلــه .
ريم حســت بوجود احد معاها بالغرفه .
ارفعت راسها , من ذراعها ..ومن استلقائها على مسند الكرسي الهزاز , تفاجأت من دخــوله عليها
حضــوره كان قــوي
هيبته كانت مؤلمه وجارحه لها ..
لكن جرحها كان اقوى هالمره…ما له حق يدخل غرفتها ..الغرفه المفرحــه اللي مخصصتها لسعادتها ولطفلها..
ما له حق يدخل يفسد عليها غرفتها خاصه انها مانعته من دخــول هالغرفـــه .
راحت له من غيــر شعــور لعند الباب اللي هو واقف عنده , وبدت تدفـــه للخارج , لكنها ما اقدرت تحركه ..كان واقف مثل الجبــل ينقــل نظره بالغرفه , بنظره اقل ما يقال عنها انبهار ..وصدمــه…و قالت بعنـــف من وســط دموعها وبكاها ” ما ابغاك …ما ابغاك ..اطلع من غرفتي ..تسمـــع ما أبغاك ..اطلع “
فجأة صار فيه هجــوم على صدره من قبضتيها ..
تضرب وهي تحاول انها تألمـــه ..
لكنــه قدر يتحــكم بأيدها اللي كانت توجهه لجسـده هالقذائف , ووبنفس الحركــه اللي عملها معاها بالمــزرعه لما حاولت تضربه ..لفها بسهــوله , بحيــث صار ظهرها , لصدره ..
حس بمقاومتها , لكن احكامه لقبضته ..منعها من الحركـــه .
غمض عيـــنه ورد فتحهم ..
ظلمها !!
نقــل نـظره بالغــرفه .
كانت الغرفه ورق حائط طفــولي , يدل على ان الحجـره خاصه بالأطفال ..
كان يسمعها ..واهي تقــوله ” اتركني …اتركني ما ابغاك “
لكن عقله ما كان يتســوعــب الكلام , لأن عيــونه كانت تنتقــل بالغرفه وعقله يحاول يستوعبها ..
فيه فراش صغيــر بالغرفه ..
كرسي هزاز .
ألعاب ..حتى وهي ما اولدت الطفـل مفـكره بالألعاب
ريم جهــــزت هالغرفه ..
طول هالأيام اللي فاتت كانت تحاول تجهـز هالغرفه من غير علمه ..
لأجل طفلهم ..
التفسيــر الوحيد لهالتصـرف انها كانت تبي تفاجأه ..
يالله شكثــر اساء فهمها , واساء لها بظنـــونه .
اهي قالت له مليون مره انها تغيـــرت , ليش ما قدر يصدق كلمتها ؟
ليش نطــر لما يجرحها , ويذبحها بكلامه , عشان يصدق اللي تقــوله ..
بدت حركاتها تــزيد عنــف وهي تحاول تفلت منــــه
قال بهدوء لأذونها يحاول يهديها ” اششششششششششششش , اشششششششششش حبيبتي ..خلاص “
فجأة هدى كل ما فيها ..
حبيبتي !!
هالكلمه ادخلت لعقلها المغلف بضباب الألم
حط جبهته على راسها من الخلف ” انا اســـف …حبيبتي ..ريمي ..اششششش ..هالمره اسأت الظن فيج ..اسف”
بدا نفســـها يطلع بصعوبه..
كمل كلامه بأصرار ” انا غلطان ..ادري اني غلطان ألحيــن بحقــج “
سمعت كلامه ..
تحبـــــــــه وتبغى تقنعه ببرائتها , ودها لو يعرف انها تغيرت ..
قالت بهمـس يكـسر الخاطــر ” انا تغيـــرت “
باس جتفها ..
وكلمت بنفـس الأسلوب المثيـر للشفقه ” انا تغيرت ما عدت اخاف اصيـر ام , انا كنت خايفه اصيـر مثل امي , كنت خايفـه ان الطفـل يعاني مثل عانيــت انا بالطفــوله “
الدموع كانت تنــزل بعيــونها بسيلان عجيــــب ..
اما اهو فتصلب جسمه ..
كان لأول مره يسمعها تتكلم عن طفلهم اللي سقط أو عن طفولتها..
” انا ما كانت متعمده اسقطه …وربي ندمــــــ….ـــت …ما كنت ابـ…ـغى اسقط طفلنـا ..ندمـــت …والله اني خبيـــ…ـت عنك هالمـ..ـره لأجــ..ـل افاجئك “
بجــت فجأه بطريقــه عـورت قلبه ..صياحها كان من قلب مفطور
وهذا خلاه يقــول ” ريم ..أشششششششششش ….ريم ..خلاص يا قلبي ..خلاص “
قالت ” متى حتــ….ـحبنـ…ـي يـ..ـا عمر …متـ..ـى حتثـــ…ـق فيني ؟ “
غمض عيــنه ..
لحظه الحقيقه يت ..
لحظه الحقيقه له ولها ..
قال بصوت غريب عنه وعنها ” بس انا طول عمري احبج يا ريم ..ما وقف قلبي ابد عن حبـــج “
حســت برجــولها ترتخي ..
من الصدمـــه ..
من الفرح المبهـــر اللي انطلق فيها ..
مستحيــــــــل ..ما تصــدق
يمكن هو مايدري لكنها هذي هي المره الأولي اللي ينطق فيها بهالكلمه ..
وكمــل بنفس الصـوت الغريب ” والثقه انزرعت فيني من ألحين يا ريم “

***********

مرت سنه وخلال هالسنــه :

خالد ومها : مستقرين بالسعوديه ..كل خميس وجمعه لازم يزورون الكويت , عشان مها تشــوف اهلها .
صار عندهم ولد اسمــه جاسم ..ماخذ قلوب الكل بخفـة طينته .
مها لازالت على دلعها ..وخالد لازال غير قادر على مقاومة هالدلع .
حبـهم لبعض ما يمنع وجود خلافات بينهم تمنح حياتهم نكهـه ..وتخلي الصلح احلى واحلى .
لازالوا كل واحد فيهم يغار على الثاني بينون .
في بداية رجوع مها لخالد ..على الرغم من تأكده من حبـها له إلا انه بالأيام اللي يشتد فيها الخلاف بينهم ..يتوقع انه بيرجع ويشوفها تاركتــه , لكنه ما استسلم لعدم الأمان اللي هو حاس فيه , وتصرف معاها على طبيعته ..
ومع انقضاء ايام السنـه بدى إحساسه بالأمان يستوطـن

عمر وريم : رجعوا من مصر للأستقرار بالكويت , عندهم بنت سموها حنان تشــبه ريم بكل شي , مجننه ابوها عمر , اللي مدللها اخر دلال , اما ريم فمرتبطه في بنتها بصـوره اهي ما كانت متخيلتها .
ريم لازالت غيــوره ..وما ينافسها بغيرتها إلا عمر , اللي لازال يغار من فيصل على الرغم من كلام ريم لأنه كان عارف انه لو انترك الموضوع لعمه حمد جان زوجها غصب..
اما ريم فمازالت تغار من سام اللي مستمره بإتصالاتها المتباعده مع عمر , وهذا من اهم اسباب خلافاتهم مع بعض .
نوره مالها طاري ..لأن ريم ما تبي تذكر انه في وحده شاركتها بزوجها بيوم من الأيام .
بينهم خلافات طبيعيه مثل اي اثنين متزوجيـن , عمر يتعامل مع الخلافات ببرود , وريم بتفجـــر ..
وغالبا ما تكون مغتاظه من بروده ..
لكن عمر مو دايما بالخلافات بارد أو مستهـزأ , في احيان كثيــره ما يقدر يمسك اعصابه , وينفجـر , وبهالوقت ريم تحاول تمسك نفسها لأنها تخاف بوقــت غضبـه المتفجر هذا .
لكنها متأكده و واثقه انه يحبها وهالشي يفرحها

ساره وقتيـبه : تحت اصرار قتيبـه ..تم الزواج , واخيــرا صارت ساره له ..ساره سعيده بالوقت الحالي مع قتيبه اللي اثبت انه رجال والنعم فيه .

موضي :كل يوم عن يوم تحب مها اكثــر وتتقلبها اكثـر , اما جاسم سمي زوجها فأهو اغلى عليها من روحها ..وينطبق عليها المثل ما اعز من الولد إلا ولد الولد .

فاطمه : على حالها ما تحب مها , ولا ممكن تتقبلها .

سمر : في مشروع خطبـه ..لكن ما تم حتى الأن .

بدر : سعيـد انه صار عم .

غانم : بعده على حاله , لكن في تغيــر بسيط , انه تعلق ببنت عمر , لما كان عمر في مصـر , كان غانم يتعنى لحنان مخصـوص على الرغم من انه عمر كان يزور الكويت كل اسبوع , ولما رجعوا للكويت واستقروا , صار كل يوميـن ياي لحنان .

الجد سعود : راضي جـزيئا عن احوال الكل ..ما عدا غانم ..
وفاقد وجود حفيدته مها لكن التليفون اليومي والزيارات الأسبوعيه مهــونه عليه هالشـوق .

حمد (ابو ريم ) : علاقته مع ريم بعد ما ساعدها بموضوع الإتصالات قـوت بصوره بسيطه , لكن انشغاله بأعماله يمنعه من تكوين علاقه اقوي من جذي .

بعد انقضاء السنـــه ..الكــويت ( عمر وخالد ) :

كان عمر توه راد من مصــر بعد ما صارت الشركه بوضع ممتاز , وقــوي ..
ضبط وقت ردته لمصـر , مع وقـت زيارة خالد ومها للكويـــت ..
ومثــل العاده كلما تواجد بالكويت لازم يـزور قبـر نوره ..الله يرحمها ..
نوره كانت شخصيه مرت بحياته ..مثل عابرة سبيل ..لكن علمته وايد اشياء بالحياة ما يقدر يناسها أو يوقف عن زيارتها مهما كان ..
هالمره كان معاه خالد ..لكن خالد استأذن وراح لقـبر عمه محمد (ابو مها )…عمر كان قاعد قرب قبر مرته المرحومه .
بعد ما سلم عليها ..ودعا لها ..
بدى يتكلم معاها ..
احساس داخله ادفعــه للكلام لأول مره بزياراته لها ..
قال بصــوت هادي ومتـأثـر ” نوره ..انا أبو ألحيـــن ..عندي بنت صغيره ..سميتها حنان ..”
سكـــت للحظــه وبعديــن قال ” وخالد ومها صار عندهم ولد .. جاسم ..”
كمــل واهو مستـغرق بأفكاره ” انا متزوج من مرتي الأوليــه ..ما تكلمنا عنج ..ابدا ..علاقتي انا وياج راح تظل للأبد بينا ..علاقه خاصــه ..”
وكمــل بجمله وجهها لنفسه أكثر من انها موجهه لنوره ..” تزوجتها لأني ما قمت اقدر استحمل وجود خطابها , لأني احبــها ……الغيــره نـار يا نوره “
خالد كان يشوف عمر ..
مــرت عليهم سنــه تقريبا , والحيــن استقرت امورهم تقريبا ..
قرب من صاحـــبه ..
وسمع اخر جمله قالها عمر (الغيره نار يا نوره )
عمر سمع صــوت خالد يقــول بنبره هاديه , ولكن واضح منها ان الشخص عارف معنى كلامه عدل ” ونار الغيره تحرق رجل واطيها “
سمع عمر كلمة خالد ..
ما في اصــح من هالكلمه ..
ابتسم عمر بذهـــن غايب على كلمة صاحبــه ” اي صــح ..نار الغيره تحرق رجل واطيها “
قام من مكانه وقبل لا يروح للمكان اللي خالد فيــه , قال ” مشكوره يا نوره على كل اللي علمتيني اياه …مع السلامه “


النهاية

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى