هل ينسى الطفل الاعتداء الجنسي والتحرش
هل ينسى الطفل الاعتداء الجنسي والتحرش قد يتساءل الكثيرون كيف يمكن اعتبار الفتاة التي تعرضت للاغتصاب فتاة صغيرة سعيدة وتتمتع بصحة جيدة بعد سنوات قليلة من وقوع الاعتداء؟ ولكن وفقا لأمهات اكتتشفت ذلك فإن الطفل لا يعاني من الأحداث الصادمة في الواقع.
حسب أخصائية نفسية خبرة في الصدمات النفسية بما في ذلك إساءة معاملة الأطفال والاعتداء الجنسي فقد درست الذكريات المؤلمة بما في ذلك الذكريات المستردة من الاعتداء الجنسي لأكثر من 25 عاما، فإن هناك العديد من الآثار الجانبية التي يعاني منها الطفل والتي تختلف حسب المرحلة العمرية وسوف نتعرف معا عليها وعلى طرق تخطي تلك الظاهرة.
هل ينسى الطفل الاعتداء الجنسي والتحرش؟
هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على الطفل عند تعرضه لحادثة اعتداء جنسي وتحرش والتي تترك آثرا في حياته فيما بعد ومنها ما يلي:
- العمر: كلما كان عمر الطفل صغير كلما تخطى ذكريات الاعتداء الجنسي مع مرور الوقت حيث أن مشاغل الحياة وأحدائها تساعد في محو الذكريات السيئة ولكن إذا كان الطفل كبير فسوف يظل في ذاكرته ملامح الاعتداء الجنسي والتحرش وتفاصيله المؤلمة.
- الأهل: يساعد تلقي الأهل لخبر تعرض طفلهم للاعتداء الجنسي في تخطي الطفل للأمر حيث أن هناك نوع من الأهل يتعاملون مع الأزمة بحكمة وهدوء ويوجهوا أهدافهم لتعويض الطفل المشاعر السلبية التي تعرض لها وقد يقوموا بالاستعانة بطبيب نفسي لمساعدة الطفل، وهناك نوع آخر يوجهوا الاتهام للطفل ويعاقبونه على ما حدث له من تحرش.
- المجتمع: يتم وضع بعض المسؤولية في تخطي الطفل حادثة الاعتداء على المجتمع، لأنه غالبًا ما تتحول مثل هذه الحوادث إلى قضايا على السوشيال ميديا حيث يظهر الطفل كضحية اعتداء جنسي ويجب على المجتمع الوقوف إلى جانبه ومواساته.
- عدد مرات الاعتداء: قد يتكرر الاعتداء الجنسي والتحرش على الطفل نفسه من شخص واحد أو من عدة أشخاص وهنا تصبح المشكلة أكبر ويتكون لدى الطفل عقدة ورعب ويتطلب الأمر عادة اللجوء لطبيب نفسي.
- العنف: تعرض الطفل للاعتداء الجنسي بصورة عنيفة يزيد من ترسيخ حادثة الاعتداء في عقل ونفس الطفل طوال حياته وتصبح آثارها النفسية عليه مؤلمة جدا.
- المعتدي: شخصية المعتدي تمثل دور في طريقة نسيان حادثة الاعتداء الجنسي حيث أن الشخص الغريب يسهل نسيانه عن وقوع التحرش من شخص قريب كالعائلة أو الأصدقاء.
طرق التعامل مع الطفل ضحية الاعتداء الجنسي
- يجب مراقبة سلوك الطفل طوال الوقت لمعرفة آثار الاعتداء الجنسي الظاهرة عليه والتعامل مع المشاكل النفسية فور ظهورها.
- مشاركة الطفل مشاعره وأحزانه واحتوائه من قبل الأهل والأقارب والمجتمع لمساعدته في تخطي الحادثة.
- تجنب ترك الطفل بمفرده قدر الإمكان لإشعاره بالأمان ومواسته مما يساعده في عدم تذكر أحداث واقعة التعدي الجنسي.
- توعية الطفل ضد التحرش وطرق التعامل عند التعرض لهؤلاء الأشخاص وعدم السماح لأحد بملامسة جسم الطفل أو الإطلاع عليه.
- عدم إحساس الطفل بأنه المسؤول عما حدث له وتجنب وضعه في خانة المذنب من خلال إبعاد شعور الذنب عنه.
علاج أعراض التحرش عند الأطفال
- يفضل التحدث إلى طبيب نفسي لأن لديه الخبرة في التعامل مع ضحايا الاعتداء الجنسي والتحرش من الأطفال ويساعد الطفل في تخطي ما حدث له واعتباره مرحلة مؤلمة ولن تعود.
- يجب محاولة إبعاد الطفل عن المكان الذي تعرض به إلى حادثة الاعتداء الجنسي أو التحرش لتخطي الموقف الذي تعرض له كما يجب إبعاده عن المعتدي وعدم مواجهته ثانية.
- تعليم الطفل رياضية دفاع عن النفس لرفع ثقته بنفسه ومساعدته على الدفاع عن نفسه عند مواجهة مواقف مثل الاعتداء أو العنف بجانب محاولة تفريغ طاقته السلبية.
- إشغال الطفل بالعديد من الأنشطة والمهارات الجديدة لملء فراغه مما يساعده على تجنب التفكير في الحادثة كقراءة الكتب والرسم والتحدث مع الأشخاص والذهاب إلى النادي.
- ضرورة عقاب المعتدي على الطفل مع إبلاغ الطفل بأنه نال ما يستحقه بسبب التعدي عليه حتى لا يشعر بالخوف من تكرار المرور بالتحرش مرة أخرى.
الوقاية من الاعتداء الجنسي والتحرش
- توعية الأطفال في سن مبكر بالأماكن التي لا يجب أن يلمسها أي شخص بجسمه.
- تدريب الطفل على مهارات الدفاع عن النفس وطريقة التصرف الصحيحة في حالة تعرضه لذلك.
- عدم الاقتراب من الأشخاص الغرباء وضرورة التحدث مع أحد الوالدين في حالة عدم الارتياح لشخص ما.
- مراقبة الطفل سواء داخل المنزل أو خارجه والاستماع إلى أحداثه اليومية ومشاركته أفكارهز
يعد الاعتداء الجنسي والتحرش بالأطفال من أصعب الحوادث التي قد يمر بها الطفل وتؤثر في صحته النفسية والجسدية لذلك يجب التعامل معها بحذر والتصرف بحكمة لتفادي المخاطر والآثار الجانبية فيما بعد.
اقرأ أيضا: 6 نصائح للمرأة الحامل في الأسابيع الأولى