ما هي المدائح النبوية المباحة
ما هي المدائح النبوية المباحة قال صلى الله عليه وسلم: “ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِر بمعنى الفرج المحرم، والحرير، والخمر، والمعازف” رواه البخاري، لذلك قد تتساءل عن المدائح النبوية وسوف نقوم بتوضيح الأمر معا بالتفصيل.
ما هي المدائح النبوية المباحة
المدح هو المعروف بالمديح النبوي والشعر الذي يعمل على تعدد صفات الرسول الحميدة وذكر المعجزات والوقائع التي حدثت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب العلم أن لها شروط حتى تصبح من المدائح المباحة البعيدة عن الغلو والفتنة بين الناس.
ونرى ذلك كثيرا بين الصوفيين الذين يعقدون حلقات المدح بجلب الطبول والزمامير ويبدأون في الغناء والحركات الإيقاعية مع التغي بالأناشيد الدينية التي تمدح النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذا يعتبر من البدع، فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
فقد كان هناك شعراء النبي حيث قام الصحابة يلقون الشعر في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل كعب بن مالك وحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة.
فمن أقوال الشعراء في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
اليَوْمَ نَضْرِبكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ.
وقول حسان بن ثابت حينما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم، فقال له رسول الله لا تعجل، واذهب إلى أبا بكر فإنه أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبا حتى يلخص لك نسبي،
فأتاه حسان، ثم رجع فقال يا رسول الله قد لخص لي نسبك، الذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ، وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
رَسُولَ اللهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ، هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيف
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي، لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا، تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ
يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ، عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظِّمَاءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ، تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُو عَنَّا اعْتَمَرْنَا، وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ، يُعِزُّ اللهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَقَالَ اللهُ: قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا، يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ
وَقَالَ اللهُ: قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا، هُمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ، سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللهِ مِنْكُم، وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
وَجِبْرِيلٌ رَسُولُ اللهِ فِينَا، وَرُوحُ الْقُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ.
خصائص قصيدة المدح
هناك ثلاث أنواع من المدح مختلفين في الحكم كما يلي:
- المدائح المشروعة: والتي لا يوجد فيها غلو ولا شرك مثل المدائح النبوية.
- المدائح الشركية: وهي التي يتخللها كلمات تحمل غلو تصل إلى الشرك بالله عز وجل مثل الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- المدائح المحرمة: التي تحمل معاني الغلو ولكنها لا تصل إلى الشرك.
حكم المدائح النبوية
المدح النبوي الذي لا يحتوي على معاني شركية ولا غلو ونحوه فهو جائز كما كان الصحابة يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض الفقهاء أجازوا جميع أنواع الإنشاد ما لم يكون غناءا، واختلف الفقهاء على حكم المدائح النبوية التي تحتوي على معازف كما يلي:
- الحنفية والحنابلة: التحريم.
- المالكية وبعض جمهور الحنفية والحنابلة: الإباحة.
- الشافعية: الكراهة.
المديح النبوي في العصر الحديث
في الغالب اليوم أصبح المديح يحتوي على الكثير من الغناء والغلو والاستغاثة بالرسول أو التوسل وطلب العون منه وهذا محرم، فقد نهانا النبي عن ذلك حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله”.
اقرأ أيضا: ما هي الذبائح المشروعة.