قصة كاملةقصص قصيرة

قصة الصباغ و الحلاق

يتالم من اللكمات التي تعرض لها فنهض من

على الارض والناس والماره يلتفتون اليه

ويتعجبون بسبب العراق الذي حدث بينه وبين

صاحبه وبعدها قام وراح يمشي حتى سال احد

اهل السوق ان يدله على حمام البلد

تعجب ذلك الرجل وقال ويحك يا هذا ما تعني

بالحمام رد عليه هو مكان ياتي اليه الناس

ويغتسلون بالمياه الساخنه والبارده

وينتعشون من البخار فيشعرون بعدها بالراحه

ويزول كل تعب بهم ضحك الرجل وقال باستخفاف

يا هذا انما تقوله لا وجود له عندنا في

هذا البلد فالناس جميعهم ياتون الى البحر

وحتى الملك بنفسه يقصده للاغتسال فيه هنا

ازداد زاهر تعجبا وحيرا كما انه استغرب ان

تكون بلد بمثل هذه الحضاره ولا يوجد فيها

مكان للاغتسال فجاءت في باله فكره هامه

ولكن قبلها يجب عليه ان ينطلق الى البحر

ليغتسل اولا

ثم يكون جاهزا حيث سيذهب الى القصر ويطلب

مقابله الملك

فلما صار ماثلا بين يديه عرفه عن نفسه بكل

ادب واحترام وذكر له حاجته حيث نصحه بان

يساعده في تشييد حمام كبير حتى يتردد

الناس عليه ويغتسلون به ويجب على بلد مثل

هذه الا تخلو منه لقد طابت الفكره للملك

واعجب بابداع الحلاق زاهر وهو يذكر له

التفاصيل والحاجه الملحه لهذا الغرض ثم

ارسل الملك رجاله بالمال اللازم والمعدات

لبناء وتشييد حمام كبير الى جانب السوق

لم تمضي بضعه اسابيع حتى تجهز الحمام

وامتلا بالمياه الساخنه والبارده

وصار المكان في الداخل منعشا وجميلا

ولان زاهر هو صاحب الفكره فقد عينه الملك

مالكا للحمام

فتصرف فيه بشكل حسن ولم يتنازل ابدا عن

طيب اخلاقه ولا عن حسن معاملته

وكثيرا ما كان يسمح للفقراء بارتياب

الحمام

والاغتسال فيه حتى ولو لم يكونوا يملكون

الثمن اللازم

وفي احيان كثيره يعمل على مراعاتهم

والاحسان اليهم وصار الجميع يزور هذا

المكان حتى الملك بنفسه

حيث اعجبه المكان جدا

وشعر فيه بالراحه والهدوء

فقرر ان يعتاد المجيء اليه كل اسبوع

ومرت عده ايام على هذا الحال حتى صار

الحمام مشهورا بشكل كبير جدا

وحتى اكثر من المصبغه بكثير

وهذا الذي دعا الصباغ غسان ان يذهب بفضوله

واهتمامه ليرى ويزور ذلك الحمام الكبير

والذي يزوره الملك بنفسه

فكانت دهشته غير متوقعه حين راى صاحبه

زاهر وهو يجلس ويتراس الحمام باكمله عندها

قرر الخبيث الحقود ان يتقرب منه فجاء نحوه

والقى التحيه عليه فما ان راه زاهر حتى

غضب وراح يذكره باستقباله القاسي الذي

تعامل معه في الفتره الاخيره لما زار

مصبغته

فطرده ودعا انه لص وليس هذا فحسب وانما

دعى رجاله وخدمه ليقوموا بطرده وضربه هنا

اعتذر واحمر وجهه غسان خجلا وقال اعذرني

يا صاحبي لقد اخطات وشبهت بك اللصوص بسبب

المرض الذي انهكك وايضا من كثره الزبائن

الذين يترددون علي في اليوم والليله هنا

تنازل زاهر صاحب الحمام عن مشاعره وقرر ان

يسامح صاحبه بل وحتى عانقه واشرف بنفسه

على تغسيله ودهنه بالزيوت المناسبه وهنا

قرر غسان ان يستمر في خبثه وقد سمع ان

الملك سياتي في يوم الغد لزياره الحمام

فاخبر زاهر ان يقوم بتدليك الملك

بالزيوت الصنوبريه الرائعه

فوافق على الفكره الجميله وبسرعه ودون

انتباه غادر غسان الحمام واستغل الفرصه

لبناء مؤامرته بشكل اقوى

فقصد القصر وطلب مقابله الملك في مجلسه

فلما صار واقفا بين يديه قال متوسلا

وشاكيا يا صاحب الفخامه انا من المترددين

كثيرا على حمام الحلاق زاهر وكنت في سفر

الى البلد عبر البحار برفقته فكان مبعوثا

من اعدائك وما جاء الى هنا ولا بفكره

الحمام الا ليستغل حضورك له في الغد

للقضاء عليك غضب الملك وهو يستمع لتلك

المؤامره وقال له بصوت مضطرب

ويلك يا هذا قل لي ماذا جرى فاخبره غسان

انا زاهر صاحب الحمام سوف يدعوه في يوم

الغد ويعمل على تدليك جسده بالزيوت

الصنوبريه والتي في الحقيقه هي سم زعاف

وخلال ثلاثه ايام سوف يواجه الموت ويكون

بذلك قد نجح في الهروب فلا تطاله يد حراسك

غضب الملك وهو يستمع وقرر ان يراقب المشهد

عن كثب ففي اليوم التالي جاء كعادته الى

الحمام

فاخرج زاهر الزيوت الصنوبريه وعرض عليه ان

يدلك جسده وجلده وهنا على الفور اصدر

الملك اوامر باعتقاله والزج به في السجن

فورا

فجلس زاهر بين جدران زنزانته وهو لا يرى

ضوء الشمس ولا القمر وظل ليلته الاخيره

ولا يعرف ما الذي حصل حتى حقد عليه الملك

فجاه وفعل به ما فعل فلما اشرقت شمس اليوم

التالي نادى الملك على حراسه فجاءوا له

بزاهر وعند ذلك حكم عليه بالموت غرقا وحتى

يتم تنفيذ هذا الحكم قام باستدعاء قائد

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى